إبراهيم عيسي / الدستور 20 / 6 / 2009
لا أسكت الله حسًا لهؤلاء الذين بشرونا بصفحة جديدة يفتحها أوباما بخطابه الذي جعل المسلمين في قاعة جامعة القاهرة لأول مرة منذ هبط الوحي علي سيدنا محمد - صلي الله عليه وآله وسلم - في غار حراء يتخلون عن الإنصات للقرآن الكريم كما أمرهم ربهم ويستقبلون آياته البينات بالتصفيق في تصرف لم يحدث منذ 1430عامًا،
ثم قالوا لنا بحجم وحزم ما قاله أبونواس في مدح الخمر وما قاله الإمام مالك في النهي عن الخمر معا،إن أوباما سوف يواجه إسرائيل وإن هناك خلافًا حادًا بين أوباما ونتنياهو وإنه الرئيس الأمريكي الذي والتي واللذين واللذان واللائي واللاتي!!!ما رأيهم في خطاب نتنياهو الذي جاء بعد ضغوط أوباما؟
تخيل أنني قرأت لبعضهم عن إيجابيات كثيرة في خطاب نتنياهو ودعوة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل علي أساسه، علي الرغم من أن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ولا خلاف علي أنه فتحاوي وليس حمساويًا ومن رجالة أبومازن ومن المؤمنين بالسلام والكلام والتفاوض وعانق من قبل كذا رئيس وزراء إسرائيلي علي كام وزير،
قال الرجل الأمين مع نفسه ووطنه إن علي نتنياهو أن ينتظر ألف سنة كي يجد مواطنًا فلسطينيًا واحدًا يقبل بشروط نتنياهو للدولة الفلسطينية التي ذكرها في خطابه!!سأترك أصدقائي الأعزاء الذين لايزال بعضهم يراهن علي صفحة أوباما الجديدة، وأعلن عن دخول مصطلح جديد إلي قاموس الشرق الأوسط سوف نلت ونعجن فيه من سنة إلي ثلاث سنوات قادمة
وسيدخل أولاد الحلال وأولاد الحرام في الشرق الأوسط معركة حول تعريفه، ثم خلافًا حول تفسير تعريفه ثم الحديث عن آليات الاتفاق علي تفسير تعريفه، ثم اجتماعات لا تنفض من أجل بحث أسس ومعايير تنفيذه ووجود لجان لمتابعة مدي التزام الأطراف بتنفيذه، ثم خلق مجموعة من الخطوات من أجل بناء الثقة لتنفيذه ومجموعة أخري من الخطوات في الناحية الأخري من أجل تثبيت مجموعة الخطوات الأولانية،
ما هذا التعبير الجديد الذي ولد أخيرًا مع خطاب نتنياهو وكأنه الأخ التوءم لتعبير الصفحة الجديدة لصاحبه المقرئ الإسلامي الجديد «باراك شعيشع»!! إنه تعبير النمو الطبيعي للمستوطنات، ستسمع حضرتك هذا التعبير حتي تشعر أنه ينام بينك وبين زوجتك علي السرير، وسيضاف بنجاح ساحق إلي قاموس الشرق الأوسط لينضم إلي سابقيه مثل دفع عجلة السلام (التي فثت) وعملية السلام (ويقصدون عملية اللوز) ومشروعات التسوية، والتسوية السلمية (علي الفحم بتبقي تحفة) وخريطة الطريق (تباع في هايبر ومترو وكارفور جنب الكاشير)،
ها هو مصطلح (النمو الطبيعي للمستوطنات) يعلن «أنا جيت نورت البيت»، والحقيقة أن خطاب نتنياهو الذي انتظره منتظرو صفحة أوباما الجديدة قدم رؤيته للحل علي النحو التالي:1- علي الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي (ومن ثم يغور حوالي مليون ونصف مليون عربي يحملون الجنسية الإسرائيلية في ستين داهية ومع السلامة يا شربات والقلب داعيلك، ولا أعرف ما رأي العلمانيين العرب «الذين يكرهون الجمهورية الإسلامية» في التعامل مع الجمهورية اليهودية؟!).2- حل مشكلة اللاجئين خارج حدود إسرائيل (يعني ملايين اللاجئين الفلسطينيين يشوفولهم حتة في لبنان أو الأردن أو سيناء ويحلوا عنا محدش راجع أرضه وبلده).3- دولة فلسطينية منزوعة السلاح (ممكن يتم تسليحها بخلة أسنان أو قنابل زيتون!!).4- القدس عاصمة إسرائيل الموحدة (ونكتفي من القدس نحن العرب بأغنية فيروز عن القدس مع توزيع جديد لعمر خيرت أو عمرو مصطفي).5- إسرائيل لن تبني ولن تقوم بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية لكنها سوف تسمح بالنمو الطبيعي للمستوطنات،
هوه ده الجديد، لأن السيد باراك طلب عدم بناء مستوطنات (وليس - لا سمح الله - هدم المستوطنات التي التهمت ما تبقي مما تبقي من الضفة الغربية)، فنتنياهو قرر الاستجابة فقط مع شيء بسيط «صغنطوط» هو السماح بالنمو الطبيعي للمستوطنات، ما هو هذا النمو الطبيعي يا سيدي؟ معقولة عايز إجابة؟! الأخ جون ميتشيل مبعوث العناية الأوبامية للشرق الأوسط صرح أمس الأول بأن من المهم جدًا محاولة معرفة ما تقصده إسرائيل تحديدًا بـ «النمو الطبيعي للمستوطنات».
وأضاف ميتشيل: «هناك عدد من التعريفات لـ «مفهوم النمو الطبيعي» يقارب عدد الناس الذين يمكنهم التحدث.. الأشخاص المختلفون لديهم تفسيرات مختلفة لعبارات مختلفة.. ونحن نحاول الوصول إلي اتفاق وتفاهم يساعدانا علي تحريك العملية للأمام». انتهي كلام ميتشيل الذي لا يعرف معني النمو الطبيعي للمستوطنات!سأترككم في رعاية الله وأمنه ونلتقي بعد كام سنة حتي تستقر المفاوضات والمشاورات والمباحثات علي المقصود بـ «النمو الطبيعي للمستوطنات»، وسأتفرغ أنا للنمو الطبيعي للحاجة الساقعة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق