الاثنين، 31 أغسطس 2009

150‮ ‬مليون جنيه منحة لإنشاء مركز النانو في‮ ‬جامعة النيل‮!!‬

سعيد عبدالخالق يكتب فى الوفد
أجد نفسي‮ ‬مضطرا إلي‮ ‬إعادة فتح ملفات قضية جامعة النيل،‮ ‬عندما أهداني‮ ‬مسئول كبير الصفحة رقم‮ ‬24‮ ‬من صحيفة الأهرام الصادرة‮ ‬يوم‮ ‬21‮ »‬يونيو‮« ‬الماضي،‮ ‬ويتصدرها تحقيق صحفي‮ ‬تحت عنوان‮: »‬مصر تدخل عصر‮ »‬النانو تكنولوجي‮«.«.‬ ويتحدث التحقيق عن إنشاء مركز للنانو تكنولوجي‮ ‬بتمويل‮ ‬150‮ ‬مليون جنيه‮!!..
‬وتقول بدايته‮: »‬وسيتم إنشاء المركز الجديد بالتعاون بين وزارة التعليم العالي‮ ‬ممثلة في‮ ‬جامعة القاهرة،‮ ‬وصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية،‮ ‬ووزارة الاتصالات ممثلة في‮ ‬جامعة النيل‮!!.. ‬وتضيف مقدمة التحقيق الصحفي‮: »‬وتقوم جامعة القاهرة بتوفير النواة من الباحثين والمتخصصين في‮ ‬استخدام التكنولوجيا المتقدمة في‮ ‬مجالات الطاقة البديلة وتحلية المياه،‮ ‬ويقوم الصندوق بتمويل المركز،‮ ‬وتقوم جامعة النيل باجتذاب الخبرات المصرية العاملة بالخارج في‮ ‬مجال النانو تكنولوجي‮«!!.
‬وتقرأ في‮ ‬نفس التحقيق تصريحات للدكتور حاتم عزت القائم بأعمال نائب رئيس جامعة النيل للعلوم والتكنولوجيا‮ ‬يقول فيها‮: »‬إن البنية الأساسية لجامعة النيل ستسهم بشكل أساسي‮ ‬في‮ ‬إنشاء المركز‮«.‬ ومن محاسن الصدف،‮ ‬أن صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية‮ ‬يتبع رئيس الوزراء طبقا للقرار الجمهوري‮ ‬بإنشائه،‮ ‬وكما نعلم،‮ ‬أن جامعة النيل أصبحت بقدرة قادر جامعة أهلية حتي‮ ‬تتولي‮ ‬الإشراف عليها وإدارتها الجمعية الأهلية التي‮ ‬يعد من أبرز مؤسسيها الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والدكتور طارق كامل وزير الاتصالات،‮ ‬والذي‮ ‬يقوم بتمويل إنشاء الجامعة من ميزانية وزارته بتكلفة تزيد علي‮ ‬المليار ونصف المليار جنيه بالإضافة الي‮ ‬أن الأرض البالغ‮ ‬مساحتها‮ ‬127‮ ‬فدانا مهداة من وزارة الاتصالات إلي‮ ‬الجامعة بعد إلغاء إقامة جامعة أحمد زويل عليها‮!.
‬وبالمناسبة‮.. ‬ترد جامعة النيل في‮ ‬الصحف علينا بحملة مضادة تدعي‮ ‬فيها أنها ليست أرض جامعة زويل‮!. ‬وهذا ادعاء كاذب وغير صحيح‮.. ‬واسألوا الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان والتعمير السابق الذي‮ ‬صدر إليه تكليف من الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق بوضع حجر أساس جامعة زويل علي‮ ‬هذه الأرض‮!.. ‬واصطحب وزير التعمير والإسكان السابق مستثمري‮ ‬مدينة‮ ‬6‮ ‬أكتوبر لمشاركته الاحتفال بوضع حجر الأساس‮!!.‬ والسؤال‮.. ‬لماذا إنشاء هذا المركز‮ »‬النانو تكنولوجي‮« ‬في‮ ‬جامعة النيل بالذات بتكلفة‮ ‬150‮ ‬مليون جنيه؟‮!..
‬هل مراكز البحوث العلمية والتكنولوجية في‮ ‬مصر‮ ‬غير قادرة علي‮ ‬التعامل مع أبحاث هذا المركز؟‮!.. ‬هل سيتم تفريغ‮ ‬مراكز البحوث،‮ ‬والقضاء عليها خدمة لجامعة النيل،‮ ‬ومن‮ ‬يقفون وراءها؟‮!. ‬هذه الجامعة التي‮ ‬تتمتع بحظوة‮ ‬غير مسبوقة لوقوعها تحت إشراف وإدارة جمعية الدكتور أحمد نظيف،‮ ‬ويقال بأنها تحصل علي‮ ‬منح من بعض قطاعات الدولة‮.. ‬ومنها قطاع البترول‮!.‬ وبالمناسبة‮.. ‬من الذي‮ ‬يتولي‮ ‬رئاسة الجمعية الأهلية الآن؟‮!..
‬ويقال أيضا أن الدكتور علي‮ ‬الشافعي‮ ‬المدير التنفيذي‮ ‬لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية الذي‮ ‬سيقوم بتمويل مركز النانو تكنولوجي‮ ‬بمبلغ‮ ‬150‮ ‬مليون جنيه‮.. ‬يقال إنه مرشح لمنصب وزير التعليم العالي‮ ‬بدلا من الدكتور هاني‮ ‬هلال الوزير الحالي‮ ‬الذي‮ ‬نجح في‮ ‬وضع مليون ريشة علي‮ ‬رأس جامعة النيل من خلال قانون الجامعات الأهلية‮!!. ‬ويقال أيضا في‮ ‬أوساط البحث العلمي‮ ‬إن أوراق ترشيح الدكتور علي‮ ‬الشافعي‮ ‬وصلت إلي‮ ‬القيادة السياسية‮«.‬ منذ أيام‮.. ‬سألني‮ ‬مسئول كبير‮ ‬يتولي‮ ‬منصبا مهما في‮ ‬الدولة وقريب من مركز صناعة القرار،‮ ‬عن حقيقة ما كتبته عن جامعة النيل‮..
‬وشرحت له تفاصيل إنشاء هذه الجامعة التي‮ ‬ارتبطت باسم الدكتور أحمد نظيف ابتداء من الجمعية الأهلية ومرورا بوزارة الاتصالات ونهاية بمجلس الوزراء‮.‬ وأخبرته أننا لسنا ضد هذه النوعية من الجامعات‮!. ‬ولكن‮.. ‬ماذا عن الجامعات الأخري‮ ‬والمراكز البحثية التي‮ ‬تفتقد إلي‮ ‬بضعة ملايين منحة من هنا أو هناك للإنفاق علي‮ ‬الدراسات والبحوث العلمية؟‮!. ‬كيف‮ ‬يتعامل علماء مصر والباحثون مع أبحاثهم عندما‮ ‬يرون المليارات والملايين تهبط مثل المطر علي‮ ‬جامعة مازالت حبرا علي‮ ‬ورق،‮ ‬ولا‮ ‬يجدون التمويل اللازم؟‮!.‬ إننا ندعو القاريء الي‮ ‬قراءة مقال الدكتور علي‮ ‬السلمي‮ ‬الوزير السابق وعضو الهيئة العليا للوفد المنشور في‮ ‬الصفحة الأخيرة تحت عنوان‮ »‬مزيد من التحليل‮.. ‬في‮ ‬حكاية جامعة النيل‮«..!!.‬
وأكرر أننا نتمني‮ ‬وجود جامعة أهلية في‮ ‬كل محافظة‮.. ‬ولكن بأموال مؤسسي‮ ‬الجمعية الأهلية،‮ ‬وليس بأموال الدولة ثم نطلق عليها جامعة أهلية‮!!. ‬وفي‮ ‬نفس الوقت‮.. ‬أدعو إلي‮ ‬تولي‮ ‬القوات المسلحة الإشراف علي‮ ‬هذه الجامعة،‮ ‬وإدارتها،‮ ‬حيث تمتلك الإمكانات والخبرات القادرة علي‮ ‬الارتفاع بمستواها،‮ ‬وتطبيق الهدف الأساسي‮ ‬من إنشائها فعلا وليس قولا بأنها‮ »‬جامعة لا تهدف إلي‮ ‬الربح‮«!!.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق