السبت، 25 سبتمبر 2010

نشاط مكثف للدبلوماسية المصرية فى اجتماعات الامم المتحدة بنيويورك :

أبو الغيط عرض الرؤية المصرية حول الاستحقاقات فى السودان الشهور القادمة

دعم شريكى الحكم وعدم استباق نتائج استفتاء تقرير المصير فى الجنوب

الوزير يرأس المنتدى الصينى الافريقى ويشارك فى اجتماع دعم الصومال

 

شاركت الدبلوماسية المصرية بقوة فى اجتماعات الدورة ال 65 لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك حيث عقد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية العديد من الاجتماعات المهمة خلال الجمعية وعلى هامش أعمالها مع العديد من الوزراء والمسئولين الدوليين تناولت عملية السلام فى المنطقة والعلاقات الصينية الافريقية والوضع فى السودان والصومال وتنشيط الاتحاد من أجل المتوسط .

صرح السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير الغيط رأس ونظيره الصيني أمس الاجتماع الوزاري للتشاور السياسي بين وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنتدى التعاون بين الصين وإفريقي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنتدى وعددها 49 دولة إفريقية والصين.

أضاف أن الاجتماع يعد الثاني في سلسلة الاجتماعات التشاورية بين وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنتدى حيث عقد الاجتماع الأول بنيويورك في سبتمبر 2007 في إطار آلية الحوار السياسي المنتظم بين الجانبين الصيني والإفريقي والتي تم تدشينها خلال قمة المنتدى ببكين في نوفمبر 2006 مشيرا الى أن رئاسة مصر للاجتماع تاتى في إطار رئاستها المشتركة مع الصين للمنتدى والتي تمتد حتي عام 2012.

أشار إلي أن هدف الاجتماع مراجعة وتقييم مسيرة المشاركة والتعاون بين الصين وإفريقيا واستعراض التقدم في تنفيذ ما ورد بإعلان وخطة عمل شرم الشيخ الصادرين عن المؤتمر الوزاري الرابع للمنتدى الذي استضافته مصر في نوفمبر الماضي ويتضمنان مجموعة من المشروعات وبرامج العمل المقرر تنفيذها حتي عام 2012 لتعزيز أواصر التعاون بين الجانبين وإسهام الصين في جهود التنمية في إفريقيا وخاصة في مجالات البنية الأساسية والزراعة والتصنيع الزراعي والبيئة فضلاً عن زيادة حجم التبادل التجاري وتدفق المنتجات الأفريقية للسوق الصينية ومضاعفة أعداد السائحين الصينيين وزيادة حجم الاستثمار الصيني في إفريقيا .

أضاف زكى أن الاجتماع تناول كذلك عدداً من الموضوعات ذات الأولوية وفي مقدمتها عملية إصلاح منظومة الأمم المتحدة والتداعيات الناتجة عن الأزمة المالية العالمية والآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ خاصة على الاقتصاديات الإفريقية وجهود دول القارة لتحقيق السلم والأمن وبلوغ أهداف الألفية التنموية .

أوضح أن الوزير ألقى في بداية الاجتماع بياناً شاملاً أشاد فيه بالتقدم المحرز لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين وأكد مجدداً على ضرورة توسيع التمثيل الإفريقي في المنظمات الدولية والمؤسسات الاقتصادية والمالية بما يتيح لها الإسهام الفاعل في صنع القرار بشأن النظام الاقتصادي والسياسي الدولي الجديد مشيرا الى أن المؤتمر اعتمد في ختام أعماله بياناً نوه بأهمية المشاركة الإفريقية الصينية وأكد إلتزام الدول الأعضاء بمواصلة العمل في إطار المنتدى من أجل تحقيق المصالح المشتركة لشعوب أفريقيا والصين، وتعزيز السلم والأمن الدوليين .

