السبت، 25 يوليو 2009

عمر سليمان الأول ورئيس المخابرات السعودي الخامس

أعدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية قائمة بأهم خمسة رؤساء مخابرات في الشرق الأوسط حيث تربع رئيس المخابرات العامة المصرية الجنرال عمر سليمان قمة القائمة ليحصل علي المرتبة الأولي لقائمة أهم 5 رؤساء مخابرات في المنطقة يليه في المرتبة الثانية رئيس الاستخبارات الإسرائيلية « جهاز الموساد» مائير داجان ثم رئيس جهاز الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني ثم مدير الاستخبارات العسكرية السورية ليأتي مدير المخابرات السعودية في ذيل القائمة.

وبررت المجلة في اختيارها سليمان ليترأس القائمة بأنه واحد من أهم وأكثر رؤساء الاستخبارات نفوذًا، واستطاع في أقل من عقد أن يكون أحد أقوي المرشحين لرئاسة مصر خلًفا للرئيس الحالي حسني مبارك، وقالت المجلة إن سليمان الذي وصفته صحيفة « دايلي تليجراف » البريطانية بأنه من أقوي وأهم رؤساء مخابرات في العالم «نشأ في مدينة بجنوب مصر سيطر عليها في وقت من الأوقات الإسلاميون المتطرفون،
لكنه اختار أن يسلك المسار العسكري وتفوق أكاديمياً وحصد العديد من الشهادات في التعليم العسكري في مصر وفي الخارج، ثم تحول بعد ذلك للاستخبارات العسكرية، وأضافت «فورين بوليسي» أن الاختيار وقع علي الجنرال عمر سليمان مديراً للمخابرات العامة المصرية عام 1993 في وقت كانت مصر مازالت تعاني فيه مواجهة شرسة مع الأصوليين المتطرفين وهجماتهم الإرهابية ضد مواقع سياحية واستراتيجية مهمة. كما أكدت المجلة في أسبابها لاختيار سليمان لترأس المرتبة الأولي، أنه لعب دورًا مهماً للغاية في عام 1995 في إنقاذ الرئيس المصري من محاولة اغتياله في أديس أبابا عندما أصر علي اصطحاب الرئيس مبارك لسيارة مصفحة مما أدي إلي إنقاذ الرئيس بالفعل من محاولة اغتيال مدبرة ، كما ساهم سليمان في تفكيك معظم الخلايا الإرهابية وسحقها في التسعينيات ، مما أدي إلي تزايد شعبيته لدي الغرب.

وقالت المجلة إن نفوذ الجنرال سليمان ينبع من ولائه للرئيس مبارك، ونقلت المجلة تصريحًا عن مسئول سابق بالاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة هاآرتس قوله إن من إحدي مهام الجنرال سليمان هي الدفاع عن النظام وعن الرئيس مبارك، كما أبرزت المجلة الدور الدبلوماسي المهم الذي يلعبه الجنرال وتجوله الدائم في المنطقة كمبعوث شخصي لمبارك ولعبه دورًا قويًا في المفاوضات الشائكة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ووساطته بينهم من جهة، وبين الفصائل الفلسطينية من جهة أخري.

من ناحية أخري، جاء رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مائير داجان في المرتبة الثانية للقائمة كواحد من أقوي رؤساء الاستخبارات في الشرق الأوسط ، وقالت المجلة إن داجان قضي معظم حياته في العمليات العسكرية وليس الاستخباراتية، وولد في الاتحاد السوفيتي عام 1945 ، وخدم في قوات المظلات وشارك في حرب 67 ضد مصر ، وعمل في وحدات خاصة خلال السبعينيات، وشارك في حرب لبنان عام 1982، كما أشارت المجلة إلي استفادة داجان من علاقته المقربة برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون، حيث تمت ترقيته خلال تولي شارون منصب رئيس الوزراء حتي وصل إلي رئاسة الموساد عام 2002.

فيما جاء رئيس فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في المركز الثالث، حيث وصفته المجلة بأنه من أقوي رجال إيران العسكريين ،وأنه لم يكن معروفًا حتي توليه منصبه الحالي، وأنه رئيس الوحدة المسئولة عن دعم حلفاء إيران في المنطقة والخارج، وأنه شارك في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، وحاز علي إعجاب الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رافسنجاني الذي قام بدوره بتعيين ذلك الشاب آنذاك بالحرس الثوري بعد حرب إيران ضد العراق.

وأشارت المجلة إلي أن القادة العسكريين الأمريكيين بالعراق اتهموا سليماني وفيلق القدس بتمرير أسلحة متطورة للميليشيات العراقية ووصفه بأنه أحد داعمي الإرهاب من قبل الخارجية الأمريكية عام 2007. كما قام بزيارة للبصرة بالعراق في بداية 2008 للوساطة بين الميليشيات العراقية والقوات الحكومية لوقف إطلاق النار، وهو ما يشير إلي نفوذه وسط الدوائر الشيعية بالعراق.

وأضافت المجلة أن نفوذ سليماني يتجلي فيه الدور الأساسي الذي يلعبه في تشكيل سياسة إيران الخارجية نظرًا لإشرافه علي استراتيجية إيران الإقليمية وعلاقته المقربة بالقيادة العليا في طهران، وبمرشد الثورة آية الله خامنئي. بينما جاء رئيس الاستخبارات العسكرية السورية السابق آصف شوكت ونائب رئيس الأركان بالجيش السوري الحالي في المرتبة الرابعة، وقالت المجلة إن آصف الذي ولد في مدينة طرطوس السورية وخدم بالجيش السوري بالتزامن مع دراسته للتاريخ، وتزوج من ابنة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ، وتم تعيينه رئيسًا للمخابرات في فبراير 2005 من قبل الأسد الابن وهو نفس الشهر الذي تم فيه اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وتزايد الشكوك حول ضلوعه في الاغتيال.

أما المرتبة الأخيرة في القائمة، فحصل عليها مدير المخابرات العامة السعودية أصغر ابن في العائلة المالكة السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز، الذي ولد عام 1945 ودرس بالخارج، وخدم في القوات الجوية الملكية السعودية وعين أميرا لعدة مناطق بالسعودية وعلي رأسها المدينة المنورة، وتم تعيينه رئيسًا للاستخبارات بالرغم من قلة خبرته خلفًا لسابقيه ومن ضمنهم الأمير تركي بن فيصل.

محمد عبدالسلام رضوان / الدستور 25 / 7 / 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق