الثلاثاء، 17 مايو 2011

قلم ثائر

 

العربى دخل التلاجة

أرى كما يرى الكثيرون أن الدكتور نبيل العربى نجح فى أقل من شهرين فى إعادة قطار السياسة الخارجية المصرية إلى مساره الصحيح وبدا كمن يدخل فى حقول ألغام مثل حديثه عن ضرورة قيام علاقات طبيعية بين مصر وإيران و أن تكون المعاملة بالمثل بين القاهرة وتل أبيب إضافة إلى مساندته القوية للشعب الفلسطينى وحديثه بلغة جديدة عن الاشقاء هناك لم تألفها أذن المصريين منذ سنوات طويلة فى عهد النظام السابق .

كنت أعلم أن العربى لن يعمر طويلا وسيتم إدخاله " التلاجة " مع أول تغيير وزارى بعد أن أثارت تصريحاته فى الفترة السابقة العديد من المشاكل المكتومة مع دول الخليج التى اعتبرت أن التقارب مع إيران يأتى على حساب مصالحها و رغم أن الخليجيين يقيمون علاقات دبلوماسية كاملة مع طهران لم تشفع للرجل تصريحاته التى بدا فيها وكأنه يحاول الاعتذار بحديثه عن أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر .

و جلبت تصريحاته عن مؤازرة الفلسطينيين والعلاقة مع إسرائيل غضبا أمريكيا إسرائيليا عربيا .. لان اسرائيل وجدت لغة جديدة لم تعتدها بعد أن فقدت الرئيس المخلوع حسنى مبارك " كنزها الاستراتيجى " و أمريكا لا ترى إلا ما تراه إسرائيل أما الغضب العربى فيأتى من جانب الدول التى تنتمى لما كان يطلق عليه معسكر الاعتدال لشعورها بأن السياسة الخارجية لحكومة الثورة ستضعها فى مأزق وستحرجها أمام شعوبها .

يبدو أن الاسباب السابقة يضاف إليها رفض وتحفظ بعض الدول العربية على ترشيح د. مصطفى الفقى عجلت بالدفع بالعربى لتولى الجامعة حتى تستريح القاهرة من صداع تصريحاته .. و ضمان عدم إغضاب هذه الاطراف مستقبلا .

تخطىء حكومة الثورة إذا ظنت أنها تخلصت من مشاكل الدكتور العربى لانه وضعها فى مأزق كبير بتصريحاته النارية و القوية بعد أن لامست وترا حساسا لدى الرأى العام المتعطش لعودة مصر لريادتها على الساحتين العربية والدولية وبالتالى فإن مهمتها باتت صعبة فى اختيار شخص على نفس الدرجة من الكفاءة و القوة لانه سيكون فى مقارنة دائمة مع العربى مثلما حدث مع عمرو موسى ومن خلفوه فى الوزارة .

على الهامش

* الحديث عن اعتذار مبارك وبث كلمة له عبر الفضائيات المصرية والعربية يدخل باب الطرائف لان معلوماتى أنه محبوس احتياطيا .. فكيف يسمح له بالتسجيل والبث ؟! و الكلام حول تنازله عن ممتلكاته للشعب مقابل فهذا قمة التهريج لانها ممتلكاتنا التى استأمناه عليها ولكنه خانها .. وماذا عن دماء الشهداء التى أراقها هو وزبانيته أثناء و قبل الثورة ؟!.

* أقول للذين يتحدثون عن أن مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر ولا يجب إهانته .. الشعب المصرى هو البطل الحقيقى لهذه الحرب ومع ذلك سمح الرئيس السابق لنفسه باهانة هذا الشعب العظيم .

* علاج الفتنة الطائفية واضح ولا يحتاج لخبراء ومحللين أو برامج توك شو .. الحل فى تطبيق القانون على الجميع .. المسلم والمسيحى .

* التطرف ليس قاصرا على بعض المتدينين ولكنه ينطبق على عدد من الاعلاميين الذين يحرصون على إلصاق أى تهمة بالسلفيين ولا أستبعد اتهامهم مستقبلا بالمسئولية عن خرم الاوزون .

* فتشوا عن الخاسرين من سقوط النظام السابق .. الذين أكلوا لحم الوطن وتركوه عظاما .. ستعرفون من يصبون الزيت على النار لاحراقه بعد أن باتوا هم و حواريوهم أكثر جرأة ويترحمون على أيامه .. طبعا لانهم أول من استفادوا من الفساد والنهب المنظم .

هشام البسيونى

hatiab@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق