الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

أكدت أن هناك أوساطا تستغل التوريث لإثارة البلبلة وتشويه الصورة

مصادر في الحزب الوطني تنفي إجراء إستطلاع حول شعبية جمال مبارك

محمد حميدة  فى ايلاف /

لا تشهد جمهورية مصر العربية برئاسة حسني مبارك أي أزمة حكم حاليا ولا في السنوات السابقة حيث يستمر مبارك رئيسا لها منذ إغتيال الرئيس السابق أنور السادات عام 1981. لكن ومع تقدم الرئيس بالعمر وبروز نجم نجله جمال داخل الحزب الوطني وعلى مستوى القيادات السياسية في البلاد بدأ الكلام عن التوريث كما يحصل في كثير من الدول العربية المجاورة لا سيما سوريا الشريك السابق لمصر في الجمهورية العربية المتحدة الزائلة.

التوريث بطبيعة الحال يقف بمواجهته كثير من القوى الوطنية المعارضة بصورة أشد من وقوفها تجاه التمديد، لكن السنوات القادمة ربما تشهد حراكا أكبر من الجانبين رغم أن الرئيس مبارك أكد أنه لا يفكر بالتوريث.

رفضت مصادر في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قيام الحزب بإجراء استطلاعات شعبية حول شعبية جمال مبارك نجل الرئيس وأمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم ، مشيرين الى ان ما بثته التقارير عن قيام الحزب بإجراء استطلاع ثم إيقافه بعد ان وجد انخفاض شعبية جمال مبارك "لا أساس له من الصحة " ، لان الحزب لم يقم بإجراء هذا الاستطلاع من الأساس .

واعتبرت المصادر "لإيلاف" ان الهدف من وراء بث هذه التقارير هو اثارة البلبلة وتشويه صورة الحزب وجهوده الإصلاحية واختزال قضايا الوطن في شيء اسمه التوريث . وقال الدكتور جهاد عوده أستاذ العلوم السياسية وعضو أمانة السياسات التي يرأسها جمال مبارك نجل الرئيس مبارك " لا توجد جهة يمكن الاعتماد عليها بأنها هي صاحبة التصريح بأن الحزب الوطني يجري استطلاعا عن شعبية جمال مبارك " .

وأضاف ان جمال مبارك شخصية حزبية وليست شعبية وبالتالي عندما يكون هناك رغبة من الحزب لإجراء استطلاع فانه يجب ان يكون في إطار الحزب وليس على المستوى الشعبي ، وقد جرى بالفعل استطلاع على المستوى القاعدي في الحزب لمعرفة رأيهم في جمال مبارك كمرشح للرئاسة ،

وأشار الى ان الحزب الوطني لم يحدد مرشحه بعد إلى منصب الرئاسة وبالتالي ليس من المنطقي ان يقرر إجراء استطلاع عن جمال مبارك لقياس شعبيته لدى الشارع المصري .

وذكرت تقارير ان الحزب الوطني أوقف استطلاع رأي كان قد بدأه خلال إجازة عيد الفطر لقياس شعبية جمال مبارك لدى المواطنين ، بسبب قلة الأصوات التي أيدته " 360 فقط من أصل 4 آلاف شخص اختاروا جمال مبارك " بحسب التقارير .

وأضافت ان الاستطلاع كان يحمل اسم "استطلاع المؤتمر الوطني السادس "، كان على المواطنين الإجابة عن سؤال: "من أفضل مرشح للرئاسة بعد الرئيس مبارك؟". وكان مقررا أن يجري في 8 محافظات، إلى أنه توقف بعد أن بدأ في 3 محافظات من الدلتا.

ومن المقرر ان تبدأ الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة في عام 2011 بعد انتهاء الولاية الخامسة للرئيس مبارك ، ولم يحدد الحزب الوطني الحاكم مرشحه بعد للانتخابات القادمة وان كانت المؤشرات بحسب خبراء تشير الى ترشيح الحزب لجمال مبارك الأمين العام للجنة السياسات في الحزب وأحد أبرز قياداته ،

وعزز دخول جمال المصرفي السابق وصعوده المفاجئ في الحزب من تكهنات التوريث في بلد يسكنه حوالى 80 مليون مواطن ، كما لم يحدد الرئيس مبارك بعد مشاركته في الانتخابات لولاية سادسة من عدمه .

وقبل شهرين، أجرى استطلاع للرأي بين أعضاء الحزب الوطني والوحدات القاعدية المنتخبة، أظهرت نتائجه أن شعبية مبارك الابن داخل الحزب مرتفعة بشكل كبير جدا ، ويعتقد خبراء ان طرح الحزب الوطني لمرشحه على الرئاسة قبل عامين من عقد الانتخابات ليس قرارا موفقا .

وأكد مصدر في الحزب - طلب عدم ذكر اسمه – ان الحديث عن مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية من الآن كلام سابق لأوانه الهدف من ترديده إثارة البلبلة وخوف الناس والتأثير على سمعة الحزب وتشويه جهوده التي يقوم بها من اجل إصلاح الوطن

أضاف ان هناك أوساطا لها مصلحة في الترويج لمثل هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة وإثارة التوريث كما لو ان الوطن ليس به شيء أخر غير هذا الموضوع .

التطاول على الذات الإلهية وجهة نظر .. بينما التشكيك فى الوزير خيانة عظمى



  اصطباحة  بلال فضل   فى المصرى اليوم /

«عرفنا أنماطا من المثقفين يفهمون الثقافة والفكر على أنها لسان ذرب وقلم سيال، وعقل يملك مهارة الاحتيال على الحق ليصبح باطلا، وعلى الأسود ليجعله أبيض، يلعبون بالأفكار ويضحكون على الذقون، ويسربلون أدنأ الأغراض بأنبل الشعارات، ومعظم هؤلاء للأسف الشديد من أصول اجتماعية متواضعة،

نحتوا بأظافرهم فى الصخر طريقا صعبا وداميا ليصعدوا من أسفل السلم الاجتماعى إلى حيث يصبحون أقرب ما يكونون إلى القمة، وحين يجدون أنفسهم هناك، تأسرهم أضواء الكاميرات، ويفقدون تقدير أنفسهم، فيستكثرون ما وصلوا إليه، ويعضون بالنواجذ عليه، حتى لا يضيع، ويتملكهم رعب السقوط إلى القاع الذى صعدوا منه،

وتصطك أوصالهم وأسنانهم فرقا من أعباء الانتماء للفقراء الذين كانوا منهم يوما، ورعبا من السجون والفصل والتجميد، فيتطوعون لتبرير كل ما يفعله السادة، ويقنعون أنفسهم بأن الثقافة حرفة كالحدادة والسباكة والنجارة،

وكما أنه ليس من حق الحرفى أن يرفض عملا، اعتراضا على رب العمل، فليس من حق المثقف أن يضن بحرفته على أى نظام حكم، وبذلك أصبحوا بعضا من حاشية السلطان، يدافعون بشراسة عن الذين لا يؤمنون به، ويهاجمون بشراسة ما يعتقدون أنه الصواب والحق،

يقفون كالحجاب على أبواب السلاطين، لا يغادرون مكانهم حين يغادر السلطان عرشه، ولكنهم يغيرون مواقفهم إذا ما عنّ للسلطان أن يغير مواقفه، أو يوم يخلفه خليفة يسير على خط سلفه بممحاة.

وهؤلاء المثقفون الحرفيون يعيشون بضمير قلق، ووجدان سقيم، فهم ممزقون بين ولائهم لذواتهم التى لا يعبدون سواها، وإحساسهم الزرىّ بالعار، لأنهم أعجز وأجبن من أن يضحوا دفاعا عما يؤمنون فى أعماقهم بأنه الحق والعدل، وهم يغطون أنفسهم أمام أنفسهم،

بمبالغة فى الاعتزاز بالكرامة، التى يمرغونها بالالتحاق والارتزاق، والفخر بالمكانة التى يمنحونها لأنفسهم دون اعتراف من أحد، والتى صنعوها على حساب كل ما هو قيمة حقيقية، تمنح الكرامة والمكانة، وهم يكرهون المخلصين والمضحين،

ومن يملكون جسارة ركل القمة التى يلهثون هم للوصول إليها، ويتنازلون حتى الركوع للبقاء عليها، ويحقدون عليهم، لأنهم يكشفونهم أمام الآخرين، ويعرونهم أمام أنفسهم، ولأنهم رمز لذلك الجزء الذى يرفض أن يموت من ضميرهم الذى قتلوه».

للأسف هذه السطور الرائعة التى قرأتها الآن ليست ملكى، ولكنها ملك يمين الكاتب الكبير أستاذنا صلاح عيسى الذى حاولت كثيرا أن أنزع محبته من قلبى فلم أستطع ولا أظننى أستطيع،

تلك السطور كتبها الأستاذ صلاح فى مقدمة كتابه (مثقفون وعسكر) الذى يبدو أنه نسيه لدرجة أنه لم يفكر فى إعادة طبعه على كثرة ما أعاد طبعه من كتبه الرائعة، وأنا اليوم أهدى سطوره له عقب أن قرأت له مقاله الكارثة الذى يتهم فيه معارضى وزير الثقافة فاروق حسنى الذين رأوا أنه ليس أهلا لمنصب رئاسة اليونسكو بأنهم «طابور خامس»،

نازعاً عنهم الوطنية والعقل معا، وعلى بعد صفحات من مقاله كان وزيره المفدى ينفى المصرية عن الكاتبة منى الطحاوى لأنها كتبت مقالا عارضه فى النيويورك تايمز،

لن أسأل الأستاذ صلاح ولا الوزير الفنان ولا كُتّاب «التنوير بالقمع» ماذا تركوا للفاشيين والإرهابيين إذا كان هذا تعاملهم مع من يختلف معهم فى الرأى؟، وإذا كانت لدى الوزير ورؤسائه مشكلة مع الصهاينة الذين سالموهم وطبّعوا معهم وتنازلوا من أجلهم ووضعوا أيديهم على أكتافهم،

فلماذا يجب أن ندفع ثمن الغباء الذى جعلهم يثقون بكيان غاصب استيطانى ويتنازلون من أجله مجانا؟، هل تنتظرون منا أن نصفق لتحول الوزير المفاجئ من الرومانسية إلى الأكشن؟، ومنذ متى أصبح التطاول على الذات الإلهية وجهة نظر، بينما التشكيك فى كفاءة الوزير الفنان خيانة عظمى؟،

لن أسأل كل هذه الأسئلة، فقط سأتمنى أن يعيد الأستاذ صلاح قراءة (مثقفون وعسكر) الذى أتمنى ألا يكون قد نسيه تماما، خصوصا ذلك الفصل البديع «ماذا حدث للكاتب ص. ع. بعد منتصف ليلة شتاء؟»،

لعله يتذكر الأيام التى كان يقف فيها كالأسد الهصور ضد وزير الثقافة يوسف السباعى الذى شكك يوما ما فى وطنية معارضيه، وبعد أن تقرأ ما خطته يمينك يا أستاذى لن أسألك بدورى «ماذا حدث للكاتب ص. ع. فى خريف العمر»، فأنا أعلم، وأنت تعلم، والله من فوقنا يعلم، ولذلك سأسأله تعالى لى ولك حسن الختام.

· الحاكم في مصر لا يتعامل إلا مع أهل الثقة ولا يجيد إلا توظيف الجهلة والوصوليين في مواقع الخبرة وصنع القرار

 

سيد عبدالعاطي فى صوت الامة  /

إذا كان في مصر خبراء متخصصون.. فلماذا لم نستطع حل مشكلة التعليم والزراعة والصناعة والمرافق والصحة.. وغيرها من المشكلات التي نعانيها.. وإذا لم يكن بيننا خبراء متخصصون في كل هذه الميادين، فلماذا لا نستوردهم من الخارج، كما استوردنا القمح والغذاء والكساء والآلات؟!

المطلعون علي شئون هذا البلد يؤكدون أن الخبرات متوافرة والتخصصات موجودة في كل الفروع.. وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبلدان العالم العربي بكفاءة الخبراء والعلماء المصريين في أرقي الميادين.. حتي إن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» تستعين بعشرات الخبراء المصريين في أرفع المواقع المتعلقة بصناعة الفضاء.

أما في مصر فهذه الكفاءات والخبرات والتخصصات محجوبة عن العمل المثمر.. وإن وجد بعضهم مجالا فإنما يجده من قبيل الصدفة.. أو من أبواب خلفية يدخلها الغرض والمصلحة.. أما الغالبية فلا مكان لهم في تخصصاتهم الرفيعة ولا فرصة أمامهم في العمل والإنتاج إلا خارج الحكومة.

أين تجد الكفاءات إذن مكانها في مصر؟

الحكومة ترفضهم ولا تنتقي منهم إلاأهل الثقة إن وجدوا.. فإذا كان الخبير ليس أهلا للثقة، فليس أمامه إلا القطاع الخاص.. والقطاع الخاص كما نعلم كسيح لا يقوي علي الحركة والانطلاق كما هو موجود في أوروبا وأمريكا.. وبالتالي فهو لا يستطيع أن يستوعب هذه الكفاءات والخبرات ويستجيب لطموحها في أجور عالية وظروف عمل جيدة.

وهذا المناخ الأسود ينقلنا إلي تيار الهجرة الذي يقتلع من مصر أزهي شبابها، وأعظم خبرائها ويهديهم بلا مقابل إلي الدول الصناعية الكبري وخاصة الولايات المتحدة وكندا واستراليا.

وهذا التيار الخطر - الهجرة - اشتدت حدته خلال السنوات الأخيرة يضعنا أمام تساؤل مهم وخطير، وهو من إذن سيبني مصر المستقبل.. ومن سينتشلها من التخبط والضياع والسقوط والانهيار؟

لا إجابة ولكن حيرة وخوفا من المستقبل.. فبلاد يهجرها أهل خبرتها وهي في أشد الحاجة إلي خبراتهم وتخصصاتهم لا يمكن أن تنطلق أو تجد أملا في التقدم لأن صناع الانطلاق والتقدم في كل أمة، هم أهل الخبرة والعلم من أبنائها..

ومادام هؤلاء مبعدون عن مواقع المسئولية واتخاذ القرار، وممنوعون من العمل في المناخ الملائم فلابد أن تتحول أنظارهم إلي خارج وطنهم، وأن يتجهوا إلي حيث يوظفون خبرتهم ويؤدون عملهم بحرية وكرامة في أوطان الآخرين.

وهذه إحدي مآسي مصر الحقيقية التي لا يسأل عنها إلا نظام الحكم في مصر الذي لا يعرف إلا التعامل مع أهل الثقة فقط.. ولا يجيد إلا توظيف الجهلة والوصوليين في مواقع الخبرة وصنع القرار فالحاكم هو المسئول الأول عن نزيف الهجرة الذي استنزف العقول المصرية، ودفعها إلي الهروب خارج البلاد،

ولو كانت الحرية مكفولة والمناخ الديمقراطي شائعا لما وجدت مصر خبيرا واحدا من خبرائها تصدره إلي الخارج.. فمصر بحاجة إلي كل التخصصات، والنقص شديد لأهل الخبرة في كل الميادين.. ولا نعرف بلدا يصدر خلاصة ما يملكه من خبرات وهو في نفس الوقت يعاني من النقص الشديد في كل التخصصات إلا إذا كان بلدا تختل فيه الموازين، متخبط القرار ضعيف الرؤية لا يحسب للمستقبل أي حساب.

والحقيقة أن التوزيع العادل لأهل الخبرة والكفاءة علي مواقع العمل والقرار لا يمكن أن يرتبط بنظام الحكم الفساد الذي يحكمنا الآن، إذ لابد من إصلاح سياسي حقيقي يهزم أهل الثقة وينصر أهل الكفاءة.. وبغير ذلك لابد أن ننتظر المزيد من هجرة العقول القادرة علي التفكير والبناء.. إذ لا يمكن أن نطالب كفاءة متخصصة بالتضحية من أجل الوطن وقبول العمل في ظروف منحطة وبأجور ضئيلة مادامت تري نظاما فاسدا،

لا يعترف بالتضحية ولا يساوي بين الناس في الحقوق والواجبات بل يقرب أهل الثقة من قليلي الخبرة، ويبعد أهل الكفاءة، ويسقط من حسابه موازين الثواب والعقاب، فيجد المخطئ الثواب، ويجد المجد العقاب!!.. ففي هذا المناخ الموبوء لابد أن تفتر في نفوسهم روح الحماس للعمل والإنتاج وأن يفكروا جديا في الهجرة المؤقتة أو الدائمة إلي بلاد ترعي تخصصاتهم وتجزل لهم العطاء في نفس الوقت.

السفه الحكومي.. والعته الإعلاني..!

وحيد حامد فى الشروق /

لو كنا دولة غنية أو على الأقل ميسورة الحال لهان علينا الأمر وقبلنا به على مضض.. ولكننا دولة فقيرة وعليها دين داخلى ثقيل ثقل الجبل، أما الديون الخارجية فنسأل الله اللطف بنا، ولدينا حكومة عاجزة عن رفع قمامة المدن حتى الآن، حتى صار وجود الزبالة فى الشوارع أمرا عاديا.

ومن الواضح أن هذه الحكومة تسعى لإجبار الناس على التطبيع مع هذه القذارة والتعايش معها على أنها أمر واقع يصعب الخلاص منه كما حدث مع كل المصائب التى حطت فوق رءوسنا ونشرت الفوضى والدمار الأخلاقى والحضارى،

حكومة تقترض على الدوام حتى تقدر على الوفاء بالتزاماتها الضرورية.. هذه الحكومة أيها السادة انفقت خلال شهر رمضان الماضى خمسة وستين مليونا من الجنيهات إلا قليلا على الإعلانات.. وبعيدا عن أى مناقشة أو فضفضة وبداية نقدم للقارئ الكريم بيانا مفصلا حتى يكون على علم وبينة ويعمل عقله ويقرر ما هو الصواب وما هو الخطأ..

1 وزارة المالية 29.443.489 جنيها مصريا
2 وزارة النقل 11.932.500 جنيه مصرى
3 وزارة الصحة 8.840.400 جنيه مصرى
4 وزارة الإسكان 6.847.540 جنيها مصريا
5 وزارة البترول 4.528.761 جنيها مصريا
6 وزارة الأسرة 2.137.143 جنيها مصريا
7 وزارة الاستثمار 781.433 جنيها مصريا

64.511.266 جنيها مصريا


وخبراء التسويق يعرفون جيدا أن وظيفة الإعلان هى الترويج وغواية الزبون حتى يقدم على شراء السلعة، فأى بضاعة لدى الحكومة تود بيعها للناس حتى تنفق هذه الأموال التى شردت عن مسارها الصحيح وذهبت إلى محرقة الإعلانات ودخلت فى منافسة محمومة مع شركات الكازوزة والمحمول ومستشفى السرطان ومؤسسات الخير؟.. فإذا كانت الشركات تريد تحقيق أعلى نسبة مبيعات فهى تنفق من أموالها ولا شأن لها بها إلا فى أمر واحد هو أنها أزعجت المشاهد بالتكرار الممل الذى يفسد الفرجة وبدلا من أن يعشق السلعة يكرهها..

وأن تسرف مؤسسات الخير فى الإنفاق على هذه حملاتها الإعلانية البغيضة فهذه أموال الله وحق الفقراء واليتامى وإن جاز لها أن تعلن فبقدر وحساب دقيق ودون أن تعرض الفقراء على الشاشات كأنهم فى سوق للرقيق.. أما الحكومة فأمرها غريب.. وزارة المالية صاحبة النصيب الأكبر والتى انفقت على السيد «عبدالقوى» ورفاقه هذا المبلغ المستقطع من ضرائب الشعب والذى كان يمكن أن ينشئ عشر مدارس ويصلح من حال عشرة مستشفيات

وكان كافيا لحل مشكلة المياه الملوثة فى القليوبية وغيرها، كان يمكن أن يؤسس لعشرات المشروعات الصغيرة التى تستوعب عددا من العاطلين.. كان.. وكان.. وكان.. الوزارة المغرورة المتعجرفة لم تفكر فى ذلك..

فكرت فى السيد «عبدالقوى» وأطلقته على عباد الله ينذرهم ويهددهم بغباء ويلاحقهم ملاحقة الضوارى للفرائس فقد أصبح الشعب المصرى كله فرائس تصوب نحوها البنادق وتنصب لها الفخاخ.. حملة «مصلحتك هذه» هى من اختصاص وزارة الإعلام بالدرجة الأولى وكان يجب أن تكون تفويهات مهذبة حسنة الصيغة فيها دعوة طيبة لدفع حقوق الوطن ودون دفع أى مليم لأن وزارة المالية هى التى تمول الإعلام..

ولكن لماذا لا نهين أهل مصر؟ وكأن الإهانات التى حاصرهم لا تكفيهم ونضع الكلبشات فى أيديهم وننذرهم بالسجن والجلوس فوق الخوازيق، إذا لزم الأمر، ويكاد الواحد منا أن يختنق من شدة الغيظ عندما يعلم ويعرف قيمة الملايين التى أنفقت وأهانت الشعب.. وأهانت الدولة نفسها وأظهرتها فى صورة الدولة التى تتعامل مع شعبها بالكلبشات..

رؤية قمعية تفرزها عقول جامدة.. ونأتى إلى وزارة المواصلات.. كانت الإعلانات تبث وهى إعلانات إرشادية ونصائح للركاب أولاد ستين فى سبعة وثمانين والمفروض أن يركبوا الحمير وبس.. ويتركوا القطارات لكل من يعرف قيمتها.. الملايين التى انفقت على هذا الكلام الفارغ كان يمكن أن تغطى حملة نظافة وتطهير تقضى على الصراصير والجرذان والعناكب والزواحف التى سكنت القطارات؟..

كان يمكن أن تصلح حال المزلقانات وأحوال عمالها.. وأيضا كان.. وكان.. وكان.. وأيضا هى توجيه إرشادى للمواطن بأن يحافظ على الملكية العامة وحثه على السلوك القويم.. كان ممكنا أن تكون بالمجان وبشكل أفضل.. لكن هيه فلوس أبونا؟!.. ولا تختلف بقية الوزارات التى أهدرت الأموال فى شىء عن المالية والنقل.. فى مجال الصحة، جميع المستشفيات فى حاجة إلى العون الإنسانى من أول حبة الدواء وحتى لفافة الشاش وزجاجة المطهر.. أيضا إعلانات إرشادية كان يمكن لتليفزيون الدولة أن ينهض بها فهو يخدم شعبا وحكومة..

ولكن للإعلان سحرا.. وللإنفاق لذة.. وللفشخرة طقوسا.. وينمو الحزن فى داخلنا وتتأصل جذوره فى قلوبنا عندما تغيب المساءلة والمحاسبة ولا أحد يسأل أحدا لماذا؟.. وكأن الوزارات أصبحت أبعديات خاصة لبعض الوزراء هم أصحابها وسادتها ولا سلطان عليهم.. لا رئيس وزراء سأل.. ولا نواب فى مجالس نيابية وجدوا فى الأمر غرابة ولا أحد اهتم لأموال الشعب المهدرة!.. واتذكر قول الرسول الكريم: «الله.. الله فيمن له غير الله»..

حدث وأنا أتأمل هذه الأرقام وأبحث فى جهات إنفاقها وجدت أن قناة «القاهرة والناس» قد أصابها من خيرات وأموال الحكومة المبالغ الآتية:

وزارة المالية - 6.401.143

وزارة النقل - 4.714.200

وزارة الصحة - 2.655.557

وزارة البترول - 0.276.857

المجموع - 14.047.757


ولما كانت هذه القناة مثلها الخيمة الرمضانية.. قناة سبوبة.. ليست لها رسالة فكرية أو حتى ترفيهية وليس لها منهج وإنما هى مجرد شاشة لبث إعلانات الحكومة والمستشفى ومؤسسات الخير وبعض الحواشى الأخرى.. أما المادة الفنية والبرامجية التى كان لابد منها حتى تتخللها الإعلانات فكانت مهزلة مبتكرة وخدعة طريفة تم الترويج مسبقا لمذيعة أجنبية

قالوا إنها عربية إيطالية لولبية وعلى طريقة الترويج لراقصات الموالد قالوا عنها إنها هزمت الوزير فلان وطرحت الوزير علان وهى التى تضع اللمبة على خدها تنور وعلى صدرها تنور وعلى بطنها تنور.. و.. و.. وظهرت عل الشاشة عاجزة.. مرتبكة ومحدودة وغارقة فى شبر ماء.. وبرنامج آخر للسيدة لميس الحديدى تستجوب فيه من سبق استجوابهم عشرات المرات معها ومع غيرها ونفس الأسئلة ونفس الإجابات والسخافات..

وحتى السيد اللبنانى الذى تحول من مذيع إلى صائد جرذان يبحث عن الأسوأ فى ملفات ضيوفه، فكانت قناة نميمة منفرة ثم مسلسلات تبث على قنوات أخرى. أى أنها قناة فاقدة الخصوصية ولا يوجد بها ما هو غير موجود بالقنوات الأخرى.. فلماذا وجدت أصلا؟ لا أحد يعرف.. وأى قناة هذه التى تعمل شهرا وتتوقف أحد عشر شهرا؟.. فى قانون النشر؛ المطبوعة التى تتوقف عن الصدور ثلاثة أعداد (على ما أعتقد) يلغى الترخيص.. وهنا تنطلق عشرات الأسئلة وكلها مثيرة للشك والريبة.

ما علينا.. هكذا الدنيا تسير.. وليس لنا أن نتدخل فى شئون لا نقدر على فهم مسالكها، ولكن من المؤكد أن غيرنا يفهم ويعرف هذه المسالك ويعرف كيف تسير الدنيا فى مصر المحروسة، وعليه أناشد كل من يعرف أن يخبر من لا يعرف ربما يحدث شىء لأننا فى أمس الحاجة لأن يحدث شىء.. والله المستعان..

الحجارة والأحذية هي الحل

 

فهمى هويدى يكتب فى الشروق /

الجامعة العربية تابعت «بغضب شديد وقلق كبير العدوان الصارخ والمبيت على المسجد الأقصى» والحكومة الأردنية «أدانت بشدة وشجبت واستنكرت»، واستدعت القائم بالأعمال الإسرائيلى فى عمان وطلبت إليه نقل الاحتجاج إلى حكومته. مصر سكتت

ولم تقل شيئا. وغاية ما ذهب إليه بيان جامعة الدول العربية أنه طالب مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والرباعية الدولية «بالتدخل الفورى لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للمسجد الأقصى». هذه أهم الأصداء التى اعقبت محاولة اقتحام المسجد الأقصى من جانب 150 من المتطرفين الإسرائىليين، عشيَّة عيد الغفران (يوم كيبور) التى تزامنت مع ذكرى اندلاع انتفاضة الأقصى فى سنة 2000.

وهى التى اعقبت اقتحام رئيس الوزراء الأسبق آريل شارون للمسجد وسط حراسة مشددة.
المقدسيون العزل هم الذين أوقفوا الاقتحام الأخير. حموا المسجد بأجسادهم وهاجموا المتطرفين اليهود بالحجارة والأحذية والكراسى. كما ذكرت التقارير الصحفية. لم ينتظروا تدخلا من الأمم المتحدة أو الرباعية الدولية، ولم يعلقوا أملا على أى موقف عربى،

خرجوا منذ الصباح الباكر لحماية المسجد، بعدما دخل المتطرفون اليهود إلى باحته متنكرين على هيئة سياح. رشقهم الفلسطينيون بكل ما طالته أيديهم حتى صدوهم وردوهم على أعقابهم، وأمطرتهم الشرطة التى كانت تحمى المستوطنين بالرصاص المطاطى. مما أدى إلى إصابة 40 فلسطينيا، منهم اثنان فى حالة خطرة، إضافة إلى تسعة من رجال الشرطة الإسرائيليين.

ما حدث للمسجد الأقصى جزء من حملة تهويد مدينة القدس التى تدعى إسرائيل أنها خارج المناقشة ولا مجال للتفاوض بشأنها. وهى المدينة التى أثبتت الدراسات أنه حتى بداية القرن السابع عشر الميلادى لم يكن اليهود يملكون شبرا فيها. ومن وجد منهم بها كان مستأجرا فقط، سواء للدور أو الدكاكين،

حتى مقابر اليهود كانت مؤجرة لهم من دائرة الأوقاف الإسلامية. وللعلم، فإن شعار «إن نسيتك يا أورشليم فلتشل يمينى» هو من العبارات الصليبية التى أطلقها حاكم عكا الفرنجى قبل رحيله، ولكن الحركة الصهيونية اختطفتها وزيفتها لصالح مشروعها فى فلسطين.

إن عملية الحفر التى تهدد أساسات المسجد الأقصى مستمرة على قدم وساق. وحصار الحرم بمائة كنيس وسبع حدائق «توراتية» ومنتزهات من كل صوب يسهم فى تهيئة المسرح لبناء ما يسمونه هيكل سليمان الذى فشلوا فى العثور على أى دليل أو أثر له.

أما عمليات الاستيلاء على بيوت الفلسطينيين وهدم ما بنى منها فهى من تجليات التطهير العرقى الذى يمارس فى المدينة على مرأى ومسمع من الجميع. فى ذات الوقت تستمر إسرائيل فى إقامة مستوطنة فى قلب البلدة القديمة تحدثت عنها صحيفة «هاآرتس» هذا الأسبوع. وهذا التسارع والتصميم على تهويد القدس هو إحدى حلقات تصفية القضية التى تتابع أمام أعيننا، دون أن يستثير غضب السلطة الفلسطينية أو يحرك شيئا لدى النظم العربية أو الإسلامية.
إن استمرار الاستعانة بالمجتمع الدولى والرباعية سيئة الذكر هو فى حقيقة الأمر ضوء أخضر للإسرائىليين لكى يستمروا فى

مخططاتهم، لأنه يعنى أن «السلطة» مستعدة لغض الطرف عما يجرى، وان الأنظمة العربية انسحبت من الموضوع ولم تعد مستعدة لفعل أى شىء، حتى على المستوى الدبلوماسى أو القانونى، رغم أنها تملك الكثير على هذين الصعيدين.
فى زمن النخوة قامت الدنيا ولم تقعد حين جرت محاولة إحراق منبر المسجد الأقصى فى سنة 69، مما استدعى عقد القمة الإسلامية وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامى وتشكيل لجنة القدس. وبمضى الوقت ثبت أن الشىء الذى لم يعد متوافرا هو إرادة الدفاع عن القضية وعن أمن الأمة. ولذلك لم يكن غريبا أن يهب الفلسطينيون للدفاع عن المسجد الأقصى بأجسادهم، وبالحجارة والأحذية والكراسى.

إن الأنظمة العربية لم تعد مؤتمنة على قضايا المصير، ولم يعد أمام شعوبنا العزلاء التى لم تهزم بعد سوى أن تدافع عنها بأجسادها وصدورها العارية، على الأقل حتى يأذن الله بفرج من عنده.

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس:

نؤيد الجهود المصرية..وملتزمون بوحدة الصف وإنهاء الانقسام الفلسطيني
صياغة نهائية للمصالحة واجتماع للفصائل بالقاهرة في أكتوبر القادم
ندعو الدول العربية والإسلامية لتحمل مسئولياتها تجاه القدس والأقصي

كتب - محمد الفوال وهشام البسيوني:

 مشعل

أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن مصر ستعمل خلال الأيام القادمة علي صياغة نهائية لمشروع المصالحة الفلسطينية الشاملة وستدعو مختلف الفصائل في أكتوبر القادم في لقاء وطني لاقرار هذه المصالحة.
أشاد مشعل في مؤتمر صحفي أمس عقب مباحثات مكثفة مع الوزير عمر سليمان وعدد من المسئولين الأمنيين المصريين بدور مصر في دفع جهود المصالحة الفلسطينية معتبرا أن الورقة التي قدمتها مصر لتحقيق هذا الهدف كانت جيدة وتمثل أرضية طيبة وأن الحركة تعاملت معها بايجابية شديدة موضحا أن حماس لم ترد أن ترسل ردا مكتوبا علي الورقة المصرية وحرصنا علي الحضور بأنفسنا.
قال إننا استمعنا من الوزير عمر سليمان التزاما مصريا واضحا بآلية للافراج عن المعتقلين في غزة والضفة وأن تتم الانتخابات الفلسطينية في ظل المصالحة مشيرا إلي أن مصر والعرب قادرون علي تحقيق شبكة أمان للمصالحة.
أضاف أننا حريصون علي تتويج الجهود المصرية للمصالحة للتفرغ لمتابعة الملفات الوطنية في الأراضي الفلسطينية مشيرا إلي وجود توافق بين مختلف الفصائل علي أن الورقة المصرية تمثل أرضية مشتركة للمصالحة الحقيقية مؤكدا احترام حركة حماس للانتخابات كآلية ديمقراطية لترتيب البيت توافقنا علي الأحتكام إليها وأننا نحترم إرادة الشعب الفلسطيني ولا نخشي الاحتكام لهذا الشعب بشرط أن تتم الانتخابات في جو من النزاهة والشفافية.
وأكد التزام حماس الكامل بالخروج من حالة الانقسام وتحقيق المصالحة وقدمت الكثير من التنازلات من أجل هذا الأمر وتجاوبنا مع الجهد المصري.
وجه مشعل خلال المؤتمر 5 رسائل دعا فيها إلي وحدة الموقف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وانجاز المصالحة وانجاح الجهود المصرية مطالبا الفصائل بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة.
ودعا الدول العربية والإسلامية إلي تحمل مسئولياتها تجاه القدس والمسجد الأقصي والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

الجمهورية 29 / 9 / 2009

أفلحوا إن صدقوا : الصياغة النهائية للمصالحة الفلسطينية اكتوبر القادم

أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس أن مصر ستعمل خلال الايام القادمة على صياغة نهائية لمشروع المصالحة الفلسطينية الشاملة وستدعو مختلف الفصائل فى أكتوبر القادم فى لقاء وطنى لاقرار هذه المصالحة .

أشاد مشعل فى مؤتمر صحفى مساء أمس عقب مباحثات مكثفة مع الوزير عمر سليمان وعدد من المسئولين الامنيين المصريين بدور مصر فى دفع جهود المصالحة الفلسطينية معتبرا أن الورقة التى قدمتها مصر لتحقيق هذا الهدف كانت جيدة وتمثل أرضية طيبة وأن الحركة تعاملت معها بايجابية شديدة موضحا أن حماس لم ترد أن ترسل رداً مكتوباً على الورقة المصرية و حرصنا على الحضور بأنفسنا .

قال إننا استمعنا من الوزير عمر سليمان التزاما مصريا واضحا بآلية للافراج عن المعتقلين فى غزة والضفة وأن تتم الانتخابات الفلسطينية فى ظل المصالحة مشيرا إلى أن مصر والعرب قادرون على تحقيق شبكة أمان للمصالحة.

أضاف أننا حريصون على تتويج الجهود المصرية للمصالحة للتفرغ لمتابعة الملفات الوطنية فى ااراضى الفلسطيينة مشيرا إلى وجود توافق بين مختلف الفصائل على أن الورقة المصرية تمثل أرضية مشتركة للمصالحة الحقيقة مؤكدا احترام حركة حماس للانتخابات كآلية ديمقراطية لترتيب البيت توافقنا على الاحتكام اليها وأننا نحترم ارادة الشعب الفلسطينى ولا نخشى الاحتكام لهذا الشعب بشرط أن تتم الانتخابات فى جو من النزاهة والشفافية .

أكد التزام حماس الكامل بالخروج من حالة الانقسام وتحقيق المصالحة وقدمت الكثير من التنازلات من أجل هذا الامر وتجاوبنا مع الجهد المصرى وقدمنا بانفسنا للحوار بالتنسيق مع الاخوة فى مصر وتعاملنا مع الورقة كمقدمة للحوار الوطنى الشامل لننجز المصالحة الوطنية .

وجه مشعل خلال المؤتمر 5 رسائل دعا فيها إلى وحدة الموقف الفلسطينى وإنهاء حالة الانقسام وانجاز المصالحة وانجاح الجهود المصرية لتحقيق ذلك فى ظل احتضان عربى لنا مطالبا مختلف الفصائل بطى صفحة الماضى وفتح صفحة جديدة  .

اكد ان الموقف العربي داعم لمصر في جهود المصالحة الفلسطينية واصفا الورقة المصرية بشأن المصالحة الفلسطينية بأنها تشكل ارضية جيدة لتحقيق المصالحة الوطنية المرجوة والمنشودة.

وقال  ان مصر ستجري صياغة جديدة للورقة بعد ان استمعت الى كافة الفصائل الفلسطينية والتي سيتم دعوتها للالتقاء بالقاهرة في شهر اكتوبر المقبل لابرام المصالحة معتبرا انها "خطوة مهمة ونقدر دور مصر والوزير عمر سليمان لهذه المصالحة".

واوضح "نحن ما رغبنا ان نرسل رأينا في الورقة المصرية بورقة مكتوبة بل حرصا منا على انجاح المصالحة وعلى جديتنا في التعامل مع الجهد المصري المشكور قدمنا بأنفسنا للحوار والبحث مع المصريين على هذه الورقة كمقدمة للحوار الوطني الشامل الذي ينجز المصالحة الوطنية".

واعرب مشعل عن امله في مصالحة حقيقة تخرج الفلسطينيين من حالة الانقسام الفلسطيني قائلا "نحن حريصون على تتويج هذه الجهود لتحقيق المصالحة لنتفرغ بعدها لمتابعة ملفاتنا الوطنية في مواجهة العدو الاسرائيلي".
واكد ان هناك حالة من التوافق الفلسطيني لمشروع المصالحة وان هناك اليات تبدأ باجراء الانتخابات مؤكدا أن الانتخابات هي اللبنة الاولى للمصالحة الفلسطينية وتحقيق الوفاق الفلسطيني اضافة الى ايجاد آلية للافراج عن الفلسطينيين فى السجون الفلسطينية وترتيبات الأمن التي توفر الاجواء الطبيعية للانتخابات سيتفق عليها قريبا.

واوضح انه "سيتم ترتيب البيت الفلسطيني بانتخابات رئاسية وتشريعية وان حماس تلتزم بنتيجة الانتخابات وتثق في اختيارات الشعب الفلسطيني" لافتا الى انه "عندما نلتقى الشهر القادم سيتضمن مشروع المصالحة تحديدا لموعد الانتخابات".

وأعرب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن امله أن توفر الانتخابات فرصة للجميع لانتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد يعبر عن البيت الفلسطيني في الداخل والخارج لافتا الى اهمية ان تتم معالجة الانقسام بتوافقات فلسطينية تلتزم بالقانون وبرعاية مصرية وعربية.

واشار الى ان مصر عندما سلمت الورقة الى مختلف الفصائل طلبت الاستماع الى ملاحظات الفصائل عليها وبعد ان استمعت مصر وتحاورت مع الجميع ستذهب الى صياغة مشروع المصالحة وستقدمه في اللقاء الوطني الذي يحضره الجميع.

وقال مشعل أن المقاومة ضد اسرائيل خيار مفتوح "طالما أرضنا محتلة" وهذا الأمر لا اختلاف عليه واسرائيل عدو يحتل أرضنا والمقاومة وسيلة لتحقيق اهداف سياسية تتعلق بحقوق شعبنا الفلسطيني.
وأضاف ان حماس رحبت بلغة الرئيس الامريكي باراك اوباما الجديدة مطالبا بان تصبح الأقوال أفعال مضيفا أن الموقف الامريكي تحت الاختبار ولا نريد الاستعجال في الحكم عليه ولا نريد من الادارة الامريكية أقوالا لنا فيما تعطى أفعالا للاسرائيليين".

اكد مشعل ان مصر ملتزمة بتوفير خطوات وآلية محددة للافراج عن المعتقلين الفلسطينيين في الضفة وسيفرج عن أي معتقل في غزة مع انه لا مقارنة بين هنا وهناك مضيفا أن هناك التزام مصري بأن تجري الانتخابات في ظل مصالحة حقيقية.

وحول احداث المسجد الاقصى قال مشعل انها تأتي في سياق حملة صهيونية متواصلة تستهدف الارض والانسان الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والمسيحية وبشكل خاص القدس وطالب الدول العربية الوقوف ضد العدوان الاسرائيلي على المسجد الاقصى.

الأحد، 27 سبتمبر 2009

د. سعيد اللاوندى يعقب على حوار الوزير فاروق حسنى: ما جدوى رشق الناس بالحجارة؟!

المصرى اليوم /

بداية لابد أن أسجل أن علاقتى بالفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة، هى علاقة طيبة، خصوصاً على المستوى الإنسانى، وأعرفه منذ زمن، خصوصاً عندما كان يعمل «ملحقاً» ثقافياً يدير المركز الثقافى المصرى فى باريس، وعندما انتقل لاحقاً إلى روما ليدير الأكاديمية هناك..

وفى حوار مطوّل أجراه معه الزميل العزيز الأستاذ مجدى الجلاد، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، تناولنى الوزير تصريحاً لا تلميحاً فى جملة يتهمنى فيها بممارسة الابتزاز، وأننى ذهبت إلى مكتبه أطلب وظيفة.. ويرى سيادة الوزير أن ذلك هو السبب وراء رؤيتى المغايرة لمعركة اليونسكو التى خاضها وكنت أتوقع فشله فيها!..

وانطلاقاً من خط ليبرالى أعرفه ـ شخصياً ـ عن رئيس تحرير «المصرى اليوم»، ومن ثم حرصه على أن يكون حق الرد مكفولاً.. أرجو أن يتسع صدر السيد الوزير «الفنان» بأن أعرفه الآتى:

أولاً: إننى فى رؤيتى النقدية لمسألة ترشيحه إلى اليونسكو أمثل تياراً ثقافياً عريضاً لا يمكن اختزاله فى شخص أو خمسة أفراد كما يقول، ومنطلقنا فى هذه الرؤية أنه من غير المعقول أن يفوز بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اصطلاحاً باسم «اليونسكو» شخص فشل فى إدارة ديوان وزارة فى دولته،

فكيف تناط به مسؤولية إدارة ثقافات العالم فى هذه المؤسسة العالمية.. وأدلة الفشل كثيرة منها أن مكتبه يخرج منه الفاسدون «مستشاره الصحفى أولاً ومعاونه أيمن عبدالمنعم الذى يقبع حالياً وراء قضبان السجن ثانياً».

ثانياً: إننى عندما ذهبت إليه كان بوساطة ألح فيها أحد مرؤوسيه وهو الشاعر مصطفى السعدنى، وكيل وزارة الثقافة فى إقليم شرق الدلتا، وكنت رفضت لقاءه أكثر من مرة قبل ذلك..

وحضر اللقاء معنا الناقد والمنتج السينمائى السورى إسماعيل كتكت، وأشهد أن اللقاء كان ودياً أبدى فيه الوزير دهشته من انتقادى لفكرة ترشحه لليونسكو خصوصاً أننى من وجهة نظره من الذين عاشوا فى باريس وتنفسوا معه مناخ الغربة، وثمة معرفة متبادلة بيننا بشأن مصادر الثقافة والتنوير.

وبعد كلام كثير اشتمل على كثير من المجاملات بيننا وبعض الملاحظات على من يتحدثون باسمه قلت لسيادته إننى قد لا أفكر فى توجيه انتقادات له بعد ذلك، لكننى أؤكد أننى لن أدعمه (والسعدنى وكتكت شاهدان على ذلك).

وأقطع بأن الوزير لم يعرض علىّ شيئاً، ولم أطلب منه شيئاً لأسباب كثيرة أهمها ـ وأقول ذلك بتواضع شديد ـ إننى أكره كثيراً أن أعمل تحت إمرة أحد، وأرفض فكرة أن أدخل فى زمرة أو شللية أحد.. وليس خافياً أن فكرة الشللية فى وزارة الثقافة تأخذ حقها منذ زمن!

والأكثر أهمية ـ وربما هذا ما لا يعرفه الوزير ـ أننى عندما أطمح إلى شىء، فهو إلى منصب الوزير نفسه، وليس إلى رئاسة قطاع قد مات ـ بل شبع موتاً ـ عندما أسنده الوزير إلى نفر من أصدقائه ومريديه ومن كانوا يحرقون له البخور ـ أمامى فى باريس..!

ولمزيد من التأكيد على هذه الواقعة أن صديقى الكاتب الصحفى المعروف اتصل بى ذات صباح وكنت فى «فاكانس» فى الساحل الشمالى، يخبرنى بأن وزارة الثقافة نشرت إعلاناً فى الصحف لشغل منصب رئيس العلاقات الثقافية وسألنى: هل تقدمت بأوراقك؟.. أجبت بالنفى،

وقلت: لم أر الإعلان، ولا أفكر فى شغل هذا الموقع، وبعد يومين اتصل بى أحد معاونى الوزير يسألنى ماذا لم أتقدم لشغل هذه الوظيفة قلت لأننى لا أريدها، ولم تكن فى يوم من الأيام ضمن طموحاتى!

ثالثاً: يقول الوزير إننى سافرت إلى باريس بعد لقائى به وهاجمته فى ندوة هناك، وهذا الأمر هو محض افتراء لسبب بسيط هو أننى لم أسافر باريس منذ ثلاث سنوات، وتحديداً منذ صيف عام ٢٠٠٦، أقول ذلك دون أن أنفى موقفى من أنه ليس أفضل شخص فى مصر يصلح لإدارة اليونسكو.

رابعاً: يعلم الزميل العزيز الأستاذ مجدى الجلاد أن موقفى الرافض لفاروق حسنى مرشحاً لليونسكو هو موقف قديم.. فلقد صدر لى قبل عام كامل كتاب بعنوان «دموع الريادة المصرية»، وبه فصل كامل هو «معركة اليونسكو.. وحديث ذو شجون»

ذكرت فيه أسبابى التى أستند إليها فى أن فاروق حسنى لا يصلح لليونسكو.. وأقول إن الأستاذ مجدى الجلاد يعلم بهذا الكتاب لأنه مُهدى إليه، ففى صفحته الأولى كتبت العبارة التالية: إلى مجدى الجلاد تحية للجيل.. والطموح!

خامساً: يبدو لى أن الوزير فاروق حسنى غاب عن باله أن فى مصر أناساً لا يقبلون التدجين ويرفضون منطق الميليشيات، ويرفضون المجاملات، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق «بحدث جلل»، ولأننى عزفت فى الاتجاه الذى يكرهه الوزير، فحق عقابى وليبدأ العقاب بالكذب والافتراء.

سادساً: نعم كنت ومازلت ثابتاً على موقفى والذى يمكن أن ألخصه كما يلى:

■ إننى أفصل فصلاً تاماً بين مصر «الدور والمكانة والنفوذ» وبين أى مرشح مصرى فى اليونسكو أو غيرها، لأن مصر أكبر من أن تختزل فى شخص مرشح، وهذا معناه أن الذى فشل فى انتخابات اليونسكو هو شخص الفنان فاروق حسنى وليست مصر.. وكلنا يعلم أن مصر، وليس مرشحها، هى التى حصلت على ٢٩ صوتاً فى الجولة قبل الأخيرة.

■ إن دولاً مؤثرة ونافذة مثل: أمريكا وفرنسا واليابان وألمانيا أكدت فى أكثر من مناسبة وبأكثر من طريقة أن مصر مُرحب بها فى اليونسكو لكن مرشحها فاروق حسنى هو شخص غير مرغوب فيه، وهو أمر معروف فى دنيا الدبلوماسية وليس مستحدثاً وهو ما يعنى أن الخاسر فى هذه المعركة هو الشخص وليس الدولة.

■ إن الميديا الغربية عبر مراسليها فى مصر تتابع عن كثب الضجيج الذى تخصص فيه الوزير، فجرائد «لوموند»، «لوفيجارو»، «ليبراسيون»، «فرانس سوار»، و«لوباريزيان»، ثم مجلة «الإكسبريس»، «نوفيل»، «اوبزيرفاتور»، و«لوبوان»..

أفردت طوال السنوات الماضية، صفحات تلو صفحات تتحدث فيها عن أن وزير الثقافة المصرى هو شخص مثير للقلق وغير متسامح، بدليل موقفه من الحجاب ومحرقة مسرح بنى سويف التى راح ضحيتها ٥٢ مبدعاً مصرياً، وذهبت الصحف الأمريكية إلى أنه فى حال فوزه وبسبب الغبار الذى يثور حوله، سوف يتفرغ فقط للدفاع عن شخصه، ولن يكون له من عمل فى اليونسكو غير ذاته التى تضخمت بعد أن مكث فى مقعده وزيراً للثقافة فى مصر ما يقرب من ربع قرن!

■ إن فاروق حسنى فى ذاته هو مجرد فنان تشكيلى لم يبهر أحداً بلوحاته، وإنجازاته فى الوزارة لا تزيد على ترميم هنا، وترميم هناك وتحولت الثقافة معه إلى مجرد مومياوات وآثار وما تبقى بعد ذلك هو منتديات ومحكى وبعض المعارض!

■ وعلينا أن نضيف أن المرشح المصرى ـ وهى المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك ـ قد صادر وزارة الثقافة لحساب هذه الفكرة المجنونة «الترشح لليونسكو»، فأنفق بحسب الصحف الأمريكية أرقاماً فلكية واتبع أسلوب السرادقات والبوفيهات المفتوحة والتى وإن أثمرت فى بلادنا، فلا يمكن أن يكون لها النتيجة نفسها فى أوروبا.

يبقى أن نذكر أمرين، الأول أننى لست عاطلاً كى أبحث عن عمل، فأنا نائب رئيس تحرير جريدة «الأهرام» العريقة، وأعمل فى الوقت ذاته أستاذاً محاضراً للعلاقات الدولية فى جامعات مصر وأستاذاً زائراً فى جامعات باريس وجنيف وأشرف على رسائل دكتوراه فى الداخل والخارج..

الأمر الثانى أننى مثل كل المصريين كان ولايزال يتمنى أن يصل نوابغ المصريين إلى أعلى المناصب الدولية، لكن لا يجب أن ننسى أن المسألة فى أساسها تتعلق بمعادلات القوى فى العالم والصراع على من يقود النظام الدولى فى القرن الحادى والعشرين.

■■ وأخيراً أتمنى على الوزير الفنان فاروق حسنى ألا يرشق أحداً بالحجارة، وألا يسمح لمعاونيه بالمزايدة، فاتهام الأشخاص قد يكون سهلاً، لكن اتهام الدول سواء فى المنطقة العربية أو المتوسطية أو الأفريقية قد يوغر الصدور ويؤثر على علاقات جوار، نحن أحوج ما نكون إلى ترميمها فى وقت تتكالب علينا الدسائس فى المتوسط وحوض النيل.. وحسبه أن يتفرغ لوزارته التى بالقطع قد افتقدته طوال معركة اليونسكو.

التوريث يكرس هيمنة رأس المال والفساد ويؤخر الديمقراطية 40 عاما

د.حسن نافعة    / المصرى اليوم /

٤- مشروع التوريث: أخطر مصادر تهديد الأمن الوطنى

خلصنا فى مقال الأسبوع الماضى إلى أن ما يقال عن «توريث السلطة» فى مصر ليس مجرد «وهم اخترعته المعارضة وصدقته»، كما يدعى أعضاء لجنة السياسات فى الحزب الحاكم، بل مشروع حقيقى تبنته قوى سياسية واجتماعية نافذة تسعى لترجمته واقعاً على الأرض، من خلال خطة متدرجة يفترض أن تصل إلى غايتها بتمكين جمال من خلافة والده فى موعد لا يتجاوز نهاية الولاية الخامسة، أى فى أكتوبر ٢٠١١ على أكثر تقدير.

غير أننا أكدنا فى ختام المقال ذاته أن وجود مشروع للتوريث تتبناه قوى نافذة تصر على تنفيذه، لا يعنى أن نجاحه بات مضمونا بالضرورة، لذا فقد توقعنا إخفاقه ووعدنا بتخصيص مقال اليوم لمناقشة الأسباب التى تدعونا لترجيح كفة فشله.

وقبل الخوض فى مناقشة هذه الأسباب ربما يكون من المفيد هنا إعادة تذكير القراء بأننا حرصنا منذ البداية على عدم تشخيص قضية التوريث، فالأمر المطروح للنقاش فى كل ما كتبته متعلقاً بهذه القضية، لا يدور حول مدى أهلية جمال مبارك لتولى منصب الرئاسة، وإنما حول مدى مواءمة النظام السياسى الذى أفرز ظاهرة التوريث لإدارة الدولة المصرية فى الحاضر والمستقبل.

صحيح أن «التوريث» ظلّ هو الوسيلة المتبعة لانتقال السلطة منذ نشأة النظام السياسى لثورة يوليو حتى الآن، غير أن النمط الذى ساد فى عهدى عبدالناصر والسادات، ألا وهو نمط «التوريث بالاختيار»، من خلال قيام الرئيس الحاكم باختيار نائب له يصبح بالضرورة هو الرئيس القادم،

يختلف اختلافاً كبيراً من حيث الشكل والمضمون عن النمط الذى يجرى الإعداد له حاليا فى عهد مبارك ولم يدخل بعد حيز التنفيذ، ألا وهو نمط «التوريث بالدم» من خلال نقل السلطة من الأب إلى الابن.

ورغم أن كلا النمطين يعتبر معاديا لأبسط قواعد الديمقراطية، فإن تحول نظام ثورة يوليو من نمط التوريث بالاختيار إلى نمط التوريث بالدم يعد انتكاسة كبرى، لأنه ينسف أسس النظام الجمهورى أيضا، وليس فقط أسس النظام الديمقراطى.

لقد أتيحت أمام الرئيس مبارك، بعكس سلفيه الراحلين، ولأول مرة فى تاريخ الجمهورية، فرصة تاريخية حقيقية لإحداث تحول ديمقراطى سلمى فى النظام، وتمكين الشعب المصرى من اختيار رئيسه،

ولم يكن ذلك يتطلب منه أكثر من إلغاء «قوانين سيئة السمعة» صدرت فى أواخر عهد السادات، بالعودة إلى النص الدستورى الأصلى الذى يقيد فترة الرئاسة بولايتين متتاليتين، وتنشيط الحياة السياسية بإطلاق حرية تشكيل الأحزاب دون قيود.

وقد أمل كثيرون، وأنا واحد منهم، فى أن يشرع الرئيس مبارك فى تنفيذ البرنامج الإصلاحى هذا عقب تمكنه من استعادة طابا، وعودة الجامعة العربية إلى مقرها بالقاهرة قبل نهاية الثمانينيات،

غير أن الرئيس خيب كل التوقعات وسار فى اتجاه معاكس لما سبق أن أوحى به خطابه السياسى فى بداية عهده، بل وفى اتجاه معاكس للتقاليد الجمهورية نفسها التى حرص سلفاه على احترامها، وهو ما بدا واضحا من سلوك الرئيس تجاه مسألتين محوريتين، الأولى: إصراره على عدم تعيين نائب له بحجة عدم العثور على شخص تتوافر فيه الصفات المطلوبة،

والثانية: موافقته على قيام نجله بممارسة دور سياسى راح يكبر تدريجياً إلى أن أصبح بمثابة النائب غير الرسمى لرئيس الجمهورية.

ولأن جمال كان قد بلغ بالكاد سن الثامنة عشرة حين تولى والده رئاسة الدولة فى أعقاب حادث اغتيال مروع أطاح بسلفه، فلم يكن بوسع أحد أن يربط بين هاتين المسألتين فى وقت مبكر، لذا تعين الانتظار حتى نهاية التسعينيات قبل أن تبدأ معالم مشروع التوريث فى الانكشاف تباعا على النحو الذى شرحناه تفصيلا فى مقال الأسبوع الماضى.

لم يتوقع أحد بالطبع أن يكشف النظام عن كل أوراقه، ومن ثم حاول التمويه على خطط التوريث، وسعى لإخفاء نواياه بشأنها تحت عباءة شعارات فضفاضة من قبيل: «التحديث»، و«الإصلاح»، و«الفكر الجديد»... إلخ.

لذا لم يكن غريبا أن تختلف السياسات التى انتهجها النظام لتحويل مشروع التوريث إلى واقع على الأرض عن تلك التى اعتادها قبل الإطلاق الرسمى لهذا المشروع، وهو ما انعكس بوضوح على ساحات ثلاث تم اختيارها بعناية، الأولى: ساحة الحزب الحاكم، التى وقع عليها الاختيار كمنصة إطلاق لمشروع التوريث،

والثانية: ساحة قطاع المال والأعمال، التى وقع عليها الاختيار كرافعة للترويج الداخلى للمشروع، والساحة الدولية، التى وقع عليها الاختيار لتذليل العقبات الخارجية التى قد تعرقل مساره.

غير أن بوسع الفاحص المدقق لما جرى طوال السنوات العشر الماضية أن يكتشف بسهولة أن السياسات التى تم انتهاجها على هذه الأصعدة الثلاثة حملت فى طياتها بذور فناء مشروع التوريث من أساسه.

فعلى صعيد العمل الحزبى: جرت محاولة لتبرير الهبوط المفاجئ لجمال مبارك بالباراشوت على الحزب الحاكم بالرغبة فى «ضخ دماء جديدة» فى شرايين الحزب على أمل تنشيطه وإخراجه من حالة التكلس أو الترهل التى أصابته، وتقديم «فكر جديد» أكثر قدرة على التعامل مع المستجدات المحلية والإقليمية والدولية.

غير أن الذين خططوا لإطلاق مشروع التوريث وفق هذا التصور، لم يفطنوا إلى مجموعة من الحقائق، أولاها: أن الذين سيهرولون للتحلق حول جمال مبارك فى لجنة السياسات لن يفعلوا ذلك إعجابا بقيادته لتيار فكرى يؤمنون به، أو لمدرسة سياسية ينتمون إليها، وإنما لسبب واحد ووحيد وهو أنه ابن رئيس الدولة والحزب الحاكم، والمرشح القادم صاحب الحظ الأوفر للرئاسة.

وثانيتها: أن إصلاح حزب حاكم جاء به رئيسه وهو فى السلطة، ولم يأت هو برئيسه إلى السلطة، لا يتأتى من خلال عملية جراحية لزرع ابن للرئيس داخل جسد حزب حاكم، وإنما من خلال تنشيط الحياة الحزبية خارجه، بالتصريح لمنافسين أقوياء جدد بالنزول إلى الساحة. ولذلك لم تسفر عملية الهبوط المفاجئ بالباراشوت إلا عن نتيجتين،

الأولى: تمكين القادم الجديد من السيطرة على الحزب من داخله، وإحلال كوادر جديدة تدين له بالولاء الشخصى محل الكوادر التقليدية أو «الحرس القديم».

الثانية: تمكين الحزب من الهيمنة على آليات عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتحييد السلطة القضائية أو إفسادها من داخلها إن هى رفضت الخضوع، من أجل تهيئة المسرح لإخراج عملية التوريث بأفضل «حُلّة ديمقراطية» ممكنة!.

غير أن الطريقة التى أدار بها الحزب الحاكم «الجديد» انتخابات الرئاسة، ثم معركة التعديلات الدستورية التى أعقبتها لم تقنع الشعب إلا بشىء واحد فقط، وهو أن الإصلاح المطلوب هو فقط كل ما يمكن أن يدفع بجمال نحو موقع الرئاسة!.

وعلى صعيد المال والأعمال: بدا واضحاً منذ البداية أن طبقة رجال الأعمال الجدد، خاصة أولئك الذين ترتبط مصالحهم ارتباطاً عضوياً بالدولة، وكانوا أول من اكتشف جمال وزين له طريق السلطة، لابد أن يكونوا هم أحرص الناس على مشروع التوريث، وأكثرهم استعدادا لتحمل تبعاته.

وفى هذا السياق بدأت أكبر وأضخم عملية خلط للأوراق بين المال والسياسة فى تاريخ مصر، وتاهت الحدود بين الاثنين، لذا لم يكن من قبيل المصادفة أن تشهد السنوات العشر الماضية، التى بدأت مع انطلاق مشروع التوريث، أكبر وأسرع عملية خصخصة وبيع أراض، وأكثرها فساداً فى تاريخ مصر.

غير أن الأقدار تدخلت فى النهاية لتكشف- من خلال سلسلة من الحوادث الدامية، ربما كان أهمها حادث العبارة، ثم مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم- عمق التداخل بين المال والسياسة من خلال حبل الفساد السُّرى، الذى بدا واضحاً أنه يربط بينهما عضويا.

وفى هذا السياق كان من الطبيعى أن تتحول هذه الشريحة من رجال الأعمال من سند داعم إلى عبء فى نظر الشعب، بعد أن تبين أن مشروع التوريث هو ذاته مشروع لعودة رأس المال للهيمنة على الحكم.

وعلى الصعيد الخارجى: بدا واضحاً لمهندسى التوريث أن مشروعهم، الذى لا يحظى بأى تأييد داخلى، لا يستطيع أن يمرّ دون دعم خارجى واضح. لذا فقد بنوا تصورهم لسياسة مصر الخارجية فى مرحلة ما بعد ظهور مشروع التوريث على أساس السعى لاسترضاء إسرائيل والولايات المتحدة بكل الوسائل والسبل الممكنة،

والعمل على تجنب الدخول فى صدام مع أى منهما مهما كانت الظروف. ولأنه كان بوسع هاتين الدولتين أن تدركا بسهولة مدى حاجة النظام المصرى لدعم مشروع التوريث، فلم تترددا فى أن تمارسا فى مواجهته كل أنواع الابتزاز المتخيلة.

وفى تقديرى أنه يصعب تفسير العديد من المواقف التى اتخذتها السياسة الخارجية المصرية فى الآونة الأخيرة ما لم ندخل عنصر التوريث فى الاعتبار، وأظن أن بوسع أى باحث مدقق أن يثبت بسهولة أن مواقف السياسة الخارجية المصرية فى السنوات العشر الأخيرة، خاصة خلال الحرب الأمريكية على العراق عام ٢٠٠٣، والحربين الإسرائيليتين على لبنان عام ٢٠٠٦

وعلى قطاع غزة فى ديسمبر ٢٠٠٨- يناير ٢٠٠٩، عكست حجم الابتزاز الذى مُورس على سياسة مصر الخارجية، وأن الرضوخ لهذا الابتزاز ألحق ضررا فادحا بمصالح مصر الوطنية، ناهيك عن مصالحها القومية العليا.

فى سياق كهذا يبدو واضحاً أن نجاح مشروع التوريث سيؤدى حتما إلى نتائج بالغة السلبية، أهمها:

١- قطع الطريق أمام التحول الديمقراطى ولمدة أربعين سنة مقبلة على الأقل.

٢- هيمنة رأس المال على الحكم بكل ما يمكن أن تنطوى عليه هذه الهيمنة من فساد.

٣- إلحاق الضرر بأمن مصر الوطنى، وهو أخطر ما فى الأمر.

وأظن أنه آن الأوان لكى يستخلص النظام الحاكم دروساً وعبراً مما جرى لفاروق حسنى فى انتخابات اليونسكو الأخيرة!.لهذه الأسباب كلها أعتقد أن الشعب يرفض تماماً مشروع التوريث، لكن هل يستطيع منعه؟ هذا هو ما سنحاول الإجابة عنه فى مقال الأسبوع المقبل.

قنبلة ليبرمان تحرق السلطة الفلسطينية

فهمى هويدى / الشروق /

أستغرب تجاهل الإعلام العربى تصريح وزير الخارجية الإسرائيلى، الذى طالب فيه السلطة الفلسطينية بأن تسحب دعواها التى قدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية..

واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب على غزة. وبرر ذلك بقوله إن السلطة التى طلبت من إسرائيل أن توجه ضربة قاصمة إلى حماس فى غزة ليس لها أن تدعى عليها بعد ذلك بأنها ارتكبت جرائم حرب بحق القطاع.

هذا الكلام الخطير الذى أوردته صحيفة جيروزاليم بوست فى 23/9، لم يثر اهتمام وسائل الإعلام العربية المعروفة، باستثناء قناة «الجزيرة» التى أوردت الخبر، وهو موقف يبعث على الحيرة ويثير الشك، من حيث إنه يعطى انطباعا بمحاولة التستر على المعلومة وطمسها، لأسباب غير مطمئنة.

مع ذلك يظل مضمون الكلام هو الأهم، وهو يستحق التدقيق والتحقيق، على الأقل لكى نفهم ما يجرى. صحيح أن السيد ليبرمان على المستوى الشخصى رجل سيئ السمعة، وهو من جانبنا لا يحظى بأى احترام.

أما على مستوى الموضوع، فحين يقول كلاما كهذا وهو فى منصب وزير الخارجية، فإننا لا ينبغى أن نغض الطرف عنه، وإذا كنا لم ننس له تهديده بقصف السد العالى وهو مجرد زعيم حزب يزايد على غيره، فأجدر بنا ألا نتجاهل ذلك الكلام الخطير الذى قاله وهو مسئول فى الحكومة.

عند الوهلة الأولى فإن ادعاء ليبرمان يبدو أقرب إلى المستحيلات، حيث لا يتصور عقلا أن تطلب قيادة السلطة الفلسطينية من إسرائيل أن تجهز على حماس فى غزة، رغم ما تكنه لها من خصومة وما تختزنه من مرارات، لكن هذا اللامعقول صار معقولا فى ممارسات عدة حاصلة على الأرض، يجسدها مثلا التنسيق الأمنى بين الأجهزة الفلسطينية والإسرائيلية، ذلك أن هذا التنسيق يتم بين الطرفين فى مواجهة عناصر المقاومة، ويراد به فى حقيقة الأمر القضاء على المقاومة تماما.

والفرق بينه وبين العدوان، أن الإجهاز فى ظل التنسيق الأمنى يتم بالتقسيط، فى حين أنه «فورى» ودفعة واحدة فى حالة الحرب يكمل الصورة من هذه الزاوية ما ذكره رئيس الموساد السابق «إفرايم هاليفى» فى مقال نشرته له «يديعوت أحرونوت» (فى 25 مايو الماضى) تحت عنوان «الفلسطينى الجديد»، من أن الاعتقالات التى تقوم بها إسرائيل فى الضفة فى صفوف قادة حماس تستهدف تعزيز حكم أبومازن وجماعته.

ومن المفارقات أن الرجل عارض فى مقاله سياسة القضاء على حماس التى تنبأ لها بالفشل، ودعا إلى ضرورة الحوار معها.

ثمة قرائن أخرى يفيدنا استحضارها أثناء بحث الموضوع، منها على سبيل المثال، أن بعض مسئولى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة كانوا يزودون الإسرائيليين أثناء الحرب بمعلومات عن الأوضاع فى غزة.

وقد سمعت من أحد قادة حركة الجهاد الإسلامى أن أحدهم اتصل به هاتفيا فى اليوم الثانى للعدوان. لكى يلفت نظره إلى أن الإسرائيليين قصفوا أهداف حماس ولم يوجهوا صواريخهم إلى أهداف الحركة، ساعيا بذلك إلى استمالته وإغراء مقاومى الجهاد بعدم التضامن مع حماس فى المعركة.

وحين سمع الرجل ما لا يرضيه بادرت الطائرات الإسرائيلية إلى قصف مقار «الجهاد» فى اليوم التالى مباشرة! وما كان لذلك أن يتم إلا من خلال انتظام الاتصال المباشر بين الطرفين أثناء العمليات.

من تلك القرائن أيضا أن بعض مسئولى الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمركزوا فى العريش منذ الساعات الأولى لبدء العدوان الإسرائيلى، وكانوا متأهبين للدخول إلى غزة مقدرين أن الحكومة القائمة فى القطاع ستسقط، وأن قادتها سيحاولون الاحتماء بالأراضى المصرية.

حين تشيع هذه المعلومات فى أوساط المتابعين للشأن الفلسطينى، ثم يخرج ليبرمان على الجميع ليقول ما قاله، فإنهم لا يفاجأون، وإنما يهزون رءوسهم قائلين إن ظنونهم كانت فى محلها حقا وهو ما يدعونى إلى القول بأن الخطر على القضية لم يعد من إسرائيل وحدها، لأن الأخطر هو سلوك الممسكين بالملف فى البيت الفلسطينى ذاته.

المؤهل : راسب يونسكو

وائل قنديل / الشروق / 

منذ أن سقط الغضنفر فى امتحان اليونسكو قرأت لفاروق حسنى حتى الآن أكثر من نصف دستة حوارات صحفية تكاد تشعر بأنها نص واحد معتمد من جهة واحدة ومختوم بختم النسر قبل توزيعه على صحف بعينها.

ورغم ذلك كل الحوارات تبدأ بأن سيادته وافق بصعوبة على إجراء الحوار، أو عبارات أخرى من عينة «استطعنا انتزاع الوزير من حزنه على المؤامرة فخصنا بهذا الحديث» لا بأس أن يزعم أحد لنفسه الريادة رغم أن واقع الحال يؤكد أننا بصدد رشة حوارات مكثفة على طريقة «حاور فاروق حسنى تكسب صدقة» أو «أعمل حوارا مع فاروق حسنى وأحصل على حوار آخر مع أى وزير تختاره مجانا»

وبعيدا عن كمية الكوميديا الرهيبة فى حوار الوزير، فإن ما يلفت النظر أن الحوار يبدو وكأنه جرى توزيعه بهذه السرعة لايصال رسالة إلى كل من يهمه الأمر فحواها إن فاروق حسنى باق فى منصبه وأن رسوبه فى اليونسكو ليس نهاية العالم، بل كان شعار «ارمى ورا ضهرك» أسرع من أى تكهنات أو أسئلة.

غير أن المضحك أكثر أن الوزير نفسه قرر أنه باق فى المنصب لكى يستكمل مشروعاته العملاقة، باختصار أعلن حسنى أن مصر اتصلت به وقالت له «أنا محتاجالك يا فاروق اوعى تمشى وتسيبنى» ويبدو لى أو أزعم أن ما يحاول فاروق حسنى ومن لفّ لفه تسويقه على أوسع نطاق من أن مصر حزينة ومكتئبة منذ سقوط ابنها فى امتحانات اليونسكو، أزعم أنه ليس أكثر من وهم يعشش فى دماغ الوزير وشلة الكلافين العاملين فى حظيرته الثقافية، والعاملين عليها أيضا،

ذلك أننا لم نسمع أو نرى أن آلاف المواطنين خرجوا لاستقبال فاروق حسنى وفريقه فى مطار القاهرة بعد عودتهم مهزومين من باريس، مع ملاحظة أن عشرات الآلاف خرجوا لاستقبال حسنى عبدربه وزملائه وهم عائدون مهزومين من بطولة القارات.

ولا أدرى من أين لهؤلاء الكلافين بكل هذه القدرة على البجاحة وهم يتهمون كل من رأى فى فاروق حسنى مرشحا هزيلا بعدم الوطنية أو على الأقل بنقص فى هورمونات الوطنية، رغم أن أى مراقب منصف يعلم أن فاروق حسنى لم يقنع المصريين فى الداخل بأهليته لمنصب وزير الثقافة، فكيف نطلب من العالم الاقتناع به واختياره لرئاسة أكبر منظمة ثقافية فى الكون؟

لكن اللافت أكثر هو هذا النزق الطفولى من الوزير الراسب وهو يتحدث بتطاوس مضحك عن أنه أكبر وأشهر من اليونسكو، بل إن العالم لم يعرف باليونسكو إلا بعد أن رشحت لها مصر فخر رجالها وزهرة شبابها الوزير الفنان فاروق حسنى.

وليت الوزير وكلافيه يفيقون من أوهامهم فى أسرع وقت ليعلموا أن أحدا لم يحزن أو يشمت لهزيمة حسنى لسبب بسيط للغاية وهو أنه لم يكن مرشح مصر، بل كان مرشح مصر الجديدة.

وبهذ المناسبة نرجو من موزع صكوك الوطنية الأستاذ صلاح عيسى أن يعلن لنا بوضوح هل معارضة فاروق حسنى تخرج صاحبها من الملة وتنزع عنه الجنسية المصرية؟ ويا أسيادنا الذين فى الحظيرة: شوية خجل.. وشوية احترام!

أسعار الاتصالات فى مصر أغلى من السويد وألمانيا وأمريكا والإمارات

 

ماجدة خضر فى الشروق /

كشفت دراسة عن خدمات الاتصالات فى مصر عن ارتفاع أسعار هذه الخدمة مقارنة بالعديد من دول العالم، وجاء بالدراسة التى أصدرتها حركة مواطنون ضد الغلاء وفقا لما أعلنه الموقع الرسمى للاتحاد الدولى للاتصالات التابع للأمم المتحدة أن أسعار الاتصالات فى مصر لعام 2008 والتى تشمل تكلفة التليفون الثابت، والمحمول والإنترنت مربوطة بالدخل القومى احتلت المرتبة 67 من بين 150 دولة لتكون أسعارها أعلى من لبنان، وبلغاريا وبتسوانا، الأرجنتين والبوسنة، المكسيك، عمان، تونس، تركيا، ودول متقدمة مثل ألمانيا، والولايات المتحدة وإيطاليا وبلجيكا والدانمارك، وهولندا والسويد وغيرها.

وأشارت الدراسة إلى أن مصر تأتى بعد إسرائيل بـ70 درجة وفقا لمؤشر النفاذ إلى خدمات الاتصالات والمقصود بها ضمان تصميم الخدمات وإمكانية الوصول لها بيسر وبتكلفة مقبولة كما تسبق مصر فى هذا المجال دول أخرى مثل البحرين، الإمارات، قطر، السعودية، الكويت، سلطنة عمان، المغرب، إيران، كوريا، جنوب أفريقيا، السلفادور، جواتيمالا، بروناى، اليونان، قبرص، وكرواتيا وبولندا.

وفى مقياس مجتمع تقنية المعلومات وضعت مصر فى المركز 95 بينما تقدمت عليها إسرائيل محتلة المركز 35 بين 154 دولة بفارق عن مصر 60 درجة وطبقا لنفس الدراسة بالنسبة لمؤشر البنية الأساسية تأتى مصر فى المستوى الثالث قبل الأخير بينما تستقر اسرائيل فى المستوى الأول بجانب الولايات المتحدة، وبريطانيا واليابان وألمانيا وكوريا، الإمارات وتايوان بينما تقع كل من البحرين والبرازيل وكوستاريكا، وقبرص، لتوانيا والكويت ولبنان، قطر، السعودية، أوكرانيا، تركيا، وتايلاند فى المستوى الثانى.

يؤكد رضا عيسى، مقرر وحدة الدراسات الاقتصادية بحركة مواطنون ضد الغلاء ومعد الدراسة، أن الجهاز القومى للاتصالات يحاول أن يوهم الرأى العام باستخدامه شعار الاستخدام العادل للإنترنت بأنه يسعى للقضاء على ما يسميه الوصلات غير الشرعية وليس زيادة أرباح الشركات وأن الجهاز يتذرع بالفجوة بين أعداد مستخدميها والتى تصدر فى التقارير السنوية للاتحاد الدولى للاتصالات ليصل إلى نتيجة متعسفة ومضللة مفادها أن كل مستخدم يجب أن يصبح مشتركا بما يعنى زيادة الطلب بشكل قسرى وإجبارى ليصب فى مصلحة الشركات مقدمة الخدمة لتزيد أرباحها وإيراداتها مشيرا إلى تقارير الاتحاد الدولى التى تؤكد زيادة الفجوة بين أعداد المشتركين وأعداد مستخدميها فى العالم كله بنحو 16% خلال الفترة من 2004 ــ 2008.

بما يعنى أنها ظاهرة عالمية وليست مصرية حيث لا تزيد هذه النسبة فى مصر على 20% بينما تصل قى لبنان إلى 136%، وفى إندونسيا إلى 126%، بينما تزيد الفجوة فى سلطة عمان على 65%، والسعودية 60%، الصين 59% إيطاليا 50% وتصل فى إسرائيل إلى 22% ويقول عيسى ورغم ذلك لم تقم هذه الدول وغيرها بإجراءات مشابهة لما قام به جهاز الاتصالات المصرى ويرى رضا ضرورة أن يحدد جهاز الاتصالات استراتيجيته وأهدافه بدقة ووضوح والارتقاء بمجتمع الاتصالات والمعلومات فى مصر طبقا للمعايير الدولية كما يشير إلى أهمية أعمال أدوات الرقابة الشعبية على المرافق المملوكة للشعب وفقا لما نص عليه الدستور فى المادة 27.

بينما أكد محمود العسقلانى المتحدث باسم الحركة أن الدراسة بداية لحملة موسعة تقودها مواطنون ضد الغلاء بالتعاون مع الجمعية القومية لحماية المستهلك وعدد من الجمعيات الفاعلة فى نفس المجال بهدف مواجهة الاستنزاف لجيوب المستهلكين بتواطؤ مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات.

وصول الإخوان للحكم!

إبراهيم عيسى يكتب فى الدستور /

قال لي صحفي أمريكي ونحن علي مقهي في القاهرة إن الرئيس مبارك شخط فيه ذات مرة وهو يجري معه حوارًا لمجلته وقال له: إنت عايز نعمل انتخابات حرة عشان يأتي الإسلاميون«كان يقصد الإخوان المسلمين» ويحكمون البلد، ثم أضاف الرئيس: أنتم أول من سيعاني!!

فسألت الصحفي الأمريكي: وهل صدقته؟

أجاب: نعم صدقته.


فأجبت: وهكذا يصدق المسئولون والرؤساء والعالم الغربي كله رئيسنا حين يخوفكم بالإخوان فتخافون، ولهذا أنتم موافقون علي ديكتاتورية وأبدية حكم الرئيس مبارك ولا تنزعجون علي الإطلاق منها، بل هي تخدم سياسات الغرب والأمريكان، كما لم تزعجكم أبدًا سياسة عمر بونجو في الجابون، ولا حتي معمر القذافي في ليبيا، ولا شايفين أي مشكلة فيما يفعله زين العابدين بن علي من ديكتاتورية واحتكار حكم في تونس،

وراضون تماما عن عبدالله صالح في اليمن وفيه ما في رفاقه من رؤساء الديكتاتوريات العربية، ولا أظن أنه يخالجكم أي ذنب وأنتم تدعمون هؤلاء وترعون نظمهم الحاكمة وتتابعون بكل رقة وكرم مغدق انتهاكاتهم لحقوق الإنسان، وتزويرهم للانتخابات ومع ذلك أحب أن أبشرك بأنكم أول من سيعاني!

لم أقابل أي صحفي أجنبي إلا وهو يخاف من الإخوان المسلمين ومن وصولهم للحكم لو جرت انتخابات نزيهة في مصر! الأمر الذي يؤكد نجاح الرئيس مبارك نجاحًا مذهلاً في إقناع الأمريكان ومؤسسات الحكم والإعلام في أوروبا أن الإخوان المسلمين من القوة والمكانة والجماهيرية التي ستصعد بهم للحكم في حالة توقفه عن تزوير الانتخابات التشريعية!

وربما يفسر هذا كله المطاردة الأمنية المنفعلة والمفتعلة للإخوان وسجن زعاماتهم وتلفيق القضايا لهم وتحويلهم للمحاكم العسكرية، فهذا كله يستهدف ضمن أهداف عديدة أن تصل للغرب رسالة أن الإخوان قوي ضخمة ومتشعبة ومتعددة وقوية، وأنها في صراع محموم مع نظام مبارك فتترسخ لدي الغرب والأمريكان فكرة أن الإخوان هم بديل مبارك وهي الجماعة المنافسة للحزب الحاكم،

ويبارك الغرب «مبارك» في تصديه للإخوان والتيار الإسلامي، فالثابت أن أجهزة المخابرات في العالم بات لديها خط أحمر غير مسموح به علي الإطلاق وهو وصول تيار إسلامي للسلطة في أي دولة عربية، وبدلاً من أن تتدخل هذه الأجهزة بعمليات قذرة أو تتورط حكوماتهم في تحركات عنيفة، فإنهم يفضلون أن يقوم وكلاؤهم في المنطقة بدورهم البوليسي الاستبدادي بالتخلص من التيار الإسلامي مبكرًا وعاجلاً أيًا ما كانت وسيلة هذا النظام أو ذلك في التعامل مع الإسلاميين!

وهناك تجربة جبهة الإنقاذ في الجزائر في أوائل التسعينيات حين أوشكت علي الوصول للحكم بعد نجاحها الكاسح في انتخابات المحليات، ثم تدخلت فرنسا الدولة الاستعمارية العظمي صاحبة أسود سجل في دعم الديكتاتوريين العرب «فرنسا أسوأ وأسود من أمريكا.. تخيل!» وعبر نفوذها «إن لم تكن سيطرتها» علي المؤسسة العسكرية في الجزائر فجري انقلاب ضد الديمقراطية انتهي إلي إرهاب ومذابح شاركت فيها وخططت لها ونفذتها المؤسسة العسكرية الجزائرية الفرنسية، ونسبوا كثيرًا من المذابح للإسلاميين في أكبر كذبة وخديعة أخلاقية في العالم وعاث الإرهاب وعاش الاستبداد في الجزائر وغيرها حتي حينه.
ل

كن هل يمكن أن يصل الإخوان فعلاً للحكم عبر انتخابات نزيهة في مصر؟

أحب أن أفاجئك بأن هذا مستحيل!

أن يصل الإخوان للحكم عبر انتخابات نزيهة فهذا حقهم، ولا يملك أحد أن ينازعهم هذا الحق، فمتي جاءوا بطريق ديمقراطي سلمي فليس لنا أن نعترض علي إرادة الجماهير ورغبة الأغلبية ولا مشكلة عندي «ومن المفترض أنه لا مشكلة عند أي شخص مؤمن بالديمقراطية وبحق الناس في الاختيار» في أن يحكمنا الإخوان طالما هناك انتخابات نزيهة تضمن أن يستمروا أو يرحلوا عن الحكم بأصوات الناخبين!

لكن مرة أخري أفاجئك بأن هذا لن يحدث أبدًا، هذه الأكذوبة التي يعتنقها نظام مبارك ويعيش بها وعن طريقها، هي ذات الأكذوبة التي يحب الإخوان أن يصدقوها ولا يحبون أن ينفوها، لكنها في النهاية مجرد أكذوبة، تكرارها لا يعني صدقها!

لن ينجح الإخوان في الوصول للحكم في حالة إجراء انتخابات نزيهة، فالواضح أن من سينجح فعلا في أي انتخابات نزيهة قادمة هم الفاسدون ومشترو الأصوات ومليارديرات المال المشبوه والحرام!

إزاي ...

سنعرف كلنا إزاي!

نكتة : الرئيس العراقى .. لن نسمح لأحد باستخدام أراضينا لضرب إيران

نيويورك : اليوم السابع نقلا عن (أ.ش.أ)

الرئيس العراقى جلال طالبانى الرئيس العراقى جلال طالبانى

أكد الرئيس العراقى جلال طالبانى، أن فرض عقوبات دولية جديدة على إيران لن ينجح فى تحجيم النشاط النووى لطهران، مشددا على أن بلاده لن تسمح لإسرائيل أو أية جهة أخرى باستخدام مجالها الجوى لشن غارات على المنشآت النووية الإيرانية.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) اليوم الأحد عن طالبانى قوله، فى مؤتمر صحفى عقده بنيويورك، إن على الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) التى تضطلع بمتابعة الملف النووى الإيرانى، الدخول فى "مفاوضات حقيقية" مع طهران، وأن تضمن حق الأخيرة فى تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية، مضيفا "قد ينجح هذا المسعى".

ورداً على سؤال عما إذا كانت العراق تصدق ما يقوله الإيرانيون من أنهم لا يسعون إلى تطوير أسلحة نووية، خصوصاً فى ضوء الحقائق التى طفت إلى السطح فى الأيام القليلة الماضية بأنهم بصدد بناء منشأة نووية جديدة، قال "أعتقد أن القيادة الإيرانية أوضحت أن إنتاج الأسلحة النووية مخالف للإسلام لأنه يؤدى إلى قتل الأبرياء.. لذلك فهم أوضحوا علنا أنهم لا يسعون للحصول على الأسلحة النووية، بل إن كل همهم تطوير التقنية النووية".

وحول إذا ما كانت سلسلة جديدة من العقوبات ستنجح فى حل الأزمة حال إخفاق لقاء جنيف فى تحقيق أى تقدم، قال طالبانى "لا أعتقد أن العقوبات ستنجح فى إجبار إيران على تغيير سياستها، أعتقد أن الخطوة الأولى هى المفاوضات".
وكرر طالبانى موقف العراق الداعى إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وقال "نحن ندعم حق كل دول المنطقة فى تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، ولكننا نعارض إنتاج الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط".

وتصر إيران على أن الغرض من برنامجها النووى هو إنتاج الطاقة الكهربائية رغم الإعلان مؤخرا عن منشأة نووية ثانية جديدة.

إيران تطلق صواريخ بعيدة المدى غدا


أعلن قائد سلاح الجو فى الحرس الثورى الإيرانى حسين سلامى للتلفزيون الناطق باللغة الإنجليزية "برس تى فى" اليوم الأحد أن إيران ستقوم غدا بإطلاق صواريخ شهاب البعيدة المدى فى إطار مناوراتها العسكرية.

وقال الجنرال سلامى "سنقوم بإطلاق صواريخ زلزال وتوندار وفاتح-110 (قصير المدى) اليوم الأحد. وهذا المساء سنطلق صواريخ شهاب-1 وشهاب-2 (متوسط المدى) وغدا سنطلق صواريخ شهاب البعيدة المدى".
وتملك إيران صواريخ شهاب-3 التى يبلغ مداها حوالى ألفى كلم والقادرة على بلوغ إسرائيل.

وأضاف أن القوات المسلحة الإيرانية لن تقوم خلال هذه المناورات بإطلاق أى صاروخ جديد.

السبت، 26 سبتمبر 2009

كل النساء Used .. وكل الرجال «بتوع ستات»

حنان شومان تكتب فى الفجر /

أفتقد صوت النقشبندي وفانوس رمضان المصري بزجاجه الملون والشمعة الصغيرة وفوازير شريهان ونيللي وصوت الشيخ محمد رفعت وهو يؤذن لصلاة المغرب، افتقد رائحة رمضان الذي كان.. افتقد فكرة أن رمضان كان يعني لي ولكل المصريين مسلسلا أو اثنين مثل صيام صيام أو ليالي الحلمية وأن هذه المسلسلات كانت تمثل درة المشاهدة،

وأشعر بكثير من الغيرة من هؤلاء الذين كانوا يعملون بالنقد في ذاك الزمان لأن لم يكن لديهم كثير من الاعمال الفنية لمشاهدتها والكتابة عنها فزمانهم كان أكثر «رواقة ومزاج».. ولولا التجاوز لكنت قلت كما يقول مصطفي حسين علي لسان شخصياته الكاريكاتيرية: «جتنا نيله في حظنا الهباب».

ولأنني لا استطيع الزعم بأي حال أنني امرأة خارقة ومشاهدة وناقدة فولاذية تستطيع أن تتابع عشرات من الاعمال الفنية الدرامية المعروضة في رمضان مما يؤهلني لنقدها بشكل كامل فاكتفي بالحديث عن أزمة اجتماعية عويصة تشعر بها النساء منذ بداية رمضان وتتفاقم كلما مرت أيامه وعرض التليفزيون مسلسلاته.

أكثر من ثلاثة عشر مسلسلا من بينها «علشان مليش غيرك» و«خاص جدا» و«الباطنية» و«ابن الارندلي» و«أفراح إبليس» و«تاجر السعادة» و«قانون المراغي» وغيرها تحكي من بين أحداثها حكاية المرأة الثانية والثالثة وربما الرابعة في حياة الرجل وكأنها تؤصل لفكرة أن امرأة واحدة لاتكفي.

كل الرجال في كل مسلسلات رمضان علي اختلاف اعمارهم أو مستوياتهم الاجتماعية ما بين طبقة غنية أو متوسطة أو حتي معدمة، كما في تاجر السعادة تجد فيها رجلا أو اكثر زوجا لأكثر من امرأة، وحتي مع اختلاف الأزمنة ما بين زمن المصراوية إلي زمن خاص جدا تجد الرجل الذي يهجر المرأة لأخري أو يجمع بين اكثر من امرأة.

ولو أن متابعا غريبا شاهد مسلسلات رمضان المصرية وقرر أن يستخلص منها بعض مقومات المجتمع المصري يقرر أن المرأة المصرية مسكينة ودائما واخده بمبه من رجل هو زوج أو حبيب ولافرق في ذلك بين متعلم أو جاهل وكبير أو صغير وغني أو فقير.

والسؤال هل الدراما التليفزيونية التي تحظي بكثافة عالية في المشاهدة وكتابها هم المذنبون في حق المجتمع والمرأة ويعودون بنا إلي زمن زوج الأربعة، أم أن الكتاب والدراما انعكاس لواقع يفرض عليهم تصويره، وأن الحقيقة أن المجتمع المصري بل والغربي يعود إلي الوراء سنوات وسنوات ليس فقط في الفكر الأصولي ولكن أيضا في جوهر العلاقة الاساسية للبشرية وهي علاقة الرجل والمرأة؟

الاجابة ليست بالتأكيد بنفس سهولة طرح السؤال ولكني أظن أن كتاب الدراما عكسوا بعضا من الواقع.

هناك مثل عامي يقول: «خذوا فالكم من عيالكم» ولكن في مصر كما في كل العالم الناس يأخذون فألهم ويأخذون قيمهم من نجومهم وقادتهم ومثلهم الأعلي.

في مصر المثل الأعلي والنجوم هم أهل المال والسطوة وبعض من السياسيين وكل هؤلاء مع قليل من الاستثناء لايكتفون بامرأة واحدة ولا اثنتين ولا حتي ثلاث، والإعلام صار وحشا كاسرا يستطيع أن يدخل حتي غرف النوم والحمامات، وبالتالي ينقل للعامة تنقل الرجال من امرأة لأخري سواء بالزواج كما في حال أحمد عز مثلا وهو رجل السياسة الأبرز، أو كما حدث مع حسام أبوالفتوح أو هشام طلعت مصطفي ورامي لكح وعشرات بل مئات ومئات من أسماء رنانة في دنيا السياسية والمال وكذلك الفن.

ويحضرني هنا ما حدث منذ سنوات حين عُرض مسلسل الحاج متولي الذي كتبه مصطفي محرم وعُرض منذ سنوات وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب ذلك المسلسل وكيف انتفض المجلس القومي للمرأة وغيره من الجمعيات النسائية تطالب بمنعه وتتهمه بترويج أفكار هدامة في المجتمع.

أسرار الخاتم المسموم الذى قتل عبدالناصر


محمد عبد الحكم دياب يكتب فى القدس العربى /

الحديث عن موت عبد الناصر لا يتوقف منذ لحظة رحيله في 28 ايلول/سبتمبر 1970. وهذا العام طرحت الأسئلة مجددا عن ملابسات الموت وألغازه، وشهدت الفترة الأخيرة اتهاما موجها من إبنة الزعيم الكبرى بتورط السادات فيما سمته قتل والدها.

بجانب أن ما حدث لقائد حركة حماس خالد مشـعل وإنقاذه من موت محقق، وما جرى للراحل ياسر عرفات يكشف أن أيدي المخابرات الغربية بأنواعها، صهيونية وغير صهيونية، ممتدة، منذ ما قبل اغتيال باتريس لومومبا وبعد تصفية غيفارا في ستينات القرن الماضي. مات عبد الناصر بعد اغتيال الأول بخمس سنوات وبعد تصفية الثاني بثلاث سنوات. ولا ينفصل هذا عن إسقاط إحمد سوكارنو وعزل كوامي نيكروما في نفس الفترة، ووفاتهما فيما بعد. وكنت ممن يرجعون موت عبد الناصر إلى الأمراض التي عانى منها. وفي سيل الكتابات الجديدة بمناسبة حلول ذكرى الوفاة توقفت أمام قصتين نشرتا في صحيفة 'العربي' القاهرية. عدد 13 ايلول/سبتمبر 2009.

تقول القصة الأولى أنه في دورة رمضانية لكرة القدم أقامها مركز شباب قليوب المحطة التابع لمحافظة القليوبية، شمالي القاهرة. شارك فيها 48 فريقا بينهم فريق اسمه الفريق الناصري، وبعد أول مباراة لعبها هذا الفريق قامت القيامة لأن ملابسه تحمل صورة عبد الناصر.. أوقفت الدورة، واستُدعي المشرف على الفريق، وطلب منه تغيير اسم الفريق وملابسه أو تلغى الدورة.

وأمام رد الفعل الرافض كان الحل في أن يلعب الفريق الناصري بملابسه مقلوبة لإخفاء صورة عبد الناصر. القصة الثانية نشرت في نفس العدد عن السيناريست محمد صفاء عامر الذي طرد.. تحت حماية الشرطة.. من ندوة رمضانية بالأقصر. نظمها الملتقى الفكري والثقافي لأبناء الصعيد. لتطاوله على ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر. وكان قد قال ان حركة يوليو أتت بالخراب وأن الإصلاح الزراعي مصيبة.. اعتبر الحاضرون كلامه استفزازا لأهالي الصعيد الذي أنجب جمال عبد الناصر وأنصفت ثورته فلاحين مصر وفقراءها. ألا يعني العداء للصورة والتطاول على الثورة اغتيالا للذكرى وقتلا للذاكرة؟ وألا يعني أن المستمرين في هذا امتداد طبيعي لمن تحوم حولهم شبهة الاغتال الجسدي؟ فهل من المستبعد على من لا يحتمل صورة زعيم رحل منذ ما يقرب من أربعة عقود أن يكون من هؤلاء الذين يستكملون مهمة القتل التاريخي والسياسي للزعيم الراحل وكل ما يرمز له؟

كانت هذه الأسئلة تدور برأسي حين وصلتني رسالة من الأخ والصديق كمال خلف الطويل. الطبيب العربي المقيم في أمريكا عبر البريد الألكتروني. أعاد فيها نشر الوثيقة رقم المنشورة 28 بملحق وثائق كتاب 'بين الصحافة والسياسة ' للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل . الصادر في 4891 . والوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير سامى شرف قدمت للرئيس جمال عبد الناصر بتاريخ 3 حزيران/ يونيو 1970م ، ترصد التحركات ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى، ولفت النظر إلى تأشيرة بخط الرئيس عبد الناصر على أعلى الصفحة من اليسار نصها : ' لقد تقابل علي أمين في روما مع أحد المصريين المقيمين في ليبيا،

وقال له ان الوضع في مصر سينتهى آخر سنة 1970 وهو تاريخ يتكرر في كل الوثائق كحل لمشكلة جمال عبد الناصر . وذكر أن علي أمين هرب من مصر بعد إدانة أخيه مصطفى أمين بالتجسس لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الشبهات تحيط به أيضا، ففضل أن يظل خارج مصر . وسأل عن كيفية معرفة على أمين أن الوضع في مصر سينتهى آخر 1970. وفعلا توفي جمال عبد الناصر فى 28 ايلول/ سبتمبر 1970م ، وبوفاته انقلبت أوضاع كثيرة في مصر وفي الوطن العربي. وفي نهاية رسالته قال: 'الآن بتجميع كل هذه الوثائق معًا وبالمعاني الواضحة التي نستشفها منها ألا يمكن أن نتساءل ما هو سر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 8 2 ايلول/ سبتمبر 1970؟

هل توفي بفعل فاعل؟..

هل هناك أسرار لم تكشف بعد عن وفاته؟'.

عادت بي الذاكرة إلى أيام الشباب، وتحديدا في حزيران/يونيو 1970. كان المبعوثون المصريون للدراسات العليا في الخارج في دورة تأهيلية. صارت تقليدا منذ المؤتمر الأول للمبعوثين في صيف 1966 بالإسكندرية واستجابة لتوصيات المؤتمر لتأهيل المبعوثين قبل سفرهم للخارج، وكانت الحالة التي شاهدت فيها الراحل العظيم عن قرب باعثة على القلق. ومع ذلك سأسمح لنفسي بالقفز إلى عام 1976.

في هذا العام تقابلت مع شخص كان في حالة نفسية سيئة، وقال لي إنه يبحث عن شخص بعينه وذكر اسمي.. قلت ماذا تريد منه؟ فرد بانفعال ما شأنك؟ أنا أريده في أمر خاص جدا. وبدا على شفا الانهيار. وجدته يعرف اسمي ولا يعرف شكلي. قلت له لماذا تطلب مقابلة شخص لا تعرفه؟ رد قائلا: أنا في ورطة وقيل لي أنه يستطيع مساعدتي. لحظتها أفصحت له عن نفسي. فطلب الانفراد بي. وعرفني بنفسه كصحافي مخضرم من جيل يكبرني في ذلك الوقت. وحكى عن لقاء له مع مدير المخابرات المصرية الراحل صلاح نصر لعدة ساعات.

وحكى عن أسرار كثيرة خرج بها. ولن أتوقف أمام ما قاله على لسان صلاح نصر من أن المخابرات المركزية الأمريكية 'بقرت بطن' المخابرات المصرية، وتفتش في أحشائها عن سر تفوقها وهزيمتها لها ولغيرها، خاصة الموساد الصهيوني.. كيف توفرت لها القدرات؟ ومن أين جاءت بالكفاءات؟ وحكى عن الألم النفسي لصلاح نصر مما تقوم به المخابرات الأمريكية على هذا الصعيد في ذلك الوقت المبكر. كان السر الذي شدني يتعلق بوفاة عبد الناصر. وذكر أنه مات مسموما..

قلت ليس في هذا جديد. فقد نسب هذا إلى ملك عربي، وإلى أخصائي تدليك. قال لا هذا ولا ذاك. فصلاح نصر يجزم بأن السم انتقل لجسم عبد الناصر عن طريق خاتم صمم خصيصا كان في اصبع حاكم خليجي.. قلت كلام مرسل ليس عليه دليل.. فرد دليلي هو التسجيلات التي تحوي التفاصيل، ومعززة بمجموعة صور أثناء التسجيل، وكنت أنوي نشرها في كتاب.

طلبت الاطلاع على التسجيلات. رد أنها سلمت لدولة عربية. اشترت المادة المسجلة ومعها الصور. دفعت الجزء الأول من الثمن المتفق عليه، ووجهت له الدعوة لاستلام الجزء الباقي. ترك في الفندق في بلد لم يكن زارها من قبل، ولا يعرف فيها أحدا دون سؤال من مضيفيه. وهذا أثار في نفسه الرعب. فخففت عنه وأردفت: قطعا لديك نسخة من التسجيلات والصور، ونفى ذلك. فاستطردت لا يعقل أن يسلم صحافي مخضرم تسجيلات بهذا القدر من الأهمية ولا يحتفظ بنسخة! قال هذا ما حدث ثم دمعت عيناه..

وقال أخاف أن يحدث لي مكروه. واتصلت بصديق مسؤول في ذلك البلد الشقيق، فبادر بطلبه واستمع له. وحدد له موعدا في اليوم التالي لمقابلة شخصية نافذة قادرة على التعامل مع هذا الموضوع، وحين ذهب للموعد المحدد في صباح اليوم التالي. ومجرد أن جلس في مكتب المسؤول دخل رئيس أركان الجيش دون سابق إنذار. فبادر المسؤول وعرض عليه الموضوع، وأشار له أنه من طرفي، وعلى الفور اتصل رئيس الأركان هاتفيا بالجهة المعنية قائلا لهم أن الصحافي في حمايته

وطلب حل مشكلته وصرف المستحقات. بعد حصوله على مستحقاته قلت له انك محظوظ للغاية. فحضور رئيس الأركان صدفة سهل الأمر. ومثل هذا الأمر لايتكرر. وعليك أن تعود من حيث أتيت. 'فلا تسلم الجرة في كل مرة'. ويبدو أنه تصور أنني 'صاحب سر باتع' كما نقول في مصر، وأن تعرفه علي سيوفر له الحماية ويمنع عنه المكروه. ولم يكن تصوره حقيقيا، وما هي إلا شهور قليلة حتى واجه مشكلة جديدة مع نفس الجهة. فاتصل بي قلت له الصدف لا تتكرر. وهذه قصة مختلفة قد تروى في مناسبة أخرى.

أثبت تدخل رئيس الأركان وتعليماته للجهة المعنية صحة وجود التسجيلات والصور في أرشيف الدولة الشقيقة. لكنها لم يفرج عنها لثلث قرن. مع ما قد يكون في نشرها من فائدة قد تفسر لغز موت زعيم بحجم عبد الناصر. تغيرت الدنيا بظهوره، وانقلبت رأسا على عقب برحيله.

وأعود إلى دورة المبعوثين قبيل وفاة عبد الناصر بشهور معدودة. كان البرنامج يشمل التعريف بثقافات وعادات البلاد التي يتوجه إليها المبعوثون، إما بلقاءات مع مبعوثين عائدين، أو مسؤولين ومختصين من السفارات والمراكز الثقافية الأجنبية يقومون بهذه المهمة. وكانت سكرتارية التثقيف المتفرعة من السكرتارية المركزية لمنظمة الشباب مسؤولة عن إعداد المواد الفكرية والسياسية وتنفيذها. وتختم الدورة بلقاء مغلق مع عبد الناصر. وبصفتي المسؤول السياسي عن هذه الدورة أسندت إلي مهمة المسؤولية السياسية عن قاعة اللقاء مع المسؤول الأمني، وكان المرحوم اللواء زكي علاج مدير أمن القاهرة وقتها. وهو تقليد بدأ من منتصف ستينات القرن الماضي بتعيين مسؤول سياسي للاجتماعات والتجمعات السياسية لسرعة التصرف والتخفيف من صرامة التعليمات الأمنية. وهو تقليد انتهى بعد انقلاب ايار/مايو 1971،

والتقى عبد الناصر بالمبعوثين في 16 حزيران/يونيو 1970 وكانت هيئته باعثة على القلق. بدا متعبا ومرهقا، وعزا البعض هذا لظروف النكسة ومتابعته الشخصية لمعالجة أسبابها، وجهده الخارق في إعادة بناء القوات المسلحة. ومن جانبي شعرت أنها آلام مرض شديد، ونقلت إحساسي إلى أصدقاء مقربين، واستمر هذا الانطباع مسيطرا أثناد اللقاء وبعده. مما أشعرني بأن ما قاله كان خطبة وداع ترك فيها نفسه على سجيتها.. استمع لنقد الشباب وعتابه، ورد بأبوة حانية على النقد بنقد والعتاب بمثله. سمع منه الشباب ما لم يسمعوه من قبل. وسعيت للحصول على نص هذا الحديث، الذي لم ينشر وفشلت.

ومؤخرا سألت الوزير الأسبق سامي شرف كاتم أسرار الزعيم الراحل عن نسخة منه. فرد أن كل ما عنده بخصوص هذا الموضوع سلمه لزميل في قيادة حزب التجمع. أنوي الاتصال به في زيارتي القادمة للقاهرة إن شاء الله. صورة عبد الناصر الأخيرة مع المبعوثين استمرت عالقة في ذهني حتى سمعت خبر الوفاة الصاعق في الثامن والعشرين من مثل هذا الشهر لتسع وثلاثين سنة خلت. كنت على قناعة أن المرض وحده وراء الرحيل المبكر للزعيم حتى عرفت برواية صلاح نصر فتسرب الشك إلى نفسي.

 

عباس لـ«الحياة»: حكومة نتانياهو مشكلة ولا أرضية للتفاوض معها

  • نيويورك - راغدة درغام

  • 240906a.jpg

    اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «مشكلة»، مؤكداً أنه «ليست هناك أرضية مشتركة للحديث معها». وأكد في مقابلة مع «الحياة» أنه لن يقبل بوقف جزئي للاستيطان «لأنه سيعني أن الاستيطان مستمر». وقلل من مطالبة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ «ضبط» الاستيطان، بعدما كانت تطالب بوقفه.

  • وأشار إلى أن إسرائيل تريد دولة فلسطينية بحدود موقتة، مشدداً على ضرورة أن ينطلق أي استئناف للمفاوضات من المرجعية التي توصل إليها مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في شأن الحدود وأن تتناول القضايا الأساسية. ودافع عن اللقاءات التي ستستضيفها واشنطن مطلع الشهر المقبل بين الوفدين التفاوضيين الفلسطيني والإسرائيلي، لافتاً إلى أن «لا قطيعة بيني وبين الحكومة الإسرائيلية». واعتبر أن «لا خيارات سوى استمرار التحدث» إليها. وفي ما يلي نص المقابلة:

    > كيف رأيت أجواء المحادثات الثنائية والثلاثية؟

    - اللقاء من حيث المبدأ كان فكرة تستحق البحث، هل يتم هذا اللقاء أو لا يتم؟ ونحن في النهاية قررنا أن لا بد من أن نأتي، على رغم أن هناك من عارض ومن هاجم ومن انتقد، لكن نحن في سياستنا نفضل أن نكون إيجابيين لا سلبيين. يمكن أن نقول لا أو أن نذهب ولا نحقق أي شيء ونخسر، لكن الأفضل أن نأتي ونقول رأينا، لذلك أتينا وأجرينا هذا اللقاء.

    الأمر الذي تكلمنا فيه مع الرئيس باراك أوباما هو أن هناك التزامات، هو نفسه أعلن عنها، ونحن ملتزمون بها. قمنا بما يخصنا كاملاً ومستمرون في تطبيق التزاماتنا في الأمن والسلطة والمؤسسات، لكن الإسرائيليين لم يقوموا بأي شيء. الإدارة الأميركية حاولت خلال الأشهر الثمانية الماضية أن تحقق تقدماً وبذلت الجهود من خلال (مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل). هي تقول إنها حققت بعض التقدم، لكن نحن لا نستطيع أن نقبل بالأمر الواقع، فالوقف الجزئي للاستيطان يعني استمرار الاستيطان، حتى لو كان التوقف بنسبة ٩٥ في المئة، فهو استمرار للاستيطان.

    وجهة نظر الرئيس أوباما هي أننا «حققنا شيئاً، فلنستمر ونبني عليه». نحن وجهة نظرنا هي: يجب أن نتوقف ثم نبدأ بعد أن نحدد مرجعية المفاوضات والقضايا الأساسية، أي الحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن والمياه وغيرها. أوباما سيستمر الآن في مساعيه، قال إنه سيستمر لفترة معينة، قد تكون قصيرة أو طويلة، وبعد ذلك سيرى كيف يمكن أن يتصرف.

    نحن في الحقيقة نريد أن نحافظ تحت أي ظرف على علاقتنا بالرئيس أوباما، ولا نريد أن نخرج بأزمة مع الأميركيين أو أن نفتعل أزمة، لكن في الوقت نفسه لا نستطيع أن نسير إلا في شكل واضح، لا بد من أن تكون معالم الطريق واضحة (لنعرف) إلى أين نحن ذاهبون.

    > وأين يكمن تحديداً الخلاف على المرجعية؟

    - اتفقنا على المرجعية مع حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود) أولمرت ومع إدارة الرئيس جورج بوش، وهي تحديد حدود الضفة الغربية وما هي الأرض المحتلة. هذا الموضوع حُسم بيننا وبين الأميركيين والإسرائيليين على النحو الآتي: اننا نقصد بالأرض المحتلة قطاع غزة والضفة الغربية، ونقصد بالضفة القدس، والبحر الميت ونهر الأردن و «الأراضي الحرام».

    عبارة «الأراضي الحرام» حددت في شكل أوضح، وهي الحدود التي كانت قائمة بين الأردن في ذلك الوقت وبين إسرائيل، ومن هنا انطلقت الخطوة الثانية مع حكومة أولمرت، وهي محاولة الاتفاق على تبادل الأرض ورسم الخرائط. وفعلاً رُسمت خرائط من قبلهم ومن قبلنا، وقدمت اقتراحات لتبادل الأراضي، لكننا لم نتفق. والعودة الآن إلى النقطة صفر مشكلة.

    الشيء الآخر أن هناك القضايا الأساسية التي ذكرت في مؤتمر أنابوليس. هذه القضايا الست من دون أي استثناء، ناقشناها في عهد أولمرت، يعني ناقشنا الحدود وناقشنا القدس. أما أن نعود إلى الوراء ليقولوا نقبل القدس ونرفض اللاجئين، فهذا لا يجوز. هذه هي القضايا وهذا هو المقصود بالمرجعية.

    > إذاً هناك خلاف جذري بينكم وبين الإسرائيليين على مواضيع التفاوض؟

    - بالضبط، خلاف جذري.

    > وهل سيستغرق هذا فترة طويلة؟

    - نعم، حكومة نتانياهو مشكلة فعلاً، لأنه ليست هناك أرضية مشتركة للحديث. الاستيطان سيستمر، وهو يقول إن القدس خارج القوس، سواء في ما يتعلق بأي وقف للاستيطان أو في البحث في وضعها مستقبلاً، ويقول أيضاً إن اللاجئين خارج القوس، إذاً في ماذا نبحث أو على ماذا نتفق؟

    يرفضون الدولتين، ومرجعيتنا الموجودة في خطة خريطة الطريق تتكلم عن جملتين قالهما بوش وثبتتا في خريطة الطريق: «إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل»، و «إنهاء الاحتلال الذي وقع في ١٩٦٧». إذاً ما معنى هذا الكلام؟ هذا الكلام مهم ومتفق عليه وإسرائيل لا تريده. الدولة التي تعنيها إسرائيل دولة ذات حدود موقتة.

    > إذاً، نحن في وضع أسوأ بكثير مما هو الانطباع مع بدء الإدارة الأميركية مهماتها. لماذا إذاً ستعقد لقاءات في مطلع الشهر المقبل؟

    - نحن لا نرفض مبدأ الحديث والحوار. المفاوضات تتم على شيء مُختلف عليه. هناك فائدة من الحوار وأنا قلت في مجلس الجامعة العربية (في نيويورك أمس) إنني لم أقطع الحوار مع إسرائيل إطلاقاً في ما يتعلق بالأمن والقضايا الاقتصادية والحياة اليومية، ولن نقطعه سواء كانت هناك مفاوضات سياسية أو لم تحصل. وسيستمر هذا الحوار. ليست هناك قطيعة بيني وبين الحكومة الإسرائيلية. هناك خلاف على كيفية بدء المفاوضات السياسية، وعندما نتفق سنتحاور.

    > ستستمر في التحدث إليهم حتى لو استغرق هذا أفقاً زمنية مفتوحة؟

    - نحن كنا نقترح فترة زمنية، لكن إسرائيل ترفض هذا. ومع ذلك سنستمر في الحديث. ليست أمامنا خيارات. إما أن نحاور أو نتوقف، وإذا توقفنا سيزداد الوضع تأزماً، ونحن لسنا في وضع يسمح بأن نعيش أزمات. على الأقل نستمر في الحوار.

    > و ماذا لو استمر الحوار بلا نتيجة؟ ألا تخشى ردود الفعل؟

    - أعرف أن سيكون هناك تململ عند الناس وسيتساءلون. لكن ليس لدينا خيارات أخرى إلا استمرار الحديث ما دام موقفنا واضحاً.

    > ماذا يريد الإسرائيليون؟

    - يريدون دولة ذات حدود موقتة.

    > وأنت ماذا قلت؟

    - قلت: لا، أرفض.

    > ولماذا يريدون دولة ذات حدود موقتة؟

    - الدولة ذات حدود موقتة هي دولة على ٤٠ أو ٥٠ أو ٦٠ في المئة من الأراضي الفلسطينية الحالية من الضفة الغربية. يريدون أن تقام عليها دولة فلسطينية تُعلن وتبقى حدودها غير نهائية، لكن هذا سيطول ١٠ سنوات أو ٢٠ سنة، يعني أنها ستصبح حدوداً نهائية بسلطة الأمر الواقع. وهذا هو المقصود. نحن نرفض هذا، علماً أنه وارد في خطة خريطة الطريق، لكن باعتباره خياراً. ونحن لا نقبل هذا الخيار.

    > هل تود أن تبدأ برسم الحدود؟

    - نريد أن نستمر في الحديث الذي بدأناه في عهد حكومة أولمرت. لقد حددنا الحدود، قلنا إن حدود الأرض المحتلة هي حدود عام 1967 مع تعديلات متبادلة بين الطرفين، وهذا ما نقوله الآن ونستمر في الحديث عنه.

    > باراك أوباما تحدث عن «ضبط» نشاط الاستيطان الإسرائيلي بعدما كان يتحدث عن وقفه. هل تلمس تغييراً في المواقف الأميركية؟

    - اليوم تم تعديل الكلمة، ولا يهم إن تم تعديلها أو لا. نحن نقول وقف الاستيطان في شكل كامل. أوباما قال إن موقفهم لم يتغير. سمعت أنه غيّر هذه الكلمة لاحقاً. أظنه قال: لا نعني هذا وموقفنا كما هو.

    > هل أخطأ ميتشل حين بدأ بموضوع الاستيطان؟

    - أهم شيء كان موضوع الاستيطان. إذا اتفق عليه، كنا سننتقل إلى مراحل أخرى، لأنه الالتزام الأول في البند الأول من خطة خريطة الطريق.

    > ألا تسمي هذا فشلاً؟

    - لا أسمي هذا خطأً.

    > هل هو فشل؟

    - حتى الآن لم يُعلن فشلاً، لكنه سيستمر (في تحركاته).

    > كنت تتحدث عن فكرة البدء برسم الحدود، هل هناك موافقة إسرائيلية على ذلك؟

    - كانت هناك موافقة في عهد أولمرت، الآن لا توجد موافقة.

    > هل ستدفع باتجاهها؟

    - نعم، سندفع بها بقوة.

    > لماذا؟

    - لأننا إذا رسمنا حدوداً، نكون أنهينا مشكلة الحدود ومشكلة الاستيطان وأنهينا مشكلة المياه وأنهينا مشكلة القدس.

    > هل تريد مشاركة عربية وأوروبية وروسية في هذا الدفع؟

    - بلا شك، نحن نريد مشاركة دولية من خلال اللجنة الرباعية والعرب باستمرار. ونحن على تواصل معهم، ليتحملوا مسؤولياتهم معنا أيضاً.

    > ذهب نتانياهو سراً إلى موسكو، لماذا؟

    - أتصور أنه ذهب في موضوع مختلف، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل لأنني لا أعرف، إنما لا أتصور أنه ذهب للتحدث عن قضية فلسطين. ربما ذهب للتكلم في قضايا أخرى.

