الإنشاءات الهندسية علي الحدود مع غزة..إجراء يمس الأمن القومي
مصر لا تعاقب حماس.. وما يتردد حول الرغبة في إفساد صفقة الأسري.. أكاذيب
هشام البسيوني
رفض السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية تسمية الإنشاءات الهندسية التي تقوم بها مصر علي الحدود مع غزة بالجدار الفولاذي متسائلاً: من أين صدرت هذه التسميات؟!
قال في تصريحات صحفية أمس للمحررين الدبلوماسيين إن الأمر صدر اساسا في جريدة إسرائيلية ثم تناقلتها بعض وسائل الاعلام وبدأ البعض يبني عليها استنتاجات وتعليقات واستمعنا من بعض المسئولين الدوليين إلي تعليقات في هذا الموضوع دون أن يكون لأي من هؤلاء معلومات واضحة حول الاجراءات التي تقوم بها مصر.
اضاف ان كل ما تحدثوا بشأنه هو مجموعة من الأمور المستندة إلي تقارير إعلامية وبعض المشاهدات في المناطق الحدودية بين مصر وقطاع غزة مشيراً إلي أن الخوض في هذه الأمور هو مس بالأمن القومي المصري لأن مصر تحدد من الاجراءات علي أرضها ما يحمي أمنها وما يسمح لها بحماية حدودها وارضها ومواطنيها وهذا أمر لا يخضع للنقاش.
رداً علي سؤال ل "الجمهورية" حول مزاعم جديدة بديعوت أحرنوت بأن الجدار جاء لمعاقبة حماس علي رفضها التوقيع علي ورقة المصالحة الفلسطينية وإدخال الوسيط الألماني كطرف في صفقة شاليط.. قال إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة والدليل أنه لو أقدمت حماس علي التوقيع لن يعني هذا وقف الاجراءات التي تتخذها مصر والعكس بل إن الاجراءات مستمرة.
حول تسمية ما يحدث علي الحدود قال ليس جداراً بل إنشاءات أو أعمال هندسية مشيرا إلي أن المسمي غير مهم لكن الاعلام مليء بتسميات تعود لأصحابها ولا تمت للحقيقة بصلة ومع الأسف استمعنا لأصوات من داخل غزة تتخطي حدودها في الحديث وتستخدم ألفاظاً أكبر من حجمها وتتعدي امكانياتها في التحرك وهذه التصريحات نتفهمها باعتبارها تعكس إحباطاً من جانب البعض لكن الاحباط لا يجب أن يوجه إلي مصر بل إلي من تسبب فيه.
قال بحسم إن الأحاديث التي استمعنا إليها أو تناقلتها وسائل الاعلام وفيها تصريحات للبعض في حركة حماس حول هذا لن نرد عليها لأن الرد يدخلنا في أزمة ومصر لا تدخل في أزمة لأنها تعرف طريقها وتمضي في إجراءاتها بغض النظر عن كل الكلام الذي يقال.
حول توقيت البدء في هذه الإنشاءات أوضح ان الاجراءات تخضع إلي دراسات وتشاور داخل كل الأجهزة المعنية بالأمر في مصر وعندما يتخذ القرار يبدأ العمل ولذلك التوقيت غير مرتبط بأي شيء آخر لأن التوقيت مرتبط باتخاذ القرار بالمضي قدماً في بعض الاجراءات للمزيد من تأمين الحدود المصرية.
حول الموقف فيما يتعلق باتفاقية الأسري بين إسرائيل وحماس قال المتحدث الرسمي إن الموقف دقيق وكل طرف عليه أن يتخذ قراراته إذا أرادوا أن ينفذوا هذه الصفقة ومصر برغبتها بذلت جهداً كبيراً في مساعدة الفلسطينيين في هذا الموضوع وإذا قدر لهذا الجهد أن ينجح وأن تتجاوب معه الأطراف فهذا أمر طيب وسوف ينتج عنه الافراج عن 550 أسيراً فلسطينياً يتم تسليمهم إلي الرئيس أبومازن والسلطة و450 أسيراً في اطار الصفقة مع حركة حماس وفي النهاية.. الافراج عن ألف فلسطيني من السجون الإسرائيلية هدف جيد ويستحق بذل الجهد من أجله.
رداً علي سؤال ل "الجمهورية" حول اتهام احدي الفضائيات لمصر "بأنها ترغب في تأجيل الصفقة" أكد أن كل الأخبار المدسوسة التي تتحدث عن رغبة مصرية أو طلب مصري لتأجيل الصفقة كلها أخبار ملفقة وتهدف إلي التنصل من مسئولية اتخاذ القرارات المطلوبة من جانب الطرفين.
أشار إلي أن مصر عملت بجدية من أجل إنهاء هذه الصفقة ومستمرة في هذا الموضوع ولكن كما قلت المسئولية تقع علي عاتق الطرفين الاساسيين.. حكومة إسرائيل وحركة حماس ولا داع للتنصل من المسئولية بالقاء الأمر علي مصر وكأنها هي التي تريد إعاقة الصفقة أو تأخيرها لأن هذا كلام كاذب..
أوضح السفير حسام زكي ان مصر وافقت علي قافلة مساعدات تنظمها جمعية تدعي "تحيا فلسطين"تابعة للنائب البريطاني جورج جالاوي شريطة الالتزام بالآلية التي أقرتها مصر لايصال المساعدات إلي قطاع غزة مشيرا إلي ان هذه القافلة إذا التزمت بالآلية يمكن لها أن تدخل القطاع في أي تاريخ قبل نهاية الشهر الحالي.
حول وجود جديد في العلاقات المصرية الجزائرية والنية لعودة السفير المصري إلي الجزائر قال هناك حالة هدوء رسمي وكل شيء في حينه.
وحول الموقف الحالي للعلاقات المصرية الايرانية خاصة بعد زيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني للقاهرة ولقائه بالرئيس مبارك.. أوضح ان ايران لديها رؤيتها وان المواقف تتباعد ومواقف مصر معروفة وإيران مواقفها معروفة والحوار الذي جري في القاهرة بين رئيس البرلمان الإيراني أوضح وجود فجوة في المواقف.
استدرك قائلاً: لاشك ان هناك بعض نقاط التلاقي في عدد من المواقف لكن الوضع بشكل عام هو استمرار وجود تباين في وجهات النظر بشأن قضايا الاقليم.