تليفون من العراق أعاد البسمـــة لاســرته بعد سنوات من الفراق
" الجمهورية " كانت حلقـــة الوصل بين أبناء عصمان والوزارة
كتب ــ هشام البسيونى :
قصة المواطن عصمان أحمد عصمان تصلح لان تكون فيلما سينمائيا بامتياز .. ترك أهله وأبناءه الصغار قبل 28 عاما بحثا عن لقمة العيش فى العراق الذى كان يفتح ذراعيه للبسطاء من المصريين .
عندما وصل هناك تقطعت به السبل ولم يتصل بأسرته طوال هذه المدة حتى اعتقدوا انه لقى ربه خصوصا أن أخباره انقطعت من سنوات طويلة خاض خلالها العراق العديد من الحروب فاستسلموا لامر الله حتى فوجئوا باتصال من أسرة عراقية تعيش فى الموصل قبل أسبوعين تخبرهم أن والدهم الذى يبلغ من العمر 74 عاما لا يزال على قيد الحياة .
لم يصدق الابناء الكلام واعتقدوا انها لعبة من عصابة دولية تريد أن تحصل منهم على قرشين خصوصا أن الله فتح عليهم كثيرا طوال فترة غياب الاب حتى طلب ابنه الاكبر من محدثه الذى ظهر رقم تليفونه أنه بالفعل من خارج مصر ـ أن يتكلم من يدعون انه والدهم وبالفعل تعرف عليه .
ولكن كيف يعيدونه إلى القاهرة بعد أن علموا سوء حالته الصحية وإصابته بكسور بالغة تمنعه من الحركة ولم تكن معه أية أوراق تثبت هويته .
اتصل الابن بالزميل إبراهيم ابو كيلة نائب رئيس تحرير الجمهورية حتى يستفتيه فى الامر فطلبنى وسألنى ماذا نفعل قلت له ساتصل بالخارجية ونعرف ماذا يمكن أن يفعلوا أو يقدموا .
اتصلت بالوزير مفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم الخارجية وشرحت له الامر .. لم يتردد الرجل مرة واحدة وقال سنفعل ما بوسعنا وسنتصل بسفيرنا فى العراق السفير شريف شاهين وسنعرف منه ماذا
يستطيع ان يفعل وسنعيده إن شاء الله لان هذا مواطن مصرى وحقه علينا أن نعيده لاحضان أسرته ولكن اتركنى يوما أو يومين على الاكثر واعطنى بياناته ومكان الاسرة التى تستضيفه وأية ارقام هاتفية لديهم .
فى البداية اعتقدت ان اليوم أو اليومين ستكونان أسابيع لاننى أعرف أن الامر معقد ويحتاج غلى وقت ولكن الخارجية خيبت الظن خصوصا أن الاداء بعد الثورة اختلف كثيرا وبات المواطن المصرى فى الخارج الشغل الشاغل للوزير محمد عمرو وكل العاملين معه فى الوزارة .
قبل أن يمر يومان جاءنى اتصال من المتحدث الرسمى بأن السفير المصرى فى العراق أرسل باسم صابر السكرتير الاول وقنصلنا فى أربيل أقرب موقع لمكان المواطن وتعرف عليه واستخرج له كافة الاوراق التى تثبت هويته وحصل على إذن من السلطات العراقية بسفره إلى مصر عن طريق مطار اربيل لان سفره إلى بغداد سيكون مرهقا له خصوصا وأنه فى سن حرجة ومصاب بالعديد من الامراض والكسور فى الحوض بنسبة 45 % .
طلب منى المتحدث الرسمى باسم الخارجية الوزير مفوض عمرو رشدى إعطاء رقم هاتف السكرتير الاول صابر لاسرة المواطن حتى يتابعوا معه خطوات رجوعه لحظة بلحظة وأخبرنى ظهر الثلاثاء الماضىى أنه سيصل عصر نفس اليوم ثم اتصل مرة أخرى وأبدى أسفه بأن عودة الرجل ستتأخر حتى فجر السبت لانه لم يلحق الطائرة السابقة بسب بعض الاجراءات .
بالفعل عاد عصمان فجر أمس لاحضان أسرته التى لم تصدق هذه اللحظة حتى الان ووجهت الشكر للوزير محمد عمرو على الجهود التى بذلها جنود الخارجية لاعادة الاب الذين اعتقدوا أنه فى رحاب الله طوال السنوات الماضية .