    > يقال إنه ذهب للتحدث عن موضوع إيران. هل سيغطي الموضوع الإيراني دائماً على موضوع فلسطين؟ هل ستبقى فلسطين دائماً رهينة الملف الإيراني؟

    - لم تكن كذلك في الماضي. وأيضاً للإنصاف، عندما طرحت على أوباما هذه الفكرة، قال إن القضية الفلسطينية أولاً، وإذا تم حل القضية الفلسطينية أولاً، سنحل باقي القضايا. وبالتالي، فإن أوباما لم يقبل بأن تستبدل القضية الإيرانية بالقضية الفلسطينية.

    > هل تحدثتم مع أوباما عن تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في حرب غزة، وهل ستتخذون أي أجراءات قضائية في هذا الموضوع؟

    - لا، لم نتحدث إلى أوباما عنه، لكننا تحدثنا عربياً في هذا الموضوع. وأظن أن الأشقاء العرب سيتولون هذه المهمة (الإجراءات القضائية). سيتحدثون عنها ويتخذون الخطوات المناسبة.

    > ما رأيك في الاقتراح المصري في شأن موعد الانتخابات الفلسطينية؟

    - المصريون قدموا اقتراحاً بأن تكون الانتخابات في النصف الأول من عام ٢٠١٠، ونحن موافقون على ذلك، شرط أن نعلن مسبقاً الموعد الذي تتم فيه هذه الانتخابات.

    > ما رأيك في حديث رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن بناء المؤسسات وأنه سيجعل بناء الدولة الفلسطينية أمراً واقعاً خلال سنتين؟

    - بناء المؤسسات مستمر، وهو عمل ممتاز. ما يجري الآن في الضفة الغربية قلب الأمور كثيراً، الوضع الأقتصادي إلى حد ما أحسن من الماضي، والوضع الأمني مستتب تماماً، المؤسسات تبنى بسرعة، حتى إنني قلت اليوم للرئيس أوباما إننا بذلنا جهوداً وكنا نتوقع أن نعلن دولتنا في أقرب فرصة ممكنة. ما قام به سلام فياض وما يقوم به عمل ممتاز جداً وبتوجهاتنا بطبيعة الحال لترسيخ أسس الدولة الفلسطينية.

    > هناك احتفالات بمرور ستين عاماً على تأسيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، وستكون هناك جلسة عامة مهمة. هذا الموضوع يطرح عناصر عدة منها مسألة معاملة اللاجئين في البلاد العربية وحق العودة ومسألة التوطين التي يخشاها لبنان والعلاقة مثلاً مع المنظمات الفلسطينية.

    - في هذه المناسبة، لنؤكد على أن «أونروا» قامت بواجباتها خلال الستين سنة تجاه الفلسطينيين من أجل معيشتهم ومن أجل تعليمهم ومن أجل إدامة الحياة لهم، وهذا شيء مهم جداً، ونتمنى من الدول المانحة أن تستمر في دعم الوكالة لأن مهمتها هي أن تحافظ على وضع اللاجئين إلى أن يأتي الحل والحل ليس عند «أونروا»، إنما الحل السياسي سيأتي من خلال المفاوضات.

    الموضوع المهم للبنانيين والذي أكدناه أكثر من مرة، أننا نحن حريصون على أن لا يبقى لاجئ في لبنان، بمعنى أن تحل المشكلة. بعض الفلسطينيين ممكن أن يعود إلى إسرائيل وبعضهم إلى الوطن. البعض الآخر سيحمل جنسية فلسطينية ولن يكون عبئاً على لبنان.

    > وبالنسبة إلى العلاقات مع المنظمات الفلسطينية في لبنان وسورية، هل بحثتم في الانفتاح على إيران وسورية مع أوباما مثلاً؟

    - لا، نحن علاقتنا مع سورية علاقة متطورة وجيدة جداً وممتازة، وهناك تنسيق كامل كما مع الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر وغيرها، كذلك التنسيق بيننا وبين الإخوة السوريين على أحسن ما يرام.

    > هل أنت متفائل؟

    - يجب أن نبقى متفائلين، و إلا لا فائدة من عملنا.

  • الجمعة، 25 سبتمبر 2009

    حسنى صرف ملايين من اجل الفشل

    اليوم السابع /

    كشف الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات السياسية الدولية، عن أن المرشح المصرى كان لابد أن يفشل لأسباب تتعلق بشخصيته، وأخرى تتعلق بالمجتمع الدولى، وأسباب تتعلق بالأوضاع فى المنطقة.

    وعن الدور الإسرائيلى الذى يتحدث عنه حسنى وتأثيره على فرصته فى اقتناص المقعد الدولى، قال اللاوندى اللوبى اليهودى دائما فى حالة نشاط وكذلك إسرائيل، لكن لا يجب أن ننسى أن فاروق حسنى أنفق ميزانية الوزارة على هذه الانتخابات، ودفع ملايين الدولارات للوبى اليهودى فى فرنسا فى صورة مقالات إعلانية وموضوعات صحفية، ودفع أموالا لليهود ذوى الأصول "الإسكندرانية"، إضافة إلى التنازلات التى قدمها لليهود ضمن بها حياد إسرائيل وصمت اللوبى اليهودى فى فرنسا، لكن ظل اللوبى يعمل ضده فى أمريكا.

    وأضاف اللاوندى أن مصر تلقت رسائل من أمريكا وألمانيا واليابان وفرنسا بتقديم مرشح آخر غير فاروق حسنى لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، وأن عدم استجابة مصر كان أحد أسباب فشل وزير الثقافة المصرى فى حسم الجولة الأخيرة من التصويت على المنصب والذى حسمته المرشحة البلغارية.

    اهرام التطبيع .. واصدقاء اسرائيل في مصر

    محمود عبدالرحيم يكتب عن التطبيع الاهرامى /

    علينا ان نشكر سفير الكيان الصهيوني في القاهرة شالوم كوهين مرتين ، الاولى لانه فضح في حواره الاخير مع صحيفة الشرق الاوسط الللندنية رجال اسرائيل في مصر وسمى بعضهم ، واعتبرهم اصدقاء يكسرون عزلته ويشاركون معه في اجتماعات عامة وخاصة ، والثانية لانه قام بخطوة غير مسبوقة بزيارة الاهرام ،

    ليؤكد اختراقه لهذه المؤسسة الصحفية بمساعدة رموز فيها ، دأبوا خلال سنوات على توطيد العلاقة معه ومع اسلافه من الديبلوماسيين المعزولين المكروهين من جماعة المثقفين ، ومن شعب يعرف تماما من هو عدوه ولا تخطئ بوصلته مهما مر الزمن او تورط نظامه في علاقة آثمة مع الصهاينة الملوثة اياديهم بالدماء العربية.

    ولا ادرى لماذا الاستغراب من خطوة السفير الصهيوني ، فعلاقة الاهرام وبخاصة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية به ممتدة منذ سنوات مع السفارة الصهيونية ومع مراكز الابحاث الاسرائيلية ، وقد قاد التطبيع الصحفي والبحثي به بعد رحيل القطب التطبيعي الكبير لطفي الخولي وبحماس شديد خلال السنوات الاخيرة كل من عبد المنعم سعيد وهالة مصطفي، ، دون ممانعة تذكر ، على العكس ينجحون كل يوم في استقطاب مطبعين جدد من الشباب الباحث عن مكاسب هنا او هناك ، بصرف النظر عن اية قيمة او مبدأ .

    ولابد ان ننظر للامر في السياق العام ، وهو الضغط الامريكي الاسرائيلي على مصر والدول العربية ، من اجل تسريع وتيرة التطبيع العربي بصرف النظر على عودة الحقوق الفلسطينية او الحل العادل للصراع العربي الاسرائيلي ، فضلا عن زيارة رئيس وزراء الكيان نتانياهو الى القاهرة ، واجواء انتخابات اليونسكو المرشح لرئاستها الوزير فاروق حسني ، الى جانب سبب مباشر يتمثل في تولي صديقه لهم رئاسة الاهرام.

    ولعل السفير الصهيوني كان من الذكاء او بالاحرى من الخبث بمكان ، ليستثمر هذه المعطيات لتسجيل مكسب سياسي يحسب له قبل مغادرته القاهرة يتمثل في كسر جدار العزلة ولو شكليا وتفعيل اتفاقاته مع مؤسسة الاهرام ومحاولة تنشيط التطبيع الثقافي من جديد ، علاوة على اثارة حالة من الجدل في الوسطين الصحفي والثقافي اللذين اصاب مواقفهما الوطنية والقومية حالة من الخلخلة والرخاوة ، وصار العدو لدي البعض من اصحاب الصوت العالي هو طهران وحماس وحزب الله وليس تل ابيب ،

    وصارت ثقافة المقاومة والرفض للاعداء الحقيقيين محل سخرية او تهمة تلاحق من يعتنقها ويدفع ثمنها ، بالاضافة الى ان لقاء اسرائيليين داخل او خارج مصر بات مبررا بالف مبرر ومبرر ، من قبيل القواعد المهنية الاحترافية والخروج من اوهام ايدلوجية الماضي والخطاب "القومجي الحنجوري الدماجوجي"

    ويبدو موقف هالة مصطفي ايضا ليس مستغربا ، في اطار انتمائها للجنة السياسات بالحزب الوطني التى يقودها جمال مبارك والتي سعت خلال السنوات الاخيرة الى ارضاء امريكا عبر البوابة الاسرائيلية وباي ثمن ، لتمرير ملف توريث السلطة وتحييد اية معارضة دولية محتملة ، الى جانب السلوك الانتهازي الملموس لاعضاء هذه اللجنة التى يصح ان نطلق عليها جمعية المنتفعين على حساب مصر وشعبها ومصالحهما.

    ومثلما يسترضي النظام وحزبه الحاكم اسرائيل للحصول علي مكاسب خاصة لنخبته الفاسدة ، تسير هالة مصطفي على نفس الدرب وتبحث عن مصالحها ، خاصة انها ترى ان هذا الطريق ممهد ولها في عبد المنعم سعيد قدوة ، اذ كافأه النظام على خدماته ومن بينها او على رأسها التطبيع الصحفي باسناد رئاسة مجلس ادارة مؤسسة الاهرام له ، وربما تتصور ان كرسي الوزارة ليس بعيدا خاصة ان فاروق حسنى قاب قوسين او ادنى من ترك موقعه ، وربما تبحث عن دور في مؤسسة دولية وترى خدمة العدو الصهيوني ورقة رابحة ترفع اسهمها الانتهازية ، لانها وغيرها لا قضية لديهم ولا مبدأ ولايعنيهم الجماهير الخارجين على قناعاته ، فقط يتلمسون الحماية من النظام المتورط مثلهم في نفس الجرم والمراهنين مثله على الخارج الذين يقومون على خدمته بشكل مشبوه ولا اخلاقي .

    لا اتوقع من نقابة الصحفيين في ظل رئاسة مكرم محمد احمد الذي له سجل حافل من التطبيع الصحفي هو الاخر او من مؤسسة الاهرام تحت قيادة داعية التصالح مع العدو عبد المنعم سعيد اتخاذ اي موقف ذي جدوى ، وسيقف الامر عند الشجب والادانة والانتقاد ، لكن على جماعة الصحفيين والمثقفين الوطنيين ان يراهنوا على انفسهم ووطنيتهم وعروبتهم ويقوموا بواجبهم لوقف التيار التطبيعي ،

    عبر خطوات رادعة تتمثل في فرض عزلة شاملة على هؤلاء المطبعين ونشر قوائم سوداء باسماء رجال اسرائيل في مصر ، والمطالبة بطرد هؤلاء من النقابات المهنية وعزلهم من مواقعهم القيادية ، وبدون هذه الاجراءات سنفتح الباب امام الاختراق الصهيوني ونمو نفوذ هؤلاء الانتهازين المتاجرين بدماء ومصالح وكرامة اهلهم ووطنهم ، وتشجيع اخرين خاصة من الشباب المغيب او مرتبك الهوية ، مهزوز الانتماء على السقوط في وحل التطبيع.

    في الوقت ذاته علينا ان نحيي ثقافة المقاومة في كل موقف وموقع والتذكير بخطورة الكيان الصهيوني على مستقبلنا ، وان حصاره هو الورقة التى بيدنا كشعوب ، لهدم مخططاته وافشال مشاريعه.

    وعلينا الا ننسى دوما تاريخه الدموي الذي للمصريين نصيب وافر منه وليس فقط الاشقاء الفلسطينين او اللبنانيين ، ولا ننخدع ابدا بالخطاب المتهافت المضلل الذي يحمل لافتة ثقافة السلام ، لان السلام لاهل السلام ، وليس للقتلة الملطخة ايديهم بدماء ابنائنا وابائنا واجدادنا ،المغتصبين لحقوقنا وارضنا ، المعتنقين لسياسة التوسع العدواني والابادة وجرائم ضد الانسانية حتى اللحظة.

    واود ان اختم بمقولة جاءت على لسان سفير الكيان كوهين وتكررت على لسان مسئولين صهاينة عديدين قبله ، تؤكد كم ان ثقافة الرفض الشعبي فعالة وقادرة على احباط مفعول معاهدات الاستسلام التي تورط فيها نظام فاقد للشرعية الشعبية:

    . "مشكلتي أنني لا أصل إلى الشعب المصري .. ينقصني توفير لقاءات بين مثقفين إسرائيليين ومثقفين مصريين. أكاديميين وفنانين وموسيقيين. يضايقني أن أطباء مصر وإسرائيل لا يعرف بعضهم بعضا."

    الخميس، 24 سبتمبر 2009

    فاروق حسني يقود خطة إنقاذ عاجلة لتمكينه من كرسي الوزارة

    المصريون ـ خاص : بتاريخ 23 - 9 - 2009

    علمت المصريون من مصادر رفيعة في وزارة الثقافة أن الوزير فاروق حسني أجرى أمس وأول أمس اتصالات مكثفة بمكتبه من باريس لتنسيق حملة تجميل وإنقاذ بعد خسارته المريرة لرئاسة منظمة اليونسكو في دورته الجديدة لصالح المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا،

    وأكدت المصادر أن ما أسمته "خطة الإنقاذ" قد بدأ تجهيزها قبيل التصويت في الجولة الخامسة حيث استشعر فاروق حسني أنه في سبيله إلى خسارة السباق ، غير أنها استعرت وتسارعت خطواتها فور إعلان النتيجة رسميا ،

    وفي أعقاب اتصالات أمس بين باريس والقاهرة تحول مكتب الوزير إلى خلية نحل باتصالات مكثفة بقطاعات وزارة الثقافة المختلفة يطلب منها إصدار بيانات تأييد عاجلة لبقاء الوزير في كرسيه والتمسك به لقيادة سفينة الثقافة المصرية كما تشمل البيانات الدفاع عن موقفه من انتخابات اليونسكو ،

    وأكدت المصادر أنه من المنتظر أن تنشر هذه البيانات في خلال اليومين المقبلين من خلال العديد من الصحف القومية والحزبية والخاصة ، وشملت اتصالات مكتب الوزير مؤسسات ثقافية تابعة مثل اتحاد الكتاب الذي وعد رئيسه محمد سلماوي بإصدار بيان باسم الاتحاد غدا ، كذلك شملت الاتصالات عددا من القيادات اليسارية العاملة في بعض أنشطة الوزارة الثقافية والإعلامية ،

    كما تم التنسيق مع صحيفتين خاصتين يشارك في تمويلهما الملياردير المصري نجيب ساويرس لتمليع وجه فاروق حسني والدفاع عنه أمام القيادة السياسية ، ومن المعروف أن ساويرس من أبرز المتحالفين مع فاروق حسني خاصة بعد معاركه مع علماء الإسلام ومفكريه .

    وكانت الأوساط الثقافية والشعبية المصرية قد شهدت احتفالات غير مسبوقة بخسارة فاروق حسني لانتخابات اليونسكو ، واعتبر المثقفون المصريون أن هزيمة حسني بقدر ما مثلت عقابا له على سجله القمعي والمستهتر بالثقافة والمثقفين فإنها كانت حصيلة سوء اختيار القيادة السياسية لمرشح مصر لليونسكو ، وأن أي رمز ثقافي مصري آخر يتسم بالشفافية والسيرة النظيفة كان من السهل أن يفوز في السباق إلى اليونسكو خاصة في ظل الدعم غير المسبوق الذي قدمه الرئيس مبارك شخصيا لحسني ،

    وسخر له كافة إمكانيات الدولة المصرية الإعلامية والسياسية والثقافية والعلاقات الخاصة ، ومع ذلك فشل فاروق حسني في أن يفوز وتسبب في إهانة النظام السياسي المصري بوصفه وزير الثقافة الوحيد في العالم الذي بقي قرابة ربع قرن في منصبه .