أن يخرج الملايين للمطالبة بمحاكمة الرئيس المخلوع فهذا أمر طبيعى لنجاح الرجل فى تخريب مصر بالكامل وإعادتها عقودا للوراء وتحويلها إلى عزبة خاصة له ولاسرته والعصابة التى التفت حولهم .
أما أن يخرج العشرات إلى ماسبيرو تأييدا له فهذا قمة الغرابة ويدعو للدهشة الشديدة لانها المرة الاولى التى أرى فيها أحدا يدافع عن شخص متهم بقتل أكثر من 800 شهيد وإصابة 6 آلاف مواطن والاختلاس وإهدار المال العام والكسب غير المشروع فضلا عن الخراب الاقتصادى والاجتماعى والسياسى والاخلاقى الذى زرعه طوال 30 عاما من حكمه البائد ويحصد الشعب ثماره المرة هذه الايام وسيظل يجتر مرارتها لسنوات قادمة .
للاسف الشديد الذين يطالبون بالتسامح مع هذا الرجل وينادون بعدم محاكمته .. يستخدمون حججا لا تنطلى على أحد .. فمرة يقولون إنه طاعن فى السن وأخرى يزعمون أنهم أحرارفى التعبير عن رأيهم ونحن لا نجادلهم فى حبهم للمخلوع لكن ما يطلبونه لا يمت للديمقراطية التى تعنى المساءلة ومحاسبة أى شخص مهما علا شأنه و العدالة تقتضى أن يدفع ثمن خطاياه وجرائمه التى ارتكبها فى حق الشعب .
رأينا هذا فى المجتمعات السوية التى سبقتنا إلى الحرية وكلنا شاهدنا محاكمات بل كلينتون فى الولايات المتحدة وجاك شيراك فى فرنسا وحتى إسرائيل وجدناها تحاكم مسئوليها السابقين بدءا بموشيه كاتساف وإيهود اولمرت وارييل شارون ونجله ولم نجد فردا من مؤيديهم يخرج للشارع رفضا لمحاكمتهم لانهم يعرفون أن الديمقراطية ليست شيكا على بياض للمسئول ليفعل ما يحلو له خارج سيادة القانون .
إذا كان هؤلاء يصرون على عدم محاكمة الرئيس السابق فهم طبقا لاحكام القانون يريدون التستر على متهم ماثل أمام القضاء ويحاولون التأثير على سير العدالة وبالتالى يكونون شركاء له فى كل جرائمه وعلى الدولة اتخاذ كافة التدابير القانونية ضدهم .
أذكركم وأذكر نفسى بقصة المرأة المخزومية التي سرقت وأراد قومها الشفاعة لها لانها بنت الاكرمين ورمز من رموز القبيلة كما يريد الذين يطالبون بعدم محاكمة الرئيس المخلوع الان .
قالوا .. من يكلم رسول الله " ص " ومن يجترئ عليه إلا أسامة .. حب الرسول فكلمه .. فرد عليه سيد الخلق " أتشفع في حد من حدود الله " ثم قام فخطب " يا أيها الناس .. إنما ضل من كان قبلكم .. أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه .. وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد .. وايم الله .. لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها " .
على الهامش
* فوت علينا بكرة يا سيد .. شعار ترفعه السكرتيرة الموجودة فى معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية مع معظم الصحفيين والاعلاميين للاستعلام عن أى شىء يخص بعد فشلهم فى الوصول إلى مدير المعهد الذى لا يرد على تليفونه المحمول .
هشام البسيونى
hatiab@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق