الخميس، 24 يونيو 2010

وزير الإسكان يمنح ابن خالته عقداً بمليون متر في القاهرة الجديدة

الوزارة منحت ياسين منصور الأرض مقابل 250 جنيهاً للمتر.. والفائدة 5.0% علي الأقساط بدءاً من القسط الرابع

العقد تم توقيعه بعد 6 أشهر فقط من تولي المغربي حقيبة الإسكان

القيمة السوقية للأرض تتجاوز 5 مليارات ومنصور اشتراها بـ241 مليوناً

صورة من عقد البيع الابتدائى

                                     صورة من عقد البيع الابتدائى

في الوقت الذي تفجرت فيه فضيحة جزيرة آمون في أعقاب صدور قرار الرئيس مبارك بإلغاء الصفقة التي تعاقدت عليها مجموعة منصور والمغربي كشفت وثائق حصلت عليها «الدستور» عن قيام المهندس أحمد المغربي ـ وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية ورئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ـ ببيع قطعة أرض تبلغ قيمتها التقديرية خمسة مليارات جنيه لمجموعة منصور والمغربي بأبخس الأسعار، وكان الطرف الثاني في العقد ابن خالة الوزير المغربي.

حرص الأخير علي التوقيع بنفسه علي العقد ممثلاً لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ومثل ياسين إبراهيم لطفي منصور الطرف الثاني باعتباره رئيس مجلس إدارة شركة «بالم هيلز» إحدي شركات مجموعة منصور والمغربي ـ ترجع الواقعة لعام 2006 عقب تولي المهندس المغربي حقيبة الإسكان وبعد مضي سبعة أشهر من تعيينه قام الوزير بتوقيع عقد بيع قطعة الأرض رقم 7 بمنطقة الامتداد الشرقي بالقاهرة الجديدة بمساحة 230 فداناً تعادل ـ حسبما جاء ببنود العقد ـ 966 ألف متر مربع تحت العجز والزيادة بقيمة إجمالية 241 مليوناً و500 ألف جنيه بواقع 250 جنيهاً للمتر، وقد مثلت بنود العقد إجحافاً في حق الدولة ـ الطرف الأول المالك للأرض.


وأشار البند الرابع إلي أنه بناء علي هذا التعاقد يقوم الطرف الثاني ابن خالة الوزير بسداد 50،12% من القيمة الإجمالية وهي تمثل 30 مليون جنيه، بينما يلتزم الطرف الثاني بسداد باقي المبلغ غلي خمسة أقساط سنوية متساوية يستحق القسط الأول منها في 6 مارس 2007 والقسط الثاني في نفس الموعد عام 2008 ويستحق القسط الرابع في 6 أكتوبر 2010 والخامس في 6 أكتوبر 2011 علي أن تضاف فائدة بنك الاستثمار القومي 5.0% تسدد من بداية القسطين الرابع والخامس وهي فائدة قليلة إذا قورنت بحجم الفوائد التي تضاف علي المواطنين الغلابة الذين يسعون فقط لبناء وحدات سكنية تأويهم وتأوي أولادهم، وليس للاستثمار العقاري والتربح، وفي سياق متصل أكدت مصادر مطلعة بوزارة الإسكان أنه لم يتم سداد هذه الأقساط باستثناء القسط الأول وقيمته 30 مليون جنيه.


ويؤكد قانونيون أن هذا العقد يمثل مخالفة صريحة للدستور والقانون والذي يحظر علي الوزير أثناء مدة خدمته طبقاً للمادة 95 من الدستور أن يشتري من أملاك الدولة أو أن يبيعها شيئاً من أملاكه.


وتؤكد مصادر وثيقة الصلة بالوزير المغربي أن هذا العقد تحديداً لم يتم توقيعه داخل أروقة الوزارة، وتم التوقيع في جلسة عائلية بقصر الوزير بالمنصورية، وقد انتقل أعضاء من الشئون القانونية بالدفاتر والملفات إلي قصر آل المغربي وجري التوقيع علي العقد في حضور قيادات من الوزارة وبحضور الوزير السابق محمد منصور -أحد ملاك الشركة-.


في السياق ذاته كان الوزير قبل أيام قد صرح للصحف عقب إلغاء الرئيس مبارك صفقة آمون أنه مجرد مساهم في شركة بالم هيلز المملوكة لمجموعة منصور والمغربي، وأنه لم يوقع علي أوراق أو عقود صفقة آمون، وهو ما يتنافي تماماً مع واقعة العقد الخاص بأرض القاهرة الجديدة وعقود أخري.


جدير بالذكر أن مجموعة منصور والمغربي حسب تقرير المراقب المالي للمجموعة وحسب القوائم المالية والتي لدينا نسخة منها تملك مخزوناً من الأراضي يبلغ 50 مليون متر مربع بأماكن متفرقة وهي مساحات زادت عقب تولي الوزيرين منصور والمغربي حقيبتي النقل والإسكان.

 

الدسنور 24 يونيو

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

أبو الغيط عقب مباحثاته مع أمانو :

لن نتراجع عن إخضاع المنشآت والامكانيات النووية الاسرائيلية للرقابة الدولية

رئيس الطاقة الذرية : سأتابع قرارات الوكالة حول ملف إسرائيل النووى

 

أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن مصر لن تتراجع عن اخضاع كل الاجهزة والمفاعلات والامكانيات الاسرائيلية النووية للرقابة .

قال عقب مباحثاته مع يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إننا سنطالب أن تعامل اسرائيل بنفس معاملة باقى دول الاقليم وفى قرار الشرق الاوسط فى اجتماعات الوكالة الاخيرة كان من الواضح ان المجتمع الدولى يطالب اسرائيل بالانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وتعامل بالكامل مثلها مثل دول المنطقة .

أكد الوزير أهمية زيارة أمانو ووصفها بالهامة للغاية حيث التقى خلالها برئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والمجلس المصرى للعلاقات الخارجية وقضينا جلسة مشاروات صباح امس تناولت فيها الكثير من المسائل بين مصر والوكالة .

أضاف أننا تناولنا خلال اللقاء نتائج اجتماع معاهدة منع الانتشار النووى فى نيويورك والذى عقد فى الفترة من 3 وحتى 28 مايو الماضى وحققت فيه الديبلوماسية المصرية والعربية نجاحا كبيرا وناقشنا نتائج المؤتمر والخطوات التالية التى ينبغى أن نمضى فيها فى التحضير لهذا المؤتمرالمقرر عقده فى 2012 الذى يبحث اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الاوسط ووسائل نقلها .

أشار إلى أننا تناولنا المساعدات التى يمكن ان تقدمها الوكالة لمصر فى اطار البرنامج النووى المصرى ورغبة مصر فى بناء محطة نووية اولى للطاقة مؤكدا أن امانو قام بزيارة مستشفى سرطان الاطفال وأعجب اعجابا شديدا بالمستشفى وقال إنه يرغب فى نقل هذا التجربة الى الدول الاخرى فى منطقة الشرق الاوسط ومنها الدول العربية
و اتفقنا على الخطوات التى يمكن ان تساعد بها الوكالة مصر فى اعادة تاهيل المفاعل

النووى فى انشاص مشيرا الى وجود تعاون بناء بين الطرفين حيث قدمنا له رؤية مصر فى الوضع الاقليمى والملف النووى الايرانى .

من جانبه أعب أمانو عن شكره لكرم الضيافة و الحفاوة التى استقبل به فى مصر مشيرا إلى أنه قام بزيارة قصيرة للقاهرة التقى خلالها بالعديد من المسئولين والعلماء المصريين لفهم الوضع فى عدة نقاط .

وفى سؤال .. هل تتراجع مصر عن ضغوطها بضرورة إخضاع المنشآت النووية الاسرائيلية للالتزامات التى تفرضها الوكالة الدولية قال أبو الغيط .. لا يمكن التوقف عن بذل الجهد ولا اتوقع ولا اتصور ان احدا فى مصر يقول أن نتوقف عن المطالبة باخضاع كل ما هو متاح لاسرائيل من تسهيلات لرقابة المجتمع الدولى ممثلا فى الوكالة الدولية وبالطبع سنمضى فى طريق عرض مؤتمر إخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية المقرر فى 2012 واخضاع كل الاجهزة والمفاعلات والامكانيات الاسرائيلية للرقابة للرقابة .

أضاف الوزير أننا سنطالب أن تعامل اسرائيل بنفس معاملة باقى دول الاقليم وفى قرار الشرق الاوسط فى اجتماعات الوكالة .. كان من الواضح ان المجتمع الدولى يطالب اسرائيل بالانضمام الى المعاهدة وتعامل بالكامل مثلها مثل دول المنطقة .

و فى سؤال عن تخفيض تعاون إيران مع الوكالة منذ فرض العقوبات الاخيرة عليها وهل تقوم ايران بتغذية المجموعة الثانية من أجهزة الطرد المركزى وصولا الى رفع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % قال أمانو إنه فيما يتعلق بمستوى التعاون من قبل ايران لقد ابلغنا مؤخرا برفض ايران دخول مفتشين من الوكالة حيث ذهب بعض المفتشين لتسجيل العمليات الخاصة بتخصيب اليورانيوم هناك وتم رفض دخول هذين المفتشين و لم نبلغ رسميا بتخفيض مستوى التعاون مؤكدا أنه لا توجد لدينا أية تقارير فيما يتعلق بارتباط المرحلة الثانية بالاولى .

علق الوزير أبو الغيط على السؤال .. أن امانو يقصد ان مجموعة أجهزة الطرد الجديدة أنهم ليسوا متاكدين عما اذا قد تم ربط هذه المجموعة الثانية مع الاولى وبما يؤدى الى زيادة قدرة ايران على رفع نسبة التخصيب الى 20 % .

وحول تطرق المباحثات الى المساعدات التى ستحصل عليها مصر من الوكالة فى مشروعها النووى والخطوات التى ستتخذها الوكالة ضد اسرائيل خاصة بعد إدراج ملفها النووى فى توصيات مؤتمر منع الانتشار النووى .. قال أمانو إن الوكالة تعرب عن سعادتها بالتعاون مع مصر فى مشروع الطاقة النووية ومصر الان بصدد الوصول الى الصيغة النهائية فيما يتعلق بهذا المشروع وبالنسبة للموقع والتقييم مشيرا إلى ان الوكالة اقترحت ان نرسل بعثة للوقوف على الموقف وان يكون هناك مجال لابداء المشورة بين الطرفين ونعمل عن كثب مع مصر ونعرب عن سعادتنا للعمل سويا .

أما بالنسبة لموضوع اسرائيل فقد قال إنه تم اتخاذ قرارفى الاجتماعات العامة للوكالة فيما يتعلق بالقدرة النووية لاسرائيل وانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية وكان هذا فى المؤتمر العام وساعمل على متابعة كل التقارير نتائج المؤتمرات التى عقدت واعداد تقرير بها لرفعه للمؤتمر الذى يعقد فى سبتمبر هذا العام .

الاثنين، 14 يونيو 2010

رشيقة الريدى : جائزة لوريال انتشلتنى من الاحباط الذى أصاب الكثيرين من العلماء

 

 

"أفضل عالمة في أفريقيا" تهجس بهيمنة الشركات العملاقة على بحوث العالم الثالث.jpg

القاهرة – الحياة ـ سحر الببلاوي

هل تقدّم البلهارسيا ولقاحها مدخلاً لحل مشكلة تقاسم المياه بين دول حوض النيل؟ وهل يستطيع العلم حلّ الاستعصاءات في عالم السياسة؟ ذلك ما تعتقده الدكتورة رشيقة الريدي التي منحتها أكاديمة «لوريال» العالمية جائزتها للعام 2010. ويلفت في هذه الجائزة أنها ذهبت الى عالِمة عربية مصرية متخصصة في مرض البلهارسيا، الذي ما زال خطراً يهدد حياة الملايين في العالم الثالث. وأعطت «أكاديمية لوريال» الريدي ايضاً لقب «أفضل عالمة في قارة إفريقيا» لمساهماتها البارزة في البحوث عن لقاح مضاد للبلهارسيا.
وتعمل الريدي أستاذة لعلم المناعة في قسم الحيوان في كلية العلوم بجامعة القاهرة. وأشرفت على 95 أطروحة أكاديمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه. ونشرت قرابة 80 بحثاً في الدوريات العلمية العالمية.
وفي لقاء مع «الحياة»، بيّنت الريدي أن فوزها بجائزة «أكاديمية لوريال» أزاح عنها كثيراً من الإحباط، «الذي يشاركني فيه كثيرون من علماء مصر الذين تزاح إنجازاتهم المتميّزة عن دائرة الضوء». ولاحظت أن «ثمة علماء أقل مستوى، لكنهم يُصعّدون إعلامياً ويحصلون على جوائز كثيرة». وقالت الريدي: «شجعتني الجائزة على أن أطلب من رئيس جامعة القاهرة توفير جهاز لقياس الإشارات الضوئية، ثمنه 250 ألف جنيه ليساعدني في قياس نشاط الإنزيميات في دودة البلهارسيا. استخدمت الجائزة (مئة ألف دولار) في شراء مستلزمات البحث التي نحتاجها فوراً».


العِلم يفكّر في مياه النيل


تناولت الريدي بحوث مكافحة البلهارسيا، مُشيرة إلى مشروع يموله «صندوق تطوير العلوم والتكنولوجيا» التابع لـ «أكاديمية البحث العلمي» في مصر، يتركز حول إمكان استخدام حمض بيولوجي في علاج البلهارسيا. وأوضحت أن البحث اعتمد على استنتاج سابق للريدي توقع وجود إنزيم (عامل بيولوجي مُساعِد) يعمل على تفكيك الدهون في جدار دودة البلهارسيا. ولم يكن العلماء يعرفون الكثير عنه، لذلك شبهوه بتمثال «أبي الهول» الغامض. وقالت: «توقّعت وجود هذا الإنزيم الذي يسمح بدخول الغذاء الى الدودة، ويصد مكوّنات المناعة التي تولّدها أجسام البشر لمكافحتها. فكرتُ بتنشيط هذا الإنزيم بقوة، بحيث يقتل الدودة. واكتشفت حمضاً بيولوجياً يستطيع تنشيط الإنزيم.

ويستخدم هذا الحمض حالياً في صناعة بعض الأغذية كي ينشط الجهاز العصبي. لم يصدقوني في البداية. وأخيراً، ظهر بحث في بريطانيا أكّد وجود ذلك الإنزيم في دودة البلهارسيا».
وشدّدت الريدي على أن مكافحة البلهارسيا أساسها ابتكار لقاح ضدّ الدودة التي تسببه. وأشارت الى ان البحوث تحاول تحديد المنطقة التي يجب ان «يضربها» ذلك اللقاح. ولفتت إلى انها تعتقد بضرورة التركيز على الرائحة التي تفرزها الدودة في شكل لا إرادي عند سريانها في الدم، كمدخل لصنع لقاح يقاومها.

ووصفت غياب الاهتمام العالمي بصنع لقاح ضد البلهارسيا، بأنه «مخجل»، مشيرة الى استمرار التنسيق بين جامعة القاهرة ودول حوض النيل التي تهتم بالبلهارسيا، خصوصاً ان دودتها تعتبر بوابة للإصابة بالملاريا والإيدز وغيرهما. ولاحظت ان إنجازاً علمياً من هذا الوزن ربما ساهم في حل مشكلة تقاسم المياه مع تلك الدول. ولاحظت أن الرئيس باراك أوباما مهتم بتطوير لقاحات ضد أمراض الدول النامية والفقيرة، وصُنع عقاقير لعلاجها. وأشارت الى ان جهود أوباما تسير في مواجهة شركات الأدوية العملاقة التي تريد أن تستمر تلك الدول في الجهل والمرض لتسهل السيطرة عليها.

ونبّهت الريدي الى غموض جهاز المناعة البشري، «الذي يعمل بطريقة معقدة لكنه يبقى متوازناً». وأشارت الى أن «الإنسان في بعض الأحيان يدمر هذا التوازن، عبر أشياء مثل التلوث لأن ذرات الغبار تدخل في خلايا المناعة فتدمرها، وكذلك الحال بالنسبة الى التدخين والغذاء غير المتوازن». وقالت: «نحتاج إلى المعادن والإنزيمات والفيتامينات. ونحتاج للتعرض لضوء الشمس لنحصل على فيتامين «د»، الذي يعاني 75 في المئة من الأميركيين من نقص فيه. تتأثر المناعة سلبياً أيضاً بقلة النوم والضغط العصبي والنفسي وغيرها... جهاز المناعة قوي، ويساعد الإنسان على تحصيل على ما ينفعه مما يأكله، ويخلصه مما يضره، كما يساعد في مقاومة البكتريا والفيروسات، ولولاه لفني البشر. وتجرى استعادة توازن الجهاز المناعي بالغذاء السليم، وممارسة الرياضة، وتنفّس الهواء النقي، والنوم ليلاً لفترات كافية، والبعد عن التوتر».


اللقاح


وأوضحت الريدي أن التمويل يؤدي دوراً حاسماً في توجيه البحوث، ولذا تستطيع الشركات الكبيرة التحكّم فيها. وتحدّثت عن تجربتها في هذا المجال قائلة: «بعد حصولي على الدكتوراه (1975)، حصلتُ على تمويل لدراسة مناعة الزواحف. وأجريتُ بحوثاً في هذا المجال. وأنشأتُ مدرسة علمية كبيرة. ولذا نجد أن جامعة القاهرة تحتل الصدارة عالمياً في بحوث مناعة الزواحف.

وفي 1988، أطلقت وزارة الصحة المصرية «مشروع البلهارسيا» بتمويل أميركي، فاعتبرته فرصة للتعمّق في بحوث البلهارسيا. وفي ما بعد، فهمت ان الهدف الأساسي من المشروع هو وقف مشاريع تطوير لقاح ضد البلهارسيا في مصر والعالم العربي! ومن السهل على شخص مثلي أن يستنتج هذا الهدف. وتوقّف تمويل بحوث ذلك اللقاح في 1995. وحتى هذه اللحظة لم أحصل على تمويل إلا من «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا» التي يترأسها الدكتور عبد الله النجار ومقرها في إمارة الشارقة. ويفترض أن تلقى هذه المؤسسة دعم الملوك والرؤساء العرب، ولكن يبدو أن مشاكلها المادية كبيرة، لأنها توقفت عن التمويل منذ سنتين. كنت أتمنى أن تدعم تطوير لقاح البلهارسيا وصولاً الى مرحلة صنعه وإنتاجه».


وأبدت الريدي تأييداً مشروطاً للبحوث المشتركة مع الغرب. وقالت: «أعمل في بحوث عن تطوير لقاح البلهارسيا، بمشاركة علماء من أميركا وكندا وأستراليا، لكنها تمثّل عشرة في المئة من بحوثي التي بلغت الثمانين... يجب إظهار أن المقدرة الخلاقة للبحث تأتي من بلادنا، وأننا لسنا منفذين لبحوث الآخرين.

وفي المقابل، أُجري بحوثاً بالاشتراك مع الدكتورة آمال خليل، وهي أستاذة علم الطفيليات في كلية العلوم بجامعة طنطا. ونزمع تقديم مشروع إلى «صندوق تطوير العلوم والتكنولوجيا» عن وضع خريطة جينية للطفيليات المتصلة بالإنسان والحيوان والحشرات والنبات، في مصر ودول حوض النيل. وتعطي دراسة العلاقة بين هذه الطفيليات، مدخلاً للتوصل الى عنصر مشترك في الأمراض التي تسببها. فقد يصاب الإنسان بمرض لا يعرف عنه شيئاً نتيجة تشابه الأعراض بين الأمراض. وتساعد هذه الخريطة في كشف الأمراض غير المعروفة.


ولم تتردّد الريدي في إلقاء قنبلة من العيار الثقيل في وجه «منظمة الصحة العالمية».

الفقر يتآزر مع المرض في تهديد صحة الأفارقة.jpg

وأوضحت  أن هذه المنظمة لا تكتفي بعدم تمويل بحوث لقاح البلهارسيا، بل تذهب الى ما هو أبعد. وقالت: «دُعيت أخيراً لإلقاء محاضرة في كلية العلوم بجامعة عين شمس عن بحوثي في مجال البلهارسيا. وصادف أن حضرها أستاذ ألماني في علم الطفيليات، يعمل أيضاً في «منظمة الصحة العالمية»، فأعجب بالمحاضرة. وعندما تحدثت معه حول إمكان أن تدعم المنظمة بحوثي، جاء رده صادماً بأن المنظمة غير مهتمة إطلاقاً بتطوير لقاح ضد البلهارسيا، بل تحصر اهتماماتها بالعقاقير المستخدمة في علاج البلهارسيا. وعلمياً، هذا الموقف مستغرب، خصوصاً مع وجود مئتي مليون مصاب بالبلهارسيا، يعيش معظمهم في مصر ودول حوض النيل. هذا موقف غريب وغير مفهوم من منظمة من المفترض أنها أُنشئت لمقاومة الأمراض، ولتقديم الدعم لجهود القضاء على الأمراض في مختلف الدول، خصوصاً الشعوب الفقيرة».

السبت، 5 يونيو 2010

هل تحكم إسرائيل العالم؟

 

فى يوم الاثنين، هاجم الجيش الإسرائيلى واقتحم واحدة من سفن المساعدات التركية المبحرة إلى غزة ضمن قافلة للسفن وقتل 19 شخصا، وأصاب عددا أكبر. وحيث إن ذلك وقع فى المياه الدولية، فإنه لا يُعد عملا من أعمال القرصنة فحسب، بل يمكن اعتباره «عملا من أعمال الحرب». ويبين هذا الهجوم ضد المدنيين من الرجال والنساء عمق الهوة الأخلاقية، التى سقطت فيها إسرائيل. وقال واحد من مراسلى الجزيرة كان على متن السفينة إن الإسرائيليين ظلوا يطلقون الرصاص الحى، حتى بعد أن تم رفع الرايات البيضاء. وتستحق هذه الوحشية وتبعاتها المحتملة أقصى درجات الإدانة من جانب المجتمع الدولى.. لكن لا تحبس أنفاسك. فنحن لم نر بعد حدود رد الفعل التركى.


لماذا ينحنى عدد كبير جدا من الدول لإرادة إسرائيل، أو يلتزم الصمت إزاء جرائمها؟ ما هو السر الكامن فى هذا البلد الصغير، الذى يجعله قادرا على السيطرة على القرارات، التى تتخذها دول أكبر وأقوى؟ يرفض هذا البلد الالتزام بالقوانين والمعاهدات الدولية، ويحتل من دون مسوغ قانونى مساحات كبيرة من الأراضى الفلسطينية، ويفرض حصارا غير قانونى على قطاع غزة. والأكثر من ذلك، تُعد إسرائيل البلد الوحيد الذى يستطيع الإفلات من العقاب، عندما يقوم باغتيال أعدائه فوق أرض خارجية.


ولو كان بلد آخر يقل عدد سكانه عن عدد سكان نيويورك قد تصرف بمثل هذه الطريقة الشنيعة، لكان سيواجه العزلة والمقاطعة، بل والغزو. لكن إسرائيل استطاعت الإفلات من العقاب عندما تجاهلت قائمة طويلة من قرارات مجلس الأمن الدولى على عكس الحال مع عراق صدام الذى تعرض للغزو والنهب والاحتلال للأسباب نفسها.


وتمتلك إسرائيل مخزونا من الأسلحة النووية غير المعلن عنها. وكما أكد فيلم وثائقى بثته بريتوريا مؤخرا، كانت إسرائيل على استعداد لبيع رءوس وتكنولوجيا نووية إلى جنوب أفريقيا خلال حقبة الأبارتيد. وتتعارض هذه الحقيقة مع المزاعم الأمريكية بأن إسرائيل تعتبر دولة ديمقراطية مسئولة، لا يمكنها أبدا تزويد الدول المارقة بأسلحة الدمار الشامل.


من ناحية أخرى، فإن إيران التى لا تمتلك أسلحة نووية، التى تعد على عكس إسرائيل من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووى تخضع لعقوبات الأمم المتحدة.


فى يوم الجمعة الماضى، وافقت جميع الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووى وعددها 189 دولة بما فيها الولايات المتحدة، على عقد مؤتمر خلال عام 2012 بهدف «إيجاد شرق أوسط خال من الأسلحة النووية». ويبدو ذلك أمرا جيدا. فقد تبنى الرئيس باراك أوباما فكرة شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية. وقد ظل العالم العربى بأسره يسعى من أجل إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووى، بينما دعا الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد منذ زمن طويل إلى إخلاء المنطقة من السلاح النووى.


انتظروا! ذلك أن المشتبه فيه المعتاد إسرائيل ليس سعيدا كثيرا بذلك، لأنه يعتقد أن هذه الدعاوى تستهدفه بشكل خاص. وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى الدعوة إلى إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية بأنها «مغلوطة ومنافقة»، فى الوقت الذى أصدر فيه مكتبه بيانا يقول: «حيث إن إسرائيل ليست من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووى، فإنها ليست ملتزمة بقرارات هذا المؤتمر، الذى لا يتمتع بسلطة على إسرائيل».

توجد مفاجأة هنا! لكن أوباما قام على الفور بما يشبه الانعطافة حينما قال: «نعارض بقوة المحاولات الرامية إلى استهداف إسرائيل بشكل خاص، وسوف نعارض الأعمال التى تهدد أمن إسرائيل». وتستدعى الرسالة السؤال التالى: كيف بحق السماء يمكن إخلاء الشرق الأوسط فى يوم من الأيام من الأسلحة النووية، ما دامت إسرائيل خارج المعادلة، على الرغم من كونها البلد الوحيد فى المنطقة الذى يمتلك سلاحا نوويا؟


         تغير فى الموقف


أصبحنا الآن بصدد تحول فى الأحداث يجعلنى أتساءل عما إذا كان عاصمة الولايات المتحدة هى بالفعل تل أبيب. وعندما أعلن مؤخرا عن صفقة تبادل اليورانيوم بين إيران والبرازيل، وكان مفترضا أن تتم فوق الأراضى التركية، رفضها البيت الأبيض باعتبارها تكتيكا إيرانيا يهدف إلى المماطلة، وبدأ فى الضغط على أعضاء مجلس الأمن الدولى للموافقة على جولة جديدة من العقوبات ضد إيران. وتقول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إن اقتراحا يرمى إلى كسب الوقت «يجعل العالم فى وضع أكثر لا أقل خطورة».


وردا على ذلك، اتهم رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة وحلفاءها «بالافتقار إلى نهج أمين ومخلص». ولعل أردوغان محق تماما فى ذلك، ويبدو أن رئيس البرازيل يوافقه فى رأيه.

وفى خرق لقواعد البروتوكول، سرب رئيس البرازيل لويس أناسيو لولا دا سيلفا رسالة وصلته من نظيره الأمريكى فى شهر أبريل من هذا العام، تضمنت تأييد أوباما الحار لصفقة تبادل اليورانيوم المذكورة، ما دامت إيران ستوافق على قيام تركيا بعملية التخصيب المنخفض لليورانيوم الإيرانى «بطريقة مضمونة» لفترة تمتد إلى عام.


وكتب أوباما يقول فى رسالته: «إيران لم تسع قط إلى تلك التسوية «المضمونة»، ولم تقدم تفسيرا صادقا لرفضها ذلك». والآن وقد وافقت إيران على الإجراء نفسه الذى أيده أوباما فى رسالته، يبدو الأخير غير قادر على الرد بنعم على تلك الموافقة. هل يمكن أن يكون ذلك مرجعه إدانة نتنياهو لصفقة التخصيب، باعتبارها «مراوغة»، تهدف إلى تفادى العقوبات الدولية؟


وليست الولايات المتحدة بأى حال الدولة الوحيدة التى تسمح لإسرائيل بممارسة الهيمنة. فقد حاولت السلطات القبرصية منع جماعة تتألف من 17 عضوا فى البرلمان من أيرلندا وبلغاريا والسويد من الإبحار على قوارب صغيرة بهدف الالتحاق بقافلة المساعدات، التى حاولت كسر الحصار المفروض على غزة. وكان مبررها فى ذلك هو حماية «المصالح الحيوية» للجزيرة.


عندما ينحنى معظم العالم الغربى أمام المعايير الإسرائيلية، يجب توجيه التحية لأولئك الذين كانوا على متن قافلة الحرية، لأنهم خاطروا بحياتهم من أجل الحق. لكن فات الوقت الذى كان يمكن فيه للمجتمع الدولى أن يقف ويحذو حذو هؤلاء.

بقلم ليندا هيرد فى جريدة الشروق