" الشأن السودانى "

 

أشار الى أن أبو الغيط شارك أيضا في الاجتماع الدولي رفيع المستوى الذي دعا إليه السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون حول السودان و حضره عدد من رؤساء الدول والحكومات وممثلو قرابة الأربعين دولة ومنظمة وجهة إقليمية ودولية من المهتمين والمعنيين بالشأن السوداني .

أضاف المتحدث أن الاجتماع تناول مجمل الأوضاع في السودان حيث ركز على الترتيبات الخاصة باستفتاء تقرير المصير في الجنوب وكيفية إجراء استفتاء يتسم بالنزاهة والشفافية ويعبر عن إرادة أبناء الجنوب بحرية و قضايا ما بعد الاستفتاء الرئيسية بما فى ذلك موضوعات الأمن والمواطنة وإدارة الموارد الطبيعية وتوارث المعاهدات علاوة على سبل إدارة المرحلة الانتقالية بعد الاستفتاء.

أوضح أن الاجتماع تطرق إلى الأوضاع في دارفور وسبل إنعاش عملية التسوية السلمية وتشجيع الحركات الدارفورية على استئناف المفاوضات مع الحكومة السودانية و سبل دعم اتفاق السلام الموقع عام 2006 بين الحكومة السودانية وجبهة شرق السودان وتعزيز عملية التنمية في شرق السودان .

أشار الى ان الوزير استعرض خلال الاجتماع الرؤية المصرية للتعامل مع الاستحقاقات المهمة التي سيشهدها السودان في غضون الأشهر القليلة المقبلة والتي تعد الأهم في تاريخه الحديث حيث أكد أن التحرك الدولي ينبغي أن يتأسس على دعم شريكي اتفاق السلام لإدارة الفترة من الآن وحتى موعد الاستفتاء وكذا التوصل إلى تفاهمات تتعلق بقضايا وترتيبات مرحلة ما بعد الاستفتاء .

أكد ضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم أية اتفاقات يتم التوصل إليها بين الشريكين بما يضمن حفظ الأمن والسلم في مختلف أرجاء السودان وعدم العودة إلى الحرب و تعزيز جهود شريكي السلام الرامية إلى الاتفاق على منهج واضح يهيئ الأجواء لإجراء الاستفتاء ويحدد معطيات ما بعد الاستفتاء ويبقى على العلاقات الجيدة والتجانس بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أياً كانت نتائج الاستفتاء.

ذكر المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية أكد على أهمية عدم استباق نتائج الاستفتاء والالتزام من جانب المجتمع الدولي بتنفيذ اتفاق السلام الشامل الذي نص على ضرورة التزام كافة الأطراف بالعمل على جعل خيار الوحدة جاذباً والتزام شريكي السلام بالامتناع عن أي شكل من أشكال الإلغاء أو الأبطال من جانب واحد فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، وإنشاء آلية لحل أية خلافات قد تظهر خلال تنفيذ الاتفاق.

أكد ضرورة أن يتناول المجتمع الدولي أزمة دارفور في إطار خطة لمعالجة الوضع من كافة جوانبه السياسية والأمنية والتنموية والإنسانية مشيراً في هذا السياق إلى أهمية دعم الإستراتيجية التي أعلنت عنها الحكومة السودانية مؤخراً وأن يتم العمل على معالجة جذور الأزمة من خلال وضع خطة إنعاش الإقليم اقتصادياً وتنموياً ومنوهاً في ذات السياق إلى أن مصر في إطار جهودها لتحقيق هذه الغاية النبيلة استضافت مؤتمر إعادة إعمار دارفور في شهر مارس 2010 و دعت إلى تركيز الجهود لتحسين الوضع الإنساني هناك والإسراع بعملية التسوية السياسية.

أضاف أن وزير الخارجية أكد مشاركة مصر فى المؤتمر الدولي الذي ستستضيفه الكويت مطلع ديسمبر المقبل لإعادة إعمار وتنمية شرق السودان منوهاً إلى أهمية هذا المؤتمر فى تعزيز الجهود السودانية للحفاظ على الاستقرار فى شرق السودان ودعم تنفيذ اتفاق السلام الذي أبرم بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق فى عام 2006.

" الوضع بالصومال "

من جهة أخرى أكد احمد أبو الغيط وزير الخارجية العلاقات الوثيقة التى تربط بين الشعبين الصومالى والمصرى منوهاً بالدور الذى تقوم به مصر على المستويين الإقليمى والدولى لتعزيز جهود المصالحة الوطنية وتحقيق الأمن والسلم والاستقرار فى الصومال.

قال فى كلمة ألقاها نيابة عنه السفير إبراهيم على حسن خلال الاجتماع الدذى دعا له بان كي مون سكرتير عام الأمم المتحدة فى نيويورك بشان الصومال وحضره عدد من رؤساء الدول الأفريقية والوزراء وكبار المسئولين فى الدول الأخرى المعنية والرئيس الصومالى شيخ شريف أحمد إن مصر تقدم الدعم الفنى والمساعدات الانسانية للشعب الصومالى وتنظم دورات تدريبية لقوات الأمن الوطنى .

دعا الوزير فى بيانه المجتمع الدولى لحشد الجهود لدعم حكومة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد والمؤسسات الشرعية فى الصومال لتحقيق التسوية السياسية, والوفاء بتعهداتها فى توفير الدعم اللازم للشعب الصومالى الشقيق .

أوضح المتحدث الرسمى أن الوزير ابو الغيط بحث أمس مع ميجيل موراتينوس وزير خارجية أسبانيا على هامش أعمال الجمعية العامة تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وأسبانيا بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط .

أضاف أن الوزيرين أكدا على أهمية قيام إسرائيل بتمديد تجميد بناء المستعمرات لإتاحة الفرصة لمواصلة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعدم تعكير المناخ الإيجابي الناتج عن إطلاق هذه المفاوضات منذ ما يقرب من أسبوعين و تنشيط الإتحاد من الأجل المتوسط رغم تركيز أحمد أبو الغيط على تأثير المفاوضات في عملية السلام على نشاط الإتحاد من أجل المتوسط واتفق الجانبان على مواصلة التشاور متابعة لجهود تحقيق السلام بالمنطقة وتفعيل الإتحاد من أجل المتوسط .

الخميس، 2 سبتمبر 2010

بحضور اوباما ومبارك وعبدالله وعباس ونتنياهو بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد عامين من التوقف

بدأت مساء الاربعاء فى البيت الابيض مراسم انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور الرئيس الامريكى باراك اوباما والرئيس حسنى مبارك وعاهل الاردن الملك عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو


وفي بداية الحفل دخل الزعماء الخمسة إلى قاعة الحفل حيث رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما بضيوفه, واعلن ان  الفلسطينيين والاسرائيليين يستأنفون اليوم الخميس المحادثات بعد ما يقرب من عامين من التوقف .


وقال اوباما ان المحادثات قائمة على إقامة دولتين دولة اسرائيلية وفلسطينية يعيشا جنبا الى جنب في أمن وسلام , ثم أعطى الكلمة للرئيس مبارك.

جهود مصر


وأكد الرئيس مبارك فى كلمته استمرار مصر فى دعمها للشعب الفلسطينى فى قضيته العادلة ومواصلة جهودها من أجل تحقيق تطلعاته واستعادة حقوقه المشروعة, وقال إن مصر ستظل الى جانب الشعب الفلسطينى الى أن تقوم دولته الفلسطينية المستقلة .

وقال الرئيس إن التوصل الى السلام العادل يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات هامة , مشيرا الى أن الإستيطان على الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولى, وهو لن ينشئ لاسرائيل حقوقا أو يحقق لها سلاما أو أمنا .


وطالب الاسرائيليين باغتنام الفرصة الحالية وألا يدعوها تفلت من بين أيديهم, وقال "اجعلوا السلام الشامل هدفا .. ومدوا أيديكم لتلاقى اليد العربية الممدودة اليكم بالسلام" .


وأشاد الرئيس مبارك فى كلمته بالجهد الكبير الى يبذله الرئيس الامريكى باراك أوباما منذ الأيام الأولى لتوليه الرئاسة وسعيه للتوصل الى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية ومثابرته طوال الفترة الماضية من أجل تذليل الصعاب وإعادة اطلاق المفاوضات

وكان اوباما قد رحب فى بداية الحفل بالزعماء المشاركين فى انطلاق المفاوضات المباشرة والتى يشارك فيها ايضا تونى بلير ممثل اللجنة الرباعية .


واشار اوباما إلى أن الزعماء المشاركين يعتبرون امتدادا لمن اطلقوا المسيرة , ومن بينهم الرئيس الراحل انور السادات واسحاق رابين ومناحم بيجين والعاهل الاردنى الراحل الملك حسين .

وقال " اننا نواصل الجهد الذى اطلقه هؤلاء الزعماء , ونقف على اكتافهم ونواصل العمل الذى بدأوه والوقت قد حان لكى نسأل انفسنا .. هل نملك الشجاعة والحكمة التى كان يمتلكونها ? "
وأضاف أن الزعماء المشاركين فى مراسم انطلاق المفاوضات المباشرة يشاركون فى السعى الى هدف واحد , وذلك رغم اختلاف لغاتهم ومعتقداتهم الدينية وهو العيش فى سلام وامن والتحرر من الخوف والعيش فى كرامة وخلق غد افضل.

غضب وإحباط

ثم القى العاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى كلمة أكد فيها أن المهمة الموجودة ليست سهلة على الاطلاق .
وقال "لمدة عقود وعقود كان هناك صراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين, وعانى الرجال والنساء والاطفال من ويلات الحروب وويلات هذا الصراع, وفقدت الكثير من العائلات من يساعدهم على الاستمرار في حياتهم بشكل أفضل .. كان كثير من الغضب والاحباط وكان هناك تغذية لهذا الاحباط بالمزيد والمزيد من الصراعات .. تعقد الموقف للغاية حتى انه صعب مخاطبته بشكل أفضل حتى يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من إيجاد حل لهذا الامر" .

وشدد العاهل الاردني على ضرورة بذل الجهود لتحقيق النجاح, الذى هو هدفنا اليوم حتى يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من تحقيق السلام والاستقرار وحتى يتمكن النساء والرجال من تحقيق مستقبل أفضل وحياة افضل من التي يعيشونها .
وقال أننا يجب أن ندفع للسلام أن يسود, وإن فشلنا في تحقيق هذا الغرض سيكون نجاحا للحروب والغضب والمزيد متن المعاناة التي سوف تعانيها كل شعوب المنطقة .


واعرب الملك عبد الله عن تقديره للرئيس أوباما على التزامه لتحقيق السلام .. وقال "لقد ذكرت أن عملية السلام بالشرق الاوسط هي قضية أمن قومي بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية ونحن ندرك هذا الامر ونؤمن به ايضا .. وندرك ايضا قضية استراتيجية اوروبية ومتطلب حقيقي للامن والاستقرار العالمي ".


وقال إن السلام والاستقرار هو حق لكل فرد من افراد المنطقة, ولكل شعوب المنطقة من الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب على حد سواء .. ويجب ان يكون هناك إقامة لدولة اسرائيلية وفلسطينية بناء على السلام العادل والشامل من أجل تحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة

 
ثم القى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة اعرب فيها عن سعادته لوجوده من أجل بدء الجهودالمشتركة في إقامة تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين .


واعرب عن شكره للرئيس أوباما على جهوده الدوؤبة لتشييد هذا المسعى للسلام, كما قدم الشكر لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والسيناتور جورج ميتشل مبعوث السلام في الشرق الاوسط والادارة الامريكية على جهودهم لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين اليوم.
واعرب نتنياهو عن شكره للرئيس مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله على تكريسهما لهذا الجهد المهم لدعم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة .


وقال نتنياهو إن السلام الدائم هو السلام بين الشعوب , بين الإسرائيليين والفلسطينيين, ويجب أن نتعلم كيفية التعايش معا, وان نعيش جنبا إلى جنب ومع بعضنا بعضا.


وأضاف "اننى كنت أحمل قضية إسرائيل طوال حياتى ولكننى لم أحضر هنا لأقدم حججا بل لأقدم وأصنع السلام", مشيرا إلى انه لم يأت لكى يقوم بلعبة اللوم التى يخسر فيها كل الأطراف الذين لم يريدوا السلام.


وأشار نتنياهو إلى انه بدأ كلمته بالعبرية وهى "شالوم" أى السلام, لأن هدفه هو السلام وتحقيق سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين, ولا نسعى أبدا لفترة مختصرة أو استراحة قصيرة بيننا وبين الفلسطينيين وبين أطراف الارهاب , بل سلام ينهى النزاع بيننا للأبد وسلام سيمتد إلى أجيال وأجيال .


وقال نتنياهو "اتيت هنا لتحقيق سلام يجلب فائدة دائمة لنا جميعا.. لم أحضر هنا لكى ابدى اعذارا أو مبرارات أو أن نصنعها بل حضرت لنتوصل إلى حلول".

اتفاق سلام

ثم ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة أعرب فيها عن شكره للرئيس الامريكي باراك أوباما على استضافته تمهيدا لإطلاق مفاوضات الوضع الدائم للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني اسرائيلي حول كافة قضايا الوضع النهائى خلال عام واستنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والقانون الدولى.


وقال اننا سوف نتوجه نحو اطلاق هذه المفاوضات غدا ونحن مدركون للمصاعب والعقبات التى تقف أمامنا ومستوعبين لدروس التجارب السابقة, ونؤكد باسم منظمة التحرير الفلسطينية اننا سنعمل بكل تصميم وجدية ونية صادقة من أجل انجاح هذه المفاوضات.


وجدد التزامه بتنفيذ كل ما يترتب من التزامات , داعيا الجانب الإسرائيلي لتنفيذ التزاماته وبخاصة وقف الانشطة الاستيطانية كافة.
وأكد عباس أن الدعوة لتنفيذ الالتزامات وكذلك رفع الحصار المفروض على غزة وانهاء الاغلاق والحواجز التى تخالف حق الفلسطينيين في الحياة والتحرك لا تشكل شروطا مسبقة وانما هى تنفيذ لتعهدات والتزامات سابقة.


وأضاف عباس "اننا سوف نبذل كل جهد ممكن وبلا كلل أو ملل لكى تصل هذه المفاوضات إلى غايتها وأهدافها فى معالجة جميع القضايا, قضايا المرحلة النهائية, القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والأمن والمياه, ومن ثم الافراج عن جميع المعتقلين بغية تحقيق السلام الذى تتوق إليه شعوب منطقتنا .. السلام الذى يحقق الحرية والاستقلال والعدالة للشعب الفلسطيني في وطنه والشتات والذى يعانى أشد المعاناة منذ عقود .. السلام الذى يصحح الظلم التاريخى الذى لحق بشعبنا والذى يحقق الأمن والامان له وللشعب الاسرائيلي ويفتح امامهما وأمام شعوب المنطقة حقبة من السلام العادل على المسارات كافة وحقبة من الاستقرار والتقدم والرخاء.

وقال الرئيس عباس إن تصميمنا هذا يستمد تشجيعا كبيرا من عزيمتكم فخامة الرئيس أوباما وجهدكم المتواصل منذ توليتم الرئاسة والروح الوثابة التى اطلقتموها في العالم, ومن رعاية لهذه المفاوضات المباشرة وعبر الدور المتميز لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والسيناتور جورج ميتشل وطاقمه.


وأضاف أن مشاركة الرئيس مبارك والملك عبدالله دلالة على الدور الجوهرى والفاعل والمتصل لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية في دعم فرص تحقيق السلام, وهو دور متصل بالموقف الذى عبرت عنه مبادرة السلام العربية التى جسدت اجماع الدول العربية وبالتالى الدول الاسلامية ايضا على تحقيق السلام الشامل والعادل على المسارات كافة في منطقتنا بما فى ذلك المسار السورى الإسرائيلي واللبناني الاسرائيلي وقدمت فرصة مخلصة وثمينة لصنعه.


وأوضح أن حضور توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية معنا اليوم مؤشر بالغ الدلالة وهو الذى يتابع بجهود مشكورة منذ سنوات ما تقوم به السلطة الفلسطينية من عمل استثنائى لبناء مؤسسات الدولة.

وقال عباس "لقد حان الان صنع السلام وانهاء الاحتلال الذى بدأ عام 1967 ونيل الشعب الفلسطينى الحرية والاستقلال والعدالة, مشيرا إلى انه حان الوقت لتكون هناك دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة إلى جانب دولة إسرائيل ووضع حد نهائى للصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الرئيس عباس إن الشعب الفلسطيني المتسمك بحقوقه في الحرية والاستقلال هو الأكثر احتياجا للأمن والعدل والسلام لأنه الضحية والأكثر تضررا من استمرار دوامة الحروب والعنف , مشيرا إلي ان الشعب الفلسطيني يرسل رسالة إلى جيرانه الإسرائيليين والعالم بأسره بأنه الأحرص على تدعيم فرص نجاح المفاوضات وانجاز اتفاق السلام العادل في أسرع وقت ممكن.
وأضاف عباس انه بهذه الروح سنعمل لانجاح هذه المفاوضات ونثق باننا قادرون على تحقيق مهمتنا التاريخية الصعبة وهى صنع السلام في أرض السلام.


ووجه الرئيس الفلسطيني قوله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إن ما حدث بالأمس قمنا بإدانة هذا العمل إدانة شديدة, وما حدث اليوم ندينه أيضا", مشيرا إلي أن الشعب الفلسطيني لا يريد اطلاقا أن تراق قطرة دم لا من الاسرائيليين ولا من الفلسطينيين.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يسعى ويريد السلام والعيش بشكل طبيعي مع شركائه وجيرانه إلى الأبد, داعيا نتنياهو إلي توقيع اتفاق نهائى للسلام ينهى حقبة طويلة من الصراع وإلى الأبد.

وأعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما, في ختام الحفل , عن شكره لكل الزعماء والقادة لهذه الكلمات الرائعة .. وشكر ايضا وفود الدول المشاركة في الحفل .. وشكر الجميع على كل الاداء الرائع الذي قاموا به , مشيرا الى أن هذه مجرد بداية .
وقال " امامنا طريق طويل .. واننا نقدر ما قام به القادة اليوم للقيام بدفع عملية السلام قدما خاصة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو .


واكد اوباما أن هذه الخطوة ليست بالسهلة عليهما على الاطلاق ولكنها توحي بايمانهما القوي بهذه القضية وبشرعيتها وباهمية تحقيق السلام واتخاذ هذه الخطوة الصعبة والتي تعتبر اختبارا لحكمتهما وشجاعتهما ورؤيتهما للمستقبل .
وقال " كلي أمل ويقين اننا سوف نتمكن من تحقيق هدف تجمعنا .. شكرا لكم جميعا" .

وصافح اوباما الزعماء الأربعة على الترتيب, الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس .
وغادر الزعماء الخمسة قاعة الحفل وهم يتبادلون مع بعضهم اطراف الحديث .