مشاكل فى أروقة الاجتماعات وخلافات حول الرئاسة الجديدة للاتحاد الافريقى لتمسك القذافى بالمنصب
وزراء الخارجية الافارقة يتهمون إسرائيل بممارسة العدوان ويحملونها مسئولية تجميد عملية السلام
دعوا المجتمع الدولى للضغط عليها للامتثال للشرعية الدولية وتحقيق تسوية عادلة لازمة الشرق الاوسط
رسالة أديس أبابا
هشام البسيونى
|
يلقى اليوم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية كلمة الريئس حسنى مبارك أمام قمة رؤساء الدول والحكومات الافريقية التى تبدأ أعمالها فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا و يشارك فيها 20 رئيس دولة و15 رئيس حكومة وعدد كبير من الوزراء الذين يمثلون دولهم فى هذه القمة التى ترفع شعار " تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أفريقيا والتحديات والأفاق من أجل التنمية " .
شهدت العاصمة أمس الأثيوبية أديس أبابا قمتين أفريقيتين الأولي خاصة بمبادرة " النيباد " افتتحها مليس زيناوى رئيس وزراء أثيوبيا حيث تضم في عضويتها 20 دولة أفريقية منها مصر والجزائر و نيجيريا وجنوب أفريقيا والسنغال والثانية خاصة بلجنة " مراجعة النظراء " التي تضم في عضويتها 30 دولة أفريقية .
هيمن موضوع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على جدول أعمال المجلس الوزاري للاتحاد الأفريقي في دورته ال16 للتحضير للقمة حيث ناقش وزراء الخارجية الأفارقة في يومهم الثالث والأخير عددا من المحاور الرئيسة حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاع البريد في أفريقيا من بينها تنمية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات و إعداد البيئة المناسبة للنمو و إقتصاديات الإنترنت في أفريقيا وبناء القدرات والبحث والتنمية .
قرر الوزراء خلال الاجتماع التنسيق بين جميع الجهات الأفريقية المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لوضع الآليات والترتيبات المؤسسية الضرورية لربط الشبكات المركزية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحديد آليات تمويل مبتكرة لتمكين الدول الأعضاء من المساهمة في صندوق الاتحاد الأفريقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أن ترفع هذه القرارات لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي لدراستها واتخاذ قرارات بشأنها عدة توصيات من بينها .
أوصى الوزراء بضرورة دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الخطط التنموية وأنظمة التعليم الوطني إنشاء لجنة تنسيق أفريقية للانتقال من البث الأرضي التناظري إلى الرقمي وتشجيع تنمية المحتوى الأفريقي واقتراح عام 2012 كحد أقصى لذلك و التعجيل بتطبيق سياسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتشجيع الاستثمار في الموارد وتنمية واستخدام
المحتوى الأفريقي .
كانت القضية الفلسطينية والموقف فى الشرق الاوسط حاضرين فى الاجتماعات الوزارية حيث حمل الوزراء إسرائيل باعتبارها قوة محتلة المسئولية عن جمود عملية السلام لتجاهلها القررارات المجتمع الدولي وممارسة سياسات العدوان والتوسع والاستيطان وتهويد مدينة القدس واستخدامها للقوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني
وتأثير ذلك على فلرص قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام متهمين إسرائيل بغياب الإدارة السياسية لتحقيق السلام على اساس الشرعية الدولية ولجوئها إلى المناورات والمماطلات الرامية إلى التسويف في المفاوضات وكسب الوقت لفرض الأمر الواقع .
دعا الوزراء الخارجية المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل حتى تمتثل للشرعية الدولية وصولا لتسوية نهائية وعادلة ومنصفة للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي .
أشاد الوزراء بجهود مجلس السلم والأمن الأفريقي في إحلال الأمن والاستقرار بالقارة السمراء والتطورات الإيجابية التي طرأت على المنازعات في كل من بوروندي و جزر القمر و الكونغو و كوت ديفوار و غينيا بيساو و موريتانيا وزيمبابوي إضافة إلى الجهود المبذولة من جانب الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لاحتواء التوتر المتزايد بين جيبوتي وإريتريا ودعوا الطرفين إلى الإلتزام بحدودهما الدولية واحترام مبادئ حسن الجوار .
صرح السفير إبراهيم علي حسن الممثل الشخصي للرئيس حسني مبارك في القمتين أن قمة مبادرة التنمية الجديدة فى افريقيا المعروفة باسم النيباد ركزت بشكل أساسي حول عملية دمج النيباد ضمن منظومة الاتحاد الأفريقي موضحا أن القمة الأفريقية في سرت يوليو الماضي اتخذت قرارا بتحقيق هذا الدمج الذي تم الاتفاق عليه في عام 2003 باعتبار أن " النيباد " الذراع الاقتصادي للاتحاد الإفريقي .
أشار إلي أن المدير التنفيذي " للنيباد " عرض علي القمة تقريرا مرحليا تركز حول ما تم انجازه من خطوات لتنفيذ قرار قمة سرت فى الوقت الذى بحثت فيه القمة الجوانب التنفيذية الخاصة بإنشاء هيئة النيباد الجديدة ضمن الاتحاد الأفريقي و الميزانية المقررة لأنشطة المبادرة في العام المقبل وما تم انجازه من تعاون مع شركاء التنمية .
قال إننا في هذا الإطار عقدنا كممثلين شخصيين لرؤساء الدول اجتماعا منذ يومين في أديس أبابا مع نظرائنا الممثلين الشخصيين لمجموعة دول الثماني الكبرى ودول التعاون والتنمية الاقتصادية لمتابعة اجتماعات قمة مجموعة الثماني في " لاكويلا " والتي شارك فيها الرئيس مبارك .
وردا علي سؤال حول مسألة إنشاء عملة أفريقية موحده قال هذا الموضوع يبحث في إطار إنشاء حكومة الاتحاد الأفريقي ولا تزال المشاورات جارية حول هذا الأمر مؤكدا أن قمة آلية " مراجعة النظراء " التى تم إنشاؤها عام 2003 معنية بتطوير وتعزيز الممارسات الديموقراطية في الدول الأفريقية واحترام حقوق الإنسان والأخذ بمبادئ الشفافية والمحاسبة والقضاء علي الفساد الذي يوجد في بعض الدول الأفريقية.
أضاف حسن أن الآلية تضم في عضويتها 29 دولة انضمت لهم أمس دولة الرأس الأخضر مشيرا إلى أن الانضمام للآلية ليس إجباريا بالنسبة لكل الدول الأعضاء في الاتحاد وإنما اختيارى باعتبار أن الدولة يجب أن تقرر الانضمام للآلية وبالتالي تقبل بأن يتوجه إليها فريق من الخبراء الأفارقة لمراجعة أدائها في مختلف المجالات .
وقال علي حسن : أن قمة مراجعة النظراء بحثت ثلاث تقارير للمراجعة في 3 دول وهي بوركينا فاسو وبنين وأوغندا كما بحثت التشكيل الجديد للجنة الشخصيات البارزة وهي اللجنة التي تتشكل منها فرق العمل المعنية بالذهاب إلي الدول الأعضاء في الآلية لمراجعة الأداء .
من جانبه عقد د. طارق كامل أمس عدة لقاءات ثنائية مع نظيريه فى غانا والسنغال بالاضافة الى رئيس البنك الدولى روبرت زولويك حيث بحث مشروعات مشتركة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع البنك بتمويل مشترك وكيفية نقل الخبرة المصرية بدعم من البنك الدولى للدول الافريقية .
قال الوزير إن المجالات التى تم بحثها التدريب والتنمية البشرية ومن خلال برامج محددة فى المعهد القومى للاتصالات لتدريب أعداد كبيرة من الخبراء الافارقة على خدمات الاتصالات و نقل الخبرة المصرية فى مجال إنشاء القرى الذكية والتعهيد الخاص بتصدير الخدمات التكنولوجية و مشروعات لكابلات الالياف الضوئية فى شرق أفريقيا حيث تم عقد لقاءات مع عدد من الشركات التى تنفذ هذه المشروعات.
كشفت مصادر داخل القمة أن هناك أزمة مكتومة بين ليبيا ودولة مالاوى بسبب تمسك الرئيس الليبى باستمراره فى رئاسة الاتحاد الافريقى فى الوقت الذى تحدد فيه قواعد انتقال الرئاسة شغل المنصب من قبل دولة من منطقة أفريقيا الجنوبية والتى رشحت بدورها مالى حيث جرت القواعد على تداول المنصب من خلال تقسيم القارة إلى 5 نطاقات جغرافية تتعاقب عليها كل منطقة باختيار الدولة التى تراها .