الاثنين، 9 يونيو 2014

قلم

كنت ولا زلت أشعر بتفاؤل كبير بأن مصر ستعبر المرحلة الراهنة بسلام بعد سنوات من التخبط والحيرة والارتباك وكلمة السر فى تفاؤلىهى الشعب المصرى الذى وصفته بالمارد الذى خرج من القمقم ولن يعود إليه مرة أخرى حينما يخرج بأعداد هائلة يوم الثلاثاء 25 يناير2011  .
ازددت تفاؤلاً أول أمس عندما استمعت للرئيس عبدالفتاح السيسىالذى جاء بإرادة شعبية حرة وهو فى تقديرى أحد ثمار ثورتى 25 يناير و30 يونيو  .. خطابه تضمن عناوين مهمة تصلح كلها مانشيتات وأعتقد أنه يعلم جيداً قيمة هذا الشعب الذى يحكمه وقدرته على البناء والعطاء من أجل رفعة بلده ولكنه يحتاج إلى قدوة تشد من أزره وتأخذ بيده لصناعة المستقبل وهو ما ركز عليه الرئيس فى كلماته .
أعجبنى تأكيده على أن العقد الاجتماعى بين الرئيس ومؤسسات الدولة والشعب لا يمكن أن يستقيم من طرف واحد فى إشارة إلى أن الديمقراطية ليست صناديق فقط وهى حقيقة غفل عنها سابقوه فكان جزاؤهم إما الخلع أو العزل .
من النقاط التى توقفت أمامها إعلانه أنه رئيس كل المصريين وتركيزه الواضح على الشباب والمرأة والفلاحين والبسطاء من الشعب ما يدل على أنه واحد مننا ويشعر بالمعاناة الى عاناها أبناء الوطن خلال العقود الماضية .
أعجبنى طلبه المباشر .. أعينونى بقوة لبناء الوطن وإعلاء المساواة وتكافؤ الفرص وهى قيمة غابت طويلاً عن مجتمعنا فحدث الانهيار وهى رسالة من الرئيس إلى كل وطنى شريف فى مؤسسته بألا يصمت عن ظلم أو ظالم ينهب حقه وحقوق بلده لأن الصمت يجعل الفاسد يتمادى فى غيه وفساده والخاسر فى النهاية الوطن والمواطن .
وعلينا كمواطنين أن نتذكر جيداً هذه الكلمات المهمة التى تعهد بها الرئيس حينما قال إن محاربة الفساد شعارنا فى المرحلة المقبلة و لن تكون هناك رحمة مع من يثبت تورطهم فى قضايا فساد أياً كان حجمها.. واجبنا أن نساند الدولة فى مواجهة الفاسدين لأنهم يسرقون أحلام الشرفاء وفرصهم فى العيش الكريم .
لم يفت الرئيس الحديث عن علاقة أجهزة الأمن والشعب وهو هاجسيشغل بال الكثيرين من المصريين الذين ثاروا على السياسات القمعية التى مورست ضدهم فى السابق .. وأعتقد أنه أراد إرسال رسالة تطمين للخائفين من عودة الدولة البوليسية بالكلام عن إرساء علاقة صحية بين الطرفين يحكمها القانون وصون الكرامة واحترام الحرية وهى ميزة اكتسبها الشعب بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو ولن يتنازل عنها مهما حدث .
أتمنى أن يتحقق كل ما جاء فى خطاب الرئيس على أرض الواقع وهى مسئوليته أولاً بالالتزام بما قاله وإلزام مؤسسات الدولة بكل ما جاء فى الخطاب وثانياً .. مسئوليتنا كمواطنين بالمتابعة والعمل وبذل المزيد من الجهد والصبر قليلاً على بعض المطالب حتى تستقر الأوضاع فى مصر و تسترد الدولة عافيتها وقوتها و يجنى الجميع الثمار خلال الفترة الرئاسية .

هشام البسيونى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق