أطلق القاتل ست رصاصات في جسد الضحية الذي خر صريعًا وميتًا علي الفور، المشكلة أن هناك كاميرات فيديو صورت القاتل أثناء ارتكاب جريمته، فضلا عن أن بصمات القاتل كانت تملأ بيت القتيل كما وقعت بطاقة الرقم القومي للقاتل الغشيم والمغرور جنب الجثة، ثم وهو نازل خبط في جار القتيل دكتور العيون الذي تعرف عليه في طابور المعاينة من أول دقيقة،
قاتل مثل هذا هل له أي حق في أن يغضب من محاميه الدكتور أحمد كمال أبو المجد لو لم يتمكن من الحصول علي حكم ببراءته في المحكمة؟ وأقصي ما استطاع عمله بعلمه وخبرته ومهنيته أن جاء له بخمس عشرة سنة سجنًا، ساعتها المفروض أن القاتل وعائلته وأهله يصنعون تمثالاً للدكتور أبو المجد، لكن الغريب أنهم يهاجمونه ويتهمونه بأنه لم يحسن الدفاع!
هذا بالضبط ما يحدث الآن من تهجمات صفيقة علي أداء (بل أمانة) الدكتور أبو المجد في الدفاع عن الحكومة المصرية ضد رجل الأعمال وجيه سياج أمام التحكيم الدولي الذي قضي بتعويض حوالي سبعمائة مليون جنيه لرجل الأعمال!
تركت أطراف محسوبة علي الحكومة وإعلام مدفوع من أمانة السياسات جريمة نظام مصر القائم علي الفساد والمحسوبية والعشوائية واللعب لصالح عدد من رجال الأعمال المحدودين المحسوبين علي دوائر في الحكم، ومسكوا في الدكتور أبو المجد، قال إيه هو اللي غلطان!
طبعًا أنا أقدر المنافسة المهنية وأولاد الكار الذين يسخنون هذه التهمة كما أعرف أن منابر تدعي الحياد تهاجم أبو المجد ضمن عملية تجميل النظام التي رسيت مناقصتها علي المحايدين الجدد (تذكرك نوعية المحايدين الجدد بالعميل النائم في عالم المخابرات حيث يقضي حياته شخصًا محترمًا وطبيعيًا حتي تأتيه الأوامر بأن يبدأ خدمة شبكته والجهة اللي مشغلاه، مع الفارق قطعًا فيتقطع لساني لو اتهمت أحدًا بالعمالة) لكن عمومًا أنصار الحكومة النائمون (صحيوا منذ فترة)
وها هم تسلموا مهمتهم في تبرئة الحكومة ومحاولة إخراجها من العار الذي ألحقته بنفسها، والأمر كله عبثي كما حال مصر كلها حيث تختلط العبثية بالعشوائية، فرجل الأعمال سياج حصل علي أحكام قضائية من أعلي هيئات القضاء المصري كلها لصالحه مما يعني أن الرجل صاحب حق وذهب إلي التحكيم الدولي لأن الدولة لم تنفذ أحكام قضائها غير الدولي!
ثم من يستطيع أن يدافع عن نظام حكم ينزع أراضي وملكيات من شخص دون رادع ولا قانون وبمنتهي التعسف والغطرسة ويمنحها لآخر حبيب أو صديق بمنتهي البساطة والدعة ولا كأنه عمل حاجة غلط؟ والعجيب أنه بعد الحكم يطالبك بعض الأصدقاء بأن تقف مع حكومة في قرار فاسد معيب غير قانوني ضد رجل أعمال لأن مصر ح تدفع وحرام إن الشعب يتحمل كل هذه الملايين تعويضًا لرجل أعمال!
يا نهار إسود علي الوضع المقلوب يعني بدلا من محاسبة ومساءلة كل مسئول فيك يا بلد عن هذه المصيبة وذلك الفساد العلني الفاضح وعن هذا التسيب المخجل إذ بالبعض يطالبنا بأن نكون وطنيين بالدفاع عن الفساد!!
أما البعض الآخر فذهب ليهاجم الدكتور أحمد كمال أبو المجد وكأنه هو الذي سحب الأرض أو منحها لصديقه، وبدلا من معاقبة القاتل فإنهم يطالبون بتغيير المحامي!
ليس لدي معلومات عن لماذا وافق الدكتور أبو المجد علي تمثيل الحكومة في هذه القضية الخسرانة؟ وأغلب الظن أنه حسبها بطريقته الوسطية الرصينة وهي أن يحاول التوسط بين الطرفين أو السعي في ثغرات القانون حتي يجنب دولته خسارة كبيرة ويحميها من تعويض هائل، والنتيجة طبعا أنه خسر القضية نظرًا لأن بصمات الحكومة علي المسدس ومتصورة وهي بتقتل..
قضية سياج تعلمك درسا مهما في هذا البلد إنه عشان تاخد حقك في مصر لازم تبقي «إيطالي»!
إبراهيم عيسى / الدستور 7 / 8 / 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق