الفيلم المسيء للنبي والسوريون
0 0 Google +0
اجتماع وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران أول أمس بالقاهرة حول سوريا وعدم توصل المشاركين فيه إلي أية حلول أو اقتراحات مبدئية لفك طلاسم الأزمة السورية يكشف المأزق الشديد الذي تواجهه الدول العربية.
تحولت هذه الاجتماعات إلي مجرد منتديات للدردشة لا طائل منها ما جعل السعودية تغيب هذه المرة واكتفت بانتظار تقرير بملخص "القعدة" من الخارجية المصرية حسب ما فهمته من تصريحات الوزير محمد كامل عمرو.
القراءة الواقعية لنتائج هذا الاجتماع ليست بعيدة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ولجنة الجامعة العربية التي ترأسها قطر قبل أسبوع حيث تراجع العرب عن مشروع قرار بفرض عقوبات طبقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتشكيل حكومة انتقالية تمثل كافة الأطراف في داخل سوريا وخارجها.
مشروع القرار تمت طباعته واستطعت الحصول علي صورة منه من مصادر داخل الجامعة ولكن فجأة تغير بشكل كامل وعندما سئل د. العربي عنه رد بعصبية بأنه تم تغييره ولا أعرف إذا كان مبعث غضبه.. تسريب المشروع أم عدم رضائه عن تغييره ويبدو أن كل الطرق تؤدي الي الخروج الآمن لنظام بشار الأسد.
علي السوريين أن يدركوا أنهم بمفردهم في مواجهة هذا النظام الغاشم بعد ان تخلي عنهم الجميع بدءاً من الدول العربية التي أكتفت بالفرجة وتقديم بعض المعونات الغذائية ومروراً بموقف روسيا والصين الداعم لبشار علي طول الخط.
للأسف حظ هذا الشعب المنكوب بات عثراً لأن هناك متغيراً جديداً سيصب في مصلحة الأسد يتمثل في أن واشنطن ستكون غير متحمسة لتغيير بشار بعد مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا علي خلفية الفيلم المسيء وكلنا يعلم أهمية الموقف الأممريكي في ترجيح كفة أي الطرفين.
عملية الاغتيال التي حدثت لهؤلاء الدبلوماسيين أحيت فزاعة مايسمي بالإرهاب الإسلامي وهي النغمة التي تعزف عليها النظم الدكتاتورية في المنطقة ومنها النظام الحاكم في سوريا لدرجة أن أحدهم ذكر الولايات المتحدة بأن بلاده حذرت من خطورة إسقاط القذافي لأن البديل سيكون تنظيم القاعدة ما يعني أن واشنطن ستعيد التفكير ألف مرة للمساعدة في إسقاط الأسد الذي يضبط مؤشره علي موجة أنه رسول العالم المتحضر لمحاربة التطرف والارهابيين في المنطقة.
أتوقع أن الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا لن يحقق تقدماً في هذا الملف ولن يضيف جديداً خصوصاً بعد فشل من تولي هذا الملف قبله وأعتقد أن السوريين لن يقبلوا أبداً بأي حال من الأحوال بقاء بشار بعد كل الدماء التي سالت.
في ظني أن ما سيتم تسويقه خلال الفترة المقبلة هو إجراء انتخابات رئاسية تليها برلمانية علي أن يذهب بشار إلي روسيا أو أي دولة أخري ستكون علي خط التسوية.
والسؤال.. هل يطبق في سوريا السيناريو الذي استخدم في اليمن بتسليم السلطة لأحد المقربين من الرئيس لتضمن واشنطن بقاء الوضع كما هو عليه مع تغييرات شكلية لا تطال بنية النظام الذي حافظ علي هدوء جبهته مع إسرائيل لعقود طويلة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
hatiab@hotmail.com
- See more at: http://www.gomhuriaonline.com/main.asp?v_article_id=31351&v_section_id=-2#sthash.KxxEyVsJ.dpufتحولت هذه الاجتماعات إلي مجرد منتديات للدردشة لا طائل منها ما جعل السعودية تغيب هذه المرة واكتفت بانتظار تقرير بملخص "القعدة" من الخارجية المصرية حسب ما فهمته من تصريحات الوزير محمد كامل عمرو.
القراءة الواقعية لنتائج هذا الاجتماع ليست بعيدة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ولجنة الجامعة العربية التي ترأسها قطر قبل أسبوع حيث تراجع العرب عن مشروع قرار بفرض عقوبات طبقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتشكيل حكومة انتقالية تمثل كافة الأطراف في داخل سوريا وخارجها.
مشروع القرار تمت طباعته واستطعت الحصول علي صورة منه من مصادر داخل الجامعة ولكن فجأة تغير بشكل كامل وعندما سئل د. العربي عنه رد بعصبية بأنه تم تغييره ولا أعرف إذا كان مبعث غضبه.. تسريب المشروع أم عدم رضائه عن تغييره ويبدو أن كل الطرق تؤدي الي الخروج الآمن لنظام بشار الأسد.
علي السوريين أن يدركوا أنهم بمفردهم في مواجهة هذا النظام الغاشم بعد ان تخلي عنهم الجميع بدءاً من الدول العربية التي أكتفت بالفرجة وتقديم بعض المعونات الغذائية ومروراً بموقف روسيا والصين الداعم لبشار علي طول الخط.
للأسف حظ هذا الشعب المنكوب بات عثراً لأن هناك متغيراً جديداً سيصب في مصلحة الأسد يتمثل في أن واشنطن ستكون غير متحمسة لتغيير بشار بعد مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا علي خلفية الفيلم المسيء وكلنا يعلم أهمية الموقف الأممريكي في ترجيح كفة أي الطرفين.
عملية الاغتيال التي حدثت لهؤلاء الدبلوماسيين أحيت فزاعة مايسمي بالإرهاب الإسلامي وهي النغمة التي تعزف عليها النظم الدكتاتورية في المنطقة ومنها النظام الحاكم في سوريا لدرجة أن أحدهم ذكر الولايات المتحدة بأن بلاده حذرت من خطورة إسقاط القذافي لأن البديل سيكون تنظيم القاعدة ما يعني أن واشنطن ستعيد التفكير ألف مرة للمساعدة في إسقاط الأسد الذي يضبط مؤشره علي موجة أنه رسول العالم المتحضر لمحاربة التطرف والارهابيين في المنطقة.
أتوقع أن الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا لن يحقق تقدماً في هذا الملف ولن يضيف جديداً خصوصاً بعد فشل من تولي هذا الملف قبله وأعتقد أن السوريين لن يقبلوا أبداً بأي حال من الأحوال بقاء بشار بعد كل الدماء التي سالت.
في ظني أن ما سيتم تسويقه خلال الفترة المقبلة هو إجراء انتخابات رئاسية تليها برلمانية علي أن يذهب بشار إلي روسيا أو أي دولة أخري ستكون علي خط التسوية.
والسؤال.. هل يطبق في سوريا السيناريو الذي استخدم في اليمن بتسليم السلطة لأحد المقربين من الرئيس لتضمن واشنطن بقاء الوضع كما هو عليه مع تغييرات شكلية لا تطال بنية النظام الذي حافظ علي هدوء جبهته مع إسرائيل لعقود طويلة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
hatiab@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق