برلمان الشاى بالياسمين
عندما تصر لجنة الشئون الخارجية ببرلمان الثورة على جعل جلسة الاستماع لوزير الخارجية مغلقة فإن مليون فار يلعب فى عب أى متابع للشأن العام خصوصا أن هناك استجوابا حول الفساد ومخالفات مالية وإهدار للمال العام وصرف مبالغ مالية فى غير موضعها ومحاباة لبعض الموظفين على حساب زملائهم بالوازرة.
معنى ذلك أن الوزير واصل وسره باتع حتى مع البرلمان وهو ما يدفعنا للسؤال إبن مين فى مصر .. وهل جاملت اللجنة التى يرأسها د.عصام العريان أحد أقطاب جماعة الاخوان المسلمين عمرو وحمايته من سهام النقد بحجة أن المسالة تتعلق بأسرار الدولة العليا ؟.
وإذا كانت هناك أسرار يتحتم إخفاؤها فهل أخطأت لجنة الدفاع والامن القومى عندما سمحت من قبل بدخول الصحفيين والاعلاميين لجلسة الاستماع لمساعد وزير الدفاع وهى بالطبع أكثر خطورة وسرية أم أن اللجان فيها خيار وفقوس ؟.
يبدو أن البرلمان الاخوانى استعمل نظرية " شيلنى وأشيلك " وقرر حماية معاليه من القيل والقال بالتعتيم وعدم الشفافية فى قضية باتت تهم كل الرأى العام مقابل مقايضة معينة خصوصا أن الجميع يعلم حالة الغزل العفيف بين الوزارة وقيادات الجماعة " فرسان المرحلة " بدأت قبل شهور باستضافة العريان ومن بعده د. محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة والمرشح لرئاسة الجمهورية .
لا يخفى على العالمين ببواطن الامور أن الاخوان يريدون دس رجالهم فى الوزارات المهمة أو ما تسمى بالسيادية وقالوها صراحة حينما طالبوا بكوتة فى الداخلية والدفاع وطبعا يسعون لوضع أيديهم على الادارت المهمة بالخارجية وتسليمها تسليم مفتاح للمنتمين إليهم والمتعاطفين معهم أو حتى المشتاقين لتقديم خدماتهم للتيار مقابل جزء من الكعكة حينما يتولون السلطة التنفيذية مستقبلا .
الكرة الان فى ملعب لجنة الشئون الخارجية وعليها إعلان ما دار فى الجلسة مع عمرو فورا خصوصا بعد صدور بيان من الخارجية يظهر الوزير وكأنه محمد الفاتح ويعدد إنجازاته التى يرى البعض أنها لا تتجاوز مرحلة الكلام وطق الحنك .
كلمة حق
* كنت أتمنى أن تجيب الخارجية عن أسئلة كثيرة يطرحها المراقبون الان حول إخفاق الوزير فى التعامل مع أزمة منطقة هجليج بين السودان ودولة الجنوب وفشله فى قراءة تعقيدات المشهد على الارض وبالتالى إعفاء الدبلوماسية المصرية من الاحراج الشديد بسبب اندلاع المواجهات العسكرية بين الطرفين قبل أن يبرد محرك الطائرة الخاصة التى قادته للوساطة بين الخرطوم وجوبا .
* عندما يهتم محمد عمرو وزير الخارجية بنفسه لعدة أيام بقضية المواطن المصرى أحمد الجيزاوى المعتقل فى السعودية وتكون النتيجة لقاء بين محمود عوف سفيرنا فى الرياض ومدير مكتب الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية وولى العهد السعودى فنحن أمام فضيحة دبلوماسية بكل المقاييس .
معنى هذا أن السفير لا يمتلك شبكة علاقات ولا يستطيع مقابلة الامير والافضل للوزارة أن تستدعيه وتوفر نفقاته ومخصصاته وتتواصل مع المسئولين السعوديين عبر سنترال بولاق أبو العلا القريب منها .
هشام البسيونى
hatiab@hotmail.com