أبوالعباس محمد يكتب فى الدستور
إنني لا أفهم كثيرا في تعبير «الحرب النفسية» ولكنني متأكد أن آثارها وانتشارها وتأثيرها بفعلنا نحن وبأيدينا نحن، وزميل لزميل وصديق لصديق ومدير لمدير وموظف لموظف وسيدة لأخري، نتولي جميعا وبالنميمة وبالحديث اليومي الذي لا يتغير ولا يشذ تحطيم أي بارقة أمل فينا أو بصيص نور، ربما ليبرر كل منا لنفسه تقاعسه واستسلامه المطلق والشعور بأنه لا فائدة، فذلك هو الشعور الوحيد الذي يعفي من مسئولية الأمل، والأمل لا يولد إلا في صدور الأحرار والعجز إحساس عبيد.. وهكذا يبدو الحال في العديد من المؤسسات والمصالح والهيئات التي نعمل بها.هاأنذا، ولأول مرة أشعر بكارثة هذه الحرب النفسية وجرائمها، هاأنذا جالس وأنا أستغرب كيف أننا أبدا لا نقاومها ولا نتصدي لها، كلنا استسلمنا ورفعنا الراية البيضاء،
فأنتصر الخائبون والمخربون والفاشلون. إذ تمكنوا- وبفعل قدرتهم علي شن هذه الحرب- من تدشين مواقعهم وتحصين مناصبهم ونالوا من كل الحالمين ببارقة أمل في الإصلاح وتحسن الحال.هل حاولت يوما أن تقاوم ؟ هل استطعت ؟ هل أيكم استطاع ؟إلا قليلا أعتقد أن أحدا منا لم يحاول أو استطاع، وحتي وأنا أكتب إليكم هذا..
لم أحاول أن أبدد أو أقاوم هذا الشعور، مع إنني متأكد أنه يوما إذا حاولت سأستطيع وسأنتصر وأنتم كذلك، فلا انتصار لنا علي هؤلاء الفاشلين أنصار وخبراء هذه الحرب، إلا أن نحظي بالثقة في النفس والقدرة علي الانتصار، كل ما في الأمر أننا في حاجة إلي وقفة زاعقة، صدمة ولتكن كهربائية من أي نوع لنفيق وننفض هذا الاستسلام ونخلص من هذه الجنرالات الفاشلة.أقول ذلك لأن الإحباط واليأس الذي أراه في عيون الغالبية من العاملين في مبني ماسبيرو ثبت لي أنه جاء من جراء شن حرب نفسية قام بها أنصار الفشل والفساد ضد أنصار الإصلاح والأمل،
بمعني آخر حرب نفسية نجح في أن يشنها رجال أنس الفقي- وزير الإعلام -والقيادات ورؤساء القنوات من أنصاره ومؤيديه ضد كل الموهوبين والمبدعين والمحافظين علي قيم وتقاليد هذه الشاشة العتيقة، إذ راحوا يقولون ويعلنون: إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان وهذا هو المتاح والممكن والذي كنت قد بدأت الحديث عنه في المقالين الماضيين.فوزير الإعلام مازال رافضا أن يسمع أو يخصص وقتا ليستمع إلي العديد من الشكاوي التي تؤكد أن كل كلامه ووعوده عن إعادة الريادة والبريق والجاذبية لشاشتنا الوطنية كان مجرد كلام ولم يتحقق منه ولا حرف واحد، فهو يرفض أن يصدق بأن الذي تم تنفيذه والالتزام به هو إعلاء شأن المحسوبية والشللية وسوء العدالة في توزيع خريطة البرامج واحتكار رؤساء القنوات والقطاعات بتقديم البرامج المميزة والحصول علي المكافآت وآلاف الجنيهات وأنه وحتي الآن مازال الباب مغلقا أمام إتاحة الفرص للكفاءات والمواهب والطاقات والإبداعات التي يزخر بها ماسبيرو.
أنا أفهم أن الوزير يرفض أن يصدق هذا الكلام هذا شأنه، ولكن أن يعلنها وبالفم المليان: أن اللي مش عاجبه يمشي والباب يفوت الجمل والفضائيات علي قفا من يشيل.. فهذا يعني أن ماسبيرو تم خصخصته وأصبح ماسبيرو ملاكي للوزير وحاشيته، وإذا كنا نحن المصريين الأصحاب القدامي والأصليين لهذا الإعلام نريد إبداعا وكفاءات ومواهب إعلامية محترمة وقديرة فعلينا بالبحث عن إعلام آخر في ماسبيرو آخر.
لا يمكن أن تكون الإصابة في عقولنا قد وصلت إلي حد ارتكاب الجريمة مع سبق الإصرار والترصد، ولا يمكن أن تكون القوة الوطنية المثقفة والغيورة علي إعلامها الوطني وفكرها وإنتاجها الأدبي والإبداعي وحريتها ومستقبلها أن تكون قد وصلت إلي هذا الحد من المداراة علي الجريمة لتكريس ما يفعله المجرمون وحسرة علي زمن فقدنا فيه الإحساس بأهمية إعلام وثقافة وأصالة إبداع هذا الوطن.
علي أي حال شهر رمضان الكريم علي الأبواب وحيث إنه هو الشهر الفضيل الذي يجمعنا ولا يفرقنا أمام الفضائيات والشاشات.. يخيل إلي - والله أعلم - أن سبحانه حباني بإلاقدام علي كتابة هذه المقالات الثلاثة في شأن ماسبيرو حتي يتبين الناس صدق ما ذكرت وقلت، وإلي أي مدي بلغ بنا الحد من الانهيار والتراجع الإعلامي وشاشة التليفزيون المصري مثل قطنة الست نظيفة «مابتكدبش» وبعد العيد إن كان في العمر بقية لنا لقاء وفي انتظار تعليقاتكم وحكمكم وكل عام وأنتم بخير.
الاستاذ هشام خالص تحياتي بالموقع الجديد وسوف نحاول ان نساهم معكم في نشر الحقيقة كاملة وأود ان ارسل لسيادتكم تفاصيل الصحافة الصفراء في نشر اخبار كاذبة عن مشكلة تصدير البرتقال الى ايران وهي مؤيدة بالمستندات ارجو لك من كل قلبي التوفيق فالصحفي الحر لا يمكن ان يصمت كلمه عن الكتابة وان سقط منه المداد اخيك محمود شعبان محام
ردحذف