الجمعة، 13 نوفمبر 2009

وزراء الهجرة والمغتربين يبحثون الاستفادة من المهاجرين فى التنمية بالوطن العربى اليوم السبت

مراكـز تدريب متخصصــة لتاهيل العمالـة العـربية المرشحة للعمــل فــى الخــارج

كتب ـ هشام البسيونى :

يبحث الوزراء المعنيون بشئون الهجرة والمغتربين العرب اليوم تفعيل دور المهاجرين وذوي الكفاءات المهاجرة في التنمية داخل الوطن العربى وكيفية إيجاد آلية مشتركة لمتابعة علاقات الارتباط والتكامل بين موضوعات السكان والهجرة والتنمية والتشغيل على مستوى الدول االعربية .

يناقش الوزراء فى اجتماعهم بمقر الامانة العامة للجامعة العربية إمكانية إنشاء لجنة خاصة لمتابعة أوضاع العمالة العربية المهاجرة في دول الإقامة الأجنبية وحماية حقوقها ودعم الشبكة العربية لسوق العمل الذي ترعاه منظمة العمل العربية على أن يشمل كافة البيانات والإحصاءات المتعلقة بالعمالة العربية المهاجرة إضافة إلي مشروع إنشاء مركز عربي نموذجي أو مراكز عربية لتدريب وتأهيل العمالة العربية المرشحة للعمل في الخارج بما يزيد من كفاءة هؤلاء المرشحين من النواحي الفنية والمهنية والثقافية واللغوية وبما يتفق مع مستويات العمل الدولية وطبيعة احتياجات أسواق العمل .

كما يبحث الوزراء العرب كيفية تشجيع الدول العربية على إنشاء آليات وطنية لاستيعاب وتنظيم العمالة العربية العائدة من الخارج وحث الشركات العربية ورجال الأعمال والمستثمرين العرب إلى إنشاء مشروعات جديدة للمساعدة في خلق فرص عمل لهؤلاء العائدين واتخاذ خطوات تشجيعية لتيسير تحويلات المهاجرين العرب وإحداث آليات لمتابعة ودعم مشاريعهم الهادفة إلى تحقيق التنمية بأوطانهم الأم.

يتناول الاجتماع تنسيق الجهود لمحاربة الهجرة غير النظامية واتخاذ كافة الإجراءات التشريعية والرقابية للتأكد من سلامة أنشطة مكاتب إلحاق العمالة وملاحقة سماسرة الهجرة غير الشرعية وتوعية المواطنين وخاصة فئات الشباب بمخاطر هذا النوع من الهجرة ودعوة الدول العربية إلى تبادل معلوماتها وخبراتها في هذه الجهود من خلال اجتماعات تخصصية ثنائية ومتعددة الأطراف ومطالبة الدول المستقبلة للمهاجرين باتخاذ تدابير عملية واجرائية لتيسير تحويلات المهاجرين العرب و اتباع سياسات لتنظيم الهجرة القانونية تخلو من الانتقائية ودعوة الدول الاوروبية التى لم توقع بعد بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية العمالة المهاجرة .

موسي وبن جاسم في المؤتمر الختامي للجنة المتابعة: مصر تواصل جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية عقب عيد الأضحي

اللجوء لمجلس الأمن لإعلان الدولة المستقلة وضمها للأمم المتحدة
خلافات عنيفة بين عريقات والوزير القطري

هشام البسيوني - وشريف عبد الحميد

أعلن عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية أن مصر ستستأنف عملية المصالحة الفلسطينية عقب عيد الأضحي المبارك.

قال في مؤتمر صحفي مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ان المصالحة الفلسطينية ضرورة وتقع بالدرجة الأولي علي الفلسطينيين وبالدرجة الثانية علينا كعرب.


كشفت مصادر عربية ان الجلسة الختامية لاجتماعات لجنة المبادرة العربية شهدت خلافات حادة بين الشيخ حمد ود. صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني عندما طلب الأخير تضمين البيان الختامي فقرة تشيد بدور مصر في جهود المصالحة وتحميل حماس المسئولية في اعاقة عملية المصالحة برفضها التوقيع علي الورقة المصرية.


الشيخ حمد رفض الاقتراح مما دفع عريقات الي التهديد بالانسحاب من الجلسة عندما قال المسئول القطري: أنا رئيس الجلسة وليس من حقك إضافة أي شيء دون موافقتي.


عندما هم عريقات بالخروج تدخل عدد من الوزراء العرب لاقناعه بالعدول عن قراره والبقاء في الاجتماع الذي شهد خلافا آخر بين الجانبين الفلسطيني والسوري عندما اتهم المندوب السوري السلطة بالتفريط في حق الشعب الفلسطيني لرفضها عرض تقرير جولدستون علي لجنة حقوق الإنسان في جنيف.

أصدر الوزراء بيانا ختاميا تضمن التأكيد علي الموقف العربي من إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وأن السلام لن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة.


دعا الوزراء مصر للاستمرار في جهودها لتأمين التوصل الي اتفاق المصالحة ليتم التوقيع عليه من كافة الأطراف الفلسطينية والتعامل بايجابية مع طرق الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول سعيه الجدي لتحقيق السلام العادل.

رفع الوزراء توصيته لمجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية العرب لتقديم طلب لعقد مجلس الأمن في توقيت لاحق لبحث سبل اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والاعتراف الدولي بها علي أساس خطوط الرابع من يونيو 67 في اطار زمني محدد وان تقبل عضوا كاملا بالأمم المتحدة.


كان موسي قد أكد في تقرير قد عرضه علي أعضاء اللجنة التي اجتمعت أمس بمقر الأمانة العامة برئاسة قطر.. ضرورة العمل علي ايجاد تحرك أمريكي فاعل لوقف الاستيطان وانهاء الحصار المفروض علي قطاع غزة والدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطنيين وعدم الرضوخ للضغوط الإسرائيلية الرامية للالتفاف علي المبادرة العربية.


اتهم التقرير إسرائيل بمحاولة تمرير اطروحاتها حول ما يسمي بالدولة المؤقتة أو الحدود المؤقتة واجراءات بناء الثقة والتطيع مع الدول العربية والحل التدريجي المرحلي وإقامة علاقات اقتصادية مع العرب بزعم ان ذلك سيؤدي إلي تهيئة المناخ اللازم لانطلاق عملية السلام.


اتهم التقرير الولايات المتحدة بالتراجع في مواقفها السياسية خاصة ما يتعلق بالاستيطان إضافة إلي ما يحدث في مجلس حقوق الإنسان حول تقرير جولة ستون ما يؤكد التناقص مع الرغبة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية التي عبر عنها أوباما في خطابة بجامعة القاهرة.


من جهة أخري استعرض المشاركون في الاجتماع تقريراً حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني قدمه د. صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات الفلسطينية أكد ارتكاب سلطات الاحتلال انتهاكات خطيرة بلغت 1971 حالة منها 1671 في محافظات الضفة و300 في قطاع غزة أكثرها كانت حواجز عسكرية مفاجئة بلغت 433 في الضفة

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

لجنة المبادرة العربية تبحث تطورات عملية السلام اليوم

المعلم يغيب وتأجيل الاجتماع 3 ساعات ليلحق به بن جاسم

كتب هشام البسيوني وشريف عبدالحميد:

تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعاً طارئاً اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية لبحث ما آلت إليه عملية السلام من تعنت إسرائيلي واضح.


كشفت مصادر داخل الجامعة ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيغيب عن الاجتماع لوجوده مع الرئيس بشار الأسد خلال زيارته لباريس وذلك بعد فشله في إقناع عمرو موسي الأمين العام بتأجيل الاجتماع حتي الأحد القادم للمشاركة إلا ان الأخير أبلغه بصعوبة ذلك بعد ان تلقت الأمانة العامة موافقة الدول الأعضاء علي المشاركة في هذا الموعد.


أكدت المصادر انه تم تأجيل الاجتماع 3 ساعات ليكون الثانية بعد الظهر بدلا من 11 صباحاً حتي يستطيع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان رئيس الوزراء وزير خارجية قطر المشاركة في الاجتماع الذي ترأسه بلاده.


أوضحت المصادر ان الجامعة أعدت تقريراً حول الموقف في منطقة الشرق الأوسط وجهود إحياء السلام في ظل الرفض الاسرائيلي والتراجع الأمريكي عن الشروط الواجبة لاحياء العملية السلمية خاصة وقف الاستيطان.


يشارك في الاجتماع الوزراء المسئولون عن الشئون الخارجية في قطر ومصر والسعودية والبحرين واليمن والسودان والأردن وتونس والجزائر والمغرب ومندوبا سوريا والأردن ويمثل فلسطين د. صائب عريقات كبير المفاوضين والأمين العام للجامعة اضافة إلي الامارات التي طلبت الحضور.


من جانبه أكد د. محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين ان مبادرة السلام العربية ستبقي قائمة لأنها ثابتة ولم يخترعها العرب بل أخذوها من قرارات الشرعية الدولية. مشيراً إلي ان تفعيل المبادرة مطلوب في ظل القرارات الدولية التي تساند الحق العربي وتدعمه.

الأحد، 8 نوفمبر 2009

قبلة الوزيرة علي يد السيدة الأولي‮!!‬

بقلم‮: ‬عادل صبري


بعد خروج السيدة الأولي سوزان مبارك من قاعة خوفو بمركز القاهرة للمؤتمرات عقب انتهاء ندوة ترأسها نجلها جمال السبت الماضي،‮ ‬هرول نحوها كبار المسئولين وخاصة القيادات النسائية لتقديم التحية والسلام‮. ‬المشهد كان عادياً،‮ ‬وركزت عليه كاميرات التليفزيون التي أرادت أن تبين الحميمية التي تتمتع بها السيدة الأولي بين صفوة الحزب الحاكم،‮

‬وإذ بإحدي الوزيرات تخطف يد السيدة الأولي لتقبلها علي الملأ قبل أن تغادر موقعها‮. ‬انتهي الموقف بسرعة البرق ولم تستطع أجهزة الإعلام أن تخفي ملامحه،‮ ‬ولكن الدهشة التي أصابت المشاهدين جعلت بعض الناس لا يصدقون ما رأوا وأخذ الكل يحدث الآخر بما شاهد علي الهواء مباشرة ويتساءل‮: ‬أحقيقة ما رأيت؟ خيم الذهول علي المشاهدين بينما الكاميرا التليفزيونية كانت حائرة في نقلها للحدث،‮

‬لأنها لم تستطع اخفاء الموقف برمته،‮ ‬وخرجت السيدة الأولي والوزيرة التي انكبت علي يديها لتقبلها من كادر الصورة،‮ ‬بينما الحيرة التي تركها المنظر في نفوسنا جعلت النوم لا يفارق جفوننا عدة أيام‮.‬ كلما عدنا إلي المشهد لاحظنا أن الوزيرة خطفت يد السيدة الأولي خطفا كي تطبع عليها قبلة السلام،‮ ‬فلا السيدة الأولي انزعجت ولا الوزيرة خجلت من فعلتها أمام الحضور والرأي العام‮. ‬

وبدا لكل من رأي أن هذا تصرف تلقائي من الطرفين أنه عادة،‮ ‬وكأنه طقس في عبادة أهل السلطان‮. ‬فجر الموقف تساؤلات حول الدوافع التي تجعل البعض يقبل علي هذه الفعلة التي نمارسها ليل نهار مع أبوينا أو شيوخنا وقساوسنا عرفانا بالجميل أو توقيرا لأهل العلم والدين‮. ‬وقد يندفع البعض نحو معلمه أو شخص مسن يحبه أو صاحب فضل عليه ليعلن له الولاء علي مشهد من الناس في إطار تربية دينية تدعونا إلي توقير الكبير واحترام الصغير والطاعة أولي الأمر،‮

‬ولكن مراجعة سريعة لشريط الأحداث تظهر أن الفرق في العمر بين الطرفين لا يتجاوز بضع سنين وأن العلاقة هنا ليست إلا موالاة لأهل النعم قبل أن تكون وفاء واجلالا لصاحبة اليد العليا في المعادلة‮.‬ مشهد الوزيرة التي انكبت علي يد السيدة الأولي لتقبلها لم يكن منفصلاً‮ ‬عما يحدث في أروقة الحزب الوطني،‮ ‬فقد كان الحديث يدور حول تعديل وزاري موسع وانتخابات برلمانية قادمة تستلزم من كل الأعضاء الالتزام بالولاء والطاعة‮.

‬وأمين السياسات يظهر‮ ‬غضبه مما تطالب به أحزاب المعارضة والقوي السياسية من تعديل في النظام السياسي بما يسمح بمساءلة الحكومة ورئيسها عن أفعالها ومكافحة الفساد والحد من الفقر والبطالة‮. ‬وقاد أمين التنظيم وصلة مطولة يتداولها الشباب علي مواقع الانترنت علي طريقة‮ »‬أنا المعلم يالاه‮..« ‬ويمنح نفسه حجما أكبر مما وهبه الله يصل به إلي تهديد خلق الله المعارضين له وتصويرهم علي أنهم الخوارج والكفار بنعم الحزب الحاكم التي لا تحصي ولا تعد‮.

‬وصال معلمي العزيز علي الدين هلال أمين الإعلام،‮ ‬وجال أثناء الجلسات وخارجها في كلام حول الشرعية الدستورية التي يتمتع بها حزب النبي حارسه الوطني الحاكم لدرجة جعلته يرفع شعاراً‮ ‬جريئا بقوله‮: ‬إن شرعية رئيس مصر القادم لن تكون البطولة العسكرية،‮ ‬بينما وصف الدكتور علي الدين هلال من يرشح أسماء للرئاسة من شاكلة الدكتور البرادعي أو زويل بأنه‮: »‬تنطع سياسي‮«.‬ إذن نحن أمام موقف مختلف في الأفعال متوحد في الرؤي والنتائج،‮

‬فالقبلة علي يد السيدة الأولي لا تصبح هنا نوعاً‮ ‬من التكريم أو التوقير بقدر حرص أصاحبها علي إعلان الولاء التام لمن بيدهم الأمر والملكوت‮. ‬عندما يطالب الخوارج علي الحزب الوطني بأية قواعد للمسئولية والمحاسبة،‮ ‬يعد ذلك درباً‮ ‬من الجنون وعدم الاعتراف بالمألوف‮.

‬فمراجعة بسيطة لطريقة تشكيل الحكومة واختيار القيادة المهمة في الدولة تكشف عن تناغم السياسات التي تشغل دولاب السلطة في الدولة‮. ‬فكم وزيراً‮ ‬اعترف بعد خروجه من الحكومة مقالا أو مستقيلا بأنه لم يعرف أبدا لماذا اختير أو لماذا خرج من موقعه؟‮! ‬ونشاهد بأم أعيننا وزراء ومحافظين ومسئولين أقل ما يوصفون به بأنهم موظفون في بداية السلم الوظيفي لا تسمع لهم رأياً‮ ‬ولا يتحركون إلا بتعليمات يدعون أنها تأتي من‮ »‬فوق‮« ‬فلا ناقة لهم فيها ولا جمل‮.

‬وليس‮ ‬غريباً‮ ‬أن توافق وزارة علي تشغيل فتياتنا خادمات عند أهل الخليج أو‮ ‬غيرهم،‮ ‬وتوقع علي ذلك في عقود رسمية كما حدث في صفقة الكويت الأخيرة وتعتبر ذلك ضمن فرص التوظيف التي جلبتها لنا بعد جهد جهيد‮!!. ‬ولا نجد‮ ‬غرابة في أن بعض المسئولين وقد أنهكهم المرض يتربعون علي مقاعدهم،‮ ‬لأن الرضا السامي مازال يرفرف بأجنحته عليهم،‮ ‬فما عليهم إلا أن يفعلوا ما يشاءون وليمت الرافضون‮.‬

انتهي الحزب الوطني من مؤتمره السنوي،‮ ‬بعد أيام معدودات ملأ الدنيا فيها ضجيجا حول انجازاته التي نسي فيها أنه المسئول الأول عن معدلات بطالة جعلت إحدي الفتيات المسيحيات من قنا والتي فازت علي مستوي قريتها بأصوات المسلمين والمسيحين تقول للرئيس مبارك أثناء المؤتمر‮: ‬يا ريس البنات في قريتنا أصبح مش عارف يتجاوزوا بعد سن الثلاثين والشباب مش قادر يفتح بيت رغم بلوغه الأربعين لأن فرصة العمل‮ ‬غير موجودة‮. ‬

عبرت الفتاة الصعيدية عن مشكلة كل بيت في مصر به ولد أو بنت لم يعد أمامهما سوي لعق مرارة البطالة والبحث عن وسيلة تخرجهم منها ولن يجدوها،‮ ‬إلا عن طريق الرشوة أو وقوفهم في مسيرة أي شخص يمد يده إليهم فيقبلونها لعلهم في يوم من أيام الحزب الحاكم يرتقون إلي ما وصل إليه من نفوذ وجاه‮.‬ عندما يختار المسئول فلسفة القبلات علي الأيادي لضمان ترقيته من أسفل السلم الوظيفي إلي قمته فذلك يكشف جلياً‮ ‬أن النظام لم يعد به معايير للعمل وقياس كفاءات الناس،‮

‬وأن العدالة في الدولة لها عدة مكاييل،‮ ‬وفي هذه الحالة نعذر الحزب الوطني الحاكم وقياداته التي فجرت ثورتها ضد كل من يطالبهم بوضع قواعد تضمن سلامة النظام السياسي بالدولة والبحث عن مخرج من الحالة التي أصبحنا عليها ولم تعد تسر عدواً‮ ‬قبل الحبيب‮.‬

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

الجارديان:جمال لا يملك حلماً يقود المصريين

كتبت ريم عبد الحميد فى اليوم السابع

انتقادات لجمال مبارك بالجارديان  

قالت صحيفة الجادريان إن جمال مبارك لا يصلح أن يصبح رئيساً لمصر، لأنه يمثل أسوأ ما فى المجتمع المصرى وكل ما هو خطأ، مشيرة إلى أنه رمزاً للمحسوبية التى عرقلت مصر عن التقدم على مدار عقود طويلة، فهو نجل الرئيس.


وأضافت الصحيفة فى التقرير الذى كتبه جوزيف مايتون، أن الأمر لا يتعلق بما إذا كان جمال مبارك سيكون قائداً جيداً لمصر، لكن الأمر يتعلق جزئياً به كشخص وما يمثله، ويتعلق أكثر بما سيأخذه من المجتمع المصرى إذا أصبح رئيساً.


ففى العام الماضى أبهر الرئيس الأمريكى باراك أوباما العالم برسالته عن التغيير والجرأة والأمل. والآن وبعد ما يقرب من عام على توليه الرئاسة، وإلقائه خطاباً هاماً فى القاهرة فى الصيف الماضى، فإن أفكار الأمل والتغيير انقشعت كلها من العقول المصرية، إنهم يشعرون أن الوضع الراهن قد عاد بقوة كاملة.

ويمضى الكاتب قائلاً إن جمال مبارك يمثل هذا الوضع الراهن. فبينما نجح أوباما فى تنشيط التفكير الأمريكى فى أن كل شىء ممكن، فإن شخصا ما مولودا فى جو محبط يمكن أن يعمل نحو هدف ما، الرئاسة، غير أن جمال مبارك يمثل العكس.


ويقول مايتون إن منى مكرم عبيد العضو السابق فى مجلس الشعب وأحد أبرز العناصر النسائية المثقفة، أخبرته مؤخراً بأن مصر تفتقر إلى أمرين: فرص العمل والأمل. فالمصريون كافحوا على مدار سنوات طويلة لتلبية احتياجاتهم. وقد أظهرت دراسة صادرة حديثاً عن وزارة التنمية الاقتصادية أن معدلات الفقر فى البلاد ارتفعت لأكثر من 20%.

وما تحتاجه مصر لن يستطيع جمال مبارك أن يقدمه لها، فهو يمثل كل ما هو خطأ فى السياسة والمجتمع المصرى. فقد وصل إلى منصبه كأمين لجنة السياسات فى الحزب الوطنى الحاكم ليس بسبب مؤهلاته كسياسى، ولكن لأن والده هو الرئيس.


ويقول الكاتب إنه بينما كان يجلس فى أحد المقاهى فى القاهرة سمع النادل يدمج الشأنين المصرى والأمريكى متسائلاً: كيف يمكن أن يصبح أوباما رئيساً وهو لا ينتمى إلى عائلات قوية. وأوضح النادل ويدعى يحيى أنه كان يريد أن يصبح صحفياً لكنه لم يعرف أحداً فى المجال الإعلامى ليمنحه فرصة.. "أعرف الكتابة جيداً ودرست السياسة فى جامعة القاهرة، لكن عائلتى غير معروفة وليس لدى "وساطة".


وتحدثت الجارديان أيضا عن المؤتمر السنوى للحزب الوطنى، وقالت إنه كان سريعاً لتفادى أى نقاش عن التوريث ومن سيخلف مبارك، على أمل ألا يضطر جمال للرد على هذا الجدل المتنامى.


ولم يتحدث جمال عن التوريث، لكن الأمر لا يتعلق بذلك، ولكنه يتعلق باستمرارية نظام مدعوم بمن يعرفه الناس وليس بما أنجزوه. ويفهم المصريون هذا جيداً وإحباطهم ويأسهم واضح فى كل منعطف.


ويرى مايتون أن جمال مبارك ليس لديه حلم ليقود المصريبن من أجل تحقيقه، على غرار الحلم الأمريكى. ويقول أحد رجال الأعمال الذى لم يذكر الكاتب اسمه، إن جمال قد يكون رئيسا جيدا، فهو ذكى ويتعامل مع الغرب بلغته الخاصة، لكنه يظل ابن الرئيس وإذا أصبح رئيساً فإن الشعب لن يكون فى حال أفضل، وسيفقد الأمل من أجل مستقبل أفضل.


وهذا هو أساس الأمر كله. فالتمكين يتم تفريغه من الحياة المصرية، والبلاد تسير إلى الوراء. وزعماء المعارضة لا يقدمون حلولا حقيقية ناجحة للمحسوبية المتزايدة الموجودة فى جميع قطاعات الحياة المصرية. وإذا أصبح جمال رئيساً، فإن هذا الاستنزاف سيصبح أكثر وضوحاً، وسرعان ما يتلاشى الحديث عن مستقبل أفضل لمصر.


وبخلص الكاتب فى النهاية إلى أن جمال مبارك يحتاج إلى مواجهة الفساد وإنهاء وباء المحسوبية الذى عرقل الحياة المصرية على مدى عقود، وهو فى حاجة إلى خلق الحلم المصرى، وتقديم منح دراسية للشباب المحرومين للدراسة فى الجامعات، وتحسين سوق العمل. فـ "جمال يمكن أن يساعد فى إحداث التغيير لكن ليس كرئيس للبلاد".

مصادر فلسطينية ل " الجمهورية " : عباس أكد للمقربين خوفه على حياته و تكرار سيناريو حصار الرئيس الراحل عرفات معه

 

كتب ـ هشام البسيونى :

ناشدت كوادر وأعضاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مصر أمس الرئيس محمود عباس بالعدول عن قراره بعدم الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

شددوا على أن حساسية الظروف الدولية والإقليمية وصعوبة الوضع الفلسطيني الداخلي في ظل الانقسام تستدعي وجود عباس في رئاسة السلطة الوطنية باعتباره شخصية وطنية وتاريخية تتسم بالواقعية السياسية والعقلانية وعدم التسرع محملين المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية وبخاصة الولاية المتحدة السبب المباشر عما آلت إليه الأمور .

كشفت مصادر فلسطينية ل " الجمهورية " أن الخطوة التى اتخذها عباس جاءت تعبيرا عن الياس والاحباط من الادارة الامريكية التى لم تضع خطة واضحة المعالم لاستئناف عملية السلام بل تضغط على الفلسطينيين رغم التهرب الواضح من جانب إسرائيل من استحقاقات السلام التى وضعتها خطة الطريق الامريكية فى الوقت الذى التزمت فيه السلطة الفلسطينية بكامل بنودها .

أضافت المصادر أن وقف الاستيطان الذى يصر عليه العرب والسلطة ليس شرطا بل تطبيقا لما أقرته خطة خريطة الطريق الامريكية مؤكدة أن الرئيس محمود عباس أكد للمقربين أنه لن يتحمل أية ضغوط أخرى حتى لا يظهر فى موقف المفرط فى حقوق الشعب الفلسطينى وحلمه باقامة الدولة الفلسطينينة المستقلة على الاراضى التى احتلتها إسرائيل فى 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية .

أكدت المصادر أن عباس أبدى للمقربين خوفه على حياته وعزله وقتله و تكرار سيناريو محاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات ومن ثم القضاء عليه فى النهاية رغم أن الرئيس عرفات كان رجل السلام الاول ووقع اتفاقية أوسلو ومع ذلك لم يشفع له الامر لدى الامريكيين .

الخميس، 5 نوفمبر 2009

الوطنى والإخوان.. أين التشابه؟

بقلم د.عمرو الشوبكى   المصرى اليوم ٥/ ١١/ ٢٠٠٩

حين نقارن بين الحزب الوطنى والإخوان، فيبدو للوهلة الأولى أنه لا توجد مقارنة، فالحزب الوطنى يحكم البلاد منذ تأسيسه، والإخوان يعارضون الحكم منذ تأسيسهم، والأول يعتقل الثانى ويزج بأعضائه فى السجون، والثانى يصرخ ويئن وأحيانا يهدد دون أن يقدر على الفعل، والإخوان يدافعون ولو ضمنا عن الدولة الدينية حتى لو لبست ثياباً مدنية ويعتبرون المرأة والأقباط مواطنين من الدرجة الثانية، والحزب الحاكم يقول إنه مؤمن بالدولة المدنية والمواطنة، حتى لو كان هو «الراعى الرسمى» لخطاب الدعاة الجدد وكل مظاهر التدين المغشوش فى مصر.

وقد أسس الحزب الوطنى خطابا يرى فيه أن مصر للمصريين «وكأن البلد محتل»، وكرس لهذه العلاقة العدائية بين المصرية والعروبة، وصور دعم غزة والقضية الفلسطينية كأنهما خصم من رصيد مصر وعلى حسابها فى مفارقة تبدو عجيبة، خاصة أن كل عقلاء النخبة المصرية والرأى العام لم يطالبوها ولو مرة واحدة بالدخول فى مغامرة عسكرية ضد إسرائيل، إنما طالبوها بدور إقليمى أو هيبة سياسية لم تحدث، لأن فاقد الشىء لا يعطيه.

أما الإخوان فمثلوا الوجه الآخر لنفس هذه العملة من التفكير، حين استخدموا تقريبا تلك اللغة «التخوينية» نفسها التى استخدمها الوطنى بحق معارضى سياساته الخارجية، فقسموا العالم العربى والإسلامى إلى «فسطاطين»، الأول ضم الشرفاء والمقاومين من حماس وحزب الله إلى المجاهدين الصوماليين، والثانى أو الجهة الأخرى، فضمت نظم عميلة تضم ما يعرف بمحور الاعتدال العربى.

هذا التصور عكس فهما أيديولوجيا ساذجا للواقع المعاش الأكثر تعقيدا بكثير من تلك الرؤى المبسطة، فلا مقاومو حماس ملائكة نجحوا فى تحرير فلسطين، ولا تنظيم حزب الله «الذى كان مقاوما حتى تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠» يتحرك خارج الاستراتيجية الإيرانية التى تهدف بشكل مشروع وأحيانا غير مشروع إلى الدفاع عن مصالحها الوطنية لا تحرير القدس، ولا محور الاعتدال مشكلته فى «اعتداله» إنما فى انهيار أدائه واستبداد حكامه، وإلا بماذا نفسر الدور المشرف والكفء لدولة معتدلة مثل تركيا قبل وأثناء وبعد العدوان الإسرائيلى على غزة؟!.

تشابه ثان بين الاثنين يتمثل فى نجاح كل من الحزب الوطنى والإخوان بعبقرية شديدة فى فقدان الغالبية العظمى من أنصارهم داخل صفوف النخبة المصرية، فلم يعد هناك تيار ليبرالى حقيقى خارج أو داخل الحزب الحاكم يؤيد أداء شلة التوريث، وبات من الصعب أن نجد إصلاحيا حقيقيا من داخل النظام أو من خارجه يتعاطف مع الحزب الوطنى فى طبعته «التوريثية» الأخيرة، خاصة بعد الأداء المسرحى والاستعلائى لقادة الحزب حين تصوروا أن هناك حياة ديمقراطية حقيقية فى البلاد تستحق هذا الهجوم على قادة المعارضة، وليس قانون طوارئ وفساداً وسوء إدارة هى التى تستلزم المواجهة.

أما داخل الإخوان فقد احتل التيار المحافظ مكان شلة التوريث فى الحزب الوطنى، وسيطر على مقدرات الجماعة «وليس البلد»، وأصبحت قدرتهم على التعايش مع التيارات الإصلاحية داخل الجماعة وخارجها غير موجودة، خاصة بعد أن هاجموا بحدة أصواتاً مثل الشيخ القرضاوى ابن مدرسة الإخوان المسلمين «كتب أكثر من ١٠٠ مرجع وكتاب»، وهاجموا مفتى الجمهورية لأنه قال كلاما عاقلا فى ندوة بواشنطن حول ضرورة أن يفصل الإخوان بين الجماعة الدعوية والحزب السياسى، وطالبوه بأن «يراجع عقيدته» فى موقف بدا وكأنه شبه تكفيرى.

والحقيقة أن الزيارات «المعلبة» والمعدة سلفا لنجل الرئيس لبعض محافظات الجمهورية ومعه شلة رجال الأعمال المعروفة بينت حجم العزلة الشديدة التى تفصل هؤلاء عن عموم المصريين، فهم لا يعرفونهم ولم يعيشوا معهم وعاملوهم باستعلاء، وتحدثوا عن سلبيات المجتمع المصرى دون أن ينظروا إلى سلبياتهم، وطالبوه بتضحيات لم يسألوا أنفسهم لماذا لم يدفعوها هم أولا.

أما نظراؤهم فى الإخوان «بعيدا عن فروقات المظهر والخطاب» فهم تلك المجموعة المحافظة والمنغلقة التى لم تر نور الحياة العامة، وبقيت داخل دهاليز الجماعة، فلم ترشح نفسها فى انتخابات تشريعية أو نقابية أو طلابية، إنما بقيت حارسة للتنظيم لأكثر من ٨٠ عاما حتى أوصلته إلى فشل سياسى رغم قوة تأثيره الدينى والدعوى.

لقد تصور «حراس العقيدة والجماعة» من التيار المحافظ أن الأوطان تدار بالأدعية والنوايا الطيبة والشعارات الدينية، وأن العالم يخشى من دعوة الإخوان الربانية، وأن أمريكا لا تجد عدوا فى العالم يهدد مصالحها ومشاريعها أخطر من الإخوان المسلمين،

ولكنهم نسوا أو تناسوا أن هؤلاء الأمريكان حين شعروا بأن من مصلحتهم دفع «إخوان العراق» إلى المشاركة فى العملية السياسية، فعلوا ذلك بكل سلاسة، وأفسحوا لهم مكانا من أجل المشاركة فى حكم العراق والتواصل معهم، دون أن يعبأوا بخطابهم الدعوى ولا بشعاراتهم الأيديولوجية، فى حين بقى حراس الجماعة يرددون كلاما لا معنى له فى الواقع العملى، تماما مثل إخوانهم من «حراس التوريث».

وبقى تشابه آخر يتعلق بعدم قدرة كل طرف على إصلاح أوضاعه الداخلية وبالتالى إصلاح أحوال الوطن «إذا كان فى الحكم كما بالنسبة للحزب الوطنى»، فإذا كان من المؤكد أن الحزب الوطنى يضم آلاف الإصلاحيين وكثيراً من الكوادر التى تربت فى أحضان الدولة المصرية وترغب فى خدمة بلدها وأهلها، واختارت الحزب الوطنى لأنه الحزب الحاكم كما اختارت من قبل الاتحاد الاشتراكى العربى وحزب مصر والحزب الوطنى،

وأصبحت «قوة» وبريق الحزب الوطنى نابعة من اعتماده على جهاز الدولة، فبدون مؤسسات الدولة وجهازها الأمنى والإدارى يصبح الحزب رقما هزيلا فى الحياة السياسية والحزبية، لأن قوته تنبع من هذا التداخل مع الدولة، وبالتالى فإن مطالبته بفصل نفسه عن مؤسسات الدولة ستعنى إنهاء قوته، ولكنها هى الشرط الوحيد لإصلاحه وتحوله إلى حزب حقيقى وديمقراطى.

أما جماعة الإخوان فهم يعيشون على ثنائية أخرى غير تداخل الحزب مع الدولة التى يعيشها الوطنى، وتقوم على الربط بين الدعوى والسياسى، فهم بالأساس جماعة دينية ودعوية ولكنهم صاروا فاعلاً سياسياً فى المجتمع بعد أن قضى الحزب الحاكم على الحياة السياسية «لم يكن لهم مقعد واحد فى البرلمان حين كان هناك مشروع سياسى لحزب الوفد فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى»،

ولكن من المستحيل أن يتحولوا إلى جماعة إصلاحية حقيقية إلا إذا فصلوا بين الدعوى والسياسى، ولكنه خيار ليس سهلا لأنه سيقضى على المصدر الرئيسى لقوتهم وهو «التجنيد عبر الدعوة»، وبالتالى لن يفعلوها، لأنه إصلاح سيضعف الجماعة رغم أنه لا بديل عنه، تماما مثل الحزب الوطنى الذى سيعنى الإصلاح بالنسبة له نهاية حكمه.

إن كلا الطرفين متشابهان فى أشياء كثيرة حتى لو اختلفا فى المظهر وفى بعض الأشياء، وكلاهما لن يقدر على الإصلاح من داخله، فلابد أن يتغير النظام السياسى حتى يكون النظام الجديد قادرا على خلق حزب وطنى وديمقراطى حقيقى بعيدا عن جهاز الدولة وشلة التوريث، وأيضا قادر على دمج تيار سياسى إسلامى إصلاحى يفصل بين الدعوى والسياسى ولا يهيمن عليه حراس العقيدة والجماعة.