دبلوماسية مدام نظيفة
كنت أود ألا أكتب عن أزمة الناشط السياسى أحمد الجيزاوى حتى تتضح الامور لكن ضميرى المهنى والاخلاقى منعنى خصوصا بعد البيانات الصادرة عن الخارجية والتى تنسب لمصدر مسئول وآخر مطلع وكلها تصب فى خانة واحدة وهى إدانة المواطن وكأنها وزارة الخارجية السعودية .
أرى أن الموضوع يأخذ منحى آخر بمحاولة التضحية بالشاب بزعم الحفاظ على العلاقات المصرية السعودية لدرجة أن وزير الخارجية قال فى مجلس الشعب .. لا تضعوا العلاقات بين البلدين فى كفة والجيزاوى فى كفة .. يعنى م الاخر حسب تصريحه يذهب الشاب للجحيم .
بداية القصيدة كانت كفرا عندما أدان محمود عوف السفير المصرى فى الرياض الشاب صراحة وارتكب خطيئة كبرى لم يلتفت لها بعض الاعلاميين المتحمسين لروايات الافلام البوليسية الصادرة من مغارة الوزارة وهى اتهام عدد كبير من المصريين بنفس التهمة وقال ساخرا " وبعدين يفتروا على الحكومة السعودية " وكأننا جميعا تجار مخدرات أو أضعف الايمان بنضرب ترامادول أو حبوب هلوسة .
المشكلة لم تكن فى كلام عوف وحده ولكن فى نهج الخارجية بعد ذلك حينما قررت العمل بمبدأ أنا و أخويا ع الغريب وسعت فى كل تصريحاتها وبياناتها لادانة الشاب لتبييض وجهها حتى جاء الوزير وحاول إصلاح هذه الجريمة مع الاعلامى يسرى فودة وقال إن عوف أخطأ وسيحاسبه وأن الجيزاوى برىء 100 % من وجهة نظره .
لم تمر ساعات قليلة على هذا الكلام الجميل حتى صدمنى تصريح منسوب لمصدر مسئول فى الوزارة يؤكد بثقة يحسد عليها أن اتهامات الشاب بجلب أقراص مخدرة للسعودية جيدة ولا يوجد بها خدش و يبدو أنه يعمل فى الخارجية السعودية وليس المصرية ومتأثر بإعلان مدام نظيفة والقطنة ما بتكدبش .
هذا المصدر غير المسئول بدا لى كالدبة التى قتلت صاحبها لأنه زعزع بكلامه الثقة فى الوزير والوزارة بالكامل وحولها إلى خصم بدلا من متضامن مع متهم مصرى فى قضية تحولت إلى رأى عام خصوصا أن القاصى والدانى بات يعرف أن هناك قضايا مرفوعة من الشاب ضد وزير الخارجية وعوف بسبب معاملة المصريين بالمملكة .
ليت عمرو ومعاونيه يتعلمون أصول الدبلوماسية من دول شرق آسيا حينما تعرضت خادمة للتعذيب فى المملكة وقامت الدنيا ولم تقعد حتى نالت حقها ولم نسمع وقتها من يبرر الجريمة بزعم استقرار 5ر1 مليون خادمة والاستثمارات السعودية فيها .
أقول لمن يردد هذا الكلام كالببغاء .. كرامة مواطن واحد من كرامة كل المصريين ولو صمتنا عن التنكيل بالجيزاوى سنكون كمن يدير خده الايسر إذا صفع على الايمن وأرفض أن يأتى اليوم الذى يتمنى فيه المصرى وبعد الثورة أن يعامل معاملة الشغالة الفلبينية .
أخيرا هل تعلم يا سيادة الوزير أن عوف كان موجودا فى القاهرة ويدير الازمة من منزله وأنا شخصيا اتصلت به على هاتفه المحلى وبعد أن عرف شخصيتى قطع الخط ورفض الرد بعدها وبالتالى غابت عنك وعنه حقائق كثيرة فى موقغ الحدث كان يمكن أن تساهم فى نزع فتيل الازمة من البداية قبل تعقيدها ؟.
إذا كان الوزير لا يعرف هذه المعلومة فهذه مصيبة وإذا كان يعلمها وأخفاها عن الرأى العام والمجلس العسكرى ورئيس الوزراء فتلك مصيبة أخرى ولابد من محاسبة جميع من يتباكون فى الوزارة الان على العلاقات المصرية السعودية لانهم السبب فيما حدث بكذبهم وتضليلهم للرأى العام وقيادات الدولة .
هشام البسيونى
hatiab@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق