سمير الشحات يكتب فى الاهرام
من كان منكم بلا' فساد'.. فليرمني بحجر!ماذا تقصد؟ هل تريد أن تقول إنهم جميعا بشكل أو بآخر فاسدون ولكن لايشعرون؟ كما قال إحسان عبدالقدو س: ياعزيزي كلنا لصوص؟.ياأ خي حرام عليك لوكان ذلك كذلك فما قولك في المساجد والكنائس المكتظة بالمصلين والحناجر الملتهبة بالدعاء والتضرع لله الخالق, وفي تلك البطون الخاوية التي تتلوي جوعا وألما من أثر الصيام طلبا لرضا الله ومغفرته ومحبته؟..
هنا يكمن اللغز, وترقد المفارقة المؤلمة, وإلا فقل لي ـ أضاء الله عقلك وأنار بصيرتك ـ أليس من بين هؤلاء الساجدين العابدين التاجر المغالي في أسعار سلعته حتي أنه يأ خذ ربح بيعها' الطاق عشرة' وهو يعلم أن المشترين أغلبهم ناس فقراء غلابة؟ فلماذا لايرحمهم مادام يصلي؟ثم أليس من بين هؤلاء الباكين الخاشعين المدرس المغالي في أسعار دروسه الخصوصية, والصحفي المنحاز لمصالحة هو وحزبه ورجال أعماله علي حساب مصالح قرائه, والمحامي الساعي إلي تبرئة موكله بأي شكل ولوعلي حساب الحقيقة والعدالة, والطبيب أبو300 جنيه في الكشف وهو يعرف أنه مغال وأن الناس تلهث حوله من المرض والفاقة والجوع؟أليس فيهم الموظف المرتشي, وسارق أراضي الدولة,
ومحتكر سلع المساكين, والمقاول الذي أسقي الفلاحين ماء صرفهم الصحي بدلا من ماء الله الصافي القراح؟فإن سألت هؤلاء جميعا ياأحباب رمضان بصيامه وصلاته وتراويحه ودعائه: لماذا تفعلون ما تفعلون؟ ستجدهم يصرخون في وجهك جميعهم:؟ ولماذا تتعقبنا نحن فقط ياأخي؟ أليس البلد كله كذلك؟هنا يكمن حل اللغز: لقد تفشي الفساد وانتشر وتغلغل ولن يوقفه أحد, ولاحتي الحكومة نفسها( إن أرادت) لقد أصبح الفساد دون أن ندري نظام حياة, ومنهاج عمل وضرورة عيش وخطة طريق واحدة وحيدة للنجاح والترقي!حيلك حيلك قل لنا ماالعمل؟..
الحل هو أن نتقدم لأن الفساد الذي نحن فيه( وهو فينا) هو الوجه الآخر للتخلف. إنه هو نفسه البنية التحتية للتخلف ولكي نتقدم هناك شروط علي رأسها أن يطبق القانون بحذافيره علي الكبير قبل الصغير وألا نكذب وألا نخاف وساعتها سيصبح البكاء في المساجد مفيدا جدا, فاسألوا الله في صلواتكم أن نتقدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق