جمال فهمى يكتب فى الدستور /
اقرأ واشكر والنبي..
«ضوابط لعودة رجال الأعمال تجنبهم الحبس الاحتياطي... أعلن مصدر قضائي بارز عن أن رجال الأعمال المتعثرين الهاربين خارج مصر يمكنهم العودة إلي البلاد بعد استيفاء إجراءات تجنبهم الحبس احتياطيًا بمجرد وصولهم إلي المنافذ الرسمية للدولة كالمطارات،
وأوضح المصدر أن رجل الأعمال الهارب الراغب في العودة لتسوية أوضاعه يتعين عليه إخطار النائب العام من خلال طلب يوضح موقفه في القضية أو القضايا المتهم فيها والصادر فيها أحكام قضائية، ثم يرسل صورة من تذكرة السفر وموعد العودة وخط الطيران مرفقة بطلب لرفع اسمه من قوائم ترقب الوصول لتجنب حبسه احتياطيًا بمجرد وصوله.....»
وأوضح المصدر أن رجل الأعمال الهارب الراغب في العودة لتسوية أوضاعه يتعين عليه إخطار النائب العام من خلال طلب يوضح موقفه في القضية أو القضايا المتهم فيها والصادر فيها أحكام قضائية، ثم يرسل صورة من تذكرة السفر وموعد العودة وخط الطيران مرفقة بطلب لرفع اسمه من قوائم ترقب الوصول لتجنب حبسه احتياطيًا بمجرد وصوله.....»
قرأت وانبسطت..؟! OK ..
بقي إذن أن تعرف أن هذه السطور التي قرأتها منقولة بالنص والحرف من خبر منشور في صفحة «الأهرام» الأولي يوم السبت الماضي (!!)
بقي إذن أن تعرف أن هذه السطور التي قرأتها منقولة بالنص والحرف من خبر منشور في صفحة «الأهرام» الأولي يوم السبت الماضي (!!)
وكان العبد لله كتب منذ أكثر من عشر سنوات ممتدحا ومشيدا بنشاط وكفاءة «الهيئة القومية لتهريب كبار الحرامية» من البلاد، وشرحت الآلية المبسطة المتحررة من قيود الروتين الحكومي التي تعمل بها الهيئة، وتوقعت أن رئاستها معقودة لحرامي من ذوي الخبرة بدرجة وزير علي الأقل،
وقد أسهبت آنذاك في وصف الإجراءات والأوراق الرسمية التي يتعين علي الحرامي الراغب في «الفلسعة» من البلد اتباعها واستيفاءها لضمان هروب «رسمي» آمن ومريح جدا تحت إشراف ومساعدة خبراء الهيئة الذين سيكونون في شرف وداعه من قاعة كبار الحرامية في المطار، هو والمدام والأولاد.. هذا في حالة ما إذا كان الحرامي الهربان متزوجًا ويعول.
وقد أسهبت آنذاك في وصف الإجراءات والأوراق الرسمية التي يتعين علي الحرامي الراغب في «الفلسعة» من البلد اتباعها واستيفاءها لضمان هروب «رسمي» آمن ومريح جدا تحت إشراف ومساعدة خبراء الهيئة الذين سيكونون في شرف وداعه من قاعة كبار الحرامية في المطار، هو والمدام والأولاد.. هذا في حالة ما إذا كان الحرامي الهربان متزوجًا ويعول.
وقتها كنت مملوءًا بالفخر وموهومًا بأنني حلقت بعيدًا وعاليًا في سماء المسخرة الرحبة وحققت انفرادًا وسبقًا صحفيًا تاريخيًا عالميًا، لكني أعترف الآن بأن خبر «الأهرام» المنقول أعلاه أحبط غروري ودمر معنوياتي وجعلني أشعر أكثر من أي وقت مضي بأن البعيد، «حمار»..
فالهيئة التي كنت أظنها «معلنة وغير مُعلمة»، بمعني أن وجودها ـ كبعض الأجهزة الأمنية الحساسة ـ معروف ومعلن إلا أن دقائق عملها ونشاطها محجوب ومحظور، تبين أنها معلومة ومكشوفة ومفضوحة تمامًا ولا تعاني أخبارها من أي حجب أو حظر بل ـ بالعكس ـ ظهر أن الهيئة لها ناطق رسمي باسم حضرتها سماه خبر «الأهرام» من باب الدلع، «مصدر قضائي بارز» مهمته تبصير الرأي العام بإنجازات الهيئة وإسداء النصائح والإرشادات للإ خوة الحرامية!!
فالهيئة التي كنت أظنها «معلنة وغير مُعلمة»، بمعني أن وجودها ـ كبعض الأجهزة الأمنية الحساسة ـ معروف ومعلن إلا أن دقائق عملها ونشاطها محجوب ومحظور، تبين أنها معلومة ومكشوفة ومفضوحة تمامًا ولا تعاني أخبارها من أي حجب أو حظر بل ـ بالعكس ـ ظهر أن الهيئة لها ناطق رسمي باسم حضرتها سماه خبر «الأهرام» من باب الدلع، «مصدر قضائي بارز» مهمته تبصير الرأي العام بإنجازات الهيئة وإسداء النصائح والإرشادات للإ خوة الحرامية!!
هذا المحروس «البارز» فاجأني أيضا بأن اختصاص الهيئة الموقرة والمهام التي تضطلع بها جنابها لا تتوقف ـ كما كنت أعتقد ـ عند حدود تأمين هروب الحرامي بالسلامة، بعدما يشعر بأنه شبع واستكفي خلاص، وأن كرش سيادته فاض بالسحت والثروة الحرام حتي لم يعد فيه متسع لأي زيادة،
وإنما بدا مما قاله «البارز» أن مسئولية الهيئة تستمر بعد ذلك وتمتد لتشمل السهر علي رعاية الحرامي في الغربة، حتي يزهق ويمل ويقرر العودة لحضن أمه مصر، عندئذ ما عليه إلا إخطار معالي «البارز» الذي لن يضيع وقتًا كثيرًا قبل أن يتصرف
ويتحرك هو وزملاؤه من أجل توفير جميع وسائل الراحة والأمان للحرامي العائد بما في ذلك غل يد القوانين وشلها، وتعطيل الأحكام القضائية بعد أن يسقيها «حاجة أصفرة»، ومن ثم تستعد الهيئة لحفل استقبال الحرامي في قاعة كبار الحرامية العائدين بمطار القاهرة.. ونتكلم بعد ما ارجع إن شاء الله.
وإنما بدا مما قاله «البارز» أن مسئولية الهيئة تستمر بعد ذلك وتمتد لتشمل السهر علي رعاية الحرامي في الغربة، حتي يزهق ويمل ويقرر العودة لحضن أمه مصر، عندئذ ما عليه إلا إخطار معالي «البارز» الذي لن يضيع وقتًا كثيرًا قبل أن يتصرف
ويتحرك هو وزملاؤه من أجل توفير جميع وسائل الراحة والأمان للحرامي العائد بما في ذلك غل يد القوانين وشلها، وتعطيل الأحكام القضائية بعد أن يسقيها «حاجة أصفرة»، ومن ثم تستعد الهيئة لحفل استقبال الحرامي في قاعة كبار الحرامية العائدين بمطار القاهرة.. ونتكلم بعد ما ارجع إن شاء الله.
أسمعك تسأل.. رايح علي فين؟!
أبدا.. ح أهرب شوية برة ثم أعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق