الثلاثاء، 12 أبريل 2011

قلم ثائر

 

بعد ثورة يناير آثرت عدم الحديث عن الماضى حتى لا يفهم البعض أننى أصفى حسابات وأخذت على نفسى عهدا بعدم انتقاد قيادات العهد البائد فى الجريدة لايمانى بعدم نبل مهاجمة فارس ترجل عن جواده .

ما حدث فى مقالى السابق واللعب فيه على المكشوف وتغيير بعض الكلمات وشطب الاخر لتفريغ الفكرة من مضمونها جعلنى أؤمن أن القيادات السابقة نجحت فى شىء واحد هو اختيار عناصر معها كل الاقنعة .. واحد للثورة وآخر للدفاع عن النظام وغيره لوصل حبال الود مع فلول الحزب الوطنى .

أعوان لا يقلون خطورة عن البلطجية الذين يستأجرهم الحزب الوطنى لاجهاض الثورة تتلون فى لحظة وتعمل عجين الفلاحة لكل من يحمل مفاتيح القرار واقناعه بانها الحارس الامين على كرسيه وأقولها صراحة ..على رئيس التحرير الجديد عدم الاعتماد على هذه الوجوه لانها ستبنى جدارا بينه وبين من يريد التعاون معه للنهوض بالجريدة وانجاح مهمته .

للاسف بعض العاملين فى الصحف القومية ومنها الجمهورية لا زالوا يعيشون فى جلباب حسنى مبارك .. اعتادوا العيش فى الظلام ومسح الجوخ وعبادة الفرد .

الخوف والنفاق .. الاوكسجين الذى يتنفسونه .. لا يستطيعون العيش بدونه على الرغم من أن الثورة حررت الجميع من العصبة التى حكمت فى السابق وحطمت الاصنام التى كانوا يعبدونها من دون الله .

إذا كانوا يراهنون على دفعنا لليأس فهم واهمون ويخطئون إذا ظنوا أنهم قادرون على لعب نفس الدور القديم فى تأميم الافكار والاراء .. لن نسمح لهم بذلك ولن نسلمهم أقلامنا ليكتبوا نيابة عنا وليعلموا أننا بلغنا شن الرشد الصحفى قبل التغييرات الاخيرة بسنوات .

إذا كانوا يريدون تقديم أوراق اعتمادهم عليهم أن يرسلوها إلى الشعب الذى نفخ فيهم من روحه وفتح لهم قفص الحرية بدمائه ودماء أبنائه لا أن

يصنعوا آلهة أخرى يقدمون لها فروض الولاء والطاعة ويقيمون لها شعائر كل آذان .

أندهش أن تفرد مساحات كبيرة لاعداء ثورة يناير الذين ضبطوا متلبسين بنهب المال العام وبتقارير رقابية موثقة وعندما نريد أن نعبر عن آرائنا بكل حرية يتم تشويه كتاباتنا كما كان يحدث فى السابق وهو الامر الذى رفضته زمان وأرفضه الان ودفعنى للتوقف عن الكتابة طوال عامين .

للحقيقة وللتاريخ طلب منى الاستاذ محمد على إبراهيم رئيس التحرير السابق عبر أحد الزملاء بعد الثورة العودة للكتابة دون أية خطوط حمراء .. رفضت وقتها لاننى كنت أرى ضرورة تغيير القيادات السابقة حتى تستعيد الصحف القومية ثقة القارىء فيها .

عندما طلب منى مدير التحرير معاودة الكتابة قلت هذه هى البداية وكنت متفائلا جدا ولكن ما حدث للمقال جعلنى أؤمن بضرورة تحرير الافكار وإفساح المجال أما قيادات وسيطة وشابة لتحمل الشعلة لاننا نجحنا فى تغيير اشخاص ولكن السياسات العقيمة لا تزال تحكم آليات العمل .

هشام البسيونى

hatiab@hotmail.com

مقالى الجديد الذى تم تسليمه لجريدة الجمهورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق