الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

المتحدث باسم الخارجية في تصريحات للصحفيين:

الإنشاءات الهندسية علي الحدود مع غزة..إجراء يمس الأمن القومي
مصر لا تعاقب حماس.. وما يتردد حول الرغبة في إفساد صفقة الأسري.. أكاذيب

هشام البسيوني

رفض السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية تسمية الإنشاءات الهندسية التي تقوم بها مصر علي الحدود مع غزة بالجدار الفولاذي متسائلاً: من أين صدرت هذه التسميات؟!


قال في تصريحات صحفية أمس للمحررين الدبلوماسيين إن الأمر صدر اساسا في جريدة إسرائيلية ثم تناقلتها بعض وسائل الاعلام وبدأ البعض يبني عليها استنتاجات وتعليقات واستمعنا من بعض المسئولين الدوليين إلي تعليقات في هذا الموضوع دون أن يكون لأي من هؤلاء معلومات واضحة حول الاجراءات التي تقوم بها مصر.


اضاف ان كل ما تحدثوا بشأنه هو مجموعة من الأمور المستندة إلي تقارير إعلامية وبعض المشاهدات في المناطق الحدودية بين مصر وقطاع غزة مشيراً إلي أن الخوض في هذه الأمور هو مس بالأمن القومي المصري لأن مصر تحدد من الاجراءات علي أرضها ما يحمي أمنها وما يسمح لها بحماية حدودها وارضها ومواطنيها وهذا أمر لا يخضع للنقاش.


رداً علي سؤال ل "الجمهورية" حول مزاعم جديدة بديعوت أحرنوت بأن الجدار جاء لمعاقبة حماس علي رفضها التوقيع علي ورقة المصالحة الفلسطينية وإدخال الوسيط الألماني كطرف في صفقة شاليط.. قال إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة والدليل أنه لو أقدمت حماس علي التوقيع لن يعني هذا وقف الاجراءات التي تتخذها مصر والعكس بل إن الاجراءات مستمرة.


حول تسمية ما يحدث علي الحدود قال ليس جداراً بل إنشاءات أو أعمال هندسية مشيرا إلي أن المسمي غير مهم لكن الاعلام مليء بتسميات تعود لأصحابها ولا تمت للحقيقة بصلة ومع الأسف استمعنا لأصوات من داخل غزة تتخطي حدودها في الحديث وتستخدم ألفاظاً أكبر من حجمها وتتعدي امكانياتها في التحرك وهذه التصريحات نتفهمها باعتبارها تعكس إحباطاً من جانب البعض لكن الاحباط لا يجب أن يوجه إلي مصر بل إلي من تسبب فيه.


قال بحسم إن الأحاديث التي استمعنا إليها أو تناقلتها وسائل الاعلام وفيها تصريحات للبعض في حركة حماس حول هذا لن نرد عليها لأن الرد يدخلنا في أزمة ومصر لا تدخل في أزمة لأنها تعرف طريقها وتمضي في إجراءاتها بغض النظر عن كل الكلام الذي يقال.


حول توقيت البدء في هذه الإنشاءات أوضح ان الاجراءات تخضع إلي دراسات وتشاور داخل كل الأجهزة المعنية بالأمر في مصر وعندما يتخذ القرار يبدأ العمل ولذلك التوقيت غير مرتبط بأي شيء آخر لأن التوقيت مرتبط باتخاذ القرار بالمضي قدماً في بعض الاجراءات للمزيد من تأمين الحدود المصرية.

حول الموقف فيما يتعلق باتفاقية الأسري بين إسرائيل وحماس قال المتحدث الرسمي إن الموقف دقيق وكل طرف عليه أن يتخذ قراراته إذا أرادوا أن ينفذوا هذه الصفقة ومصر برغبتها بذلت جهداً كبيراً في مساعدة الفلسطينيين في هذا الموضوع وإذا قدر لهذا الجهد أن ينجح وأن تتجاوب معه الأطراف فهذا أمر طيب وسوف ينتج عنه الافراج عن 550 أسيراً فلسطينياً يتم تسليمهم إلي الرئيس أبومازن والسلطة و450 أسيراً في اطار الصفقة مع حركة حماس وفي النهاية.. الافراج عن ألف فلسطيني من السجون الإسرائيلية هدف جيد ويستحق بذل الجهد من أجله.


رداً علي سؤال ل "الجمهورية" حول اتهام احدي الفضائيات لمصر "بأنها ترغب في تأجيل الصفقة" أكد أن كل الأخبار المدسوسة التي تتحدث عن رغبة مصرية أو طلب مصري لتأجيل الصفقة كلها أخبار ملفقة وتهدف إلي التنصل من مسئولية اتخاذ القرارات المطلوبة من جانب الطرفين.


أشار إلي أن مصر عملت بجدية من أجل إنهاء هذه الصفقة ومستمرة في هذا الموضوع ولكن كما قلت المسئولية تقع علي عاتق الطرفين الاساسيين.. حكومة إسرائيل وحركة حماس ولا داع للتنصل من المسئولية بالقاء الأمر علي مصر وكأنها هي التي تريد إعاقة الصفقة أو تأخيرها لأن هذا كلام كاذب..


أوضح السفير حسام زكي ان مصر وافقت علي قافلة مساعدات تنظمها جمعية تدعي "تحيا فلسطين"تابعة للنائب البريطاني جورج جالاوي شريطة الالتزام بالآلية التي أقرتها مصر لايصال المساعدات إلي قطاع غزة مشيرا إلي ان هذه القافلة إذا التزمت بالآلية يمكن لها أن تدخل القطاع في أي تاريخ قبل نهاية الشهر الحالي.
حول وجود جديد في العلاقات المصرية الجزائرية والنية لعودة السفير المصري إلي الجزائر قال هناك حالة هدوء رسمي وكل شيء في حينه.


وحول الموقف الحالي للعلاقات المصرية الايرانية خاصة بعد زيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني للقاهرة ولقائه بالرئيس مبارك.. أوضح ان ايران لديها رؤيتها وان المواقف تتباعد ومواقف مصر معروفة وإيران مواقفها معروفة والحوار الذي جري في القاهرة بين رئيس البرلمان الإيراني أوضح وجود فجوة في المواقف.
استدرك قائلاً: لاشك ان هناك بعض نقاط التلاقي في عدد من المواقف لكن الوضع بشكل عام هو استمرار وجود تباين في وجهات النظر بشأن قضايا الاقليم.

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

في ختام اجتماع مجموعة الثماني والشركاء بالخارجية

آلية باسم "القاهرة" لمتابعة احتياجات الدول المشاركة في حفظ السلام


مصر تستضيف اجتماعاً قادماً لأكبر المساهمين في عدم الانحياز

هشام البسيوني

اتفق المشاركون في الاجتماع الثالث لمبادرة استعراض بناء القدرات لعمليات حفظ السلام لمجموعة الثماني والشركاء علي انشاء آلية مستمرة لمتابعة وتلبية احتياجات الدول المشاركة بقوات وشرطة ومدنيين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في الوقت الذي رجحت فيه مصادر داخل الاجتماع ان يطلق علي هذه الآلية "آلية اجتماع القاهرة كآلية مستديمة"


صرحت السفيرة نائلة جبر مساعد وزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات الدولية بأن المشاركين في ختام أعمال الاجتماع اتفقوا علي جعل هذه الآلية علي موقع اليكتروني علي شبكة الانترنت والبريد الاليكتروني لمتابعة الأفكار المطروحة وتنفيذها لحين انعقاد الاجتماع القادم بعد عام من الآن.


أشارت السفيرة الي ان المشاركين اتفقوا أيضا علي استضافة القاهرة اجتماعا يخصص لأكبر الدول المساهمة بقوات وشرطة ضمن دول حركة عدم الانحياز واجتماعا مشابها للدول المشاركة في المنظمة العالمية للفرانكفونية وسيكون الاجتماعات احدي الآليات الخاصة لمتابعة اجتماع القاهرة من حيث تبادل الرأي والمشورة حول كيفية دعم عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة.


قالت ان مصر ستطرح رؤية حركة عدم الانحياز خلال اجتماعات حفظ السلام التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في فبراير ومارس القادمين بنيويورك.


أوضح المستشار عمرو الجويلي مدير شئون الأمم المتحدة بوزارة الخارجية ان مصر حرصت علي زيادة مشاركة الدول النامية خاصة العربية والافريقية في هذا الاجتماع ليكون صوتها ممثلا.


من جانبه قال السفير محمود فرغل نائب مدير مركز القاهرة الاقليمي للتدريب علي تسوية النزاعات وحفظ السلام في افريقيا ان الاجتماع الذي نظمته وزارة الخارجية مع المركز توصل الي توافق في الرأي علي أهمية التعاون في عملية بناء الكوادر المدنية في عمليات حفظ وبناء السلام في افريقيا ومناطق العالم.

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

البرنامج الانتخابى للزميلين هشام البسيونى ومحمد سالم لعضوية مجلس ادارة دار التحرير للطبع والنشر

          عايز حقك .. لا تحتار .. اختار الاحرار
الايادى المرتعشة لا تقوى على البنا .. والخائفون لا يصنعون المستقبل
لسنـا الافضــل .. لكننا الاقـــوى فــــى مواجهـــة الضغــوط ورفض الاغـــراءات

الزملاء والزميلات .. اسمحوا لنا بدقائق من وقتكم نعرض فيه جزءا من طموحنا المشروع فى الحصول على حقنا فى حياة كريمة وتوزيع عادل لثروات المؤسسة الغنية بالموارد من خلال برنامج واضح ومحدد وقابل للتنفيذ بشرط أن تدعمونا وتقفوا بجانبنا فى حالة الفوز لان دوركم لاينتهى عند الصندوق .
عضو مجلس الادارة بعد الانتخابات لن يصمد إلا بدعمكم و مساندتكم وعليكم ممارسة حقكم فى تحديد مصيركم وصنع مستقبلكم ومستقبل أبنائكم ولولا الضغوط على الادارة السابقة ما تم رفع رواتبكم أو حصلتم على الحوافز السنوية .
عندما قررنا خوض المعركة معا على عضوية المجلس رفضنا الدعاوى التى تنادى بممثل للاصدارات الكبيرة لانها تمثل فكرا طبقيا يتنافى مع فلسفة الانتخابات التى تحدد مصير جميع أبناء الدار وترسخ فكرة االتفتيت والانقسام بينا رغم أننا فى قارب واحد و أى ميزة أو مصلحة ستكون للجميع وليست لجريدة دون غيرها وإيمانا منا بالمثل القائل " ايد لوحدها ما تسقفش " واثنان يستطيعان الضغط بمشاركتكم فى انتزاع العديد من المكاسب .
ونعاهدكم أن نكون عند حسن الظن لاننا لا نقبل ضغوطا ولا تجدى معنا الاغراءات مهما كانت ولا تنفع معنا سياسة العصا والجزرة .. وهذا هو برنامجنا الذى نتمنى أن يحظى بقبولكم ودعمكم والقرار فى ايديكم فاختاروا الافضل :
1 ـ تخصيص 3 % من إعلانات المؤسسة فى صندوق يخصص لحوافز شهرية لجميع الصحفيين أسوة بالاهرام مع وضع نظام عادل لصرفها بعيدا عن الاهواء الشخصية .
2 ـ التنازل عن مكافأة الميزانية السنوية لاعضاء مجلس الادارة والاكتفاء ببدل الجلسات ووضعها فى صندوق يصرف منه على الحالات الحرجة والاعانات للظروف الطارئة للزملاء .
3 ـ وضع نظام جديد يمنح الصحفيين الذين يؤدون أعمالا فى أوقات متأخرة ميزة مادية إضافية لاننا الفئة الوحيدة التى لا تحصل على بدل إضافى رغم أن طبيعة عملنا قد تقتضى التواجد لاوقات طويلة وممتدة على مدار اليوم .
4 ـ صرف بدل شهرة للزملاء فى الأقسام التى تعمل فى الظل كجنود مجهولين مثل الخارجى والتصحيح والدسك والسكرتارية و الانترنت والاستماع أسوة بالجرائد الاخرى ووكالة أنباء الشرق الاوسط .
5 ـ القضاء على التفرقة فى تقديم الرعاية الصحية ومنحها بطريقة كريمة ولائقة للصحفيين وتحقيق المساواة الكاملة فى العلاج داخل المستشفيات التى تتعاقد معها دار التحرير .
6 ـ وقف الخصومات التى تحصلها المؤسسة على بدل التكنولوجيا لان المبلغ غير خاضع للضريبة بناء على تعليمات وزارة المالية والدار هى الوحيدة التى تطبق نظام الخصم .
7 ـ تشكيل لجنة من الزملاء المشهود لهم بالاستقامة والنزاهة والامانة للاشراف على جميع التعاقدات التى تبرمهما المؤسسة .. خاصة أن السنوات السابقة شهدت إهدار الملايين على شراء آلات غير مطابقة ولا نحتاجها وكان من الممكن أن تكون هذه الاموال حوافز ومكافآت تعيننا على مواجهة أعباء الحياة .
                                  المرشحان لعضوية مجلس الادارة
                   محمد سالم  وهشام البسيونى الصحفيان بالجمهورية
    

الأحد، 20 ديسمبر 2009

تطورات السلام والمصالحة الفلسطينية تتصدر الجولة الخامسة من الحوار الاستراتيجى المصرى الروسى

كتب ـ هشام البسيونى :

عقد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية و سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا مساء امس الجولة الخامسة من الحوار الاستراتيجي بين مصر وروسيا .

صرح السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزيرين عقدا الجولة التى تأتى تنفيذاً للاتفاق المبرم بين الجانبين عام 2001 مشيرا إلى أن الوزير الروسى يزور القاهرة حاليا بدعوة من الوزير أبو الغيط .

أضاف أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت دفعه قوية عقب الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي ميدفيديف لمصر يونيو الماضى والتي شهدت توقيع الرئيس مبارك ونظيره الروسي على اتفاق المشاركة الإستراتيجية بين البلدين الذي مثل نقله نوعية في العلاقات المصرية – الروسية بما يضمن عقد قمة سنوية أو كل عامين بالتبادل بين البلدين وتشكيل مجموعة عمل مشتركه لزيادة التعاون الثنائي فى كافة المجالات بما يساهم في الارتقاء بمستوي العلاقات الثنائية ورفعها الى مستوي " المشاركة الاستراتيجية " من خلال الأطر المناسبه التي تضمن لهذا النسق الجديد الايقاع المستمر للتعاون المتجدد بين القاهرة وموسكو.

ذكر المتحدث باسم الخارجية أن المشاورات ركزت بشكل كبير على تبادل الرؤي حول تطورات جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وجهود المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين حيث شدد أبو الغيط على أهمية التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقرة وعاصمتها القدس الشرقية استناداً لحدود عام 1967 بإعتبار أن التوصل إلي حل للمشكلة الفلسطينية هو الضمان الوحيد لإستقرار وأمن المنطقة بشكل عام.

أضاف أن المشاورات تناولت أيضاً آخر المستجدات على الساحة الأفغانية والملف النووي الإيراني والأوضاع في جنوب السودان مشيرا إلى أن الوزيرين ناقشا باستفاضة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا الاتحادية وأشادا بقوة العلاقات الاقتصادية وعدم تأثرها خلال العام الجاري رغم الأزمة المالية العالمية إضافة إلى استمرار الاستثمارات الروسية في التدفق على مصر حيث يبلغ عدد المشروعات التي تم إنشاؤها باستثمارات روسية في مصر نحو 230 مشروعاً بإجمالي رأسمال مستثمر يقدر بمليار دولار.

أوضح زكى أن الوزيرين وقعا فى نهاية المشاورات على خطة المشاورات القطاعية بين وزارتي خارجية البلدين لعام 2010 والتي تتيح التشاور الدوري بين قطاعات الوزارتين المختلفة في كافة الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

أشار إلى أن الخطة المشار إليها هي الأولي من نوعها بين مصر وأي من الدول الأخرى الأمر الذي يعكس خصوصية العلاقات بين مصر وروسيا الاتحادية مضيفا أن الوزير الروسى قام فى ختام المباحثات بتقليد أبو الغيط " وسام الصداقة " من الطبقة الأولى نيابة عن الرئيس الروسي تقديراً لجهود وزير الخارجية المصري في دفع وتنمية العلاقات بين البلدين ِ.

الخميس، 10 ديسمبر 2009

مستشار الرئيس الجزائري ل "الجمهورية": الجميع يأسف لما حدث ولا مجال للاعتذار وعلينا التركيز على المستقبل لصالح الشعبين

كتب- هشام البسيوني: h                            بارة والسفير مخلص قطب مع البسيونى  / تصوير حسام مصطفى

أكد محمد كمال بارة مستشار الرئيس الجزائري أن هناك إرادة قوية بين مصر والجزائر لتجاوز ما تم عقب المباراة التي أجريت في السودان لأن العلاقة بين البلدين أمتن وتاريخية والمستقبل يفرض علينا التعاون.


قال بارة في تصريح خاص ل "الجمهورية" إن الجميع يأسف لما حدث ولا مجال للاعتذار لأن الحديث عن تجاوزات معناه أننا نوجه التهمة واللوم لبعضنا البعض وإرادتنا أن نتجاوز هذا الظرف لأن كل عربي وجزائري ومصري يأسف لما وقع.


أضاف علي هامش أعمال الملتقي الأول للمنتدي الدائم للحوار العربي الإفريقي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي تستضيفه القاهرة أنه كون فريق عربي يمثل كل العرب في المونديال فهذا فخر لكل العرب والمباراة التي جرت بين الفريقين مجرد مباراة لا يمكن أن تؤثر علي عمق العلاقة التاريخية الموجودة بيننا منذ القدم.


أشار إلي أن هذا الكلام يصب في آراء السلطات الجزائرية علي أعلي مستوي بضرورة تجاوز هذا الظرف بأخوة وبوضوح كل ما يربطنا هو العلاقات الطيبة والأخوة الممتدة عبر التاريخ والمصير المشترك.


حاولت سؤال مستشار الرئيس الجزائري عن مصير العاملين والشركات المصرية في الجزائر وهل ستحصل علي تعويضات عما لحق بها من خسائر نتيجة بعض الاعتداءات قال بشكل قاطع لست مؤهلاً للكلام في هذا الموضوع.
سألته عن بوادر للتهدئة بين البلدين وما يتردد عن احتمال عقد لقاء بين الرئيسين حسني مبارك وعبدالعزيز بوتفليقة وما صحة هذه المعلومات قال لا أعلم ولا أدري.

 
حول الوساطة الليبية والسودانية وبعض الأطراف الأخري وهل أتت ثمارها رد بحسم وقال لا أعلم ولا أدري.
هنا تدخل السفير مخلص قطب عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وقال إن هناك اتفاقاً تم توقيعه بين مصر والجزائر للتعاون في مجال البترول وهذا يعكس إرادة البلدين في تجاوز كل شيء.

الخميس، 3 ديسمبر 2009

أبو الغيط يبحث مع أعضاء البرلمان الأوروبي تطورات مبادرة "الاتحاد من أجل المتوسط"





كتب علاء معتمد وهشام البسيوني:


عقد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عددا من اللقاءات الهامة خلال زيارته الحالية إلي بروكسل.

وقال السفير حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن أبو الغيط التقي بمجموعة اصدقاء مصر في البرلمان الأوروبي برئاسة النائب الفرنسي "دومينيك بوديس" نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي.

اضاف ان رئيس المجموعة أكد خلال اللقاء علي عمق العلاقات المصرية الأوروبية ووجود تيار كبير من أعضاء البرلمان الأوروبي الذين يكنون عظيم التقدير لدور ومكانة مصر في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

واوضح المتحدث ان أبو الغيط التقي كذلك باعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي. حيث استمع إلي استفساراتهم وقام بالرد عليهم. وشرح وجهة النظر المصرية نحو مختلف قضايا المنطقة.

اضاف ان اعضاء البرلمان استمعوا إلي شرح من الوزير حول أخر تطورات مبادرة "الاتحاد من أجل المتوسط" وما تمخض عنه الاجتماع الوزاري الثلاثي بين أبو الغيط ووزيري خارجية فرنسا واسبانيا يوم 29 نوفمبر الماضي في باريس بما في ذلك الاتفاق علي أجندة الاجتماعات الوزارية القطاعية وكبار المسئولين القادمة في إطار المبادرة وخلال الرئاسة الاسبانية القادمة في النصف الأول من العام القادم.

وأشار المتحدث الرسمي إلي أن الوزير التقي كذلك في بروكسل بخافيير سولانا أمس الأول وهو اليوم الذي دخلت فيه معاهدة لشبونة حيز التنفيذ. وبالتالي كان اليوم الأخير في ولاية "سولانا" كمنسق أعلي للعلاقات الخارجية الأوروبية. مشيرا إلي أن سولانا حرص علي لقاء وزير الخارجية المصري باعتباره اللقاء الأخير له تأكيدا للتقدير الكبير الذي يكنه لمصر وقيادتها.. حيث حرص سولانا علي ابلاغ أبو الغيط بنقل تقديره واعزازه الكبير للرئيس مبارك.




الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية : إجتماع لرجال الاعمال المصريين بالخارجية للاطلاع على فرص الاستثمار فى أوغندا والكونغو

الاعلان عن تأسيس أول شركة مساهمة مصرية للاستثمار فى أفريقيا
أكدت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية أنه لمست ترحيبا كبيرا من المسئولين فى الكونغو خلال خلال لقائها مع رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والاسكان والصحة فى العاصمة كينشاسا .
أضافت أن المسئولين الكونغوليين طلبوا تواجدا مصريا أكبر خلال المرحلة المقبلة بالبلاد مشيرة إلة أنه يجرى الان الاعداد لعقد اللجنة المصرية الكونغولية المشتركة خلال العام القادم بعد أن 20 عاما من توقفها خاصة وانها لم تنعقد منذ عام 89 .
قالت السفيرة منى عمر للمحررين الدبلوماسين بوزارة الخارجية إن زيارتها الاخيرة للكونغو الديمقراطية وعدد من دول حوص النيل شملت كينيا وأوغندا وأريتريا حققت نتائج هامة على صعيد دعم العلاقات المصرية الافريقية بصفة عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة مؤكدة ان وزارة الخارجية ستدعو خلال أيام لإجتماع مع عدد من رجال الاعمال المصريين لاطلاعهم على فرص الاستثمار المتاحة بالكونغو وأوغندا وفقا لما عرضه المسئولون فى البلدين خلال زيارتها .
أضافت أنه سيتم تعديل إتفاقيتى منع الازدواج الضريبى وحماية الاستثمارات الموقعتين بين مصر وكل من الدولتين مشيرة إلى أنه سيتم خلال اليومين القادمين الاعلان عن تأسيس اول شركة مساهمة مصرية للاستثمار فى أفريقيا تمثل تجمعا إقتصاديا يضم كافة التخصصات المصرية مع التركيز على الاستثمار فى دول حوض النيل على أن يتم البدء فى الاستثمار بأثيوبيا وفقا لتوجيهات الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء .
                            فرص واعدة
قالت السفيرة منى عمر إن هناك فرص إستثمار واعدة فى الكونغو الذى يصل حجم سكانها أكثر من 70 مليون نسمة بما يمثل سوقا إستهلاكية كبيرة أمام المنتجات المصرية بالاضافة إلى اشتراكها فى الحدود مع 9 دول أفريقيا اخرى تجعلها بوابة لأسواق هذه الدول .
أشارت إلى ان الكونغو تمتلك ثروات معدنية وطبيعية هائلة يمكن ان يستفيد بها جميع المستثمرين المصريين مؤكدة أن وزارة الخارجية قررت إعادة تطوير وتأهيل المبنى الذى تملكه السفارة المصرية فى وسط العاصمة كنشاسا ليصبح مركزا تجاريا لخدمة المنتجات المصرية إضافة إلى الاتفاق مع المسئولين بالكونغو على إرسال عدد كبير من الاطباء والخبراء من خلال الصندوق المصرى للتعاون مع أفريقيا .
قالت السفيرة إنه سيتم إعادة تأهيل أحد المستشفيات بالعاصمة وتزويدها بالاجهزة والاطباء وعقد دورات تدريبية للدبوماسيين بالجهاز الادارى الكونغولى مشيرة إلى ان مصر تشارك فى قوات حفظ السلام بالكونغو بعدد من العسكريين ورجال الشرطةمضيفة إلى ان وزيرة الاسكان الكونغولية ستزور مصر يناير القادم للبحث فى إمكانية إقامة مشروعات فى البنية الاساسية والمرافق العام بمشاركة مصرية وتمويل دولى وإقليمى .
وحول زيارتها لأوغندا قالت منى عمر انه سيتم عقد إجتماع للجنة مصغرة للاعداد للجنة المشتركة المصرية الاوغندية التى من المنتظر أن تعقد خلال الاشهر القادمة حيث سيتم بحث عدد من الموضوعات خاصة إمكانية تحديت إتفاقيات حماية الاستثمارات والازدواج الضريبى كما سيقوم وفد من رجال أعمال الصين لأوغندا .
                         اجتماعات جدة
أعلنت السفيرة منى عمر أنها ستترأس وفد مصر الذى يشارك فى اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامى التى تعقد فى جدة بالمملكة العربية السعودية فى الفترة من 17 إلى 18 ديسمبر الحالى لبحث مشكلة الصومال .
أضافت أن هذا الاجتماع الهام سيشارك به عدد من الدول الكبرى منها الدول الاعضاء فى مجلس الامن ومجموعة الاتصال الخاصة بالصومال لبحث الاوضاع الحالية فى هذا البلد العربى والحلول اللازمة لعمل تسوبة نهائية للمشاكل التى يعانى منها .
أكدت أن رؤية مصر فى هذا المجال تركز على شرعية الحكومة الحالية ودعوة الاطراف المعارضة للانضمام إليها مع ضرورة وقف إطلاق النار وحل جميع المشكلات بالحوار والطرق السلمية مؤكدة أن الاتصالات المصرية مستمرة مع مختلف الاطراف هناك لتقريب وجهات النظر وانخراط الجميع فى العملية السياسية من تحقيق الاستقرار والتنمية فى هذا البلد العربى الشقيق .
أضافت أنها سترأس وفد مصر أيضا فى اجتماعات اللجنة المشتركة مع الاتحاد الاوربى فى بروكسل 10 ديسمبر الحالى لبحث التعاون والتنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بالقضايا الافريقية مشيرة إلى أن الوفد يضم السفير محمد قاسم مدير إدارة السودان والسفير نهاد عبداللطيف معاون الوزير .
أوضحت أن اجتماعات بروكسل تناقش على مدى يومين سبل التعاون الثلاثى المصرى الاوربى الافريقى فى إطار توجه مصرى لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار للاشقاء الافارقة مشيرة إلى أن التواجد المصرى فى افريقيا يتزايد بشكل كبير فى المرحلة الحالية .
أوضحت أن مصر تشكل حاليا محورا للتعاون مع كافة القوى الدولية الراغبة فى إقامة مشروعات كبيرة فى القارة السمراء مشيرة إلى أن مصر حريصة على التعاون مع الاتحاد الاوربى فى مشروعات كبرى مثل توليد الطاقة والرى والاسكان والبنية الاساسية .

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

وزراء الهجرة والمغتربين يبحثون الاستفادة من المهاجرين فى التنمية بالوطن العربى اليوم السبت

مراكـز تدريب متخصصــة لتاهيل العمالـة العـربية المرشحة للعمــل فــى الخــارج

كتب ـ هشام البسيونى :

يبحث الوزراء المعنيون بشئون الهجرة والمغتربين العرب اليوم تفعيل دور المهاجرين وذوي الكفاءات المهاجرة في التنمية داخل الوطن العربى وكيفية إيجاد آلية مشتركة لمتابعة علاقات الارتباط والتكامل بين موضوعات السكان والهجرة والتنمية والتشغيل على مستوى الدول االعربية .

يناقش الوزراء فى اجتماعهم بمقر الامانة العامة للجامعة العربية إمكانية إنشاء لجنة خاصة لمتابعة أوضاع العمالة العربية المهاجرة في دول الإقامة الأجنبية وحماية حقوقها ودعم الشبكة العربية لسوق العمل الذي ترعاه منظمة العمل العربية على أن يشمل كافة البيانات والإحصاءات المتعلقة بالعمالة العربية المهاجرة إضافة إلي مشروع إنشاء مركز عربي نموذجي أو مراكز عربية لتدريب وتأهيل العمالة العربية المرشحة للعمل في الخارج بما يزيد من كفاءة هؤلاء المرشحين من النواحي الفنية والمهنية والثقافية واللغوية وبما يتفق مع مستويات العمل الدولية وطبيعة احتياجات أسواق العمل .

كما يبحث الوزراء العرب كيفية تشجيع الدول العربية على إنشاء آليات وطنية لاستيعاب وتنظيم العمالة العربية العائدة من الخارج وحث الشركات العربية ورجال الأعمال والمستثمرين العرب إلى إنشاء مشروعات جديدة للمساعدة في خلق فرص عمل لهؤلاء العائدين واتخاذ خطوات تشجيعية لتيسير تحويلات المهاجرين العرب وإحداث آليات لمتابعة ودعم مشاريعهم الهادفة إلى تحقيق التنمية بأوطانهم الأم.

يتناول الاجتماع تنسيق الجهود لمحاربة الهجرة غير النظامية واتخاذ كافة الإجراءات التشريعية والرقابية للتأكد من سلامة أنشطة مكاتب إلحاق العمالة وملاحقة سماسرة الهجرة غير الشرعية وتوعية المواطنين وخاصة فئات الشباب بمخاطر هذا النوع من الهجرة ودعوة الدول العربية إلى تبادل معلوماتها وخبراتها في هذه الجهود من خلال اجتماعات تخصصية ثنائية ومتعددة الأطراف ومطالبة الدول المستقبلة للمهاجرين باتخاذ تدابير عملية واجرائية لتيسير تحويلات المهاجرين العرب و اتباع سياسات لتنظيم الهجرة القانونية تخلو من الانتقائية ودعوة الدول الاوروبية التى لم توقع بعد بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية العمالة المهاجرة .

موسي وبن جاسم في المؤتمر الختامي للجنة المتابعة: مصر تواصل جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية عقب عيد الأضحي

اللجوء لمجلس الأمن لإعلان الدولة المستقلة وضمها للأمم المتحدة
خلافات عنيفة بين عريقات والوزير القطري

هشام البسيوني - وشريف عبد الحميد

أعلن عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية أن مصر ستستأنف عملية المصالحة الفلسطينية عقب عيد الأضحي المبارك.

قال في مؤتمر صحفي مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ان المصالحة الفلسطينية ضرورة وتقع بالدرجة الأولي علي الفلسطينيين وبالدرجة الثانية علينا كعرب.


كشفت مصادر عربية ان الجلسة الختامية لاجتماعات لجنة المبادرة العربية شهدت خلافات حادة بين الشيخ حمد ود. صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني عندما طلب الأخير تضمين البيان الختامي فقرة تشيد بدور مصر في جهود المصالحة وتحميل حماس المسئولية في اعاقة عملية المصالحة برفضها التوقيع علي الورقة المصرية.


الشيخ حمد رفض الاقتراح مما دفع عريقات الي التهديد بالانسحاب من الجلسة عندما قال المسئول القطري: أنا رئيس الجلسة وليس من حقك إضافة أي شيء دون موافقتي.


عندما هم عريقات بالخروج تدخل عدد من الوزراء العرب لاقناعه بالعدول عن قراره والبقاء في الاجتماع الذي شهد خلافا آخر بين الجانبين الفلسطيني والسوري عندما اتهم المندوب السوري السلطة بالتفريط في حق الشعب الفلسطيني لرفضها عرض تقرير جولدستون علي لجنة حقوق الإنسان في جنيف.

أصدر الوزراء بيانا ختاميا تضمن التأكيد علي الموقف العربي من إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وأن السلام لن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة.


دعا الوزراء مصر للاستمرار في جهودها لتأمين التوصل الي اتفاق المصالحة ليتم التوقيع عليه من كافة الأطراف الفلسطينية والتعامل بايجابية مع طرق الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول سعيه الجدي لتحقيق السلام العادل.

رفع الوزراء توصيته لمجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية العرب لتقديم طلب لعقد مجلس الأمن في توقيت لاحق لبحث سبل اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والاعتراف الدولي بها علي أساس خطوط الرابع من يونيو 67 في اطار زمني محدد وان تقبل عضوا كاملا بالأمم المتحدة.


كان موسي قد أكد في تقرير قد عرضه علي أعضاء اللجنة التي اجتمعت أمس بمقر الأمانة العامة برئاسة قطر.. ضرورة العمل علي ايجاد تحرك أمريكي فاعل لوقف الاستيطان وانهاء الحصار المفروض علي قطاع غزة والدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطنيين وعدم الرضوخ للضغوط الإسرائيلية الرامية للالتفاف علي المبادرة العربية.


اتهم التقرير إسرائيل بمحاولة تمرير اطروحاتها حول ما يسمي بالدولة المؤقتة أو الحدود المؤقتة واجراءات بناء الثقة والتطيع مع الدول العربية والحل التدريجي المرحلي وإقامة علاقات اقتصادية مع العرب بزعم ان ذلك سيؤدي إلي تهيئة المناخ اللازم لانطلاق عملية السلام.


اتهم التقرير الولايات المتحدة بالتراجع في مواقفها السياسية خاصة ما يتعلق بالاستيطان إضافة إلي ما يحدث في مجلس حقوق الإنسان حول تقرير جولة ستون ما يؤكد التناقص مع الرغبة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية التي عبر عنها أوباما في خطابة بجامعة القاهرة.


من جهة أخري استعرض المشاركون في الاجتماع تقريراً حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني قدمه د. صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات الفلسطينية أكد ارتكاب سلطات الاحتلال انتهاكات خطيرة بلغت 1971 حالة منها 1671 في محافظات الضفة و300 في قطاع غزة أكثرها كانت حواجز عسكرية مفاجئة بلغت 433 في الضفة

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

لجنة المبادرة العربية تبحث تطورات عملية السلام اليوم

المعلم يغيب وتأجيل الاجتماع 3 ساعات ليلحق به بن جاسم

كتب هشام البسيوني وشريف عبدالحميد:

تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعاً طارئاً اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية لبحث ما آلت إليه عملية السلام من تعنت إسرائيلي واضح.


كشفت مصادر داخل الجامعة ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيغيب عن الاجتماع لوجوده مع الرئيس بشار الأسد خلال زيارته لباريس وذلك بعد فشله في إقناع عمرو موسي الأمين العام بتأجيل الاجتماع حتي الأحد القادم للمشاركة إلا ان الأخير أبلغه بصعوبة ذلك بعد ان تلقت الأمانة العامة موافقة الدول الأعضاء علي المشاركة في هذا الموعد.


أكدت المصادر انه تم تأجيل الاجتماع 3 ساعات ليكون الثانية بعد الظهر بدلا من 11 صباحاً حتي يستطيع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان رئيس الوزراء وزير خارجية قطر المشاركة في الاجتماع الذي ترأسه بلاده.


أوضحت المصادر ان الجامعة أعدت تقريراً حول الموقف في منطقة الشرق الأوسط وجهود إحياء السلام في ظل الرفض الاسرائيلي والتراجع الأمريكي عن الشروط الواجبة لاحياء العملية السلمية خاصة وقف الاستيطان.


يشارك في الاجتماع الوزراء المسئولون عن الشئون الخارجية في قطر ومصر والسعودية والبحرين واليمن والسودان والأردن وتونس والجزائر والمغرب ومندوبا سوريا والأردن ويمثل فلسطين د. صائب عريقات كبير المفاوضين والأمين العام للجامعة اضافة إلي الامارات التي طلبت الحضور.


من جانبه أكد د. محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين ان مبادرة السلام العربية ستبقي قائمة لأنها ثابتة ولم يخترعها العرب بل أخذوها من قرارات الشرعية الدولية. مشيراً إلي ان تفعيل المبادرة مطلوب في ظل القرارات الدولية التي تساند الحق العربي وتدعمه.

الأحد، 8 نوفمبر 2009

قبلة الوزيرة علي يد السيدة الأولي‮!!‬

بقلم‮: ‬عادل صبري


بعد خروج السيدة الأولي سوزان مبارك من قاعة خوفو بمركز القاهرة للمؤتمرات عقب انتهاء ندوة ترأسها نجلها جمال السبت الماضي،‮ ‬هرول نحوها كبار المسئولين وخاصة القيادات النسائية لتقديم التحية والسلام‮. ‬المشهد كان عادياً،‮ ‬وركزت عليه كاميرات التليفزيون التي أرادت أن تبين الحميمية التي تتمتع بها السيدة الأولي بين صفوة الحزب الحاكم،‮

‬وإذ بإحدي الوزيرات تخطف يد السيدة الأولي لتقبلها علي الملأ قبل أن تغادر موقعها‮. ‬انتهي الموقف بسرعة البرق ولم تستطع أجهزة الإعلام أن تخفي ملامحه،‮ ‬ولكن الدهشة التي أصابت المشاهدين جعلت بعض الناس لا يصدقون ما رأوا وأخذ الكل يحدث الآخر بما شاهد علي الهواء مباشرة ويتساءل‮: ‬أحقيقة ما رأيت؟ خيم الذهول علي المشاهدين بينما الكاميرا التليفزيونية كانت حائرة في نقلها للحدث،‮

‬لأنها لم تستطع اخفاء الموقف برمته،‮ ‬وخرجت السيدة الأولي والوزيرة التي انكبت علي يديها لتقبلها من كادر الصورة،‮ ‬بينما الحيرة التي تركها المنظر في نفوسنا جعلت النوم لا يفارق جفوننا عدة أيام‮.‬ كلما عدنا إلي المشهد لاحظنا أن الوزيرة خطفت يد السيدة الأولي خطفا كي تطبع عليها قبلة السلام،‮ ‬فلا السيدة الأولي انزعجت ولا الوزيرة خجلت من فعلتها أمام الحضور والرأي العام‮. ‬

وبدا لكل من رأي أن هذا تصرف تلقائي من الطرفين أنه عادة،‮ ‬وكأنه طقس في عبادة أهل السلطان‮. ‬فجر الموقف تساؤلات حول الدوافع التي تجعل البعض يقبل علي هذه الفعلة التي نمارسها ليل نهار مع أبوينا أو شيوخنا وقساوسنا عرفانا بالجميل أو توقيرا لأهل العلم والدين‮. ‬وقد يندفع البعض نحو معلمه أو شخص مسن يحبه أو صاحب فضل عليه ليعلن له الولاء علي مشهد من الناس في إطار تربية دينية تدعونا إلي توقير الكبير واحترام الصغير والطاعة أولي الأمر،‮

‬ولكن مراجعة سريعة لشريط الأحداث تظهر أن الفرق في العمر بين الطرفين لا يتجاوز بضع سنين وأن العلاقة هنا ليست إلا موالاة لأهل النعم قبل أن تكون وفاء واجلالا لصاحبة اليد العليا في المعادلة‮.‬ مشهد الوزيرة التي انكبت علي يد السيدة الأولي لتقبلها لم يكن منفصلاً‮ ‬عما يحدث في أروقة الحزب الوطني،‮ ‬فقد كان الحديث يدور حول تعديل وزاري موسع وانتخابات برلمانية قادمة تستلزم من كل الأعضاء الالتزام بالولاء والطاعة‮.

‬وأمين السياسات يظهر‮ ‬غضبه مما تطالب به أحزاب المعارضة والقوي السياسية من تعديل في النظام السياسي بما يسمح بمساءلة الحكومة ورئيسها عن أفعالها ومكافحة الفساد والحد من الفقر والبطالة‮. ‬وقاد أمين التنظيم وصلة مطولة يتداولها الشباب علي مواقع الانترنت علي طريقة‮ »‬أنا المعلم يالاه‮..« ‬ويمنح نفسه حجما أكبر مما وهبه الله يصل به إلي تهديد خلق الله المعارضين له وتصويرهم علي أنهم الخوارج والكفار بنعم الحزب الحاكم التي لا تحصي ولا تعد‮.

‬وصال معلمي العزيز علي الدين هلال أمين الإعلام،‮ ‬وجال أثناء الجلسات وخارجها في كلام حول الشرعية الدستورية التي يتمتع بها حزب النبي حارسه الوطني الحاكم لدرجة جعلته يرفع شعاراً‮ ‬جريئا بقوله‮: ‬إن شرعية رئيس مصر القادم لن تكون البطولة العسكرية،‮ ‬بينما وصف الدكتور علي الدين هلال من يرشح أسماء للرئاسة من شاكلة الدكتور البرادعي أو زويل بأنه‮: »‬تنطع سياسي‮«.‬ إذن نحن أمام موقف مختلف في الأفعال متوحد في الرؤي والنتائج،‮

‬فالقبلة علي يد السيدة الأولي لا تصبح هنا نوعاً‮ ‬من التكريم أو التوقير بقدر حرص أصاحبها علي إعلان الولاء التام لمن بيدهم الأمر والملكوت‮. ‬عندما يطالب الخوارج علي الحزب الوطني بأية قواعد للمسئولية والمحاسبة،‮ ‬يعد ذلك درباً‮ ‬من الجنون وعدم الاعتراف بالمألوف‮.

‬فمراجعة بسيطة لطريقة تشكيل الحكومة واختيار القيادة المهمة في الدولة تكشف عن تناغم السياسات التي تشغل دولاب السلطة في الدولة‮. ‬فكم وزيراً‮ ‬اعترف بعد خروجه من الحكومة مقالا أو مستقيلا بأنه لم يعرف أبدا لماذا اختير أو لماذا خرج من موقعه؟‮! ‬ونشاهد بأم أعيننا وزراء ومحافظين ومسئولين أقل ما يوصفون به بأنهم موظفون في بداية السلم الوظيفي لا تسمع لهم رأياً‮ ‬ولا يتحركون إلا بتعليمات يدعون أنها تأتي من‮ »‬فوق‮« ‬فلا ناقة لهم فيها ولا جمل‮.

‬وليس‮ ‬غريباً‮ ‬أن توافق وزارة علي تشغيل فتياتنا خادمات عند أهل الخليج أو‮ ‬غيرهم،‮ ‬وتوقع علي ذلك في عقود رسمية كما حدث في صفقة الكويت الأخيرة وتعتبر ذلك ضمن فرص التوظيف التي جلبتها لنا بعد جهد جهيد‮!!. ‬ولا نجد‮ ‬غرابة في أن بعض المسئولين وقد أنهكهم المرض يتربعون علي مقاعدهم،‮ ‬لأن الرضا السامي مازال يرفرف بأجنحته عليهم،‮ ‬فما عليهم إلا أن يفعلوا ما يشاءون وليمت الرافضون‮.‬

انتهي الحزب الوطني من مؤتمره السنوي،‮ ‬بعد أيام معدودات ملأ الدنيا فيها ضجيجا حول انجازاته التي نسي فيها أنه المسئول الأول عن معدلات بطالة جعلت إحدي الفتيات المسيحيات من قنا والتي فازت علي مستوي قريتها بأصوات المسلمين والمسيحين تقول للرئيس مبارك أثناء المؤتمر‮: ‬يا ريس البنات في قريتنا أصبح مش عارف يتجاوزوا بعد سن الثلاثين والشباب مش قادر يفتح بيت رغم بلوغه الأربعين لأن فرصة العمل‮ ‬غير موجودة‮. ‬

عبرت الفتاة الصعيدية عن مشكلة كل بيت في مصر به ولد أو بنت لم يعد أمامهما سوي لعق مرارة البطالة والبحث عن وسيلة تخرجهم منها ولن يجدوها،‮ ‬إلا عن طريق الرشوة أو وقوفهم في مسيرة أي شخص يمد يده إليهم فيقبلونها لعلهم في يوم من أيام الحزب الحاكم يرتقون إلي ما وصل إليه من نفوذ وجاه‮.‬ عندما يختار المسئول فلسفة القبلات علي الأيادي لضمان ترقيته من أسفل السلم الوظيفي إلي قمته فذلك يكشف جلياً‮ ‬أن النظام لم يعد به معايير للعمل وقياس كفاءات الناس،‮

‬وأن العدالة في الدولة لها عدة مكاييل،‮ ‬وفي هذه الحالة نعذر الحزب الوطني الحاكم وقياداته التي فجرت ثورتها ضد كل من يطالبهم بوضع قواعد تضمن سلامة النظام السياسي بالدولة والبحث عن مخرج من الحالة التي أصبحنا عليها ولم تعد تسر عدواً‮ ‬قبل الحبيب‮.‬

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

الجارديان:جمال لا يملك حلماً يقود المصريين

كتبت ريم عبد الحميد فى اليوم السابع

انتقادات لجمال مبارك بالجارديان  

قالت صحيفة الجادريان إن جمال مبارك لا يصلح أن يصبح رئيساً لمصر، لأنه يمثل أسوأ ما فى المجتمع المصرى وكل ما هو خطأ، مشيرة إلى أنه رمزاً للمحسوبية التى عرقلت مصر عن التقدم على مدار عقود طويلة، فهو نجل الرئيس.


وأضافت الصحيفة فى التقرير الذى كتبه جوزيف مايتون، أن الأمر لا يتعلق بما إذا كان جمال مبارك سيكون قائداً جيداً لمصر، لكن الأمر يتعلق جزئياً به كشخص وما يمثله، ويتعلق أكثر بما سيأخذه من المجتمع المصرى إذا أصبح رئيساً.


ففى العام الماضى أبهر الرئيس الأمريكى باراك أوباما العالم برسالته عن التغيير والجرأة والأمل. والآن وبعد ما يقرب من عام على توليه الرئاسة، وإلقائه خطاباً هاماً فى القاهرة فى الصيف الماضى، فإن أفكار الأمل والتغيير انقشعت كلها من العقول المصرية، إنهم يشعرون أن الوضع الراهن قد عاد بقوة كاملة.

ويمضى الكاتب قائلاً إن جمال مبارك يمثل هذا الوضع الراهن. فبينما نجح أوباما فى تنشيط التفكير الأمريكى فى أن كل شىء ممكن، فإن شخصا ما مولودا فى جو محبط يمكن أن يعمل نحو هدف ما، الرئاسة، غير أن جمال مبارك يمثل العكس.


ويقول مايتون إن منى مكرم عبيد العضو السابق فى مجلس الشعب وأحد أبرز العناصر النسائية المثقفة، أخبرته مؤخراً بأن مصر تفتقر إلى أمرين: فرص العمل والأمل. فالمصريون كافحوا على مدار سنوات طويلة لتلبية احتياجاتهم. وقد أظهرت دراسة صادرة حديثاً عن وزارة التنمية الاقتصادية أن معدلات الفقر فى البلاد ارتفعت لأكثر من 20%.

وما تحتاجه مصر لن يستطيع جمال مبارك أن يقدمه لها، فهو يمثل كل ما هو خطأ فى السياسة والمجتمع المصرى. فقد وصل إلى منصبه كأمين لجنة السياسات فى الحزب الوطنى الحاكم ليس بسبب مؤهلاته كسياسى، ولكن لأن والده هو الرئيس.


ويقول الكاتب إنه بينما كان يجلس فى أحد المقاهى فى القاهرة سمع النادل يدمج الشأنين المصرى والأمريكى متسائلاً: كيف يمكن أن يصبح أوباما رئيساً وهو لا ينتمى إلى عائلات قوية. وأوضح النادل ويدعى يحيى أنه كان يريد أن يصبح صحفياً لكنه لم يعرف أحداً فى المجال الإعلامى ليمنحه فرصة.. "أعرف الكتابة جيداً ودرست السياسة فى جامعة القاهرة، لكن عائلتى غير معروفة وليس لدى "وساطة".


وتحدثت الجارديان أيضا عن المؤتمر السنوى للحزب الوطنى، وقالت إنه كان سريعاً لتفادى أى نقاش عن التوريث ومن سيخلف مبارك، على أمل ألا يضطر جمال للرد على هذا الجدل المتنامى.


ولم يتحدث جمال عن التوريث، لكن الأمر لا يتعلق بذلك، ولكنه يتعلق باستمرارية نظام مدعوم بمن يعرفه الناس وليس بما أنجزوه. ويفهم المصريون هذا جيداً وإحباطهم ويأسهم واضح فى كل منعطف.


ويرى مايتون أن جمال مبارك ليس لديه حلم ليقود المصريبن من أجل تحقيقه، على غرار الحلم الأمريكى. ويقول أحد رجال الأعمال الذى لم يذكر الكاتب اسمه، إن جمال قد يكون رئيسا جيدا، فهو ذكى ويتعامل مع الغرب بلغته الخاصة، لكنه يظل ابن الرئيس وإذا أصبح رئيساً فإن الشعب لن يكون فى حال أفضل، وسيفقد الأمل من أجل مستقبل أفضل.


وهذا هو أساس الأمر كله. فالتمكين يتم تفريغه من الحياة المصرية، والبلاد تسير إلى الوراء. وزعماء المعارضة لا يقدمون حلولا حقيقية ناجحة للمحسوبية المتزايدة الموجودة فى جميع قطاعات الحياة المصرية. وإذا أصبح جمال رئيساً، فإن هذا الاستنزاف سيصبح أكثر وضوحاً، وسرعان ما يتلاشى الحديث عن مستقبل أفضل لمصر.


وبخلص الكاتب فى النهاية إلى أن جمال مبارك يحتاج إلى مواجهة الفساد وإنهاء وباء المحسوبية الذى عرقل الحياة المصرية على مدى عقود، وهو فى حاجة إلى خلق الحلم المصرى، وتقديم منح دراسية للشباب المحرومين للدراسة فى الجامعات، وتحسين سوق العمل. فـ "جمال يمكن أن يساعد فى إحداث التغيير لكن ليس كرئيس للبلاد".

مصادر فلسطينية ل " الجمهورية " : عباس أكد للمقربين خوفه على حياته و تكرار سيناريو حصار الرئيس الراحل عرفات معه

 

كتب ـ هشام البسيونى :

ناشدت كوادر وأعضاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مصر أمس الرئيس محمود عباس بالعدول عن قراره بعدم الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

شددوا على أن حساسية الظروف الدولية والإقليمية وصعوبة الوضع الفلسطيني الداخلي في ظل الانقسام تستدعي وجود عباس في رئاسة السلطة الوطنية باعتباره شخصية وطنية وتاريخية تتسم بالواقعية السياسية والعقلانية وعدم التسرع محملين المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية وبخاصة الولاية المتحدة السبب المباشر عما آلت إليه الأمور .

كشفت مصادر فلسطينية ل " الجمهورية " أن الخطوة التى اتخذها عباس جاءت تعبيرا عن الياس والاحباط من الادارة الامريكية التى لم تضع خطة واضحة المعالم لاستئناف عملية السلام بل تضغط على الفلسطينيين رغم التهرب الواضح من جانب إسرائيل من استحقاقات السلام التى وضعتها خطة الطريق الامريكية فى الوقت الذى التزمت فيه السلطة الفلسطينية بكامل بنودها .

أضافت المصادر أن وقف الاستيطان الذى يصر عليه العرب والسلطة ليس شرطا بل تطبيقا لما أقرته خطة خريطة الطريق الامريكية مؤكدة أن الرئيس محمود عباس أكد للمقربين أنه لن يتحمل أية ضغوط أخرى حتى لا يظهر فى موقف المفرط فى حقوق الشعب الفلسطينى وحلمه باقامة الدولة الفلسطينينة المستقلة على الاراضى التى احتلتها إسرائيل فى 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية .

أكدت المصادر أن عباس أبدى للمقربين خوفه على حياته وعزله وقتله و تكرار سيناريو محاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات ومن ثم القضاء عليه فى النهاية رغم أن الرئيس عرفات كان رجل السلام الاول ووقع اتفاقية أوسلو ومع ذلك لم يشفع له الامر لدى الامريكيين .

الخميس، 5 نوفمبر 2009

الوطنى والإخوان.. أين التشابه؟

بقلم د.عمرو الشوبكى   المصرى اليوم ٥/ ١١/ ٢٠٠٩

حين نقارن بين الحزب الوطنى والإخوان، فيبدو للوهلة الأولى أنه لا توجد مقارنة، فالحزب الوطنى يحكم البلاد منذ تأسيسه، والإخوان يعارضون الحكم منذ تأسيسهم، والأول يعتقل الثانى ويزج بأعضائه فى السجون، والثانى يصرخ ويئن وأحيانا يهدد دون أن يقدر على الفعل، والإخوان يدافعون ولو ضمنا عن الدولة الدينية حتى لو لبست ثياباً مدنية ويعتبرون المرأة والأقباط مواطنين من الدرجة الثانية، والحزب الحاكم يقول إنه مؤمن بالدولة المدنية والمواطنة، حتى لو كان هو «الراعى الرسمى» لخطاب الدعاة الجدد وكل مظاهر التدين المغشوش فى مصر.

وقد أسس الحزب الوطنى خطابا يرى فيه أن مصر للمصريين «وكأن البلد محتل»، وكرس لهذه العلاقة العدائية بين المصرية والعروبة، وصور دعم غزة والقضية الفلسطينية كأنهما خصم من رصيد مصر وعلى حسابها فى مفارقة تبدو عجيبة، خاصة أن كل عقلاء النخبة المصرية والرأى العام لم يطالبوها ولو مرة واحدة بالدخول فى مغامرة عسكرية ضد إسرائيل، إنما طالبوها بدور إقليمى أو هيبة سياسية لم تحدث، لأن فاقد الشىء لا يعطيه.

أما الإخوان فمثلوا الوجه الآخر لنفس هذه العملة من التفكير، حين استخدموا تقريبا تلك اللغة «التخوينية» نفسها التى استخدمها الوطنى بحق معارضى سياساته الخارجية، فقسموا العالم العربى والإسلامى إلى «فسطاطين»، الأول ضم الشرفاء والمقاومين من حماس وحزب الله إلى المجاهدين الصوماليين، والثانى أو الجهة الأخرى، فضمت نظم عميلة تضم ما يعرف بمحور الاعتدال العربى.

هذا التصور عكس فهما أيديولوجيا ساذجا للواقع المعاش الأكثر تعقيدا بكثير من تلك الرؤى المبسطة، فلا مقاومو حماس ملائكة نجحوا فى تحرير فلسطين، ولا تنظيم حزب الله «الذى كان مقاوما حتى تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠» يتحرك خارج الاستراتيجية الإيرانية التى تهدف بشكل مشروع وأحيانا غير مشروع إلى الدفاع عن مصالحها الوطنية لا تحرير القدس، ولا محور الاعتدال مشكلته فى «اعتداله» إنما فى انهيار أدائه واستبداد حكامه، وإلا بماذا نفسر الدور المشرف والكفء لدولة معتدلة مثل تركيا قبل وأثناء وبعد العدوان الإسرائيلى على غزة؟!.

تشابه ثان بين الاثنين يتمثل فى نجاح كل من الحزب الوطنى والإخوان بعبقرية شديدة فى فقدان الغالبية العظمى من أنصارهم داخل صفوف النخبة المصرية، فلم يعد هناك تيار ليبرالى حقيقى خارج أو داخل الحزب الحاكم يؤيد أداء شلة التوريث، وبات من الصعب أن نجد إصلاحيا حقيقيا من داخل النظام أو من خارجه يتعاطف مع الحزب الوطنى فى طبعته «التوريثية» الأخيرة، خاصة بعد الأداء المسرحى والاستعلائى لقادة الحزب حين تصوروا أن هناك حياة ديمقراطية حقيقية فى البلاد تستحق هذا الهجوم على قادة المعارضة، وليس قانون طوارئ وفساداً وسوء إدارة هى التى تستلزم المواجهة.

أما داخل الإخوان فقد احتل التيار المحافظ مكان شلة التوريث فى الحزب الوطنى، وسيطر على مقدرات الجماعة «وليس البلد»، وأصبحت قدرتهم على التعايش مع التيارات الإصلاحية داخل الجماعة وخارجها غير موجودة، خاصة بعد أن هاجموا بحدة أصواتاً مثل الشيخ القرضاوى ابن مدرسة الإخوان المسلمين «كتب أكثر من ١٠٠ مرجع وكتاب»، وهاجموا مفتى الجمهورية لأنه قال كلاما عاقلا فى ندوة بواشنطن حول ضرورة أن يفصل الإخوان بين الجماعة الدعوية والحزب السياسى، وطالبوه بأن «يراجع عقيدته» فى موقف بدا وكأنه شبه تكفيرى.

والحقيقة أن الزيارات «المعلبة» والمعدة سلفا لنجل الرئيس لبعض محافظات الجمهورية ومعه شلة رجال الأعمال المعروفة بينت حجم العزلة الشديدة التى تفصل هؤلاء عن عموم المصريين، فهم لا يعرفونهم ولم يعيشوا معهم وعاملوهم باستعلاء، وتحدثوا عن سلبيات المجتمع المصرى دون أن ينظروا إلى سلبياتهم، وطالبوه بتضحيات لم يسألوا أنفسهم لماذا لم يدفعوها هم أولا.

أما نظراؤهم فى الإخوان «بعيدا عن فروقات المظهر والخطاب» فهم تلك المجموعة المحافظة والمنغلقة التى لم تر نور الحياة العامة، وبقيت داخل دهاليز الجماعة، فلم ترشح نفسها فى انتخابات تشريعية أو نقابية أو طلابية، إنما بقيت حارسة للتنظيم لأكثر من ٨٠ عاما حتى أوصلته إلى فشل سياسى رغم قوة تأثيره الدينى والدعوى.

لقد تصور «حراس العقيدة والجماعة» من التيار المحافظ أن الأوطان تدار بالأدعية والنوايا الطيبة والشعارات الدينية، وأن العالم يخشى من دعوة الإخوان الربانية، وأن أمريكا لا تجد عدوا فى العالم يهدد مصالحها ومشاريعها أخطر من الإخوان المسلمين،

ولكنهم نسوا أو تناسوا أن هؤلاء الأمريكان حين شعروا بأن من مصلحتهم دفع «إخوان العراق» إلى المشاركة فى العملية السياسية، فعلوا ذلك بكل سلاسة، وأفسحوا لهم مكانا من أجل المشاركة فى حكم العراق والتواصل معهم، دون أن يعبأوا بخطابهم الدعوى ولا بشعاراتهم الأيديولوجية، فى حين بقى حراس الجماعة يرددون كلاما لا معنى له فى الواقع العملى، تماما مثل إخوانهم من «حراس التوريث».

وبقى تشابه آخر يتعلق بعدم قدرة كل طرف على إصلاح أوضاعه الداخلية وبالتالى إصلاح أحوال الوطن «إذا كان فى الحكم كما بالنسبة للحزب الوطنى»، فإذا كان من المؤكد أن الحزب الوطنى يضم آلاف الإصلاحيين وكثيراً من الكوادر التى تربت فى أحضان الدولة المصرية وترغب فى خدمة بلدها وأهلها، واختارت الحزب الوطنى لأنه الحزب الحاكم كما اختارت من قبل الاتحاد الاشتراكى العربى وحزب مصر والحزب الوطنى،

وأصبحت «قوة» وبريق الحزب الوطنى نابعة من اعتماده على جهاز الدولة، فبدون مؤسسات الدولة وجهازها الأمنى والإدارى يصبح الحزب رقما هزيلا فى الحياة السياسية والحزبية، لأن قوته تنبع من هذا التداخل مع الدولة، وبالتالى فإن مطالبته بفصل نفسه عن مؤسسات الدولة ستعنى إنهاء قوته، ولكنها هى الشرط الوحيد لإصلاحه وتحوله إلى حزب حقيقى وديمقراطى.

أما جماعة الإخوان فهم يعيشون على ثنائية أخرى غير تداخل الحزب مع الدولة التى يعيشها الوطنى، وتقوم على الربط بين الدعوى والسياسى، فهم بالأساس جماعة دينية ودعوية ولكنهم صاروا فاعلاً سياسياً فى المجتمع بعد أن قضى الحزب الحاكم على الحياة السياسية «لم يكن لهم مقعد واحد فى البرلمان حين كان هناك مشروع سياسى لحزب الوفد فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى»،

ولكن من المستحيل أن يتحولوا إلى جماعة إصلاحية حقيقية إلا إذا فصلوا بين الدعوى والسياسى، ولكنه خيار ليس سهلا لأنه سيقضى على المصدر الرئيسى لقوتهم وهو «التجنيد عبر الدعوة»، وبالتالى لن يفعلوها، لأنه إصلاح سيضعف الجماعة رغم أنه لا بديل عنه، تماما مثل الحزب الوطنى الذى سيعنى الإصلاح بالنسبة له نهاية حكمه.

إن كلا الطرفين متشابهان فى أشياء كثيرة حتى لو اختلفا فى المظهر وفى بعض الأشياء، وكلاهما لن يقدر على الإصلاح من داخله، فلابد أن يتغير النظام السياسى حتى يكون النظام الجديد قادرا على خلق حزب وطنى وديمقراطى حقيقى بعيدا عن جهاز الدولة وشلة التوريث، وأيضا قادر على دمج تيار سياسى إسلامى إصلاحى يفصل بين الدعوى والسياسى ولا يهيمن عليه حراس العقيدة والجماعة.

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

مذكرات صدام كما يرويها محاميه الدليمي 'صدام حسين من الزنزانة الأمريكية.. هذا ما حصل'

عمان - 'القدس العربي' ـ من بسام بدارين: الضجة التي أثارها كتاب المحامي العراقي خليل يمي حول أسرار ما حصل مع الرئيس الراحل صدام حسين في أيامه الأخيرة لها ما يبررها خصوصا بعد إعلان كريمة الرئيس رغد تنصلها من المذكرات بنسختها التي نشرها المحامي الدليمي ومحاولة أكثرمن طرف الإستئثار بالمسألة.

كتاب الدليمي الذي يحمل عنوان 'صدام حسين من الزنزانة الأمريكية ..هذا ما حصل' صدر عن دار المنبر السودانية للطباعة والنشر، ومؤلفه صرح عدة مرات بعد الضجة المثارة بانه لا يسعى للمال او للشهرة، مؤكدا ان الجزء الأول من الكتاب يحاول الإجابة على بعض التساؤلات الملحة حول حقيقة ما جرى في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس صدام بما في ذلك ظروف الإعتقال والمحاكمة وما جرى داخل غرفة الإعدام.

الدليمي تحدث ايضا عن ثلاثة أجزاء من الكتاب قائلا في مقدمة كتابه: كتاب واحد لا يتسع لمذكرات الرئيس الشفوية والخطية التي بلغت مئات الصفحات، إضافة إلى الشعر الذي ناهز الألف بيت، لذا أكتفي في هذا الكتاب بنشر مذكرات الرئيس الشفوية على أن أنشر مدوناته الخطية لاحقا. ورغم الضجة التي أثارها الكتاب إلا ان الطبعة الأولى منه على الأقل في أسواق العاصمة الأردنية عمان نفدت من الأسواق، مما يدلل على شغف الرأي العام العربي بمعرفة ما حصل، خصوصا وان المؤلف هو الشخص الوحيد الذي اجتمع بالرئيس صدام لـ 144 مرة كما قال منذ لحظة إعتقاله إلى لحظة إعدامه.


ويؤكد الدليمي ان الرئيس صدام قبل رحيله ألح عليه لتدوين كل ما يقوله ويرويه لانه توقع تصفيته جسديا من قبل الأمريكيين في اي وقت، كما جادل صدام المؤلف الدليمي باسم الكتاب وإن كان ترك له في النهاية حرية تسمية الكتاب الأول.


ويتضمن الكتاب وفقا لمؤلفه مذكرات صدام حسين ابتداء من عام 1959 عندما هاجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة، والحروب التي خاضها، والعلاقات العراقية ـ الأمريكية، ويتطرق كذلك إلى مشكلة الأكراد، وتأميم النفط العراقي، والحرب العراقية ـ الإيرانية في الفترة ما بين 1980 ـ 1988، وموضوع الكويت.


                                                    المحاور


صدر كتاب 'صدام حسين من الزنزانة الامريكية ..هذا ما حصل' بنحو 479 صفحة في طبعته الاولى مع غلاف انيق يضم صورة الرئيس صدام وصورة المؤلف المحامي خليل الدليمي مع اربعة عناوين فرعية تتضمن قصة اسر الرئيس وكيفية احتلال بغداد واكاذيب الامريكيين واسباب تأخر اصدار الحكم بالاعدام. وضم الكتاب 27 فصلا تحدثت عن عدة موضوعات بما فيها الجوانب السياسية وبعض اسرار وتفاصيل المحاكمة ومحطات من عمر الرئيس والعراق وتغطية شاملة الى حد ما لبعض الاوضاع السياسية.


ويبدأ الكتاب بصورة للرئيس صدام وهو يقبل القرآن الكريم داخل قاعة المحكمة مع فقرة كاملة من مقدمة مذكراته يعقبها تمهيد من الكاتب يوضح فيه اسباب اهتمامه باصدار الكتاب الذي تضمن لاحقا قصيدة شعرية قصيرة اهداها صدام حسين الى محاميه خليل الدليمي في السادس من اذار/مارس عام 2005 ثم كلمة عن صدام حسين موقعة باسم أسير من رفاقه لم تحدد هويته، وبعد ذلك كلمة بقلم الكاتب السياسي العراقي علي الصراف الذي كان معارضا بارزا للرئيس لعدة عقود، تضمنت اشارة الى هيئة البطل الاسطوري التي ظهر بها صدام عند اعدامه.

وقبل بدء السرد ينشر الكاتب الدليمي برقية سريعة من صدام يقول فيها '..اطلب منكم ان لا تبتأسوا اذا صدر الحكم وان لا تكون أعصابكم مشدودة وان لا تفرحوا اذا ما أجلوا صدور الحكم فأنتم لم تخسروا القضية فقد تموت اجساد ولكن القضية حية لا تموت'.


وفي الفصل الاول يتحدث الكاتب عن الظروف التي جعلته عضوا في هيئة الدفاع وعن رسالة امتنان وجهها صدام له. ويعرض الكاتب لفصول الكتاب الذي يحتوي عشرات الصور النادرة لصدام في المحكمة وفي لحظة اعدامه مرة بصفة الراوي ومرة بصفة الناقل للمذكرات. كما يدخل الكاتب في تعليقات ذات بعد سياسي احيانا على بعض الاحداث ويعرض بالتفصيل لتفاصيل لقائه الاول بالرئيس صدام وهو لقاء حذر به الاخير من ايران التي تحلم بالاستيلاء على جنوب العراق واقامة دولة كبرى واحياء الامبراطورية الفارسية على حساب العراق ودول الخليج.


وفي هذا الاطارطلب صدام اعادة قراءة ملف حربه الدفاعية ضد ايران رافضا الاعتراف انها كانت خطأ ومتحدثاعن استنفاد خطوات حسن النية.


                                              إجتماع مطعم 'الساعة'


وحسب مضمون الكتاب يسترسل الراوي في نقل احاديث صدام الذي أكثر من التحرك ليلة الغزو الرئيسية ثم دعا للاجتماع في مطعم 'الساعة' في حي المنصور وعندما دخل القادة لاحظ صدام ان احد الاشخاص المهمين تغيب عن الاجتماع فطلب تغيير مكان الاجتماع وبعد فترة قصيرة ضرب المكان فعلا.


ويروي صدام انه ذهب الى مدينة الرمادي بعد اكتمال احتلال بغداد واقام لدى عائلة وطنية صديقة هي آل خربيط وتواجد معه عدي وقصي وبرزان شقيقه وضربت الدار التي اقام فيها بعد استخدام احد الشبان لهاتف الثريا، ثم توجه صدام الى قضاء هيت متنكرا ومتنقلا بين ضواحي الرمادي. واعترف لاحقا الرئيس صدام بحصول ثغرات مهمة عند احتلال بغداد تمكن العدو من استغلالها،

وقال انه جرح في خاصرته اليسرى في منطقة الأعظمية بعد اطلاق النار عليه من قبل مدرعة امريكية. وقال صدام انه في الايام الاولى للاحتلال تنقل كثيرا لرعاية ودعم المقاومة في بعض المناطق مثل ديالى ونينوى واطراف الموصل والحويجة وصلاح الدين والانبار.


لكنه لم يمكث في اي مكان اكثر من ثلاث ساعات حتى لا يثقل على اهل المناطق، وقال انه كان يتخفى بملابس عربية او بزي الرعاة ويتنقل بسيارات متوسطة وكبيرة وسيارات عمومية (تاكسي) ويوجه التعليمات للمقاومة عبر الرسائل الخطية او الزيارات الميدانية، متحدثا عن عدم تمكن نقاط السيطرة الامريكية عدة مرات من اكتشاف وجوده.


ونشر المؤلف رواية خاصة بمعركة المطار بقلم قائد الحرس الجمهوري سابقا الجنرال سيف الدين الراوي. كما ناقش المؤلف الرواية الامريكية في القبض على صدام حسين، ونقل عن الرئيس صدام روايته لحادثة القبض عليه بعد ان لاحظ الاخير بان الامريكيين ارادوا تقديمه بطريقة غير لائقة كما فعلوا مع الجنرال نورييغا في بنما. وقال صدام انه تعرض للضرب عدة مرات بعد اعتقاله،

كما تعرض للتعذيب من قبل الحراس، مشيرا الى انه طلب من الطبيب فحص فكيه متوقعا انهما كسرا من شدة الضرب، كما ظهر في الصورة التي التقطت وان الطبيب كان يبحث في فروة رأسه عن كدمات حصلت من شدة التعذيب. وروى صدام كيف استقبل ثلاثة اشخاص وهم عدنان الباجه جي واحمد الجلبي الذي بقي صامتا وموفق الربيعي الذي اكثر من الشتائم والكلمات البذيئة، مشيرا الى انه حاول القيام لضرب وتأديب الربيعي لكن الأمريكيين امسكوا به.


وبحسب الكتاب كان صدام يقرأ القرآن ويصلي خمس مرات في اليوم خلال اعتقاله، وكان مهووسا بالنظافة ويدخن السيجار الكوبي الذي كان مولعا به ويمارس الرياضة في زنزانته الصغيرة. وقال صدام انه في نهاية ايام نظامه، وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات الامريكية بغداد، بقي في المدينة حتى 10 او 11 نيسان/ابريل 2003 الى حين تبين ان المدينة ستسقط بالتأكيد.


                                                   لماذا لم يقاوم عند الإعتقال ?

ينقل الكتاب قصة القبض على صدام حسين على لسان الرئيس الراحل نفسه الذي ينقل الدليمي عنه القول: كنتُ أتردد على دار أحد الأصدقاء في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين..بالقرب منه أحد القصور الرئاسية في الضفة الثانية، وكان صاحب الدار صديقا أثق به ثقة كبيرة وهو (قيس النامق)، وكنت آنذاك أكتفي باصطحاب اثنين من أفراد حمايتي من المقربين لي، كيلا أثقل على صاحب الدار،

ولكي لا تكون الدار هدفا مرصودا للقوات الأمريكية، ودرءا لأي طارئ، قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق جاهز في النهر أمام الدار لكي نستخدمها جميعا عند الحاجة، إذا ما جاء الأمريكان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق، وإذا ما جاؤوا من جهة النهر أو الشارع نستخدم الحصان ونسلك الأراضي الزراعية.


ويضيف صدام: لقد أعددنا العدة لكل حالة، ثم زيادة في الحذر قمنا بإنشاء ملجأ تحت الأرض كي نلجأ إليه في الحالات الطارئة، ويشبه الملاجئ التي كنا نساعد العراقيين في إنشائها في زمن الحرب العراقية الإيرانية.


ويقول صدام: قبل القبض علي، تكونت لدي بعض الملاحظات على صديقي صاحب الدار، فقبل أسبوع من الاعتقال، بدا لي شارد الذهن، وقد بدأ وجهه يتغير وتصرفه غير طبيعي.ومن شدة ثقتي به لم يساورني أدنى شك في احتمال أن يغدر بي..بدا لي في بعض اللحظات أنه خائف ومرتبك، ومع الأسف فإنه ركب الهوى، وتبع الشيطان.

وربما هي الغنيمة التي وعده بها الأمريكان.أما أنا فلم أكن أملك مبلغا كبيرا من المال لأتحسب للخيانة مكانا، كان كل ما معي هو مليون ومائتان وثمانون ألف دينار، أدير بها بعض عمليات المقاومة..لذا، عليكم أن تخبروا العراقيين أن قيس النامق وإخوانه هم الذين وشوا بي.


ويتابع الرئيس العراقي الراحل: كنت أمضي وقتا في هذا البيت أكثر من أي وقت آخر، ففي أحد الأيام، كنت في أماكن بعيدة ولعدة أيام أتفقد بعض فصائل المقاومة وبعض دور العراقيين، عدت لهذه الدار وأنا منهك من التعب، كان الوقت عصرا، فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات وبقيت حتى الغروب،

كانت زوجة هذا الصديق تعد لنا الطعام، وعندما حان وقت الصلاة، أطبقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، فإذا بصاحبي يأتي راكضا من خارج الدار صائحا: لقد جاؤوا، مكررا هذه العبارة عدة مرات، فتساءلت عمن يكونون، فأجاب: الأمريكان.


وعلى الفور نزلت إلى الملجأ، وبعد دقائق اكتشف الامريكان مكاني فقبضوا علي من دون أية مقاومة، بل لم أضع في حسابي مقاومتهم لأن السبب هو أنني قائد، ومن جاؤوا كانوا جنودا وليس من المعقول أن أشتبك معهم، وأقتل واحدا منهم أو أكثر وبعدها يقومون بقتلي، فهذا تخل عن القيادة والشعب، لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى أنتصر عليه أو أموت ...


                                                صفقة قتل صدام


وفي الفصل الخامس والعشرين من الكتاب يعرض الدليمي تفاصيل صفقة قتل الرئيس صدام، مبينا أن المصادر الأمريكية تشير، في محاولة لإلقاء مسؤولية ارتكاب جريمة قتل رئيس الدولة الشرعي بكاملها على حكومة الاحتلال الموالية لإيران، إلى أن 'عددا من كبار الضباط الامريكيين ضغطوا على السفارة الأمريكية للاتصال بواشنطن لتأجيل تنفيذ عملية قتل الرئيس'.

وتذهب هذه المصادر الى حد القول إن 'بعض هؤلاء الضباط أوحى بأنه سيرفض تسليم الرئيس إلى حكومة المالكي، وأن الحاكم الامريكي الفعلي للعراق زلماي خليل زاد، سفير أمريكا في المنطقة الخضراء قد فشل في اقناع المالكي بتأجيل عملية القتل. وعن آخر طلب للرئيس الراحل، يقول الدليمي 'في الساعات الأولى من ليلة الجمعة، قبل الإعدام، اصطف بعض الضباط الأمريكان، منهم قائد المعتقل، وقاموا بتوديع الرئيس الذي طالب بتوديع أخويه برزان وسبعاوي.


ويضيف : تمضي الساعات، وقضى الرئيس تلك الليلة كعادته على سريره بعد صلاة العشاء يقرأ القرآن، بعد أن أبلغه الضابط الأمريكي، قائد المعتقل، بأن موعد الإعدام سيكون فجرا، كان حراسه الأمريكان يراقبونه بكل حذر، اعتقادا منهم بأنه ربما يشنق نفسه، وفي الرابعة فجرا، قدم الى غرفة الرئيس قائد المعتقل، وأخبره بأنهم سيسلمونه للعراقيين، وسأله عما يطلب.

توضأ الرئيس وأخذ المصحف وقرأ ما تيسر له في ذلك الوقت القصير.ثم طلب ان تسلم حاجياته الشخصية الى محاميه، ومن ثم الى كريمته رغد.وطلب منهم أن يبلغوا كريمته بأنه في طريقه الى الجنة للقاء ربه بضمير مرتاح ويد نظيفة، وسيذهب بصفته جنديا يضحي بنفسه وعائلته من أجل العراق وشعبه'.

ويتابع: ارتدى بذلته الرمادية مع قميصه الأبيض ومعطفه الأسود، ووضع صدارى بغدادية على رأسه، ثم ارتدى السترة الواقية التي كان يرتديها حين يذهب إلى المحكمة، أو حين لقاء محاميه في معسكر كروبر جنوبي مطار بغداد الدولي.


ويمضي الدليمي قائلا: صعد (صدام) وأفراد حراسته الامريكان إحدى العربات المخصصة لنقل الرئيس، وهي مدرعة تحمل علامات الصليب الأحمر الدولي، ثم نقل بعدها إلى إحدى طائرات البلاك هوك الامريكية، وقد طلب منهم عدم تغطية عينيه، (حيث) تأمل بغداد.


وما هي إلا دقائق معدودة، حتى حطت الطائرة في معسكر أمريكي يقع داخل منظومة الاستخبارات العسكرية السابقة الواقعة على الجانب الغربي لنهر دجلة في منطقة الكاظمية، حيث قسمت هذه المديرية في زمن الاحتلال إلى ثلاث مناطق، إحداها أصبحت معسكرا أمريكيا، والثانية تتبع لما أسموها بقوات حفظ النظام، والقسم الآخر يتبع دائرة الحماية القصوى التابعة لوزارة العدل في حكومة الاحتلال.


ويتابع الدليمي سرده: ترجل الرئيس من الطائرة في المعسكر الامريكي فغطوا عينيه بنظارات داكنة يستخدمها الجيش الامريكي عند نقل الأسرى من مكان إلى آخر.كان الرئيس محاطا بعدد من الامريكيين 'رجال الشرطة العسكرية'، وادخل الى دائرة الحماية القصوى، وهنا انتهى دور الحراس الامريكان عند أول بوابة، فعادوا أدراجهم.


                                  ميليشيات المهدي حاولت خطف صدام


ويزيد الدليمي 'بعد نزع سترة الرئيس الواقية والنظارة، أُدخل إلى أول قسم في الدائرة وهو مكافحة الإرهاب، وهذا القسم مختص بتنفيذ الإعدام 'عمليات القتل' بحق قادة وابطال العراق ...'كانت الساعة الخامسة والنصف فجرا، وحين دخول الرئيس، شاهد اقفاصا حديدية فيها رجال من العراقيين والعرب المقاومين الصادرة بحقهم أحكام الاعدام.


ويسهب الدليمي في وصفه بأن 'الرئيس نظر إليهم مبتسما وباعتزاز، فقد عرف مواقفهم البطولية من خلال وقوفهم هناك.وأكمل سيره باتجاه إحدى الغرف..هو الآن محاط بحراسة من المليشيات الطائفية الذين كانوا يشتمونه بسبب الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.


ويقول الدليمي: في تلك الأثناء، كانت فرق الموت من مليشيا جيش المهدي تحيط بمديرية الاستخبارات العسكرية، وقد عقدت العزم على اقتحام المديرية حيث يتواجد الرئيس لاختطافه وتسليمه إلى إيران مقابل مبالغ خيالية.


ويتابع: تأخرت جريمة الاعدام بعض الوقت لحين مجيء مقتدى الصدر الذي تنفي بعض المصادر وجوده لأسباب معروفة، كيلا تحرج حكومة الاحتلال ولا حتى الاحتلال نفسه.ثم جاء مقتدى ومعه حراسه، وحينما شاهد الرئيس جالساً يقرأ القرآن، قال له: ها شلون الطاغية؟ نظر إليه الرئيس باحتقار، مما حدا بأحد حراسه الى ضرب الرئيس بعقب بندقيته على رأسه.


ويؤكد الدليمي أن 'الرئيس عندها بدأ يهتف: يحيا الشعب، عاش الجهاد، تعيش الامة، عاش العراق، عاشت فلسطين حرة عربية، يسقط العملاء..ثم: نحن في الجنة واعداؤنا في النار.وهتف بوجه القاضي والمدعي العام: يسقط الفرس والامريكان والعملاء..أدخل الرئيس بعدها إلى الغرفة المشؤومة ليواجه أمامه كل قادة فرق الموت ومنهم: عبدالعزيز الحكيم، موفق الربيعي، علي الدباغ، سامي العسكري، بهاء الأعرجي ومريم الريس، وكذلك منتقد الفرعون.ولم يتواجد أي إمام سني كما ادعوا.


وقال المؤلف : مشى الرئيس صدام حسين بكل كبرياء وشموخ، مستقبلاً قدره بإيمان عميق، واستقبلته هذه الجماعات بالشتم والكلام البذيء والهتافات المعادية، بل حاول بعض هؤلاء المسؤولين وقادة فرق الموت الاعتداء على الرئيس وضربه، وهو مكبل اليدين، لكنه كان صامداً شامخاً رابط الجأش.رد عليهم قائلاً: انتم خونة..عملاء..اعداء الشعب..تسقط اميركا وعملاؤها..مؤشراً برأسه إليهم..وكان موفق الربيعي يشتمه متشفياً، قال له الرئيس..انتم ارهابيون..ارهابيون..ثم..تعيش المقاومة..يعيش الشعب..يعيش العراق..تعيش فلسطين..تعيش الامة العربية.ثم أضاف إنه خدم العراق، وقام ببنائه.


                                              حدث داخل منصة الإعدام


وفي تلك الاثناء- يتابع الدليمي - قام مصور المالكي (علي المسعدي) بتسجيل اللقطات وتصويرها.ثم فك سفاحو المليشيات الأصفاد من الأمام، وأوثقوا يديّ الرئيس من الخلف، واستبدلوا السلسلة التي كانت تتدلى بين قدميه بوثاق آخر خاص بحالات الإعدام.طلب الرئيس من المدعي العام منقذ الفرعون تسليم القرآن الذي كان برفقته الى أحد الاشخاص (المحامي بدر البندر) كي يقوم بتسليمه إلى عائلته.


بعد ذلك - يقول الكتاب- وقف الرئيس أمام حبل المشنقة، بكل شموخ وصبر وإيمان، كما شاهده العالم أجمع.وهذا المشهد العظيم للرئيس، كان عكس ما قاله الربيعي من أن الرئيس صدام حسين بدا خائفاً.صعد إلى المشنقة وهو يقول: يا الله يا الله.وقف أمام الحبل بكل شجاعة، وبعزيمة قوية لا تلين.


                                        صدام والشبيه


ويروي المؤلف حكاية صدام حسين وقصة الشبيه، إذ يطرح تساؤلا مفاده: هل يوجد أكثر من صدام حسين؟ ويضيف محامي صدام، تحدثت مع الرئيس حول قصة الشبيه ورأي الشارع العراقي فأجابني: كنت أتحرك بين المناطق المختلفة لدواع أمنية، ولتفقد أحوال شعبي وفصائل المقاومة، ولتفويت الفرصة على الأعداء، لم أكن أطيل الإقامة في المكان الواحد أكثر من ثلاث ساعات كحد أعلى،

باستثناء المكان الذي اعتقلت فيه.كنت أظهر مثلا في الفلوجة في الساعة العاشرة، وأنتقل إلى الرمادي بعد ساعة، ثم بعد ساعتين، أكون في صلاح الدين. والناس لا يتحدثون بدقة عن الوقت، فقد تكون الأوقات متقاربة.بالإضافة إلى الخلفية المترسخة بوجود شبيه لي جعلهم يصدقون قصة الشبيه'.ثم قال الرئيس مازحا: 'حين عبرت نهر دجلة، قلت في نفسي سيقول الناس إن هذا شبيه صدام حسين، وخاصة وقد سرت إشاعة أن صدام حسين مريض ومصاب بالسرطان، ثم التفت الرئيس إليّ ضاحكا وقال: وأنت أستاذ خليل، ماذا تقول هل أنا صدام أم الشبيه؟.


ويجيب الدليمي عن هذا السؤال: لقد فوجئت بالسؤال، وبدأ الشك يساورني من جديد، خاصة وقد سألت في إحدى المرات مرافقي الرئيس عن الشبيه، فنفوا نفيا قاطعا باستثناء واحد من حمايته الذي قال: نعم يوجد شبيه واحد.وكما تقول الحكمة حدث العاقل بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له.


                                   رواية صدام لسقوط بغداد


وعن سقوط بغداد واحتلالها ذكر صدام حسين أن عدم تكافؤ القوتين واستخدام العدو أسلحة محرمة دوليا أضعفا الدفاعات الأمامية العراقية التي كانت بدون غطاء جوي، حيث استخدمت القوات الأمريكية أسلحة متطورة، صهرت الحديد وأذابت البشر، 'خصوصا بعد أن أبدنا قواتهم في معركة المطار' ودارت معركة شرسة بين كر وفر، وأنا بنفسي دمرت ثلاث دبابات أمريكية بواسطة الـ(آر بي جي)

وقاتل الحرس الجمهوري قتالا مستميتا في القتال التقليدي والمتطوعون العرب أبلوا بلاء حسنا في المعارك الشرسة، ولكن كانت هناك بعض الثغرات المهمة ساعدت على تفوق العدو مع ثلة من الخونة وضعاف النفوس، وكان لجهاز (الثريّا) دور سلبي في احتلال البلاد حيث استخدم لرصد وتحديد إحداثيات الأهداف العسكرية واختراق بعض الأجهزة الأمنية'.


وردا على سؤال كيف سقطت بغداد يجيب صدام على لسان المؤلف :يا ولدي، بغداد لم تسقط، بغداد احتلت، وستتحرر بسواعد الأبطال.الاحتلال شيء والسقوط شيء آخر، وهذه هي ليست المرة الأولى التي تحتل فيها بغداد، فقبل الامريكان، وعبر التاريخ، تعرضت لغزوات كثيرة، وتنازعها الأعداء من كل الجهات، وتكالب عليها الفرس، وغيرهم وهي حلقات متواصلة، واحتلها المغولي هولاكو، فأحرق ودمر وقتل وعاث فيها فسادا.

ويتابع صدام: اليوم تتكرر الحالة، لقد جيّش بوش جيشه ومرتزقته وعبر المحيطات، ونحن لم نعتد على أحد، لكنهم كانوا يضمرون لنا الشر، ويريدون نهب خيراتنا وتدمير بلدنا.وقد حاولنا بكل ما نملك تجنب شرورهم. ويكمل 'في السياقات العسكرية، لا يمكن فصل النتيجة عن السبب، فهما حالة واحدة والمعركة الواحدة هي سلسلة حلقات للوصول إلى تحقيق الهدف.فكيف إذا كانت المعارك متواصلة منذ العام 1990،

وما رافق ذلك من حصار ظالم دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، فقدنا بسببه أكثر من مليون ونصف مليون عراقي ما بين طفل وشيخ وامرأة وحتى الشباب.إذن فلا يمكنني أن أجتزئ وأتحدث عن معركة واحدة هي بحد ذاتها كانت هدفا ونتيجة لسلسلة طويلة..ألم يكن قصف أمريكا للعراق مستمرا منذ ذلك التاريخ، أليست أمريكا هي من وضع خطوط الطول والعرض وأسموها مناطق حظر الطيران؟'.


ويسرد صدام تفاصيل الاحتلال قائلا: من الأمور التي لا بد أن نذكرها خارج السياقات العسكرية والقتالية المعمول بها والتي لم يتوقعها حتى إخواننا القادة وهم يضعون خططهم العسكرية والخطط البديلة، هو قيام العدو بالمباشرة بالهجوم البري الواسع، متزامنا مع القصف الجوي والصاروخي وحتى المدفعي، وذلك لتليين الأهداف كما سبق، وعادة ما يستمر هذا، وفقا لما هو معمول به، عدة أيام وربما شهر أو أكثر كما كان عليه العدوان الامريكي 1991، حيث استمر القصف لأكثر من شهر، ثم بدأ الهجوم البري بعد ذلك.


ويتابع: من الأمور الأخرى التي كنا قد وضعناها في حساباتنا، أن العدو سيتقدم من جبهتين أو أكثر مع إنزالات هنا وهناك.إحدى هذه الجبهات معروفة وهي الحشد الأكبر للقوات الامريكية (الكويت)، والثانية من الجبهة الغربية. ويضيف 'أما ما يخص الصمود الرائع للبواسل في أم قصر من أبطال لواء المشاة (45)، فقد قام هذا اللواء بقتال العدو بشكل أذهل العالم،

وصموده الأسطوري زعزع الثقة في نفوس الامريكان والبريطانيين وهز معنوياتهم.كذلك كان صمود قواتنا الباسلة في الزبير ومقاومتها الشديدة، فقد عضد وعزز معنويات إخوانهم في هذا البطل..كما أن صمود قواتنا المسلحة ومن خلفها ظهيرها شعب العراق الأبي في كل الجبهات أعطى العزيمة لباقي القواطع'.


ويتابع الرئيس الراحل: وبعد أن تمكن العدو من احتلال بعض مدن العراق، كان يريد إيصال رسالة واضحة، وهي أن كل شيء قد انتهى، وبالتالي تدمير معنويات العراقيين، جيشا وشعبا، فضلا عن استخدامه أسلحة محرمة دوليا في ضواحي بغداد.


ويضيف: نقول إن المقارنة بين الذي حصل في أم قصر وصمودها الرائع، وبين الذي حصل سريعا في بغداد هي مقارنة غير وجيهة من الناحية العسكرية على الأقل.كما أن إسراف العدو بتركيزه على قصف بغداد ومحيطها بشكل بربري متواصل لمئات الساعات، أدى إلى تدمير قطعات بأكملها وتشتت أخرى مما جعلها هدفا سهلا لطائرات العدو وصواريخه خاصة وأنها كانت تفتقر إلى غطاء جوي،

وكذلك في حالة عودة هذه القطعات وتخندقها، فقد تم تدمير معظمها في مواضعها الدفاعية مما أدى إلى استنفاد البديل، كما أن وضع أطراف بعض المحافظات ضمن قاطع عمليات بغداد، كان خطأ أو على الأقل سوء تقدير مع بعض التقديرات الأخرى التي لا تتلاءم مع التغيرات الجوهرية التي حصلت في الميدان من خلال جهد العدو الكبير وتكتيكاته.
ويصف العدوان بأنه 'كان شرسا وواسعا، وبذل العدو جهدا خاصة في الأيام الأخيرة، بتكثيف القصف الجوي والصاروخي على بغداد ومحيطها، إذ كان الهدف الرئيس للعدو هو بغداد أولا.


بيد أن الدليمي يحيل أسباب تمكن الامريكان من احتلال بغداد كما رواها صدام حسين له بلسانه إلى 'الحصار الذي دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، وما رافقه من استمرار الحرب بكل صفحاتها، واعتماد الامريكان سياسة الخداع والتضليل حول مزاعمها مما دفع بعض الأصدقاء والأشقاء العرب لتصديق رواياتها، فضلا عن الفرق الهائل بين القوتين وخاصة القوة الجوية والصاروخية وعدم وجود أي غطاء جوي للجيش العراقي، واستخدام القصف الجوي المكثف الذي لا مثيل له والذي كان مستمرا على مدار الساعة، مما ساعد على شل قدرة قواتنا البطلة سواء أكانت الدروع أو المدفعية أو حتى المشاة.


ويضاف إلى ذلك، استخدام العدو لأسلحة محرمة دوليا، بعضها استخدم لأول مرة، وخاصة في مطار بغداد بعد المعركة الشهيرة التي خسر فيها العدو مئات القتلى وعشرات الدروع، مما أفقده صوابه، وقام بضرب قوات الحرب والقوات المتجحفلة معها بقنابل نووية تكتيكية، إلى جانب استمرار القصف على بغداد بشكل وحشي وضرب السكان الآمنين، واستخدام العدوان للطريق الصحراوي بمحاذاة المدن،

وتفوقه النوعي علينا بالسلاح المتطور، ما أفقد قواتنا القدرة على الحركة نهارا لعدم وجود غطاء جوي وإسناد مدفعي لها، وتركيزه على خيار الوصول إلى بغداد، وهجوم العدو من جميع الجبهات وقيام العدو باستخدام عملائه من المخربين وعملاء إيران في الهجوم علينا.


ويقول الدليمي: لقد سألت الرئيس عما راج من إشاعات عن وجود خيانات في صفوف القيادات العسكرية، فنفى نفيا قاطعا، وقال: سمعت أن هناك من يتحدث عن خيانات حدثت أثناء المعارك، فأقول لك يا ولدي إن جيشنا معروف ببسالته وبطولاته، فبجيشنا إن حصلت فقد حصلت بشكل محدود وبمستويات واطئة ضعيفة التأثير، ولم تؤثر على نتيجة المعركة إطلاقا.


ويضيف صدام: مما ساعد في احتلال العدو لبغداد، استخدام الخونة والعملاء أقراصا وأجهزة تحديد الأهداف، وقد تبين في ما بعد، أن بعض ضعيفي الأنفس والخونة قد تغلغلوا في بعض الأجهزة الأمنية العراقية.


                                                    دخول الكويت


وحول ملابسات الدخول العراقي للكويت وما تبعه من قرارات عراقية لاحقة ، وحسب الكتاب اعترف الرئيس العراقي بخطأ دخول الكويت واستعجال القرار بالدخول حيث يقول: كان ينبغي علينا معالجة الموضوع بشكل آخر، وما جوبهنا به من مقاومة بعض قطعات الجيش الكويتي جعلنا مسرورين وقلنا وقتها إن أشقاءنا الكويتيين من العسكريين كانوا شجعانا.


ويذكر صدام حسين في هذا المحور أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا مضنية لتجنب الحرب، وكان موقف الملك فهد واضحا في هذه القضية، وكذلك موقف الملك عبدالله الذي كان وقتها وليا للعهد.

ويذكر صدام حسين أن هنالك رئيسا عربيا كان يدفع باتجاه معاكس، ولكن أمريكا استطاعت أن تخدع الجميع والرأي العام العالمي، وتؤلب علينا الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة. ويصف الرئيس نفسه بأنه رجل دولة حازم ودقيق ويخشى التاريخ أكثر مما يخشى الحاضر ويقول: أعرف السياسة ولكني لا أحبها وحتى وأنا أمارس القسم الأقل نجاسة منها،

وأنا كريم مع الكرماء شديد مع اللئام، ويؤكد أن نهجه دائما كان عدم زج الدولة في المذهبية منذ توليه الحكم وحتى رحيله. ويضيف: ليس عيبا أن تُحتل البلدان ولكن العيب أن لا تقاوم وتتحرر، وبغداد لم تسقط ولكنها احتلت ولازالت تقاوم، والمعركة مستمرة مع العدو منذ عام 1990 وحتى الآن.


ويذكر صدام حسين أنه تلقى رسالة من بوش الابن إبان الحرب الأخيرة على العراق مفادها 'إن لم تنسحب من السلطة وتترك العراق سأفنيك وأفني عائلتك'.


                                            نبأ مقتل عدي وقصي


ويقول صدام حسين بحسب الكتاب: بعد عشرة ايام من الاعتقال جاءني جنرال أمريكي ومعه مترجم مصري، وقال لي: هل تريد أن تكون كنابليون بونابرت أو أن تكون كموسوليني، فانتفضت وقلت ألا خسئتم ولن أكن سوى صدام حسين.وانا أرفض المساومة ولا أطلب من شعبي أن يستسلم. بل سأحثهم على المقاومة والقتال.

وعن مقتل ولديه عدي وقصي، يقول صدام حسين إنه تلقى النبأ من أحد المواطنين العراقيين، حيث نقل لي أحد المواطنين العراقيين كان يستضيفني في شمال العراق: لدي خبر حزين ومزعج، ابنك عدي استشهد فسألته: هل قاتل، أجابني نعم، فقلت: (عفيه!) فقال لي ابنك قصي استشهد، فسألته: هل قاتل: أجاب: نعم، فقلت' (عفيه!) وكذلك كرر بالنسبة لحفيدي مصطفى الذي وصلني نبأ استشهاده. حيث قال صدام حسين: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ودفاعهم عن وطنهم.


وعن التحقيق معه، يذكر كتاب 'صدام حسين هذا ما حدث' على لسان الرئيس العراقي: قام الأمريكيون بسؤالي عن مكان أسلحة الدمار الشامل فأجبتهم: لا توجد، ولو وجدت لأفنيتكم بها، وكانوا يكررون علي السؤال دائما أثناء التحقيق، لماذا قصفت 'إسرائيل بـ 39 صاروخاً وهي دولة لم تهددكم، فأجيبهم: إن إسرائيل كيان مسخ وأنتم من أوجده وهذا الكيان المسخ هو سبب كل مصائب المنطقة،

وكذلك كانوا يسألونني عن سبب دعم الفلسطينيين، ولماذا تمنح كل (إرهابي) يفجر نفسه مبلغ 25 ألف دولار، فأجبتهم: إن إمكانات العراق المادية والبشرية هي في خدمة قضايا الأمة وفي مقدمها قضية فلسطين، وإن الذين يموتون هم أبطال شهداء وليسوا انتحاريين إرهابيين كما تصفونهم.


ويذكر المحامي مؤلف الكتاب في إضافاته أنه كان ينقل رسائل شفهية من صدام حسين في معتقله إلى القادة العرب، وكان يوصي بأن لا يتدخلوا لإنقاذ رقبته فهو قد سلمها للمولى، بل كان يوصيهم بالحرص على وحدة العراق الذي يذبح من الوريد إلى الوريد، حتى ان زعيما عربياً بكى ثلاث مرات لدى تلقيه رسائل صدام حسين من خلف القضبان. كما يتطرق الكتاب إلى مبادرة الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله) رئيس دولة الإمارات آنذاك، وزيارة بريماكوف لبغداد ولقاء جاك شيراك.


كما يذكر المؤلف إشادة الرئيس العراقي الراحل بمواقف الدكتور الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين وقوله: سلموا لي عليه سلاماً كثيراً وحسناً فعل.


ويقول صدام حسين أنا لست عميلا لأحد ولو كان الأمريكيون هم من أتى بي إلى السلطة لفضحوني منذ أول يوم تصديت فيه لهم.


وعن حكم الإعدام بحقه في قضية الدجيل يقول : لقد استغربت استعجال صدور الحكم في قضية هامشية وتافهة، ولكنهم أرادوا طمس الحقائق خوفاً من دحض حججهم الواهية، ولم يتطرقوا حتى لقائد المجموعة التي استهدفتني وهو السيد الكربلائي وهو إيراني وليس عراقياً والذي قتل في الحال أثناء محاولة الاغتيال،

وأنا أعرف أنهم يريدون إعدامي ولو وجدوا حكماً أقسى من الإعدام لنفذوه، ولكني استغربت نطق الحكم في هذه القضية البسيطة، علماً أن طارق عزيز هو الذي لديه معلومات عن الأسلحة الكيماوية ويعرف من الذي استخدمها ولكنه لم يستدعَ في هذا الشأن.
96

الأحد، 25 أكتوبر 2009

السفير الشاذلى فىمؤتمر عالمى يسلط الضوء على مشكلة الالغام على الاراضى المصرية

نحتاج 250 مليون دولار لإزالة المخلفات الحربية التى زرعتها المانيا وايطاليا وبريطانيا فى الحرب العالمية الثانية

القوات المسلحة بذلت جهودا رائعة وحصلنــــا علـــــى خرائط مهمة تكشــف مناطق التلوث بالمتفجــــرات

العلمين ـ هشام البسيونى :

أكد السفير فتحى الشاذلى مدير الامانة التنفيذية لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالى التابعة لوزارة التعاون الدولى أن مصر لم تقصر فى تطهير الالغام الموجودة على أراضيها وأنها تطرق جميع الابواب من أجل هذه المهمة بدءا بالامم المتحدة ومنظماتها والدول التى تسببت فى هذه المواد وهى ايطاليا وبريطانيا والمانيا مشيرا إلى أن تكلفة إزالة الالغام والمتفجرات الموجودة فى الساحل الشمالى الغربى تقدر ب 250 مليون دولار .

رفض السفير فى مؤتمر عالمى بمدينة العلمين بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 67 لمعركة العلمين حضرته مختلف وسائل الاعلام اتهام مصر بالتقصير أو الضغط على الدول المتسببة فى زرع الالغام والمواد المتفجرة مشيرا إلى وجود علاقات ومصالح مع هذه الدول خاصة وأن بريطانيا تمثل النسبة الاعلى فى الاستثمار داخل مصر وايطاليا أكبر شريك تجارى يستقبل البضائع المصرية

كما أن مصر تعتبر ثانى دولة تتلقى مساعدات من المانيا إضافة إلى أن الدول الثلاث ساهمت ببعض المعدات فى إزالة الالغام إلا أنها ليست على المستوى المطلوب .

أشاد بدور القوات المسلحة فى إزالة المواد المتفجرة وبدأت فى هذه المهمة منذ عام 1983 عن طريق سلاح المهندسين ومن مواردها الذاتية مشيرا إلى أنها نجحت فى تطهير 39 ألف هكتار حتى عام 1999 ما أعطاها فكرة واضحة عن الاجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحرب العالمية الثانية وتشكيلتها وتقدير تكلفة إزالتها

إضفة إلى تصنيفها حيث إن 75 % مما ينتظرنا تطهيره يتوزع ما بين قنابل طائرات زنة 2000 رطل ومرورا بقذائف المدفعية والهاونات من الاعيرة المختلفة وصولا إلى طلقات الاسلحة الرشاشة و الصغيرة و 2,5 % فقط من الالغام المضادة للافراد والباقى 22,5 من الالغام المضادة للدبابات والمركبات .

كشف أن الامانة التفيذية حصلت على خرائط مهمة من بريطانيا والمانيا وإيطاليا مؤكدا أن الخرائط الاهم كانت من شركات المسح السيزمى للكشف عن البترول والغاز فى الساحل الشمالى لانها كشفت بدقة عن اماكن هذه المواد المعطلة للتنمية مشيرا إلى أنه الامانة باتت تمتلك قاعدة بيانات مهمة عن اماكن وجود المواد القابلة للتفجير وعدد المضارين منها على مدار العقود الماضية .

أضاف أنه تم التنسيق مع الوزارات المعنية بتطهير المنطقة لاستغلالها فى الاستثمار وتم الاتفاق مع وزارة الاسكان على تطهير 3050 فدانا لاقامة مدينة العلمين الجديدة و28 ألفا و200 فدان على جانبى ترعة الحمام لصالح وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى كمرحلة أولى ضمن نشاط الامانة التنفيذية وبالفعل نحج سلاح المهندسين فى تطهير أغلب الاراضى المخصصة وبلغت 25 ألف و720 فدانا حتى أول أكتوبر اول اكتوبر الحالى .

أضاف السفير فتحى الشاذلى مدير الامانة التفيذية لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالى أن الامانة وضعت برنامجا لتاهيل الضحايا والمصابين من حوادث الالغام بالاعتماد والتعاون مع مركز الطب الطبيعى والتاهيل وعلاج الروماتيزم التابع لوزارة الدفاع حيث تم تزويد 122 مصابا بالاطراف الصناعية حتى منتصف اكتوبر الحالى

مع توفير فرص عمل لهم وتدريب الاطباء وبعض المدنيين على كيفية التعامل مع هذه الحالات وتوقيع اتفاقات مع الصندوق الاجتماعى للتنمية لاطلاق برنامج المنح والقروض الميسرة لصالح الناجين وعمل برامج توعية مع تحديد أنشطة التنمية المحلية للاستفادة من الموارد الطبيعية المتوفرة فى المنطقة .

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

لا كرامة لنبى فى قومه

د. رشيقة الريدى الحائزة على «لوريال اليونسكو» فى العلوم: قضيت ٢٠ عاماً لتطوير لقاح يقضى على البلهارسيا وحصولى على الجائزة الدولية «ترضية مقصودة»

حوار هشام علام   المصرى اليوم

                                                     رشيقة الريدى

هى واحدة من قلائل حصلوا على درجة الدكتوراه «DSC»، والوحيدة فى جامعة القاهرة التى تحمل هذه الدرجة العلمية الرفيعة، اقتصت من حياتها عشرين عاماً، قضتها فى أبحاث علمية لتطوير عقار للقضاء على مرض البلهارسيا الذى ظل ينهش أكباد المصريين على مدار قرن بأكمله، يشهد لها أساتذة العلوم فى العالم بأنها الأفضل على الإطلاق، فى هذا المضمار،

لذا فقد تم اختيارها للحصول على جائزة «لوريال» تحت إشراف منظمة اليونسكو دون منافسة تذكر، من قبل لجنة تحكيم ضمت علماء حاصلين جميعاً على «نوبل» العلوم، والذين لم يستبعدوا حصولها على الجائزة ذاتها عن أبحاثها فى البلهارسيا، بغض النظر عن عدم نيلها التقدير اللائق من الدولة،

إنها البروفيسور رشيقة أحمد فتحى الريدى، أستاذ العلوم التكنولوجية المتقدمة.. التى تتحدث فى حوار لـ«المصرى اليوم» عن أبحاثها، ورحلتها العلمية ومدى حصولها على التقدير اللازم فى مصر.

■ بداية.. جاء الإعلان عن حصولك على جائزة «لوريال» متواكبا مع فشل فاروق حسنى فى الحصول على منصب أمين عام منظمة اليونسكو التى ترعى هذه الجائزة.. فهل ترين علاقة بين نجاحك وإخفاقه؟

- بالتأكيد، فلا يمكن بأى حال أن ننحى السياسة جانباً حتى ولو فى مجال العلوم، ولأن الغرب لا يحبون العمل فى مجال البلهارسيا، لأنه مرض متوطن فى بلدان العالم الفقيرة فقط، ويفضلون العمل فى مجال الأمراض المشتركة بين العالمين المتخلف والمتقدم، فهذا يثير أسئلة عديدة حول إعطائى هذه الجائزة، فحتى لو كانت أبحاثى رائعة - وأنا واثقة من ذلك - إلا أنها تظل غير ذات أهمية بالنسبة لهم،

ومن بين المتنافسين لنيل هذه الجائزة كانت هناك مرشحة أخرى تعمل فى مجال أبحاث غاية فى الأهمية بالنسبة لهم، وتابعت نتائجها عن كثب، ورأيت من خلال توجيه الجائزة ناحيتى أن هناك عملية «ترضية» مقصودة، وهذا لا يعنى التقليل من أبحاثى على الإطلاق، فهم يعرفون أننى بذلك أحمل عن كاهلهم عبء التخلص من هذه الدودة القاتلة، نتيجة لعشرين عاماً قضيتها من أجل تطوير هذا اللقاح.

■ هل معنى هذا أنك تقدمت بهذه الأبحاث من قبل ولم تحصلى على أى جوائز؟

- هذا لم يحدث، فقد تم ترشيحى لتلك الجائزة قبل ١٥ يونيو الماضى، أى قبل فشل فاروق حسنى، ولكن اللجنة اجتمعت بعد حسم انتخابات اليونسكو بأسبوع لإعلان النتيجة، وأنا أعترف بأننى صاحبة سيرة ذاتية متواضعة بالنسبة لهم، لم أكن يوماً رئيس معهد ولا عميد كلية، بل مجرد باحثة مجتهدة تعمل على إيجاد عقار ناجح لمرض محلى متوطن، لكنهم أرادوا أن يقولوا بذلك أنهم مهتمون جداً بالأمور الإنسانية التى تخدم المجتمع فى مصر، بعيداً عن لجنة السياسات والحزب الوطنى.

■ وكيف ترين الأوضاع الحالية للبحث العلمى فى مصر؟

- مشكلة البحث العلمى فى مصر ليست مشكلة إمكانيات كما يشاع، فحتى إن كان الحصول على الموارد المالية صعباً فإنه ليس مستحيلاً، وهناك جهات دولية ومنظمات مدنية تسعى دائماً لتمويل الأبحاث العلمية.

■ إذن ما المشكلة؟

- المشكلة أن الباحث العلمى فى مصر الآن أصبح «بيه»، فالجامعة تسانده بما يكفى، وبنظرة بسيطة على المعامل هنا فى قسم الحيوان ستعرف أن الإمكانيات متوفرة إلى حد كبير، ولا يمكننى أن أتوقف عن عمل أبحاثى لمجرد أننى لا أمتلك الإمكانيات، فعلى أن أسعى حتى أحصل عليها بأى طريقة،

ولكن هناك الكثير من الباحثين يكتفون بتعيينهم فى الجامعة ولا يصبح عندهم أى نية بعدها للعطاء العلمى، ويتحولون بعد ذلك إلى مجرد «موظفين على مكاتب» فهو يحصل على راتب لا يقل عن ١٥٠٠ جنيه شهرياً، فى حين أنه ليس ملزماً بتقديم أى أبحاث علمية خلال فترة معينة، ويقوم بإعطاء محاضرة واحدة أسبوعياً، ولكن هناك الكثير من الباحثين يكتفون بتعيينهم فى الجامعة ولا يصبح عندهم أى نية بعدها للعطاء العلمى،

ويتحولون إلي موظفين يعشقون الروتين ويستمتعون بالشكوى المستمرة من الأوضاع المتدهورة التى لم يجربوا حتى التمرد عليها، وكأن البحث العلمى كعكة جاهزة تستدعى منهم فقط أن يفتحوا أفواههم لالتهامها، وأقول لمن يحملون ألقاب «باحثين» ويكتفون بالجلوس فى المكاتب أو السفر فى إعارات خارجية إنكم السبب فى تدهور حالة البحث العلمى.

■ وأين دور الجامعة؟

- المشكلة أن الحكم الديكتاتورى الذى نعيش فى ظله أراد أن يكون قريباً من عالم الطلبة والجامعة، فأعطى الأساتذة رشوة تحت مسمى «الكادر الخاص»، وتقبلها الأساتذة بصدر رحب تحت دعوى «قرشين زيادة أحسن من بلاش»، دون التفكير فى أى طريقة لإحراز أى تقدم فى مجال عمله، لأنه فى النهاية لن يجازى على ذلك فى حال تحقيقه.

■ هل معنى هذا أن الجامعة ليس من صلاحياتها عقاب الأساتذة المقصرين؟

- أريد أن أقول لكم أن أقصى شخص يستطيع رئيس الجامعة محاسبته هو «العامل إللى على باب الجامعة»، فلا يوجد تحت يده قانون ينظم آلية العمل أو يعطى له الحق فى محاسبة المقصرين، فتحولت الجامعة إلى «تكية» والباحثون إلى موظفين، دون أن نستطيع أن نلقى بالتهمة على أحد، لأن أحداً لم يتطوع لمناقشة أوضاع الباحثين قانونياً، وبالتالى فلا يمكن أن نقول إننا نعيش فى كنف دولة تدعم أو تحترم البحث العلمى بشكل كاف.

■ ولكن الجامعة دائماً ملامة نظراً لضعف الإمكانات المتاحة للباحثين؟

- هناك ما يقرب من ١٥ ألف أستاذ جامعى، أكثر من نصفهم سافروا فى إعارات إلى الدول العربية، فى الوقت الذى تحافظ فيه الجامعة على مكاتبهم مغلقة كما هى، إلى أن يعودوا ثانية وقد يطول سفرهم لعشر سنوات أو أكثر، كيف تستطيع أنت أن تقيم هذا التصرف؟ أنا لا أريد أن أصدمك عندما أقول إن بعض هذه الغرف بها «عفش» هؤلاء الأساتذة، أخبرنى أين يوجد نظام مثل هذا فى أى جامعة فى العالم.

■ لماذا إذن تظل مصر بعيدة عن المحافل العلمية الدولية؟

- مش لما نعمل أبحاث الأول نبقى نتقدم بيها فى المحافل دى، لا توجد جامعة بحثية فى العالم تستطيع أن تظل تعمل فيها وتتقاضى أجراً دون أن تقدم أى شىء أو أى أبحاث لعشرات السنين، لكن عندنا يصل راتب الأستاذ لثلاثة آلاف جنيه فى الشهر من غير ما يقدم مقالاً واحداً.

■ ومن المسؤول عن هذا الوضع؟

- القوانين المنظمة لتلك المسألة، فلا يوجد أى عقوبات تطول المقصر أو تلزمه بأداء عمله على أكمل وجه، ولكن الذى يحدث من بعض الباحثين هو أنهم يملأون أوراقاً على هيئة أبحاث، أو بالأصح «تسويد ورق» ليقدموها للجامعة بعد ذلك حتى يبدو الأمر وكأنهم يعملون بجد.

■ دعينا نتحدث عن إقصائك عن جائزة الدولة التقديرية؟

- دعنا لا نتحدث عن هذا، فهذا أمر تجاوزناه منذ فترة، وقد أعطتها لجنة التحكيم لمن ترى أنه الأحق بها من وجهة نظرهم، أما عن التكريم الذى أحب أن أحصل عليه، فقد حصلت عليه بالفعل من تلامذتى وزملائى، وبقدر ما يكون تقدير الدولة مهم، فإن احترام العلماء لبعضهم البعض أهم، وليس أفضل من ترشيح الدكتور محمد أبوالغار لى دون أن أعلم، والأبحاث التى أجريت حول أبحاثى دون أن أدرى،

فهذه شهادة تقدير تمحو آثار ٢٠ عاماً من التعب من أجل تحقيق هدف قد لا يعرف الناس قيمته الآن، ولكنه سيؤثر - إن شاء الله - على مستقبل أجيال قادمة، وكالعادة فإن الدولة لا تلتفت إلى العلماء فى حياتهم، ولكن إما بعد رحيلهم أو بعد أن يشعر الآخرون فى الغرب بقيمتهم.

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

إدارة البديل تعقد جمعية عمومية بعد تشييع مؤسس الجريدة وتسلم قرار التصفية لمصلحة الشركات

الإدارة رفضت عرضا جديد لشراء الجريدة وتحججت بـ" الحزن على الراحل " للتغطية على موعد قرار التصفية

كشفت أوراق التصفية التي تقدمت بها إدارة البديل لمصلحة الشركات أن مجلس الإدارة اتخذ قراره بالتصفية بعد ساعات من تشييع جنازة د. محمد السيد سعيد مؤسس الجريدة إلى مثواه الأخير في بورسعيد مساء 11 أكتوبر الحالي .

وجاء توقيت الجمعية العمومية المزعومة ليكشف آخر فصول مسرحية البديل ، ففي الوقت الذي وصل فيه إلى مجلس الإدارة عرض بشراء الجريدة سارع مجلس الإدارة إلى دفن مؤسس الجريدة و تصفية الشركة بقرار جمعية عمومية لم يعرف بها أحد . واللافت أن الجمعية العمومية انعقدت في 12 أكتوبر في الوقت الذي كان فيه سيد كراوية عضو مجلس الإدارة في بورسعيد ، وعادل المشد في القاهرة ، فيما اختفى صبري فوزي رافضا الرد على الهاتف بدعوى أنه " حزين ".

وكان خالد البلشي رئيس تحرير البديل قد عرض على مجلس الإدارة عرضا من مجموعة من المستثمرين يرغبون في شراء الجريدة ، لكن عادل المشد رئيس مجلس الإدارة وصبري فوزي العضو المنتدب و سيد كراوية المخول بإدارة أزمة البديل وعضو مجلس إدارتها قد رفضوا حتى مناقشة تفاصيل العرض ، واعتذروا بدعوى أنهم " مشغولون بالحزن على الدكتور محمد " .

لكن الأوراق التي تسلمتها مصلحة الشركات تكشف أنهم كانوا مشغولين بعقد جمعية عمومية سرية للتخلص من حقوق الصحفيين ، و غلق الجريدة فور دفن مؤسسها . ومن المرجح أن يكون رفض كراوية و المشد و صبري لاقتراح رئيس التحرير إصدار عدد تذكاري عن الراحل محاولة للتغطية على الجمعية العمومية غير القانونية التي انعقدت بشكل سري –

هذا إن كانت قد انعقدت أصلا – و زاد من ترجيح هذا الاحتمال استمرار رفض الإدارة لعروض من شخصيات عامة بتحمل تكاليف إصدار العدد التذكاري من الجريدة و إعلان المحررين استعدادهم للعمل بشكل تطوعي تقديرا لدور مؤسس الجريدة . ومن الأوراق يتضح أن قرار الجمعية العمومية بتصفية الشركة قبل 3 أشهر كان مجرد أداة لإرهاب الصحفيين وإرغامهم على التنازل عن مستحقاتهم خاصة بعد رفض المحررين عرضا من رئيس مجلس الإدارة بتقديم استقالات جماعية مقابل عودة الإصدار بشكل أسبوعي ولمدة 6 أشهر فقط .

وكانت إدارة البديل قد أرسلت اليوم مندوبا لها إلى مصلحة الشركات لتسليم محضر الجمعية العمومية المفبركة، لكن المصلحة أجلت اعتماد القرار لنقص الأوراق . وقالت مصادر في مصلحة الشركات أن شركة التقدم التي كانت تصدر البديل قد أقيمت بشكل غريب حيث لم ترسل إدارة الشركة للمصلحة أية أوراق حول الشركة و جمعياتها العمومية منذ عام 2007

و كل ما في المصلحة من أوراق تخص الشركة هو محضر الجمعية العمومية التأسيسية فقط . كما كشفت مصلحة التأمينات إن الشركة مدينة بمبلغ 85 ألف جنية تأمينات عن 96 صحفي معينا بها ، علاوة على خلو دفاتر مصلحة الضرائب من أية إشارة إلى تسديد الشركة لضرائبها علما بأن المدير الإداري للجريدة – إيمان نوير – كانت تخصم نسبة الضريبة بشكل منتظم من رواتب الصحفيين على مدار عامين كاملين بما يعني عدم سداد الخصم لصالح مصلحة الضرائب .

أول حوار مع الدكتور حسن نافعة بعد اختياره منسقا للحملة المصرية ضد التوريث : مبارك نجح فى تخدير النخبة لربع قرن


حوار: ماهر حسن فى العربى الناصرى /


 
فى مجموعة من مقالاته، عرض الدكتور حسن نافعة لطبيعة المأزق السياسى الذى تعيشه مصر والذى ـ على حد وصفه ـ لم يسبق لمصر أن اجتازته.. فالأفق السياسى مفتوح على كل الاحتمالات دون حسم لموضوع مستقبل الرئاسة فى مصر بل مستقبل مصر ذاته فى المدى المنظور

وفى هذا الحوار أشار الدكتور حسن نافعة، إلى أننا فى عهد عبد الناصر عشنا أربع حروب فضلاً عن حروب الداخل المتمثلة فى مشروع نهضوى كبير ورغم هذه الظروف لم تكن الدولة ومؤسساتها منهارة على النحو الذى وصلنا إليه، فلم تكن هناك أزمة خبز أو مياه ولم يكن التعليم منهاراً ولم يستشر الفساد فى مؤسسات الدولة ولم تكن الخدمة الصحفية منهارة على هذا النحو،

كما لم تكن هناك مشكلة إسكان ولم تواجه مصر مشكلة "الزبالة" وقال إننا إزاء نظام سياسى فاشل بكل المقاييس وعلى كل الأصعدة والفجوة بين الأغنياء والفقراء صارت مرعبة وقال الدكتور نافعة إن السادات كان نائباً للرئيس ناصر فى ظروف خاصة جدا" وكان من الممكن ألا يظل نائباً لو امتد العمر بعبد الناصر.. فربما تغيرت قناعاته وكذلك مبارك.. حيث لم يكن السادات يعرف أن العمر سينتهى به فجأة وعلى هذا فقد كان حكم مصر وما يزال مرهوناً بالتوريث والاختيار الفردى أو القضاء.


وقد التمس نافعة العذر لناصر والسادات لظروفهما الاستثنائية ولكن مبارك حظى بفرصة أفضل من التى حظى بها الرئيسان السابقان لما حظى بمدة حكم أطول بكثير لكنه لم يستثمر هذا ولم يحقق تغييرات جوهرية دستورياً أو تنموياً كما أنه لم يخض معترك السياسة قبل توليه الرئاسة كسابقيه فلا هو مغامر كالسادات ولا هو كاريزما وطنية كعبد الناصر

فمبارك ظل موظفاً منضبطاً جداً لكنه لم يستوعب الدرس وقاد نظام اختلفت خواتيمه عن بداياته.. حيث البداية كانت باعثة على التفاؤل والنهاية تبعث على القلق فهى مفتوحة على أفق مبهم مخيف.. وإلى نص الحوار: 
{ لم نعد نعرف من هو الرئيس القادم وقد تضاربت التكهنات.. والرئيس إلى الآن رغم تقدمه فى العمر لم يعين نائبا ونشعر بأن مصر على شفير بركان كما أن الرئيس فى 2011 سيكون عمره 83 عاما وإذا أكمل ولاية سادسة سيتم التسعين؟


}} رأيى الشخصى إننا إزاء مشهد عبثى يجسد مأزق النظام السياسى المصرى بكل تفاصيله ومعنى أن يكون لدينا نظام سياسى لا نعرف فيه من هو رئيس الدولة القادم فهذه علامة نكوص وموضع استفهام، فقد جرت العادة أن يختار الرئيس نائبًا له فيصبح بالضرورة هو الرئيس القادم بإملاء رئاسي. وهكذا اختار الرئيس عبدالناصر الرئيس السادات نائبا واختار الرئيس السادات الرئيس مبارك ولكن مبارك لم يختر أحدا إلى الآن ومعظمنا لم يعرف لماذا لم يفعل إلى الآن.

                                                غياب مفاجىء


{ معنى هذا أن عبدالناصر فرض علينا الرئيس التالى له؟ 
}} هذا تم فى ظرف استثنائى جدا فلقد كان عبدالناصر فى رحلة إلى المغرب وقيل له إنه قد يواجه مؤامرة تحاك ضده ومن ثم فقد تحسب عبدالناصر ورأى أن يحدد نائباً ليجنب مصر المشاكل التى قد تنجم عن غيابه المفاجئ «إذا حدث» ولظروف شخصية جدا تتعلق بملابسات ما حدث فى نكسة 1967م والظروف النفسية التى مر بها عبدالناصر فإنه كان يجد فى بيت السادات مهربا من هذا

كما كانت السيدة جيهان مضيفة ممتازة جدا، ولم يكن يتصور أحد أن عبدالناصر بعد اختياره للسادات بعام واحد سيختفى وأعتقد أن الأستاذ هيكل قال إن عبدالناصر نسى موضوع النائب ولم يفكر فيه، وربما لو كان عبدالناصر يعلم أن العمر سينتهى به بهذه السرعة وأن عليه أن يختار نائبا له بشكل نهائى لاختار أحدا آخر، ولذلك أقول إن تعيين السادات نائبا تم فى ظروف استثنائية معينة ومن ثم فإن الرحيل المفاجئ لعبدالناصر كان معناه أن القدر أراد للسادات أن يصبح رئيسا لمصر.


{ وماذا عن سيناريو اختيار السادات لمبارك؟ 
}} الأمر نفسه تكرر مع الرئيس السادات فقد اختار مبارك نائباً له وربما كانت لاختياره أسباب لكننى أتصور الشيء نفسه فلم يكن السادات يتوقع أو يتصور أن يموت هذه الميتة العبثية غير المتوقعة بين رجاله وجنده، فقد مات فجأة فى هذا المشهد الدموى وفى تلك الظروف غير الطبيعية، وبالتالى فإن السؤال ذاته يتجدد هل لو علم السادات أن عمره سينتهى بهذه الطريقة ه

ل كان سيستقر بشكل نهائى وقاطع على الرئيس مبارك ومن ثم ـ وعلى هذا النحو ـ فإن حكم مصر كان مرهونا بالتوريث والاختيار الفردى أو بالقضاء والقدر بمعنى إما أن يكون رئيسها باختيار رجل واحد أو بقرار سماوى كرحيل الرئيس ناصر فجأة بموت طبيعى أو رحيل السادات فجأة وبموت غير طبيعي. 
{ وماذا عن الرئيس مبارك؟


}} هو يختلف اختلافا جذريا عن سابقيه «ناصر والسادات» على الأقل فى أمرين أساسيين أولهما أن كليهما كان عضوا فى مجلس قيادة الثورة وعبدالناصر كان زعيما سياسيا صنع ثورة يوليو وخطط لها وكان لديه مشروع سياسى واضح الملامح وإذا نظرنا لعبدالناصر كنمط قيادى تتوفر فيه كاريزما الزعامة فإننى أصنف الرئيس السادات فى خانة «القيادة المغامرة» فقد كانت حياته كلها أشبه بمغامرة عبر خيارات وانتماءات مختلفة فقد كان سياسيا، فى مراحل مبكرة من عمره ربما قبل انضمامه للثورة فقد انتمى للحرس الحديدى واتصل بالألمان وتورط فى مقتل أمين عثمان ثم كانت آخر مغامراته هى ذهابه للقدس

وهذه دفع ثمنها حياته وكلا النمطين أدخلا البلاد فى متاهة كبرى فقد رحل ناصر وإسرائيل تحتل جزءاً كبيراً من أرض مصر والسادات رحل قبل أن يكتمل تحرير الأرض ولكنه أقدم على خطوة أحدثت انقساما عظيما فى الصفين المصرى والعربى بزيارته للقدس كما طال هذا الانقسام النخبة فى مصر، وعندما جاء مبارك تنفس كثيرون الصعداء وقد شاء القدر لهذا البلد أن يتحول بالفعل من نمط القيادة بمواصفات معينة إلى نمط القيادة الذى هو ليس زعيما أو مغامرا أو ينتمى لعالم السياسة ولم يعرف النشاط السياسى فى حياته قط ولم يسبق له أن خرج فى مظاهرة سياسية فى أى من مراحل حياته هو عسكرى خالص،

ومنضبط جدا وصارم جدا فى عمله فى حدود الموظف الذى يريد أن يؤدى وظيفته بكفاءة ثم إنه طيار وعلى هذا فقد رأى الجميع أنه يتميز بصفتين مهمتين هما أنه طيار لا يحتمل عمله الخطأ.. بل يستوجب أقصى درجات الدقة ثم إنه موظف وغير مغامر، وكنا نتصور أنه سيستوعب الدرس وسيعمل فى اتجاه تحديد الولاية الرئاسية. 
{ لقد كنت ممن استبشروا بقدومه خيرا أليس كذلك؟


}} نعم، وتصورت وتصور الكثيرون أنه سيستوعب الدرس وسيعمل فى اتجاه تحديد الولاية الرئاسية، ثم إن خطابه فى البداية كان خطابا جميلا ولم يكن فى البداية ميالاً للظهور الكثيف والأرجح أن الذى كتب هذا الخطاب هو الدكتور أسامة الباز، وكان لدى الرئيس مبارك استعدادا لامتصاص الغضب الشعبى بسبب أحداث سبتمبر الشهيرة التى وضع السادات خلالها رموز العمل الوطنى والصحفى فى السجن قبل أن يقتل بأقل من شهرين فقام مبارك بالإفراج عن هؤلاء وتحدث عن طهارة اليد وعفة اللسان، وقال إن «الكفن بلا جيوب» كانت هذه هى البداية لكننا انتهينا إلى رئيس يجلس على الكرسى 28 عاما أكثر من السادات وناصر معا ثم يتصرف بطريقة فسرتها جميع فصائل النخبة على أنها مشروع لتوريث السلطة لولده.

                                          تخدير النخبة


{ وأين كانت النخبة طوال الثمانية والعشرين عاما هذه؟ 
}} لقد استطاع الرئيس مبارك أن يخدرها تحذيرا شديدا وأن يظل فى السلطة ـ وعلى عكس كل التوقعات ـ لأكثر مما كان يقدره أى إنسان فى مصر والأكثر إثارة للدهشة والتساؤل أنه لا يجد غضاضة فى أن يتخذ إجراءات لقدوم ابنه فتحولت الجمهورية فى عهده إلى ما يشبه الملكية ولذلك فإننى اعتبر أن المشكلة الأساسية هى مشكلة النظام السياسى فى مصر. 


{ وكأنك تلوم الرئيس مبارك على ماآل إليه الحال فى مصر؟ 
}} نعم، أنا شخصيا ألومه فى أشياء كثيرة جداً لأنه كان لديه فرصة لم يحظ بها عبدالناصر ولا السادات على الأقل فإن عبدالناصر أثناء قيامه بمشروعه للنهضة الشديدة الطموح دخل فى معارك شديدة الخطورة ومنها الإصلاح الزراعى وقناة السويس والسد العالى والحرب على أكثر من جبهة. 

أما الرئيس السادات فقد تسلم الحكم حينما كان جزء كبير من الأراض مازال محتلا، وعليه أن يحررها فاجتهد على طريقته رغم أننى كنت ومازلت ضد زيارته للقدس لكن البعض يرى فى تحرير الأرض انجازا كبيرا سواء بالحرب أو بعملية التسوية.


أما الرئيس مبارك فلم يواجه أيا من هذين التحديين، وكانت لديه فرصة حقيقية لإحداث تحولات جذرية حقيقية فهو لم يدخل حربا ولم يتخذ أى قرار يشكل خطورة أو تحديا من أى نوع، بل وحصلت مصر على معونات لم تحصل على مثلها طول تاريخها، وأكثرها من الولايات المتحدة قدرها 1، 2 بليون دولار سنويا منذ بداية 1979 حتى هذه اللحظة

فضلا عن الثورة النفطية ناهيك عن المليارات التى تسربت إلى الخارج، والعوائد التى حولت إلى مصر إذن فقد كان لديه كل العناصر التى تمكنه من أن يحقق هدفين وهما التحول من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية وصولا لنظام ديمقراطى حقيقى وأن يحقق تنمية حقيقية مستديمة ومتنامية فى مصر، فهناك سلام ومعونات وثروات. 
لقد صارت الفجوة بين الأغنياء والفقراء مرعبة ورهيبة،

كما أن جميع أنواع الخدمات منهارة، ومن عاصروا ثورة يوليو يعرفون أن الدولة فى ظل حكومة الثورة قد دخلت أربع حروب وواجهت تحديات نهضة فى الداخل غير أن التعليم كان أفضل ولم تحدث أزمة خبز مثلا وكنا نستطيع أن نحصل على خدمة صحية أفضل وعلى سكن أفضل بل واللافت والأبسط من هذا أنه لم تكن فى مصر القمامة على هذا النحو المزرى وكأن كل أجهزة الدولة عجزت عن احتواء مشكلة كهذه أو مشكلة المياه مثلا كما لم يكن التكدس فى الجامعة بهذا الشكل

ولم تبلغ البطالة هذا المعدل المخيف ولم يكن الفساد والانحراف المالى والإدارى قد توحش بهذا الشكل ولم تكن هناك أزمة خبز.. إذن فنحن أمام نظام سياسى فاشل بكل المقاييس وأى معيار تطبقه سوف تكتشف أنك أمام نظام فاشل تختلف خواتيمه عن بداياته.


{ ألهذا كتبت مقالاً بعنوان «مصر تبحث عن رئيس؟» كيف، وما هو المأزق؟ 
}} نحن الآن أمام رئيس طاعن فى السن تجاوز الثمانين وهو رأس الدولة ولا تعرف إلى الآن إذا ما كان سيرشح نفسه فى 2011م أم لا؟ واذا لم يرشح نفسه فمن الذى سيأتى بعده هكذا مصير مبهم لدولة قوامها 80 مليون نسمة ولها هذا الموقع التاريخى وكأنه ليس من حق هذا الشعب أو النخبة أن يعرفوا على الأقل.. ما الذى سيحدث فى الأيام القريبة قبل البعيدة؟


{ لكن بإمكاننا التخمين وتوقع الرئيس القادم؟ وبالأخص اذا ما تأملنا المادة 76 من الدستور الخاصة بانتخاب الرئيس؟ 
}} هناك معطيات تشير إليه بقوة؟.. ويتم الاعداد له بشكل ظاهر ليظهر على المسرح فى الموعد المقرر له؟.. وتماما ووفق المادة المذكورة من الدستور فإنه سيكون أحد كوادر الهيئة العليا للحزب الوطنى ولا يوجد أى شخص يمكن أن يكون مؤهلاً إلا جمال مبارك بعد الفرز المدقق لأعضاء الهيئة العليا حتى إن التعديلات الدستورية لم تكتف بأن تغلق كل الطرق وتبدد كل الآمال ولم تبق حتى بابا واحدا مفتوحا، ولكنها تمثل ردة ظاهرة على ما كان قائما قبل التعديل. 
{ كيف؟


}} على سبيل المثال فإن التعديل الذى لحق بالمادة 88 يمنع القضاء من ممارسة اشراف حقيقى ونزيه على الانتخابات فأنت من ناحية تحول دون المرشحين الأكفاء للترشح للرئاسة ومن ناحية أخرى تفتح باب التزوير على مصراعيه وبالتالى تضمن أن مرشح الحزب الحاكم سيأتى إما بدون تزوير أوبالتزوير لكنه بالطبع سيكون من الحزب الحاكم وإذا فحصت اعضاء الهيئة العليا الذين يجوز لهم الترشح لن تجد من الناحية الموضوعية أفضل من جمال مبارك

وإذا كان هناك من هو أفضل منه فلن يجرؤ على منافسته وهذا هو الوجه الثانى من المأساة فى مصر التى يبلغ تعدادها 80 مليون نسمة ويتم إفقار المشهد فيها من صف ثان وثالث حتى لا يكون هناك سوى فرد واحد فى المشهد هو المؤهل للمرحلة القادمة بعد العبث بدستورها تأكيداً على افقار المشهد وإهدار الفرص أمام آخرين وهذه قمة المأساة اذن فأمامنا رجل طاعن فى السن يقود البلد ويقضى نصف وقته فى شرم الشيخ والذى يدير الدولة بالفعل هى الأسرة الحاكمة..

ولا يمكننى أن أتصور أن رئيس الوزراء مثلا هو الذى يدير هذه الدولة ولا أستطيع أن أتصور أن الرئيس مبارك مازال يتمتع بطاقات وإمكانات القيادة مثلما كان فى الماضى فهو لا يمتلك القدرة الصحية والفيزيائية لكى يتدخل ويقرر كل صغيرة وكبيرة يتعلق بمصير البلد لكنه يملك حق الفيتو حيث لا يصدر قرار مصيرى ومهم إلا بموافقته. 

{ وهل تتوقع اعتراضا نخبويا وجماهيريا إذا ما جاء جمال مبارك رئيسا أنا أتوقع ألا يحدث وسيمر كل شيء بسلام؟ 
}} أنا لا أتوقع فقد يكون اختياره مفجراً لرفض عام وغضب عام لتراكمات سيئة لنظام شاخ وترهل ومات إكلينيكياً، والمؤسسة العسكرية لن تتحرك إلا اذا اندلعت مشاكل وذلك لفض الاشتباك ولا يملك الحزب صلاحية ترشيح شخصية من هذه المؤسسة إلا بتعديل دستورى إلا اذا كان الاختيار من الرئيس مبارك شخصيا وبهذا نعود لفكرة التوريث بالاختيار وبالمناسبة لو كان حزب الوسط قد حصل على الترخيص الآن لن يكون قد مر عليه خمس سنوات

ومن ثم لا يحق ترشيح أحد فى انتخابات الرئاسة القادمة.. كما أن المرشح من أى حزب لابد أن يكون قد أمضى فى الهيئة العليا للحزب سنة على الأقل وهذا يعنى أن هذا النظام قدر أنضب كل فرص الأحزاب فى مشاركة سياسية حقيقية وفى تقديم مرشحين للرئاسة.


{ معنى هذا أن الأحزاب السياسية فى مصر تعيش حالة حصار دستوري. 
}} نعم.. بالقطع فقد جفف الحزب الحاكم والنظام الحاكم كل منابع المشاركة السياسية الحقيقية. 
{ وكيف يمكن اختراق هذا الحصار؟


}} الشيء الوحيد الذى يمكن أن تخترق به المعارضة هذا الحصار الدستورى أن تظهر شخصية يجمع عليها الناس وبموافقة النخبة السياسية وأن تنضم هذه الشخصية إلى حزب من الاحزاب ويصبح عضواً فى الهيئة العليا ثم تجمع طوائف المعارضة على ترشيحه بشرط أن يتحقق هذا قبل عام من بدء الترشح لانتخابات الرئاسة، لكن لا قدر الله ـ لو تدخلت العناية الإلهية قبل هذا.. لأجهض هذا الأمل الوحيد أيضا. 

{ نحن قلقون جداً من هذا أعنى من الرحيل المفاجئ؟ 
}} لست وحدك ولكن مصر كلها قلقة ويجب أن يدفعها هذا القلق للبحث عن بدائل، فلقد أفقروا المشهد من أى بدائل. 
{ وهل سيتقبل الشعب هذا الوضع.


}} أتصور اذا وصلنا إلى هذه النقطة واعتزل الرئيس أو اختفى وجرت انتخابات ديمقراطية حقيقية لن ينجح مرشح الحزب الوطنى وهنا يتعين علينا أن نسأل من الذين سترشحهم الاحزاب الأخرى الوفد أو التجمع أو غيرهما والجواب.. اننا نعيش فقراً شديدا فى البدائل والخيارات وقد طال الجدب كل مؤسسات الدولة لأن قياداتها جاءت بالاختيار لا بالانتخاب بهدف تمرير مشروع التوريث

وهذه الاختيارات كانت تتم بضمانات الولاء وليس الخبرة والكفاءة فلدينا تدهور شديد بالخدمات والجهاز الإدارى فى مصر وترهل فتكون أقل تفصيلة من تفاصيل هذا التدهور أن تتعاقد مع شركة «قمامة» 15 عاما ثم تتركك وتعجز أنت كدولة ضخمة عن جمع القمامة من الشوارع وكما كان علاج الدولة لأزمة انفلونزا الخنازير ساذجا جدا ونعيش الآن انعدام تخطيط وحالة من العشوائية على كل الأصعدة وليست هناك حكومة رشيدة والنظام السياسى مخنوق من أعلى وقد لحق به الترهل من الأسفل والشعب ضائع ولا يرى أى أفق ومصر قادمة على مجهول مفتوح على كل الاحتمالات. 

{ كيف؟ وما الحاضن الرئيسى له؟ 
}} رجال الأعمال من مجموعة المصالح فى الحزب الذين زينوا للرئيس مبارك الفكرة كما أن جمال مبارك نفسه رجل أعمال انخرط فى النشاط الخاص برجال الأعمال عندما كان مسئولا فى «بنك أو فى أمريكا» وعمل فى موضوع ديون مصر ثم انخرط فى مجلس الأعمال المصرى الأمريكى وأظن ان الرجال الذين أحاطوا به فى هذا المجلس اكتشفوا شابا ذكياً وطموحا ولديه فكر سياسى فالتفوا حوله،

وأرى أن عدداً كبيرا من المحيطين بجمال قد صنعوا ثروتهم من خلال مواقعهم فى الحزب والقرب من جمال أى راكموا ثرواتهم من الدولة ومن خلال وجودهم وتأثيرهم فى الحزب الحاكم ومن ثم لديهم مصلحة واضحة جداً فى أن تكون هناك استمرارية فى النظام الذى كبروا فى ظله ومن ثم فإن عثورهم على شخص مثل نجل الرئيس كان مسألة مهمة جداً وكان من الممكن ان يقطع عليهم الطريق لو كان هناك رفض من المؤسسة الرئاسية أو البيت الرئاسى، لكن لا الرئيس مبارك اعترض

ولا السيدة سوزان مبارك اعترضت ويبدو أن الفكرة راقت لهما والسيدة سوزان ذكية جدا ومتعلمة جداً أظن أن لديها قناعة بأن جمال مبارك شخصية قيادية تتوفر فيها مقومات القيادة ويمكن تأهليها لأن تلعب هذا الدور وكان يتعين على الرئيس مبارك أن يتدخل فى الأمر ويدرك خطورة الموقف وأن القضية ليست قضية شخصية «هو نجله» يملك مقومات القيادة أم لا وأن مشروع التوريث فى حد ذاته شديد الخطورة..

لكن أن يدخل جمال هذه الحلبة ويصبح الملاكم الوحيد ويحاول أن تقنع الناس أنه فاز بالضربة القاضية فهذا يثير الاستغراب وينطوى على استخفاف سياسى للنخبة والشعب معاً لكن فى نهاية الأمر فإن لا أحد يعرف على وجه الدقة كيف جرى هذا السيناريو ومن أى الأطراف انطلق، لا أحد لديه معلومات دقيقة.. ربما تحفظ الرئيس مبارك فى البداية لكنه ترك الفكرة تكبر وتتبلور تحت عينيه

                                                  نهاية المطاف

ويبدو أنه فى نهاية المطاف اقتنع بها ولم يجد فيها حرجاً وتصور أن الأمور يمكن أن تمر بسلاسة.. ربما يكون هذا ما حدث وربما هذا مجرد استنتاج لكننى أقول لو كان رافضاً للفكرة لمنعها منذ البداية ولكى نكون أكثر دقة فإن الرئيس مبارك حينما قرر أن يبقى لآخر نفس فقد تم تفسير هذا الأمر على أنه لا يسمح بالتوريث. 

على الأقل فى حياته ثم ترك الموضوع مفتوحاً لاحتمالات.. ما بعد الرحيل، وأظن أن هناك من يريد أن يقنع الرئيس مبارك بأنه إذا لم يتم التوريث فى حياته فلن يتم بعد ذلك وكان هناك تصور بأنه الرئيس لن يرشح نفسه فى عام 2011 م ثم يتقدم جمال للترشيح وأظن هذا سيناريو خطير جداً ولو قبله الرئيس لقبل بمخاطرة شديدة الوقع على المجتمع المصرى

ولذلك فهناك مأزق سياسى فى مصر التى لا تعرف إلى الآن من سيكون رئيسها القادم ولهذا كتبت المقال الذى تفضلت بالاشارة إليه «مصر تبحث عن رئيس» وأكرر أن هذا يجعل الاحتمالات مفتوحة على المجهول. 

{ وجدناك لفترة طويلة متفاعلا مع الإخوان المسلمين فيما يشبه شهر عسل، فلقد دافعت عن عبدالمنعم أبوالفتوح إثر اعتقاله حتى أن عادل حمودة قال إنك حضرت مأدبة إفطار رمضانية مع الإخوان وأكلت الفتة الشرعية، وبدأت تدافع عن الإخوان وأن موقفك هذا يمثل نوعا من الزهايمر السياسى فقد انقلبت على قناعات قديمة معارضة للإخوان باعتبارهم جماعة براجماتية؟


}} اسمع يا سيدي.. أولا لم تتغير قناعاتى السياسية بالنسبة للإخوان قيد أنملة، وأنا لم أؤيد ترشيح عاكف كمنسق للتحالف، وإنما هو الذى رشحنى وحسن نافعة يذهب إلى إفطار الإخوان المسلمين منذ أكثر من عشر سنوات بانتظام، كما أننى كتبت كثيرا عن الإخوان حتى أن البعض ظن أننى عضو فى جماعة الإخوان أو مكتب الإرشاد فقلت إننى لست عضوا وليس لى علاقة بالإخوان على الإطلاق ولست عضوا فى أى حزب سياسى، وحتى عندما خضت انتخابات 1984م خُضّْتُها على قائمة التجمع واشترطت على التجمع ألا أوقع على استمارة عضوية فى الحزب. 

{ ولماذا قبلت دعوة الإخوان للإفطار؟ 
}} قلت لك إننى أحضرها منذ عشر سنوات «مصر كلها بتبقى هناك» هو أنت ماحضرتش ولا مرة إفطار للإخوان؟ ولقيت هناك ممثلين من تيارات مختلفة؟ ثم إننى ألبى كل دعوات الإفطار التى تقيمها جهات أخرى مثل الشروق والوسط وغيرهما «اشمعنى الإخوان» ولماذا هذا الإفطار فقط الذى اكتسب دلالة سياسية أما إذا كان هناك تحالف على مشتركات وطنية فلن أتردد أن أكون منسقا لهذا التحالف.


{ولكن كثيرين يرون جماعة الإخوان جماعة براجماتية وأنت كنت واحدا من هؤلاء؟ 
}} لا أنا قلت تحديدا إنه مطلوب من الإخوان أن يدركوا أنهم جزء من كُلٍّ سياسى وأنهم لا يعبرون عن كل قطاعات الشعب المصرى فهو أكبر من الإخوان ويخطئ من يمارس السياسة فى مصر إذا ظن أن باستطاعته أن يعزل الإخوان ويقدم مشروعا سياسيا من خارج الإخوان ويخطئ الإخوان إذا تصوروا أنهم يمثلون ضمير الأمة وحدهم وأنهم وحدهم الذين يمثلون الأمة المصرية. 

{ انطلاقا من الضجة التى أثيرت حول الدكتورة هالة مصطفى اسأل هناك شخصيات بارزة فى الأهرام من رواد فريق التطبيع واستقبلوا إسرائيليين فى المؤسسة ولم تقم مثل هذه الضجة كيف نفسر هذا وما موقفك؟ 
}} «شوف» أنا موقفى واضح من قضية التطبيع واعتبره ـ تقريباً ـ الورقة السياسية الفاعلة الوحيدة الباقية، والتى يتعين على مصر استثمارها على النحو الأمثل فرفض التطبيع من قبل الشعب المصرى والمؤسسات الفكرية والثقافية موقف صحيح تماما وأنا أؤيده،

وأنا انتقدت كامب ديفيد ومعاهدة السلام وعبرت عن هذا فى كتابى «مصر والصراع العربى الإسرائيلي» وقلت إننى أفرق تماما بين المشاركة فى ندوات فى الخارج يشارك فيها إسرائيليون فهذه ساحة دولية لابد أن نخوضها ولا يجوز إهدارها إنما أن نذهب إلى إسرائيل أو نستقبل شخصيات رسمية إسرائيلية فهذا تطبيع، بل تفريط وأنا أدنت وأدين وأكرر إدانتى لكل من يقدم على هذه الخطوة، وأرى أن موقف النقابة صحيح من التطبيع، وبالتالى فإن لها الحق فى تطبيق القوانين، وفى هذه الحالة عليها أن تطبق القوانين على الجميع وليس على هالة مصطفى فقط. 

{ كان هناك حفل غداء فى السفارة الأمريكية وقاطعه البعض لأن هالة مصطفى كانت مدعوة وأنت حضرته وكان لهذا الحفل تداعيات إعلامية كنت طرفا فيها.. فما القصة؟ 
}} كان هناك حفل غداء فى السفارة الأمريكية وحضره حسام عيسى ولم يحضر د. يحيى الجمل بسبب وعكة صحية وشخص ما كلمنى قبل الغداء وقال إن مدعويين رفضوا الدعوة لأن هالة مصطفى مدعوة وستحضر فقاطعوا الحفل فقلت له أنا لا أتعامل مع الأمور بهذا الشكل وأنا لا أقاطع هالة مصطفى حتى لو زارت إسرائيل، ولكنى أقاطع إسرائيل وأؤيد نقابة الصحفيين إذا اتخذت إجراء، هناك شخص من «الشروق» كلمنى ونشر التصريح يبدو أنهم نشروا التصريح بشكل مختلف وأنا قابلت هالة هناك ولم يتحدث أحد معها فى الموضوع إطلاقا.