الجمعة، 30 أكتوبر 2009

مذكرات صدام كما يرويها محاميه الدليمي 'صدام حسين من الزنزانة الأمريكية.. هذا ما حصل'

عمان - 'القدس العربي' ـ من بسام بدارين: الضجة التي أثارها كتاب المحامي العراقي خليل يمي حول أسرار ما حصل مع الرئيس الراحل صدام حسين في أيامه الأخيرة لها ما يبررها خصوصا بعد إعلان كريمة الرئيس رغد تنصلها من المذكرات بنسختها التي نشرها المحامي الدليمي ومحاولة أكثرمن طرف الإستئثار بالمسألة.

كتاب الدليمي الذي يحمل عنوان 'صدام حسين من الزنزانة الأمريكية ..هذا ما حصل' صدر عن دار المنبر السودانية للطباعة والنشر، ومؤلفه صرح عدة مرات بعد الضجة المثارة بانه لا يسعى للمال او للشهرة، مؤكدا ان الجزء الأول من الكتاب يحاول الإجابة على بعض التساؤلات الملحة حول حقيقة ما جرى في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس صدام بما في ذلك ظروف الإعتقال والمحاكمة وما جرى داخل غرفة الإعدام.

الدليمي تحدث ايضا عن ثلاثة أجزاء من الكتاب قائلا في مقدمة كتابه: كتاب واحد لا يتسع لمذكرات الرئيس الشفوية والخطية التي بلغت مئات الصفحات، إضافة إلى الشعر الذي ناهز الألف بيت، لذا أكتفي في هذا الكتاب بنشر مذكرات الرئيس الشفوية على أن أنشر مدوناته الخطية لاحقا. ورغم الضجة التي أثارها الكتاب إلا ان الطبعة الأولى منه على الأقل في أسواق العاصمة الأردنية عمان نفدت من الأسواق، مما يدلل على شغف الرأي العام العربي بمعرفة ما حصل، خصوصا وان المؤلف هو الشخص الوحيد الذي اجتمع بالرئيس صدام لـ 144 مرة كما قال منذ لحظة إعتقاله إلى لحظة إعدامه.


ويؤكد الدليمي ان الرئيس صدام قبل رحيله ألح عليه لتدوين كل ما يقوله ويرويه لانه توقع تصفيته جسديا من قبل الأمريكيين في اي وقت، كما جادل صدام المؤلف الدليمي باسم الكتاب وإن كان ترك له في النهاية حرية تسمية الكتاب الأول.


ويتضمن الكتاب وفقا لمؤلفه مذكرات صدام حسين ابتداء من عام 1959 عندما هاجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة، والحروب التي خاضها، والعلاقات العراقية ـ الأمريكية، ويتطرق كذلك إلى مشكلة الأكراد، وتأميم النفط العراقي، والحرب العراقية ـ الإيرانية في الفترة ما بين 1980 ـ 1988، وموضوع الكويت.


                                                    المحاور


صدر كتاب 'صدام حسين من الزنزانة الامريكية ..هذا ما حصل' بنحو 479 صفحة في طبعته الاولى مع غلاف انيق يضم صورة الرئيس صدام وصورة المؤلف المحامي خليل الدليمي مع اربعة عناوين فرعية تتضمن قصة اسر الرئيس وكيفية احتلال بغداد واكاذيب الامريكيين واسباب تأخر اصدار الحكم بالاعدام. وضم الكتاب 27 فصلا تحدثت عن عدة موضوعات بما فيها الجوانب السياسية وبعض اسرار وتفاصيل المحاكمة ومحطات من عمر الرئيس والعراق وتغطية شاملة الى حد ما لبعض الاوضاع السياسية.


ويبدأ الكتاب بصورة للرئيس صدام وهو يقبل القرآن الكريم داخل قاعة المحكمة مع فقرة كاملة من مقدمة مذكراته يعقبها تمهيد من الكاتب يوضح فيه اسباب اهتمامه باصدار الكتاب الذي تضمن لاحقا قصيدة شعرية قصيرة اهداها صدام حسين الى محاميه خليل الدليمي في السادس من اذار/مارس عام 2005 ثم كلمة عن صدام حسين موقعة باسم أسير من رفاقه لم تحدد هويته، وبعد ذلك كلمة بقلم الكاتب السياسي العراقي علي الصراف الذي كان معارضا بارزا للرئيس لعدة عقود، تضمنت اشارة الى هيئة البطل الاسطوري التي ظهر بها صدام عند اعدامه.

وقبل بدء السرد ينشر الكاتب الدليمي برقية سريعة من صدام يقول فيها '..اطلب منكم ان لا تبتأسوا اذا صدر الحكم وان لا تكون أعصابكم مشدودة وان لا تفرحوا اذا ما أجلوا صدور الحكم فأنتم لم تخسروا القضية فقد تموت اجساد ولكن القضية حية لا تموت'.


وفي الفصل الاول يتحدث الكاتب عن الظروف التي جعلته عضوا في هيئة الدفاع وعن رسالة امتنان وجهها صدام له. ويعرض الكاتب لفصول الكتاب الذي يحتوي عشرات الصور النادرة لصدام في المحكمة وفي لحظة اعدامه مرة بصفة الراوي ومرة بصفة الناقل للمذكرات. كما يدخل الكاتب في تعليقات ذات بعد سياسي احيانا على بعض الاحداث ويعرض بالتفصيل لتفاصيل لقائه الاول بالرئيس صدام وهو لقاء حذر به الاخير من ايران التي تحلم بالاستيلاء على جنوب العراق واقامة دولة كبرى واحياء الامبراطورية الفارسية على حساب العراق ودول الخليج.


وفي هذا الاطارطلب صدام اعادة قراءة ملف حربه الدفاعية ضد ايران رافضا الاعتراف انها كانت خطأ ومتحدثاعن استنفاد خطوات حسن النية.


                                              إجتماع مطعم 'الساعة'


وحسب مضمون الكتاب يسترسل الراوي في نقل احاديث صدام الذي أكثر من التحرك ليلة الغزو الرئيسية ثم دعا للاجتماع في مطعم 'الساعة' في حي المنصور وعندما دخل القادة لاحظ صدام ان احد الاشخاص المهمين تغيب عن الاجتماع فطلب تغيير مكان الاجتماع وبعد فترة قصيرة ضرب المكان فعلا.


ويروي صدام انه ذهب الى مدينة الرمادي بعد اكتمال احتلال بغداد واقام لدى عائلة وطنية صديقة هي آل خربيط وتواجد معه عدي وقصي وبرزان شقيقه وضربت الدار التي اقام فيها بعد استخدام احد الشبان لهاتف الثريا، ثم توجه صدام الى قضاء هيت متنكرا ومتنقلا بين ضواحي الرمادي. واعترف لاحقا الرئيس صدام بحصول ثغرات مهمة عند احتلال بغداد تمكن العدو من استغلالها،

وقال انه جرح في خاصرته اليسرى في منطقة الأعظمية بعد اطلاق النار عليه من قبل مدرعة امريكية. وقال صدام انه في الايام الاولى للاحتلال تنقل كثيرا لرعاية ودعم المقاومة في بعض المناطق مثل ديالى ونينوى واطراف الموصل والحويجة وصلاح الدين والانبار.


لكنه لم يمكث في اي مكان اكثر من ثلاث ساعات حتى لا يثقل على اهل المناطق، وقال انه كان يتخفى بملابس عربية او بزي الرعاة ويتنقل بسيارات متوسطة وكبيرة وسيارات عمومية (تاكسي) ويوجه التعليمات للمقاومة عبر الرسائل الخطية او الزيارات الميدانية، متحدثا عن عدم تمكن نقاط السيطرة الامريكية عدة مرات من اكتشاف وجوده.


ونشر المؤلف رواية خاصة بمعركة المطار بقلم قائد الحرس الجمهوري سابقا الجنرال سيف الدين الراوي. كما ناقش المؤلف الرواية الامريكية في القبض على صدام حسين، ونقل عن الرئيس صدام روايته لحادثة القبض عليه بعد ان لاحظ الاخير بان الامريكيين ارادوا تقديمه بطريقة غير لائقة كما فعلوا مع الجنرال نورييغا في بنما. وقال صدام انه تعرض للضرب عدة مرات بعد اعتقاله،

كما تعرض للتعذيب من قبل الحراس، مشيرا الى انه طلب من الطبيب فحص فكيه متوقعا انهما كسرا من شدة الضرب، كما ظهر في الصورة التي التقطت وان الطبيب كان يبحث في فروة رأسه عن كدمات حصلت من شدة التعذيب. وروى صدام كيف استقبل ثلاثة اشخاص وهم عدنان الباجه جي واحمد الجلبي الذي بقي صامتا وموفق الربيعي الذي اكثر من الشتائم والكلمات البذيئة، مشيرا الى انه حاول القيام لضرب وتأديب الربيعي لكن الأمريكيين امسكوا به.


وبحسب الكتاب كان صدام يقرأ القرآن ويصلي خمس مرات في اليوم خلال اعتقاله، وكان مهووسا بالنظافة ويدخن السيجار الكوبي الذي كان مولعا به ويمارس الرياضة في زنزانته الصغيرة. وقال صدام انه في نهاية ايام نظامه، وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات الامريكية بغداد، بقي في المدينة حتى 10 او 11 نيسان/ابريل 2003 الى حين تبين ان المدينة ستسقط بالتأكيد.


                                                   لماذا لم يقاوم عند الإعتقال ?

ينقل الكتاب قصة القبض على صدام حسين على لسان الرئيس الراحل نفسه الذي ينقل الدليمي عنه القول: كنتُ أتردد على دار أحد الأصدقاء في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين..بالقرب منه أحد القصور الرئاسية في الضفة الثانية، وكان صاحب الدار صديقا أثق به ثقة كبيرة وهو (قيس النامق)، وكنت آنذاك أكتفي باصطحاب اثنين من أفراد حمايتي من المقربين لي، كيلا أثقل على صاحب الدار،

ولكي لا تكون الدار هدفا مرصودا للقوات الأمريكية، ودرءا لأي طارئ، قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق جاهز في النهر أمام الدار لكي نستخدمها جميعا عند الحاجة، إذا ما جاء الأمريكان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق، وإذا ما جاؤوا من جهة النهر أو الشارع نستخدم الحصان ونسلك الأراضي الزراعية.


ويضيف صدام: لقد أعددنا العدة لكل حالة، ثم زيادة في الحذر قمنا بإنشاء ملجأ تحت الأرض كي نلجأ إليه في الحالات الطارئة، ويشبه الملاجئ التي كنا نساعد العراقيين في إنشائها في زمن الحرب العراقية الإيرانية.


ويقول صدام: قبل القبض علي، تكونت لدي بعض الملاحظات على صديقي صاحب الدار، فقبل أسبوع من الاعتقال، بدا لي شارد الذهن، وقد بدأ وجهه يتغير وتصرفه غير طبيعي.ومن شدة ثقتي به لم يساورني أدنى شك في احتمال أن يغدر بي..بدا لي في بعض اللحظات أنه خائف ومرتبك، ومع الأسف فإنه ركب الهوى، وتبع الشيطان.

وربما هي الغنيمة التي وعده بها الأمريكان.أما أنا فلم أكن أملك مبلغا كبيرا من المال لأتحسب للخيانة مكانا، كان كل ما معي هو مليون ومائتان وثمانون ألف دينار، أدير بها بعض عمليات المقاومة..لذا، عليكم أن تخبروا العراقيين أن قيس النامق وإخوانه هم الذين وشوا بي.


ويتابع الرئيس العراقي الراحل: كنت أمضي وقتا في هذا البيت أكثر من أي وقت آخر، ففي أحد الأيام، كنت في أماكن بعيدة ولعدة أيام أتفقد بعض فصائل المقاومة وبعض دور العراقيين، عدت لهذه الدار وأنا منهك من التعب، كان الوقت عصرا، فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات وبقيت حتى الغروب،

كانت زوجة هذا الصديق تعد لنا الطعام، وعندما حان وقت الصلاة، أطبقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، فإذا بصاحبي يأتي راكضا من خارج الدار صائحا: لقد جاؤوا، مكررا هذه العبارة عدة مرات، فتساءلت عمن يكونون، فأجاب: الأمريكان.


وعلى الفور نزلت إلى الملجأ، وبعد دقائق اكتشف الامريكان مكاني فقبضوا علي من دون أية مقاومة، بل لم أضع في حسابي مقاومتهم لأن السبب هو أنني قائد، ومن جاؤوا كانوا جنودا وليس من المعقول أن أشتبك معهم، وأقتل واحدا منهم أو أكثر وبعدها يقومون بقتلي، فهذا تخل عن القيادة والشعب، لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى أنتصر عليه أو أموت ...


                                                صفقة قتل صدام


وفي الفصل الخامس والعشرين من الكتاب يعرض الدليمي تفاصيل صفقة قتل الرئيس صدام، مبينا أن المصادر الأمريكية تشير، في محاولة لإلقاء مسؤولية ارتكاب جريمة قتل رئيس الدولة الشرعي بكاملها على حكومة الاحتلال الموالية لإيران، إلى أن 'عددا من كبار الضباط الامريكيين ضغطوا على السفارة الأمريكية للاتصال بواشنطن لتأجيل تنفيذ عملية قتل الرئيس'.

وتذهب هذه المصادر الى حد القول إن 'بعض هؤلاء الضباط أوحى بأنه سيرفض تسليم الرئيس إلى حكومة المالكي، وأن الحاكم الامريكي الفعلي للعراق زلماي خليل زاد، سفير أمريكا في المنطقة الخضراء قد فشل في اقناع المالكي بتأجيل عملية القتل. وعن آخر طلب للرئيس الراحل، يقول الدليمي 'في الساعات الأولى من ليلة الجمعة، قبل الإعدام، اصطف بعض الضباط الأمريكان، منهم قائد المعتقل، وقاموا بتوديع الرئيس الذي طالب بتوديع أخويه برزان وسبعاوي.


ويضيف : تمضي الساعات، وقضى الرئيس تلك الليلة كعادته على سريره بعد صلاة العشاء يقرأ القرآن، بعد أن أبلغه الضابط الأمريكي، قائد المعتقل، بأن موعد الإعدام سيكون فجرا، كان حراسه الأمريكان يراقبونه بكل حذر، اعتقادا منهم بأنه ربما يشنق نفسه، وفي الرابعة فجرا، قدم الى غرفة الرئيس قائد المعتقل، وأخبره بأنهم سيسلمونه للعراقيين، وسأله عما يطلب.

توضأ الرئيس وأخذ المصحف وقرأ ما تيسر له في ذلك الوقت القصير.ثم طلب ان تسلم حاجياته الشخصية الى محاميه، ومن ثم الى كريمته رغد.وطلب منهم أن يبلغوا كريمته بأنه في طريقه الى الجنة للقاء ربه بضمير مرتاح ويد نظيفة، وسيذهب بصفته جنديا يضحي بنفسه وعائلته من أجل العراق وشعبه'.

ويتابع: ارتدى بذلته الرمادية مع قميصه الأبيض ومعطفه الأسود، ووضع صدارى بغدادية على رأسه، ثم ارتدى السترة الواقية التي كان يرتديها حين يذهب إلى المحكمة، أو حين لقاء محاميه في معسكر كروبر جنوبي مطار بغداد الدولي.


ويمضي الدليمي قائلا: صعد (صدام) وأفراد حراسته الامريكان إحدى العربات المخصصة لنقل الرئيس، وهي مدرعة تحمل علامات الصليب الأحمر الدولي، ثم نقل بعدها إلى إحدى طائرات البلاك هوك الامريكية، وقد طلب منهم عدم تغطية عينيه، (حيث) تأمل بغداد.


وما هي إلا دقائق معدودة، حتى حطت الطائرة في معسكر أمريكي يقع داخل منظومة الاستخبارات العسكرية السابقة الواقعة على الجانب الغربي لنهر دجلة في منطقة الكاظمية، حيث قسمت هذه المديرية في زمن الاحتلال إلى ثلاث مناطق، إحداها أصبحت معسكرا أمريكيا، والثانية تتبع لما أسموها بقوات حفظ النظام، والقسم الآخر يتبع دائرة الحماية القصوى التابعة لوزارة العدل في حكومة الاحتلال.


ويتابع الدليمي سرده: ترجل الرئيس من الطائرة في المعسكر الامريكي فغطوا عينيه بنظارات داكنة يستخدمها الجيش الامريكي عند نقل الأسرى من مكان إلى آخر.كان الرئيس محاطا بعدد من الامريكيين 'رجال الشرطة العسكرية'، وادخل الى دائرة الحماية القصوى، وهنا انتهى دور الحراس الامريكان عند أول بوابة، فعادوا أدراجهم.


                                  ميليشيات المهدي حاولت خطف صدام


ويزيد الدليمي 'بعد نزع سترة الرئيس الواقية والنظارة، أُدخل إلى أول قسم في الدائرة وهو مكافحة الإرهاب، وهذا القسم مختص بتنفيذ الإعدام 'عمليات القتل' بحق قادة وابطال العراق ...'كانت الساعة الخامسة والنصف فجرا، وحين دخول الرئيس، شاهد اقفاصا حديدية فيها رجال من العراقيين والعرب المقاومين الصادرة بحقهم أحكام الاعدام.


ويسهب الدليمي في وصفه بأن 'الرئيس نظر إليهم مبتسما وباعتزاز، فقد عرف مواقفهم البطولية من خلال وقوفهم هناك.وأكمل سيره باتجاه إحدى الغرف..هو الآن محاط بحراسة من المليشيات الطائفية الذين كانوا يشتمونه بسبب الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.


ويقول الدليمي: في تلك الأثناء، كانت فرق الموت من مليشيا جيش المهدي تحيط بمديرية الاستخبارات العسكرية، وقد عقدت العزم على اقتحام المديرية حيث يتواجد الرئيس لاختطافه وتسليمه إلى إيران مقابل مبالغ خيالية.


ويتابع: تأخرت جريمة الاعدام بعض الوقت لحين مجيء مقتدى الصدر الذي تنفي بعض المصادر وجوده لأسباب معروفة، كيلا تحرج حكومة الاحتلال ولا حتى الاحتلال نفسه.ثم جاء مقتدى ومعه حراسه، وحينما شاهد الرئيس جالساً يقرأ القرآن، قال له: ها شلون الطاغية؟ نظر إليه الرئيس باحتقار، مما حدا بأحد حراسه الى ضرب الرئيس بعقب بندقيته على رأسه.


ويؤكد الدليمي أن 'الرئيس عندها بدأ يهتف: يحيا الشعب، عاش الجهاد، تعيش الامة، عاش العراق، عاشت فلسطين حرة عربية، يسقط العملاء..ثم: نحن في الجنة واعداؤنا في النار.وهتف بوجه القاضي والمدعي العام: يسقط الفرس والامريكان والعملاء..أدخل الرئيس بعدها إلى الغرفة المشؤومة ليواجه أمامه كل قادة فرق الموت ومنهم: عبدالعزيز الحكيم، موفق الربيعي، علي الدباغ، سامي العسكري، بهاء الأعرجي ومريم الريس، وكذلك منتقد الفرعون.ولم يتواجد أي إمام سني كما ادعوا.


وقال المؤلف : مشى الرئيس صدام حسين بكل كبرياء وشموخ، مستقبلاً قدره بإيمان عميق، واستقبلته هذه الجماعات بالشتم والكلام البذيء والهتافات المعادية، بل حاول بعض هؤلاء المسؤولين وقادة فرق الموت الاعتداء على الرئيس وضربه، وهو مكبل اليدين، لكنه كان صامداً شامخاً رابط الجأش.رد عليهم قائلاً: انتم خونة..عملاء..اعداء الشعب..تسقط اميركا وعملاؤها..مؤشراً برأسه إليهم..وكان موفق الربيعي يشتمه متشفياً، قال له الرئيس..انتم ارهابيون..ارهابيون..ثم..تعيش المقاومة..يعيش الشعب..يعيش العراق..تعيش فلسطين..تعيش الامة العربية.ثم أضاف إنه خدم العراق، وقام ببنائه.


                                              حدث داخل منصة الإعدام


وفي تلك الاثناء- يتابع الدليمي - قام مصور المالكي (علي المسعدي) بتسجيل اللقطات وتصويرها.ثم فك سفاحو المليشيات الأصفاد من الأمام، وأوثقوا يديّ الرئيس من الخلف، واستبدلوا السلسلة التي كانت تتدلى بين قدميه بوثاق آخر خاص بحالات الإعدام.طلب الرئيس من المدعي العام منقذ الفرعون تسليم القرآن الذي كان برفقته الى أحد الاشخاص (المحامي بدر البندر) كي يقوم بتسليمه إلى عائلته.


بعد ذلك - يقول الكتاب- وقف الرئيس أمام حبل المشنقة، بكل شموخ وصبر وإيمان، كما شاهده العالم أجمع.وهذا المشهد العظيم للرئيس، كان عكس ما قاله الربيعي من أن الرئيس صدام حسين بدا خائفاً.صعد إلى المشنقة وهو يقول: يا الله يا الله.وقف أمام الحبل بكل شجاعة، وبعزيمة قوية لا تلين.


                                        صدام والشبيه


ويروي المؤلف حكاية صدام حسين وقصة الشبيه، إذ يطرح تساؤلا مفاده: هل يوجد أكثر من صدام حسين؟ ويضيف محامي صدام، تحدثت مع الرئيس حول قصة الشبيه ورأي الشارع العراقي فأجابني: كنت أتحرك بين المناطق المختلفة لدواع أمنية، ولتفقد أحوال شعبي وفصائل المقاومة، ولتفويت الفرصة على الأعداء، لم أكن أطيل الإقامة في المكان الواحد أكثر من ثلاث ساعات كحد أعلى،

باستثناء المكان الذي اعتقلت فيه.كنت أظهر مثلا في الفلوجة في الساعة العاشرة، وأنتقل إلى الرمادي بعد ساعة، ثم بعد ساعتين، أكون في صلاح الدين. والناس لا يتحدثون بدقة عن الوقت، فقد تكون الأوقات متقاربة.بالإضافة إلى الخلفية المترسخة بوجود شبيه لي جعلهم يصدقون قصة الشبيه'.ثم قال الرئيس مازحا: 'حين عبرت نهر دجلة، قلت في نفسي سيقول الناس إن هذا شبيه صدام حسين، وخاصة وقد سرت إشاعة أن صدام حسين مريض ومصاب بالسرطان، ثم التفت الرئيس إليّ ضاحكا وقال: وأنت أستاذ خليل، ماذا تقول هل أنا صدام أم الشبيه؟.


ويجيب الدليمي عن هذا السؤال: لقد فوجئت بالسؤال، وبدأ الشك يساورني من جديد، خاصة وقد سألت في إحدى المرات مرافقي الرئيس عن الشبيه، فنفوا نفيا قاطعا باستثناء واحد من حمايته الذي قال: نعم يوجد شبيه واحد.وكما تقول الحكمة حدث العاقل بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له.


                                   رواية صدام لسقوط بغداد


وعن سقوط بغداد واحتلالها ذكر صدام حسين أن عدم تكافؤ القوتين واستخدام العدو أسلحة محرمة دوليا أضعفا الدفاعات الأمامية العراقية التي كانت بدون غطاء جوي، حيث استخدمت القوات الأمريكية أسلحة متطورة، صهرت الحديد وأذابت البشر، 'خصوصا بعد أن أبدنا قواتهم في معركة المطار' ودارت معركة شرسة بين كر وفر، وأنا بنفسي دمرت ثلاث دبابات أمريكية بواسطة الـ(آر بي جي)

وقاتل الحرس الجمهوري قتالا مستميتا في القتال التقليدي والمتطوعون العرب أبلوا بلاء حسنا في المعارك الشرسة، ولكن كانت هناك بعض الثغرات المهمة ساعدت على تفوق العدو مع ثلة من الخونة وضعاف النفوس، وكان لجهاز (الثريّا) دور سلبي في احتلال البلاد حيث استخدم لرصد وتحديد إحداثيات الأهداف العسكرية واختراق بعض الأجهزة الأمنية'.


وردا على سؤال كيف سقطت بغداد يجيب صدام على لسان المؤلف :يا ولدي، بغداد لم تسقط، بغداد احتلت، وستتحرر بسواعد الأبطال.الاحتلال شيء والسقوط شيء آخر، وهذه هي ليست المرة الأولى التي تحتل فيها بغداد، فقبل الامريكان، وعبر التاريخ، تعرضت لغزوات كثيرة، وتنازعها الأعداء من كل الجهات، وتكالب عليها الفرس، وغيرهم وهي حلقات متواصلة، واحتلها المغولي هولاكو، فأحرق ودمر وقتل وعاث فيها فسادا.

ويتابع صدام: اليوم تتكرر الحالة، لقد جيّش بوش جيشه ومرتزقته وعبر المحيطات، ونحن لم نعتد على أحد، لكنهم كانوا يضمرون لنا الشر، ويريدون نهب خيراتنا وتدمير بلدنا.وقد حاولنا بكل ما نملك تجنب شرورهم. ويكمل 'في السياقات العسكرية، لا يمكن فصل النتيجة عن السبب، فهما حالة واحدة والمعركة الواحدة هي سلسلة حلقات للوصول إلى تحقيق الهدف.فكيف إذا كانت المعارك متواصلة منذ العام 1990،

وما رافق ذلك من حصار ظالم دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، فقدنا بسببه أكثر من مليون ونصف مليون عراقي ما بين طفل وشيخ وامرأة وحتى الشباب.إذن فلا يمكنني أن أجتزئ وأتحدث عن معركة واحدة هي بحد ذاتها كانت هدفا ونتيجة لسلسلة طويلة..ألم يكن قصف أمريكا للعراق مستمرا منذ ذلك التاريخ، أليست أمريكا هي من وضع خطوط الطول والعرض وأسموها مناطق حظر الطيران؟'.


ويسرد صدام تفاصيل الاحتلال قائلا: من الأمور التي لا بد أن نذكرها خارج السياقات العسكرية والقتالية المعمول بها والتي لم يتوقعها حتى إخواننا القادة وهم يضعون خططهم العسكرية والخطط البديلة، هو قيام العدو بالمباشرة بالهجوم البري الواسع، متزامنا مع القصف الجوي والصاروخي وحتى المدفعي، وذلك لتليين الأهداف كما سبق، وعادة ما يستمر هذا، وفقا لما هو معمول به، عدة أيام وربما شهر أو أكثر كما كان عليه العدوان الامريكي 1991، حيث استمر القصف لأكثر من شهر، ثم بدأ الهجوم البري بعد ذلك.


ويتابع: من الأمور الأخرى التي كنا قد وضعناها في حساباتنا، أن العدو سيتقدم من جبهتين أو أكثر مع إنزالات هنا وهناك.إحدى هذه الجبهات معروفة وهي الحشد الأكبر للقوات الامريكية (الكويت)، والثانية من الجبهة الغربية. ويضيف 'أما ما يخص الصمود الرائع للبواسل في أم قصر من أبطال لواء المشاة (45)، فقد قام هذا اللواء بقتال العدو بشكل أذهل العالم،

وصموده الأسطوري زعزع الثقة في نفوس الامريكان والبريطانيين وهز معنوياتهم.كذلك كان صمود قواتنا الباسلة في الزبير ومقاومتها الشديدة، فقد عضد وعزز معنويات إخوانهم في هذا البطل..كما أن صمود قواتنا المسلحة ومن خلفها ظهيرها شعب العراق الأبي في كل الجبهات أعطى العزيمة لباقي القواطع'.


ويتابع الرئيس الراحل: وبعد أن تمكن العدو من احتلال بعض مدن العراق، كان يريد إيصال رسالة واضحة، وهي أن كل شيء قد انتهى، وبالتالي تدمير معنويات العراقيين، جيشا وشعبا، فضلا عن استخدامه أسلحة محرمة دوليا في ضواحي بغداد.


ويضيف: نقول إن المقارنة بين الذي حصل في أم قصر وصمودها الرائع، وبين الذي حصل سريعا في بغداد هي مقارنة غير وجيهة من الناحية العسكرية على الأقل.كما أن إسراف العدو بتركيزه على قصف بغداد ومحيطها بشكل بربري متواصل لمئات الساعات، أدى إلى تدمير قطعات بأكملها وتشتت أخرى مما جعلها هدفا سهلا لطائرات العدو وصواريخه خاصة وأنها كانت تفتقر إلى غطاء جوي،

وكذلك في حالة عودة هذه القطعات وتخندقها، فقد تم تدمير معظمها في مواضعها الدفاعية مما أدى إلى استنفاد البديل، كما أن وضع أطراف بعض المحافظات ضمن قاطع عمليات بغداد، كان خطأ أو على الأقل سوء تقدير مع بعض التقديرات الأخرى التي لا تتلاءم مع التغيرات الجوهرية التي حصلت في الميدان من خلال جهد العدو الكبير وتكتيكاته.
ويصف العدوان بأنه 'كان شرسا وواسعا، وبذل العدو جهدا خاصة في الأيام الأخيرة، بتكثيف القصف الجوي والصاروخي على بغداد ومحيطها، إذ كان الهدف الرئيس للعدو هو بغداد أولا.


بيد أن الدليمي يحيل أسباب تمكن الامريكان من احتلال بغداد كما رواها صدام حسين له بلسانه إلى 'الحصار الذي دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، وما رافقه من استمرار الحرب بكل صفحاتها، واعتماد الامريكان سياسة الخداع والتضليل حول مزاعمها مما دفع بعض الأصدقاء والأشقاء العرب لتصديق رواياتها، فضلا عن الفرق الهائل بين القوتين وخاصة القوة الجوية والصاروخية وعدم وجود أي غطاء جوي للجيش العراقي، واستخدام القصف الجوي المكثف الذي لا مثيل له والذي كان مستمرا على مدار الساعة، مما ساعد على شل قدرة قواتنا البطلة سواء أكانت الدروع أو المدفعية أو حتى المشاة.


ويضاف إلى ذلك، استخدام العدو لأسلحة محرمة دوليا، بعضها استخدم لأول مرة، وخاصة في مطار بغداد بعد المعركة الشهيرة التي خسر فيها العدو مئات القتلى وعشرات الدروع، مما أفقده صوابه، وقام بضرب قوات الحرب والقوات المتجحفلة معها بقنابل نووية تكتيكية، إلى جانب استمرار القصف على بغداد بشكل وحشي وضرب السكان الآمنين، واستخدام العدوان للطريق الصحراوي بمحاذاة المدن،

وتفوقه النوعي علينا بالسلاح المتطور، ما أفقد قواتنا القدرة على الحركة نهارا لعدم وجود غطاء جوي وإسناد مدفعي لها، وتركيزه على خيار الوصول إلى بغداد، وهجوم العدو من جميع الجبهات وقيام العدو باستخدام عملائه من المخربين وعملاء إيران في الهجوم علينا.


ويقول الدليمي: لقد سألت الرئيس عما راج من إشاعات عن وجود خيانات في صفوف القيادات العسكرية، فنفى نفيا قاطعا، وقال: سمعت أن هناك من يتحدث عن خيانات حدثت أثناء المعارك، فأقول لك يا ولدي إن جيشنا معروف ببسالته وبطولاته، فبجيشنا إن حصلت فقد حصلت بشكل محدود وبمستويات واطئة ضعيفة التأثير، ولم تؤثر على نتيجة المعركة إطلاقا.


ويضيف صدام: مما ساعد في احتلال العدو لبغداد، استخدام الخونة والعملاء أقراصا وأجهزة تحديد الأهداف، وقد تبين في ما بعد، أن بعض ضعيفي الأنفس والخونة قد تغلغلوا في بعض الأجهزة الأمنية العراقية.


                                                    دخول الكويت


وحول ملابسات الدخول العراقي للكويت وما تبعه من قرارات عراقية لاحقة ، وحسب الكتاب اعترف الرئيس العراقي بخطأ دخول الكويت واستعجال القرار بالدخول حيث يقول: كان ينبغي علينا معالجة الموضوع بشكل آخر، وما جوبهنا به من مقاومة بعض قطعات الجيش الكويتي جعلنا مسرورين وقلنا وقتها إن أشقاءنا الكويتيين من العسكريين كانوا شجعانا.


ويذكر صدام حسين في هذا المحور أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا مضنية لتجنب الحرب، وكان موقف الملك فهد واضحا في هذه القضية، وكذلك موقف الملك عبدالله الذي كان وقتها وليا للعهد.

ويذكر صدام حسين أن هنالك رئيسا عربيا كان يدفع باتجاه معاكس، ولكن أمريكا استطاعت أن تخدع الجميع والرأي العام العالمي، وتؤلب علينا الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة. ويصف الرئيس نفسه بأنه رجل دولة حازم ودقيق ويخشى التاريخ أكثر مما يخشى الحاضر ويقول: أعرف السياسة ولكني لا أحبها وحتى وأنا أمارس القسم الأقل نجاسة منها،

وأنا كريم مع الكرماء شديد مع اللئام، ويؤكد أن نهجه دائما كان عدم زج الدولة في المذهبية منذ توليه الحكم وحتى رحيله. ويضيف: ليس عيبا أن تُحتل البلدان ولكن العيب أن لا تقاوم وتتحرر، وبغداد لم تسقط ولكنها احتلت ولازالت تقاوم، والمعركة مستمرة مع العدو منذ عام 1990 وحتى الآن.


ويذكر صدام حسين أنه تلقى رسالة من بوش الابن إبان الحرب الأخيرة على العراق مفادها 'إن لم تنسحب من السلطة وتترك العراق سأفنيك وأفني عائلتك'.


                                            نبأ مقتل عدي وقصي


ويقول صدام حسين بحسب الكتاب: بعد عشرة ايام من الاعتقال جاءني جنرال أمريكي ومعه مترجم مصري، وقال لي: هل تريد أن تكون كنابليون بونابرت أو أن تكون كموسوليني، فانتفضت وقلت ألا خسئتم ولن أكن سوى صدام حسين.وانا أرفض المساومة ولا أطلب من شعبي أن يستسلم. بل سأحثهم على المقاومة والقتال.

وعن مقتل ولديه عدي وقصي، يقول صدام حسين إنه تلقى النبأ من أحد المواطنين العراقيين، حيث نقل لي أحد المواطنين العراقيين كان يستضيفني في شمال العراق: لدي خبر حزين ومزعج، ابنك عدي استشهد فسألته: هل قاتل، أجابني نعم، فقلت: (عفيه!) فقال لي ابنك قصي استشهد، فسألته: هل قاتل: أجاب: نعم، فقلت' (عفيه!) وكذلك كرر بالنسبة لحفيدي مصطفى الذي وصلني نبأ استشهاده. حيث قال صدام حسين: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ودفاعهم عن وطنهم.


وعن التحقيق معه، يذكر كتاب 'صدام حسين هذا ما حدث' على لسان الرئيس العراقي: قام الأمريكيون بسؤالي عن مكان أسلحة الدمار الشامل فأجبتهم: لا توجد، ولو وجدت لأفنيتكم بها، وكانوا يكررون علي السؤال دائما أثناء التحقيق، لماذا قصفت 'إسرائيل بـ 39 صاروخاً وهي دولة لم تهددكم، فأجيبهم: إن إسرائيل كيان مسخ وأنتم من أوجده وهذا الكيان المسخ هو سبب كل مصائب المنطقة،

وكذلك كانوا يسألونني عن سبب دعم الفلسطينيين، ولماذا تمنح كل (إرهابي) يفجر نفسه مبلغ 25 ألف دولار، فأجبتهم: إن إمكانات العراق المادية والبشرية هي في خدمة قضايا الأمة وفي مقدمها قضية فلسطين، وإن الذين يموتون هم أبطال شهداء وليسوا انتحاريين إرهابيين كما تصفونهم.


ويذكر المحامي مؤلف الكتاب في إضافاته أنه كان ينقل رسائل شفهية من صدام حسين في معتقله إلى القادة العرب، وكان يوصي بأن لا يتدخلوا لإنقاذ رقبته فهو قد سلمها للمولى، بل كان يوصيهم بالحرص على وحدة العراق الذي يذبح من الوريد إلى الوريد، حتى ان زعيما عربياً بكى ثلاث مرات لدى تلقيه رسائل صدام حسين من خلف القضبان. كما يتطرق الكتاب إلى مبادرة الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله) رئيس دولة الإمارات آنذاك، وزيارة بريماكوف لبغداد ولقاء جاك شيراك.


كما يذكر المؤلف إشادة الرئيس العراقي الراحل بمواقف الدكتور الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين وقوله: سلموا لي عليه سلاماً كثيراً وحسناً فعل.


ويقول صدام حسين أنا لست عميلا لأحد ولو كان الأمريكيون هم من أتى بي إلى السلطة لفضحوني منذ أول يوم تصديت فيه لهم.


وعن حكم الإعدام بحقه في قضية الدجيل يقول : لقد استغربت استعجال صدور الحكم في قضية هامشية وتافهة، ولكنهم أرادوا طمس الحقائق خوفاً من دحض حججهم الواهية، ولم يتطرقوا حتى لقائد المجموعة التي استهدفتني وهو السيد الكربلائي وهو إيراني وليس عراقياً والذي قتل في الحال أثناء محاولة الاغتيال،

وأنا أعرف أنهم يريدون إعدامي ولو وجدوا حكماً أقسى من الإعدام لنفذوه، ولكني استغربت نطق الحكم في هذه القضية البسيطة، علماً أن طارق عزيز هو الذي لديه معلومات عن الأسلحة الكيماوية ويعرف من الذي استخدمها ولكنه لم يستدعَ في هذا الشأن.
96

الأحد، 25 أكتوبر 2009

السفير الشاذلى فىمؤتمر عالمى يسلط الضوء على مشكلة الالغام على الاراضى المصرية

نحتاج 250 مليون دولار لإزالة المخلفات الحربية التى زرعتها المانيا وايطاليا وبريطانيا فى الحرب العالمية الثانية

القوات المسلحة بذلت جهودا رائعة وحصلنــــا علـــــى خرائط مهمة تكشــف مناطق التلوث بالمتفجــــرات

العلمين ـ هشام البسيونى :

أكد السفير فتحى الشاذلى مدير الامانة التنفيذية لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالى التابعة لوزارة التعاون الدولى أن مصر لم تقصر فى تطهير الالغام الموجودة على أراضيها وأنها تطرق جميع الابواب من أجل هذه المهمة بدءا بالامم المتحدة ومنظماتها والدول التى تسببت فى هذه المواد وهى ايطاليا وبريطانيا والمانيا مشيرا إلى أن تكلفة إزالة الالغام والمتفجرات الموجودة فى الساحل الشمالى الغربى تقدر ب 250 مليون دولار .

رفض السفير فى مؤتمر عالمى بمدينة العلمين بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 67 لمعركة العلمين حضرته مختلف وسائل الاعلام اتهام مصر بالتقصير أو الضغط على الدول المتسببة فى زرع الالغام والمواد المتفجرة مشيرا إلى وجود علاقات ومصالح مع هذه الدول خاصة وأن بريطانيا تمثل النسبة الاعلى فى الاستثمار داخل مصر وايطاليا أكبر شريك تجارى يستقبل البضائع المصرية

كما أن مصر تعتبر ثانى دولة تتلقى مساعدات من المانيا إضافة إلى أن الدول الثلاث ساهمت ببعض المعدات فى إزالة الالغام إلا أنها ليست على المستوى المطلوب .

أشاد بدور القوات المسلحة فى إزالة المواد المتفجرة وبدأت فى هذه المهمة منذ عام 1983 عن طريق سلاح المهندسين ومن مواردها الذاتية مشيرا إلى أنها نجحت فى تطهير 39 ألف هكتار حتى عام 1999 ما أعطاها فكرة واضحة عن الاجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحرب العالمية الثانية وتشكيلتها وتقدير تكلفة إزالتها

إضفة إلى تصنيفها حيث إن 75 % مما ينتظرنا تطهيره يتوزع ما بين قنابل طائرات زنة 2000 رطل ومرورا بقذائف المدفعية والهاونات من الاعيرة المختلفة وصولا إلى طلقات الاسلحة الرشاشة و الصغيرة و 2,5 % فقط من الالغام المضادة للافراد والباقى 22,5 من الالغام المضادة للدبابات والمركبات .

كشف أن الامانة التفيذية حصلت على خرائط مهمة من بريطانيا والمانيا وإيطاليا مؤكدا أن الخرائط الاهم كانت من شركات المسح السيزمى للكشف عن البترول والغاز فى الساحل الشمالى لانها كشفت بدقة عن اماكن هذه المواد المعطلة للتنمية مشيرا إلى أنه الامانة باتت تمتلك قاعدة بيانات مهمة عن اماكن وجود المواد القابلة للتفجير وعدد المضارين منها على مدار العقود الماضية .

أضاف أنه تم التنسيق مع الوزارات المعنية بتطهير المنطقة لاستغلالها فى الاستثمار وتم الاتفاق مع وزارة الاسكان على تطهير 3050 فدانا لاقامة مدينة العلمين الجديدة و28 ألفا و200 فدان على جانبى ترعة الحمام لصالح وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى كمرحلة أولى ضمن نشاط الامانة التنفيذية وبالفعل نحج سلاح المهندسين فى تطهير أغلب الاراضى المخصصة وبلغت 25 ألف و720 فدانا حتى أول أكتوبر اول اكتوبر الحالى .

أضاف السفير فتحى الشاذلى مدير الامانة التفيذية لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالى أن الامانة وضعت برنامجا لتاهيل الضحايا والمصابين من حوادث الالغام بالاعتماد والتعاون مع مركز الطب الطبيعى والتاهيل وعلاج الروماتيزم التابع لوزارة الدفاع حيث تم تزويد 122 مصابا بالاطراف الصناعية حتى منتصف اكتوبر الحالى

مع توفير فرص عمل لهم وتدريب الاطباء وبعض المدنيين على كيفية التعامل مع هذه الحالات وتوقيع اتفاقات مع الصندوق الاجتماعى للتنمية لاطلاق برنامج المنح والقروض الميسرة لصالح الناجين وعمل برامج توعية مع تحديد أنشطة التنمية المحلية للاستفادة من الموارد الطبيعية المتوفرة فى المنطقة .

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

لا كرامة لنبى فى قومه

د. رشيقة الريدى الحائزة على «لوريال اليونسكو» فى العلوم: قضيت ٢٠ عاماً لتطوير لقاح يقضى على البلهارسيا وحصولى على الجائزة الدولية «ترضية مقصودة»

حوار هشام علام   المصرى اليوم

                                                     رشيقة الريدى

هى واحدة من قلائل حصلوا على درجة الدكتوراه «DSC»، والوحيدة فى جامعة القاهرة التى تحمل هذه الدرجة العلمية الرفيعة، اقتصت من حياتها عشرين عاماً، قضتها فى أبحاث علمية لتطوير عقار للقضاء على مرض البلهارسيا الذى ظل ينهش أكباد المصريين على مدار قرن بأكمله، يشهد لها أساتذة العلوم فى العالم بأنها الأفضل على الإطلاق، فى هذا المضمار،

لذا فقد تم اختيارها للحصول على جائزة «لوريال» تحت إشراف منظمة اليونسكو دون منافسة تذكر، من قبل لجنة تحكيم ضمت علماء حاصلين جميعاً على «نوبل» العلوم، والذين لم يستبعدوا حصولها على الجائزة ذاتها عن أبحاثها فى البلهارسيا، بغض النظر عن عدم نيلها التقدير اللائق من الدولة،

إنها البروفيسور رشيقة أحمد فتحى الريدى، أستاذ العلوم التكنولوجية المتقدمة.. التى تتحدث فى حوار لـ«المصرى اليوم» عن أبحاثها، ورحلتها العلمية ومدى حصولها على التقدير اللازم فى مصر.

■ بداية.. جاء الإعلان عن حصولك على جائزة «لوريال» متواكبا مع فشل فاروق حسنى فى الحصول على منصب أمين عام منظمة اليونسكو التى ترعى هذه الجائزة.. فهل ترين علاقة بين نجاحك وإخفاقه؟

- بالتأكيد، فلا يمكن بأى حال أن ننحى السياسة جانباً حتى ولو فى مجال العلوم، ولأن الغرب لا يحبون العمل فى مجال البلهارسيا، لأنه مرض متوطن فى بلدان العالم الفقيرة فقط، ويفضلون العمل فى مجال الأمراض المشتركة بين العالمين المتخلف والمتقدم، فهذا يثير أسئلة عديدة حول إعطائى هذه الجائزة، فحتى لو كانت أبحاثى رائعة - وأنا واثقة من ذلك - إلا أنها تظل غير ذات أهمية بالنسبة لهم،

ومن بين المتنافسين لنيل هذه الجائزة كانت هناك مرشحة أخرى تعمل فى مجال أبحاث غاية فى الأهمية بالنسبة لهم، وتابعت نتائجها عن كثب، ورأيت من خلال توجيه الجائزة ناحيتى أن هناك عملية «ترضية» مقصودة، وهذا لا يعنى التقليل من أبحاثى على الإطلاق، فهم يعرفون أننى بذلك أحمل عن كاهلهم عبء التخلص من هذه الدودة القاتلة، نتيجة لعشرين عاماً قضيتها من أجل تطوير هذا اللقاح.

■ هل معنى هذا أنك تقدمت بهذه الأبحاث من قبل ولم تحصلى على أى جوائز؟

- هذا لم يحدث، فقد تم ترشيحى لتلك الجائزة قبل ١٥ يونيو الماضى، أى قبل فشل فاروق حسنى، ولكن اللجنة اجتمعت بعد حسم انتخابات اليونسكو بأسبوع لإعلان النتيجة، وأنا أعترف بأننى صاحبة سيرة ذاتية متواضعة بالنسبة لهم، لم أكن يوماً رئيس معهد ولا عميد كلية، بل مجرد باحثة مجتهدة تعمل على إيجاد عقار ناجح لمرض محلى متوطن، لكنهم أرادوا أن يقولوا بذلك أنهم مهتمون جداً بالأمور الإنسانية التى تخدم المجتمع فى مصر، بعيداً عن لجنة السياسات والحزب الوطنى.

■ وكيف ترين الأوضاع الحالية للبحث العلمى فى مصر؟

- مشكلة البحث العلمى فى مصر ليست مشكلة إمكانيات كما يشاع، فحتى إن كان الحصول على الموارد المالية صعباً فإنه ليس مستحيلاً، وهناك جهات دولية ومنظمات مدنية تسعى دائماً لتمويل الأبحاث العلمية.

■ إذن ما المشكلة؟

- المشكلة أن الباحث العلمى فى مصر الآن أصبح «بيه»، فالجامعة تسانده بما يكفى، وبنظرة بسيطة على المعامل هنا فى قسم الحيوان ستعرف أن الإمكانيات متوفرة إلى حد كبير، ولا يمكننى أن أتوقف عن عمل أبحاثى لمجرد أننى لا أمتلك الإمكانيات، فعلى أن أسعى حتى أحصل عليها بأى طريقة،

ولكن هناك الكثير من الباحثين يكتفون بتعيينهم فى الجامعة ولا يصبح عندهم أى نية بعدها للعطاء العلمى، ويتحولون بعد ذلك إلى مجرد «موظفين على مكاتب» فهو يحصل على راتب لا يقل عن ١٥٠٠ جنيه شهرياً، فى حين أنه ليس ملزماً بتقديم أى أبحاث علمية خلال فترة معينة، ويقوم بإعطاء محاضرة واحدة أسبوعياً، ولكن هناك الكثير من الباحثين يكتفون بتعيينهم فى الجامعة ولا يصبح عندهم أى نية بعدها للعطاء العلمى،

ويتحولون إلي موظفين يعشقون الروتين ويستمتعون بالشكوى المستمرة من الأوضاع المتدهورة التى لم يجربوا حتى التمرد عليها، وكأن البحث العلمى كعكة جاهزة تستدعى منهم فقط أن يفتحوا أفواههم لالتهامها، وأقول لمن يحملون ألقاب «باحثين» ويكتفون بالجلوس فى المكاتب أو السفر فى إعارات خارجية إنكم السبب فى تدهور حالة البحث العلمى.

■ وأين دور الجامعة؟

- المشكلة أن الحكم الديكتاتورى الذى نعيش فى ظله أراد أن يكون قريباً من عالم الطلبة والجامعة، فأعطى الأساتذة رشوة تحت مسمى «الكادر الخاص»، وتقبلها الأساتذة بصدر رحب تحت دعوى «قرشين زيادة أحسن من بلاش»، دون التفكير فى أى طريقة لإحراز أى تقدم فى مجال عمله، لأنه فى النهاية لن يجازى على ذلك فى حال تحقيقه.

■ هل معنى هذا أن الجامعة ليس من صلاحياتها عقاب الأساتذة المقصرين؟

- أريد أن أقول لكم أن أقصى شخص يستطيع رئيس الجامعة محاسبته هو «العامل إللى على باب الجامعة»، فلا يوجد تحت يده قانون ينظم آلية العمل أو يعطى له الحق فى محاسبة المقصرين، فتحولت الجامعة إلى «تكية» والباحثون إلى موظفين، دون أن نستطيع أن نلقى بالتهمة على أحد، لأن أحداً لم يتطوع لمناقشة أوضاع الباحثين قانونياً، وبالتالى فلا يمكن أن نقول إننا نعيش فى كنف دولة تدعم أو تحترم البحث العلمى بشكل كاف.

■ ولكن الجامعة دائماً ملامة نظراً لضعف الإمكانات المتاحة للباحثين؟

- هناك ما يقرب من ١٥ ألف أستاذ جامعى، أكثر من نصفهم سافروا فى إعارات إلى الدول العربية، فى الوقت الذى تحافظ فيه الجامعة على مكاتبهم مغلقة كما هى، إلى أن يعودوا ثانية وقد يطول سفرهم لعشر سنوات أو أكثر، كيف تستطيع أنت أن تقيم هذا التصرف؟ أنا لا أريد أن أصدمك عندما أقول إن بعض هذه الغرف بها «عفش» هؤلاء الأساتذة، أخبرنى أين يوجد نظام مثل هذا فى أى جامعة فى العالم.

■ لماذا إذن تظل مصر بعيدة عن المحافل العلمية الدولية؟

- مش لما نعمل أبحاث الأول نبقى نتقدم بيها فى المحافل دى، لا توجد جامعة بحثية فى العالم تستطيع أن تظل تعمل فيها وتتقاضى أجراً دون أن تقدم أى شىء أو أى أبحاث لعشرات السنين، لكن عندنا يصل راتب الأستاذ لثلاثة آلاف جنيه فى الشهر من غير ما يقدم مقالاً واحداً.

■ ومن المسؤول عن هذا الوضع؟

- القوانين المنظمة لتلك المسألة، فلا يوجد أى عقوبات تطول المقصر أو تلزمه بأداء عمله على أكمل وجه، ولكن الذى يحدث من بعض الباحثين هو أنهم يملأون أوراقاً على هيئة أبحاث، أو بالأصح «تسويد ورق» ليقدموها للجامعة بعد ذلك حتى يبدو الأمر وكأنهم يعملون بجد.

■ دعينا نتحدث عن إقصائك عن جائزة الدولة التقديرية؟

- دعنا لا نتحدث عن هذا، فهذا أمر تجاوزناه منذ فترة، وقد أعطتها لجنة التحكيم لمن ترى أنه الأحق بها من وجهة نظرهم، أما عن التكريم الذى أحب أن أحصل عليه، فقد حصلت عليه بالفعل من تلامذتى وزملائى، وبقدر ما يكون تقدير الدولة مهم، فإن احترام العلماء لبعضهم البعض أهم، وليس أفضل من ترشيح الدكتور محمد أبوالغار لى دون أن أعلم، والأبحاث التى أجريت حول أبحاثى دون أن أدرى،

فهذه شهادة تقدير تمحو آثار ٢٠ عاماً من التعب من أجل تحقيق هدف قد لا يعرف الناس قيمته الآن، ولكنه سيؤثر - إن شاء الله - على مستقبل أجيال قادمة، وكالعادة فإن الدولة لا تلتفت إلى العلماء فى حياتهم، ولكن إما بعد رحيلهم أو بعد أن يشعر الآخرون فى الغرب بقيمتهم.

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

إدارة البديل تعقد جمعية عمومية بعد تشييع مؤسس الجريدة وتسلم قرار التصفية لمصلحة الشركات

الإدارة رفضت عرضا جديد لشراء الجريدة وتحججت بـ" الحزن على الراحل " للتغطية على موعد قرار التصفية

كشفت أوراق التصفية التي تقدمت بها إدارة البديل لمصلحة الشركات أن مجلس الإدارة اتخذ قراره بالتصفية بعد ساعات من تشييع جنازة د. محمد السيد سعيد مؤسس الجريدة إلى مثواه الأخير في بورسعيد مساء 11 أكتوبر الحالي .

وجاء توقيت الجمعية العمومية المزعومة ليكشف آخر فصول مسرحية البديل ، ففي الوقت الذي وصل فيه إلى مجلس الإدارة عرض بشراء الجريدة سارع مجلس الإدارة إلى دفن مؤسس الجريدة و تصفية الشركة بقرار جمعية عمومية لم يعرف بها أحد . واللافت أن الجمعية العمومية انعقدت في 12 أكتوبر في الوقت الذي كان فيه سيد كراوية عضو مجلس الإدارة في بورسعيد ، وعادل المشد في القاهرة ، فيما اختفى صبري فوزي رافضا الرد على الهاتف بدعوى أنه " حزين ".

وكان خالد البلشي رئيس تحرير البديل قد عرض على مجلس الإدارة عرضا من مجموعة من المستثمرين يرغبون في شراء الجريدة ، لكن عادل المشد رئيس مجلس الإدارة وصبري فوزي العضو المنتدب و سيد كراوية المخول بإدارة أزمة البديل وعضو مجلس إدارتها قد رفضوا حتى مناقشة تفاصيل العرض ، واعتذروا بدعوى أنهم " مشغولون بالحزن على الدكتور محمد " .

لكن الأوراق التي تسلمتها مصلحة الشركات تكشف أنهم كانوا مشغولين بعقد جمعية عمومية سرية للتخلص من حقوق الصحفيين ، و غلق الجريدة فور دفن مؤسسها . ومن المرجح أن يكون رفض كراوية و المشد و صبري لاقتراح رئيس التحرير إصدار عدد تذكاري عن الراحل محاولة للتغطية على الجمعية العمومية غير القانونية التي انعقدت بشكل سري –

هذا إن كانت قد انعقدت أصلا – و زاد من ترجيح هذا الاحتمال استمرار رفض الإدارة لعروض من شخصيات عامة بتحمل تكاليف إصدار العدد التذكاري من الجريدة و إعلان المحررين استعدادهم للعمل بشكل تطوعي تقديرا لدور مؤسس الجريدة . ومن الأوراق يتضح أن قرار الجمعية العمومية بتصفية الشركة قبل 3 أشهر كان مجرد أداة لإرهاب الصحفيين وإرغامهم على التنازل عن مستحقاتهم خاصة بعد رفض المحررين عرضا من رئيس مجلس الإدارة بتقديم استقالات جماعية مقابل عودة الإصدار بشكل أسبوعي ولمدة 6 أشهر فقط .

وكانت إدارة البديل قد أرسلت اليوم مندوبا لها إلى مصلحة الشركات لتسليم محضر الجمعية العمومية المفبركة، لكن المصلحة أجلت اعتماد القرار لنقص الأوراق . وقالت مصادر في مصلحة الشركات أن شركة التقدم التي كانت تصدر البديل قد أقيمت بشكل غريب حيث لم ترسل إدارة الشركة للمصلحة أية أوراق حول الشركة و جمعياتها العمومية منذ عام 2007

و كل ما في المصلحة من أوراق تخص الشركة هو محضر الجمعية العمومية التأسيسية فقط . كما كشفت مصلحة التأمينات إن الشركة مدينة بمبلغ 85 ألف جنية تأمينات عن 96 صحفي معينا بها ، علاوة على خلو دفاتر مصلحة الضرائب من أية إشارة إلى تسديد الشركة لضرائبها علما بأن المدير الإداري للجريدة – إيمان نوير – كانت تخصم نسبة الضريبة بشكل منتظم من رواتب الصحفيين على مدار عامين كاملين بما يعني عدم سداد الخصم لصالح مصلحة الضرائب .

أول حوار مع الدكتور حسن نافعة بعد اختياره منسقا للحملة المصرية ضد التوريث : مبارك نجح فى تخدير النخبة لربع قرن


حوار: ماهر حسن فى العربى الناصرى /


 
فى مجموعة من مقالاته، عرض الدكتور حسن نافعة لطبيعة المأزق السياسى الذى تعيشه مصر والذى ـ على حد وصفه ـ لم يسبق لمصر أن اجتازته.. فالأفق السياسى مفتوح على كل الاحتمالات دون حسم لموضوع مستقبل الرئاسة فى مصر بل مستقبل مصر ذاته فى المدى المنظور

وفى هذا الحوار أشار الدكتور حسن نافعة، إلى أننا فى عهد عبد الناصر عشنا أربع حروب فضلاً عن حروب الداخل المتمثلة فى مشروع نهضوى كبير ورغم هذه الظروف لم تكن الدولة ومؤسساتها منهارة على النحو الذى وصلنا إليه، فلم تكن هناك أزمة خبز أو مياه ولم يكن التعليم منهاراً ولم يستشر الفساد فى مؤسسات الدولة ولم تكن الخدمة الصحفية منهارة على هذا النحو،

كما لم تكن هناك مشكلة إسكان ولم تواجه مصر مشكلة "الزبالة" وقال إننا إزاء نظام سياسى فاشل بكل المقاييس وعلى كل الأصعدة والفجوة بين الأغنياء والفقراء صارت مرعبة وقال الدكتور نافعة إن السادات كان نائباً للرئيس ناصر فى ظروف خاصة جدا" وكان من الممكن ألا يظل نائباً لو امتد العمر بعبد الناصر.. فربما تغيرت قناعاته وكذلك مبارك.. حيث لم يكن السادات يعرف أن العمر سينتهى به فجأة وعلى هذا فقد كان حكم مصر وما يزال مرهوناً بالتوريث والاختيار الفردى أو القضاء.


وقد التمس نافعة العذر لناصر والسادات لظروفهما الاستثنائية ولكن مبارك حظى بفرصة أفضل من التى حظى بها الرئيسان السابقان لما حظى بمدة حكم أطول بكثير لكنه لم يستثمر هذا ولم يحقق تغييرات جوهرية دستورياً أو تنموياً كما أنه لم يخض معترك السياسة قبل توليه الرئاسة كسابقيه فلا هو مغامر كالسادات ولا هو كاريزما وطنية كعبد الناصر

فمبارك ظل موظفاً منضبطاً جداً لكنه لم يستوعب الدرس وقاد نظام اختلفت خواتيمه عن بداياته.. حيث البداية كانت باعثة على التفاؤل والنهاية تبعث على القلق فهى مفتوحة على أفق مبهم مخيف.. وإلى نص الحوار: 
{ لم نعد نعرف من هو الرئيس القادم وقد تضاربت التكهنات.. والرئيس إلى الآن رغم تقدمه فى العمر لم يعين نائبا ونشعر بأن مصر على شفير بركان كما أن الرئيس فى 2011 سيكون عمره 83 عاما وإذا أكمل ولاية سادسة سيتم التسعين؟


}} رأيى الشخصى إننا إزاء مشهد عبثى يجسد مأزق النظام السياسى المصرى بكل تفاصيله ومعنى أن يكون لدينا نظام سياسى لا نعرف فيه من هو رئيس الدولة القادم فهذه علامة نكوص وموضع استفهام، فقد جرت العادة أن يختار الرئيس نائبًا له فيصبح بالضرورة هو الرئيس القادم بإملاء رئاسي. وهكذا اختار الرئيس عبدالناصر الرئيس السادات نائبا واختار الرئيس السادات الرئيس مبارك ولكن مبارك لم يختر أحدا إلى الآن ومعظمنا لم يعرف لماذا لم يفعل إلى الآن.

                                                غياب مفاجىء


{ معنى هذا أن عبدالناصر فرض علينا الرئيس التالى له؟ 
}} هذا تم فى ظرف استثنائى جدا فلقد كان عبدالناصر فى رحلة إلى المغرب وقيل له إنه قد يواجه مؤامرة تحاك ضده ومن ثم فقد تحسب عبدالناصر ورأى أن يحدد نائباً ليجنب مصر المشاكل التى قد تنجم عن غيابه المفاجئ «إذا حدث» ولظروف شخصية جدا تتعلق بملابسات ما حدث فى نكسة 1967م والظروف النفسية التى مر بها عبدالناصر فإنه كان يجد فى بيت السادات مهربا من هذا

كما كانت السيدة جيهان مضيفة ممتازة جدا، ولم يكن يتصور أحد أن عبدالناصر بعد اختياره للسادات بعام واحد سيختفى وأعتقد أن الأستاذ هيكل قال إن عبدالناصر نسى موضوع النائب ولم يفكر فيه، وربما لو كان عبدالناصر يعلم أن العمر سينتهى به بهذه السرعة وأن عليه أن يختار نائبا له بشكل نهائى لاختار أحدا آخر، ولذلك أقول إن تعيين السادات نائبا تم فى ظروف استثنائية معينة ومن ثم فإن الرحيل المفاجئ لعبدالناصر كان معناه أن القدر أراد للسادات أن يصبح رئيسا لمصر.


{ وماذا عن سيناريو اختيار السادات لمبارك؟ 
}} الأمر نفسه تكرر مع الرئيس السادات فقد اختار مبارك نائباً له وربما كانت لاختياره أسباب لكننى أتصور الشيء نفسه فلم يكن السادات يتوقع أو يتصور أن يموت هذه الميتة العبثية غير المتوقعة بين رجاله وجنده، فقد مات فجأة فى هذا المشهد الدموى وفى تلك الظروف غير الطبيعية، وبالتالى فإن السؤال ذاته يتجدد هل لو علم السادات أن عمره سينتهى بهذه الطريقة ه

ل كان سيستقر بشكل نهائى وقاطع على الرئيس مبارك ومن ثم ـ وعلى هذا النحو ـ فإن حكم مصر كان مرهونا بالتوريث والاختيار الفردى أو بالقضاء والقدر بمعنى إما أن يكون رئيسها باختيار رجل واحد أو بقرار سماوى كرحيل الرئيس ناصر فجأة بموت طبيعى أو رحيل السادات فجأة وبموت غير طبيعي. 
{ وماذا عن الرئيس مبارك؟


}} هو يختلف اختلافا جذريا عن سابقيه «ناصر والسادات» على الأقل فى أمرين أساسيين أولهما أن كليهما كان عضوا فى مجلس قيادة الثورة وعبدالناصر كان زعيما سياسيا صنع ثورة يوليو وخطط لها وكان لديه مشروع سياسى واضح الملامح وإذا نظرنا لعبدالناصر كنمط قيادى تتوفر فيه كاريزما الزعامة فإننى أصنف الرئيس السادات فى خانة «القيادة المغامرة» فقد كانت حياته كلها أشبه بمغامرة عبر خيارات وانتماءات مختلفة فقد كان سياسيا، فى مراحل مبكرة من عمره ربما قبل انضمامه للثورة فقد انتمى للحرس الحديدى واتصل بالألمان وتورط فى مقتل أمين عثمان ثم كانت آخر مغامراته هى ذهابه للقدس

وهذه دفع ثمنها حياته وكلا النمطين أدخلا البلاد فى متاهة كبرى فقد رحل ناصر وإسرائيل تحتل جزءاً كبيراً من أرض مصر والسادات رحل قبل أن يكتمل تحرير الأرض ولكنه أقدم على خطوة أحدثت انقساما عظيما فى الصفين المصرى والعربى بزيارته للقدس كما طال هذا الانقسام النخبة فى مصر، وعندما جاء مبارك تنفس كثيرون الصعداء وقد شاء القدر لهذا البلد أن يتحول بالفعل من نمط القيادة بمواصفات معينة إلى نمط القيادة الذى هو ليس زعيما أو مغامرا أو ينتمى لعالم السياسة ولم يعرف النشاط السياسى فى حياته قط ولم يسبق له أن خرج فى مظاهرة سياسية فى أى من مراحل حياته هو عسكرى خالص،

ومنضبط جدا وصارم جدا فى عمله فى حدود الموظف الذى يريد أن يؤدى وظيفته بكفاءة ثم إنه طيار وعلى هذا فقد رأى الجميع أنه يتميز بصفتين مهمتين هما أنه طيار لا يحتمل عمله الخطأ.. بل يستوجب أقصى درجات الدقة ثم إنه موظف وغير مغامر، وكنا نتصور أنه سيستوعب الدرس وسيعمل فى اتجاه تحديد الولاية الرئاسية. 
{ لقد كنت ممن استبشروا بقدومه خيرا أليس كذلك؟


}} نعم، وتصورت وتصور الكثيرون أنه سيستوعب الدرس وسيعمل فى اتجاه تحديد الولاية الرئاسية، ثم إن خطابه فى البداية كان خطابا جميلا ولم يكن فى البداية ميالاً للظهور الكثيف والأرجح أن الذى كتب هذا الخطاب هو الدكتور أسامة الباز، وكان لدى الرئيس مبارك استعدادا لامتصاص الغضب الشعبى بسبب أحداث سبتمبر الشهيرة التى وضع السادات خلالها رموز العمل الوطنى والصحفى فى السجن قبل أن يقتل بأقل من شهرين فقام مبارك بالإفراج عن هؤلاء وتحدث عن طهارة اليد وعفة اللسان، وقال إن «الكفن بلا جيوب» كانت هذه هى البداية لكننا انتهينا إلى رئيس يجلس على الكرسى 28 عاما أكثر من السادات وناصر معا ثم يتصرف بطريقة فسرتها جميع فصائل النخبة على أنها مشروع لتوريث السلطة لولده.

                                          تخدير النخبة


{ وأين كانت النخبة طوال الثمانية والعشرين عاما هذه؟ 
}} لقد استطاع الرئيس مبارك أن يخدرها تحذيرا شديدا وأن يظل فى السلطة ـ وعلى عكس كل التوقعات ـ لأكثر مما كان يقدره أى إنسان فى مصر والأكثر إثارة للدهشة والتساؤل أنه لا يجد غضاضة فى أن يتخذ إجراءات لقدوم ابنه فتحولت الجمهورية فى عهده إلى ما يشبه الملكية ولذلك فإننى اعتبر أن المشكلة الأساسية هى مشكلة النظام السياسى فى مصر. 


{ وكأنك تلوم الرئيس مبارك على ماآل إليه الحال فى مصر؟ 
}} نعم، أنا شخصيا ألومه فى أشياء كثيرة جداً لأنه كان لديه فرصة لم يحظ بها عبدالناصر ولا السادات على الأقل فإن عبدالناصر أثناء قيامه بمشروعه للنهضة الشديدة الطموح دخل فى معارك شديدة الخطورة ومنها الإصلاح الزراعى وقناة السويس والسد العالى والحرب على أكثر من جبهة. 

أما الرئيس السادات فقد تسلم الحكم حينما كان جزء كبير من الأراض مازال محتلا، وعليه أن يحررها فاجتهد على طريقته رغم أننى كنت ومازلت ضد زيارته للقدس لكن البعض يرى فى تحرير الأرض انجازا كبيرا سواء بالحرب أو بعملية التسوية.


أما الرئيس مبارك فلم يواجه أيا من هذين التحديين، وكانت لديه فرصة حقيقية لإحداث تحولات جذرية حقيقية فهو لم يدخل حربا ولم يتخذ أى قرار يشكل خطورة أو تحديا من أى نوع، بل وحصلت مصر على معونات لم تحصل على مثلها طول تاريخها، وأكثرها من الولايات المتحدة قدرها 1، 2 بليون دولار سنويا منذ بداية 1979 حتى هذه اللحظة

فضلا عن الثورة النفطية ناهيك عن المليارات التى تسربت إلى الخارج، والعوائد التى حولت إلى مصر إذن فقد كان لديه كل العناصر التى تمكنه من أن يحقق هدفين وهما التحول من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية وصولا لنظام ديمقراطى حقيقى وأن يحقق تنمية حقيقية مستديمة ومتنامية فى مصر، فهناك سلام ومعونات وثروات. 
لقد صارت الفجوة بين الأغنياء والفقراء مرعبة ورهيبة،

كما أن جميع أنواع الخدمات منهارة، ومن عاصروا ثورة يوليو يعرفون أن الدولة فى ظل حكومة الثورة قد دخلت أربع حروب وواجهت تحديات نهضة فى الداخل غير أن التعليم كان أفضل ولم تحدث أزمة خبز مثلا وكنا نستطيع أن نحصل على خدمة صحية أفضل وعلى سكن أفضل بل واللافت والأبسط من هذا أنه لم تكن فى مصر القمامة على هذا النحو المزرى وكأن كل أجهزة الدولة عجزت عن احتواء مشكلة كهذه أو مشكلة المياه مثلا كما لم يكن التكدس فى الجامعة بهذا الشكل

ولم تبلغ البطالة هذا المعدل المخيف ولم يكن الفساد والانحراف المالى والإدارى قد توحش بهذا الشكل ولم تكن هناك أزمة خبز.. إذن فنحن أمام نظام سياسى فاشل بكل المقاييس وأى معيار تطبقه سوف تكتشف أنك أمام نظام فاشل تختلف خواتيمه عن بداياته.


{ ألهذا كتبت مقالاً بعنوان «مصر تبحث عن رئيس؟» كيف، وما هو المأزق؟ 
}} نحن الآن أمام رئيس طاعن فى السن تجاوز الثمانين وهو رأس الدولة ولا تعرف إلى الآن إذا ما كان سيرشح نفسه فى 2011م أم لا؟ واذا لم يرشح نفسه فمن الذى سيأتى بعده هكذا مصير مبهم لدولة قوامها 80 مليون نسمة ولها هذا الموقع التاريخى وكأنه ليس من حق هذا الشعب أو النخبة أن يعرفوا على الأقل.. ما الذى سيحدث فى الأيام القريبة قبل البعيدة؟


{ لكن بإمكاننا التخمين وتوقع الرئيس القادم؟ وبالأخص اذا ما تأملنا المادة 76 من الدستور الخاصة بانتخاب الرئيس؟ 
}} هناك معطيات تشير إليه بقوة؟.. ويتم الاعداد له بشكل ظاهر ليظهر على المسرح فى الموعد المقرر له؟.. وتماما ووفق المادة المذكورة من الدستور فإنه سيكون أحد كوادر الهيئة العليا للحزب الوطنى ولا يوجد أى شخص يمكن أن يكون مؤهلاً إلا جمال مبارك بعد الفرز المدقق لأعضاء الهيئة العليا حتى إن التعديلات الدستورية لم تكتف بأن تغلق كل الطرق وتبدد كل الآمال ولم تبق حتى بابا واحدا مفتوحا، ولكنها تمثل ردة ظاهرة على ما كان قائما قبل التعديل. 
{ كيف؟


}} على سبيل المثال فإن التعديل الذى لحق بالمادة 88 يمنع القضاء من ممارسة اشراف حقيقى ونزيه على الانتخابات فأنت من ناحية تحول دون المرشحين الأكفاء للترشح للرئاسة ومن ناحية أخرى تفتح باب التزوير على مصراعيه وبالتالى تضمن أن مرشح الحزب الحاكم سيأتى إما بدون تزوير أوبالتزوير لكنه بالطبع سيكون من الحزب الحاكم وإذا فحصت اعضاء الهيئة العليا الذين يجوز لهم الترشح لن تجد من الناحية الموضوعية أفضل من جمال مبارك

وإذا كان هناك من هو أفضل منه فلن يجرؤ على منافسته وهذا هو الوجه الثانى من المأساة فى مصر التى يبلغ تعدادها 80 مليون نسمة ويتم إفقار المشهد فيها من صف ثان وثالث حتى لا يكون هناك سوى فرد واحد فى المشهد هو المؤهل للمرحلة القادمة بعد العبث بدستورها تأكيداً على افقار المشهد وإهدار الفرص أمام آخرين وهذه قمة المأساة اذن فأمامنا رجل طاعن فى السن يقود البلد ويقضى نصف وقته فى شرم الشيخ والذى يدير الدولة بالفعل هى الأسرة الحاكمة..

ولا يمكننى أن أتصور أن رئيس الوزراء مثلا هو الذى يدير هذه الدولة ولا أستطيع أن أتصور أن الرئيس مبارك مازال يتمتع بطاقات وإمكانات القيادة مثلما كان فى الماضى فهو لا يمتلك القدرة الصحية والفيزيائية لكى يتدخل ويقرر كل صغيرة وكبيرة يتعلق بمصير البلد لكنه يملك حق الفيتو حيث لا يصدر قرار مصيرى ومهم إلا بموافقته. 

{ وهل تتوقع اعتراضا نخبويا وجماهيريا إذا ما جاء جمال مبارك رئيسا أنا أتوقع ألا يحدث وسيمر كل شيء بسلام؟ 
}} أنا لا أتوقع فقد يكون اختياره مفجراً لرفض عام وغضب عام لتراكمات سيئة لنظام شاخ وترهل ومات إكلينيكياً، والمؤسسة العسكرية لن تتحرك إلا اذا اندلعت مشاكل وذلك لفض الاشتباك ولا يملك الحزب صلاحية ترشيح شخصية من هذه المؤسسة إلا بتعديل دستورى إلا اذا كان الاختيار من الرئيس مبارك شخصيا وبهذا نعود لفكرة التوريث بالاختيار وبالمناسبة لو كان حزب الوسط قد حصل على الترخيص الآن لن يكون قد مر عليه خمس سنوات

ومن ثم لا يحق ترشيح أحد فى انتخابات الرئاسة القادمة.. كما أن المرشح من أى حزب لابد أن يكون قد أمضى فى الهيئة العليا للحزب سنة على الأقل وهذا يعنى أن هذا النظام قدر أنضب كل فرص الأحزاب فى مشاركة سياسية حقيقية وفى تقديم مرشحين للرئاسة.


{ معنى هذا أن الأحزاب السياسية فى مصر تعيش حالة حصار دستوري. 
}} نعم.. بالقطع فقد جفف الحزب الحاكم والنظام الحاكم كل منابع المشاركة السياسية الحقيقية. 
{ وكيف يمكن اختراق هذا الحصار؟


}} الشيء الوحيد الذى يمكن أن تخترق به المعارضة هذا الحصار الدستورى أن تظهر شخصية يجمع عليها الناس وبموافقة النخبة السياسية وأن تنضم هذه الشخصية إلى حزب من الاحزاب ويصبح عضواً فى الهيئة العليا ثم تجمع طوائف المعارضة على ترشيحه بشرط أن يتحقق هذا قبل عام من بدء الترشح لانتخابات الرئاسة، لكن لا قدر الله ـ لو تدخلت العناية الإلهية قبل هذا.. لأجهض هذا الأمل الوحيد أيضا. 

{ نحن قلقون جداً من هذا أعنى من الرحيل المفاجئ؟ 
}} لست وحدك ولكن مصر كلها قلقة ويجب أن يدفعها هذا القلق للبحث عن بدائل، فلقد أفقروا المشهد من أى بدائل. 
{ وهل سيتقبل الشعب هذا الوضع.


}} أتصور اذا وصلنا إلى هذه النقطة واعتزل الرئيس أو اختفى وجرت انتخابات ديمقراطية حقيقية لن ينجح مرشح الحزب الوطنى وهنا يتعين علينا أن نسأل من الذين سترشحهم الاحزاب الأخرى الوفد أو التجمع أو غيرهما والجواب.. اننا نعيش فقراً شديدا فى البدائل والخيارات وقد طال الجدب كل مؤسسات الدولة لأن قياداتها جاءت بالاختيار لا بالانتخاب بهدف تمرير مشروع التوريث

وهذه الاختيارات كانت تتم بضمانات الولاء وليس الخبرة والكفاءة فلدينا تدهور شديد بالخدمات والجهاز الإدارى فى مصر وترهل فتكون أقل تفصيلة من تفاصيل هذا التدهور أن تتعاقد مع شركة «قمامة» 15 عاما ثم تتركك وتعجز أنت كدولة ضخمة عن جمع القمامة من الشوارع وكما كان علاج الدولة لأزمة انفلونزا الخنازير ساذجا جدا ونعيش الآن انعدام تخطيط وحالة من العشوائية على كل الأصعدة وليست هناك حكومة رشيدة والنظام السياسى مخنوق من أعلى وقد لحق به الترهل من الأسفل والشعب ضائع ولا يرى أى أفق ومصر قادمة على مجهول مفتوح على كل الاحتمالات. 

{ كيف؟ وما الحاضن الرئيسى له؟ 
}} رجال الأعمال من مجموعة المصالح فى الحزب الذين زينوا للرئيس مبارك الفكرة كما أن جمال مبارك نفسه رجل أعمال انخرط فى النشاط الخاص برجال الأعمال عندما كان مسئولا فى «بنك أو فى أمريكا» وعمل فى موضوع ديون مصر ثم انخرط فى مجلس الأعمال المصرى الأمريكى وأظن ان الرجال الذين أحاطوا به فى هذا المجلس اكتشفوا شابا ذكياً وطموحا ولديه فكر سياسى فالتفوا حوله،

وأرى أن عدداً كبيرا من المحيطين بجمال قد صنعوا ثروتهم من خلال مواقعهم فى الحزب والقرب من جمال أى راكموا ثرواتهم من الدولة ومن خلال وجودهم وتأثيرهم فى الحزب الحاكم ومن ثم لديهم مصلحة واضحة جداً فى أن تكون هناك استمرارية فى النظام الذى كبروا فى ظله ومن ثم فإن عثورهم على شخص مثل نجل الرئيس كان مسألة مهمة جداً وكان من الممكن ان يقطع عليهم الطريق لو كان هناك رفض من المؤسسة الرئاسية أو البيت الرئاسى، لكن لا الرئيس مبارك اعترض

ولا السيدة سوزان مبارك اعترضت ويبدو أن الفكرة راقت لهما والسيدة سوزان ذكية جدا ومتعلمة جداً أظن أن لديها قناعة بأن جمال مبارك شخصية قيادية تتوفر فيها مقومات القيادة ويمكن تأهليها لأن تلعب هذا الدور وكان يتعين على الرئيس مبارك أن يتدخل فى الأمر ويدرك خطورة الموقف وأن القضية ليست قضية شخصية «هو نجله» يملك مقومات القيادة أم لا وأن مشروع التوريث فى حد ذاته شديد الخطورة..

لكن أن يدخل جمال هذه الحلبة ويصبح الملاكم الوحيد ويحاول أن تقنع الناس أنه فاز بالضربة القاضية فهذا يثير الاستغراب وينطوى على استخفاف سياسى للنخبة والشعب معاً لكن فى نهاية الأمر فإن لا أحد يعرف على وجه الدقة كيف جرى هذا السيناريو ومن أى الأطراف انطلق، لا أحد لديه معلومات دقيقة.. ربما تحفظ الرئيس مبارك فى البداية لكنه ترك الفكرة تكبر وتتبلور تحت عينيه

                                                  نهاية المطاف

ويبدو أنه فى نهاية المطاف اقتنع بها ولم يجد فيها حرجاً وتصور أن الأمور يمكن أن تمر بسلاسة.. ربما يكون هذا ما حدث وربما هذا مجرد استنتاج لكننى أقول لو كان رافضاً للفكرة لمنعها منذ البداية ولكى نكون أكثر دقة فإن الرئيس مبارك حينما قرر أن يبقى لآخر نفس فقد تم تفسير هذا الأمر على أنه لا يسمح بالتوريث. 

على الأقل فى حياته ثم ترك الموضوع مفتوحاً لاحتمالات.. ما بعد الرحيل، وأظن أن هناك من يريد أن يقنع الرئيس مبارك بأنه إذا لم يتم التوريث فى حياته فلن يتم بعد ذلك وكان هناك تصور بأنه الرئيس لن يرشح نفسه فى عام 2011 م ثم يتقدم جمال للترشيح وأظن هذا سيناريو خطير جداً ولو قبله الرئيس لقبل بمخاطرة شديدة الوقع على المجتمع المصرى

ولذلك فهناك مأزق سياسى فى مصر التى لا تعرف إلى الآن من سيكون رئيسها القادم ولهذا كتبت المقال الذى تفضلت بالاشارة إليه «مصر تبحث عن رئيس» وأكرر أن هذا يجعل الاحتمالات مفتوحة على المجهول. 

{ وجدناك لفترة طويلة متفاعلا مع الإخوان المسلمين فيما يشبه شهر عسل، فلقد دافعت عن عبدالمنعم أبوالفتوح إثر اعتقاله حتى أن عادل حمودة قال إنك حضرت مأدبة إفطار رمضانية مع الإخوان وأكلت الفتة الشرعية، وبدأت تدافع عن الإخوان وأن موقفك هذا يمثل نوعا من الزهايمر السياسى فقد انقلبت على قناعات قديمة معارضة للإخوان باعتبارهم جماعة براجماتية؟


}} اسمع يا سيدي.. أولا لم تتغير قناعاتى السياسية بالنسبة للإخوان قيد أنملة، وأنا لم أؤيد ترشيح عاكف كمنسق للتحالف، وإنما هو الذى رشحنى وحسن نافعة يذهب إلى إفطار الإخوان المسلمين منذ أكثر من عشر سنوات بانتظام، كما أننى كتبت كثيرا عن الإخوان حتى أن البعض ظن أننى عضو فى جماعة الإخوان أو مكتب الإرشاد فقلت إننى لست عضوا وليس لى علاقة بالإخوان على الإطلاق ولست عضوا فى أى حزب سياسى، وحتى عندما خضت انتخابات 1984م خُضّْتُها على قائمة التجمع واشترطت على التجمع ألا أوقع على استمارة عضوية فى الحزب. 

{ ولماذا قبلت دعوة الإخوان للإفطار؟ 
}} قلت لك إننى أحضرها منذ عشر سنوات «مصر كلها بتبقى هناك» هو أنت ماحضرتش ولا مرة إفطار للإخوان؟ ولقيت هناك ممثلين من تيارات مختلفة؟ ثم إننى ألبى كل دعوات الإفطار التى تقيمها جهات أخرى مثل الشروق والوسط وغيرهما «اشمعنى الإخوان» ولماذا هذا الإفطار فقط الذى اكتسب دلالة سياسية أما إذا كان هناك تحالف على مشتركات وطنية فلن أتردد أن أكون منسقا لهذا التحالف.


{ولكن كثيرين يرون جماعة الإخوان جماعة براجماتية وأنت كنت واحدا من هؤلاء؟ 
}} لا أنا قلت تحديدا إنه مطلوب من الإخوان أن يدركوا أنهم جزء من كُلٍّ سياسى وأنهم لا يعبرون عن كل قطاعات الشعب المصرى فهو أكبر من الإخوان ويخطئ من يمارس السياسة فى مصر إذا ظن أن باستطاعته أن يعزل الإخوان ويقدم مشروعا سياسيا من خارج الإخوان ويخطئ الإخوان إذا تصوروا أنهم يمثلون ضمير الأمة وحدهم وأنهم وحدهم الذين يمثلون الأمة المصرية. 

{ انطلاقا من الضجة التى أثيرت حول الدكتورة هالة مصطفى اسأل هناك شخصيات بارزة فى الأهرام من رواد فريق التطبيع واستقبلوا إسرائيليين فى المؤسسة ولم تقم مثل هذه الضجة كيف نفسر هذا وما موقفك؟ 
}} «شوف» أنا موقفى واضح من قضية التطبيع واعتبره ـ تقريباً ـ الورقة السياسية الفاعلة الوحيدة الباقية، والتى يتعين على مصر استثمارها على النحو الأمثل فرفض التطبيع من قبل الشعب المصرى والمؤسسات الفكرية والثقافية موقف صحيح تماما وأنا أؤيده،

وأنا انتقدت كامب ديفيد ومعاهدة السلام وعبرت عن هذا فى كتابى «مصر والصراع العربى الإسرائيلي» وقلت إننى أفرق تماما بين المشاركة فى ندوات فى الخارج يشارك فيها إسرائيليون فهذه ساحة دولية لابد أن نخوضها ولا يجوز إهدارها إنما أن نذهب إلى إسرائيل أو نستقبل شخصيات رسمية إسرائيلية فهذا تطبيع، بل تفريط وأنا أدنت وأدين وأكرر إدانتى لكل من يقدم على هذه الخطوة، وأرى أن موقف النقابة صحيح من التطبيع، وبالتالى فإن لها الحق فى تطبيق القوانين، وفى هذه الحالة عليها أن تطبق القوانين على الجميع وليس على هالة مصطفى فقط. 

{ كان هناك حفل غداء فى السفارة الأمريكية وقاطعه البعض لأن هالة مصطفى كانت مدعوة وأنت حضرته وكان لهذا الحفل تداعيات إعلامية كنت طرفا فيها.. فما القصة؟ 
}} كان هناك حفل غداء فى السفارة الأمريكية وحضره حسام عيسى ولم يحضر د. يحيى الجمل بسبب وعكة صحية وشخص ما كلمنى قبل الغداء وقال إن مدعويين رفضوا الدعوة لأن هالة مصطفى مدعوة وستحضر فقاطعوا الحفل فقلت له أنا لا أتعامل مع الأمور بهذا الشكل وأنا لا أقاطع هالة مصطفى حتى لو زارت إسرائيل، ولكنى أقاطع إسرائيل وأؤيد نقابة الصحفيين إذا اتخذت إجراء، هناك شخص من «الشروق» كلمنى ونشر التصريح يبدو أنهم نشروا التصريح بشكل مختلف وأنا قابلت هالة هناك ولم يتحدث أحد معها فى الموضوع إطلاقا.

الأحد، 18 أكتوبر 2009

مصر مشغولة بمرشحها للرئاسة


ليس مبكرًا الإعلان عن الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة من الآن، بل من حق الذي أعلن ويعلن ترشيحه أن يشكل حملته الانتخابية منذ هذه اللحظة ويبدأ في الندوات والمؤتمرات والجولات لعرض نفسه وأفكاره ومشروعه علي جماهير بلده وناخبي وطنه، فالحقيقة أن أقل من عامين علي إجراء هذه الانتخابات وفي مجتمع مثل مصر لم يتعود علي الانتخابات الرئاسية التعددية

ويريدها نظام الحكم الحالي تمثيلية ومسرحية تنتهي بفوز مزور سريع وعاجل وبلا خوتة دماغ لمرشحه الرسمي، يصبح الإعلان المبكر مهمًا للغاية والإعلام عن المرشح والإعلان عن نفسه في غاية الأهمية، فالجمود الذي نحياه مع تصور الكثيرين أن الرئيس مبارك أو نجله قضاء وقدر لا يمكن التغلب عليه، يحتاج من أي مرشح لجهد زمني وسياسي ودعائي مضاعف، طبعًا لن أقول إن في الدول الديمقراطية المحترمة الإعلان المبكر متعارف عليه ومسموح به وطبيعي تمامًا،

لكن عندنا الأمر مختلف فمصر ليست دولة محترمة ديمقراطيًا بل هي دولة استبداد وتزوير وهذا يجعل الناس مرعوبة من ممارسة حقها وكل الشخصيات التي تنوي أو تفكر في ترشيح نفسها تحجم عن الإعلان إما لخوفها وترددها أو بسبب يأسها من الاستجابة أو للحذر من أن تلجأ الدولة إلي ملاعيبها الانتقامية أو أساليبها الاغتيالية سواء اغتيال السمعة والسيرة أو الحرق المبكر للشخصية أو التهديد والتلويح بالخشونة والعنف، والمؤسف أن من يتمتع بهذه الصفات الحذرة والوجلة والمترددة يبدو فاقدًا أهم ميزة يحتاجها المصريون في مرشحهم حين يواجه تراث الاستبداد والتزوير

أن يكون مناضلاً للتغيير ومواجهًا للمخاطر ومستعدًا للاحتمال ومصممًا علي المسيرة.
الحاصل أن أسماء كثيرة تبرز هذه الأيام علي قائمة الترشح للرئاسة وهذا تطور لافت، أولاً: فهو يعني انشغال الشعب المصري بقضية رئيسهم القادم، وأنه ليس مُسلِّمًا بالرئيس أو نجله ولا مستسلمًا أمام واقع جامد يحاول أن يفرض الركود والجمود والأمر الواقع علي المصريين، ثانيًا: أن هذا يعني أن الموعد قد حان وليس الأمر بعيدًا لننتظره بل عاجل لنتعجله ونسعي إليه،

ثالثًا: إن هذا ينهي أسطورة روَّج لها منافقو الرئيس وشغيلة خلية النحل المحيطة بنجل الرئيس أنه لا أحد يصلح ومين ممكن يعني ييجي؟ وهذه الترهات التي يحب أن تقولها شخصيات تعري ولاءها بادعاء حيادها حين تقلب عيونها أمام الكاميرات وتحدثنا عن مؤهلات جمال مبارك التي هي أنه ابن الرئيس وأنه نشيط في الحزب الوطني، بينما الحزب الوطني كله علي بعضه نشيطه مثل كسلانه لا يعملان بالسياسة بل يشتغلان في جهاز الدولة، فالحزب مصلحة حكومية تحتشد بالموظفين ورجال الأعمال الذين يحمون مصالحهم أو ينفخون ثرواتهم بالوجود في جهاز السلطة الذي لا يملك مصداقية بربع جنيه في الشارع المصري،

إذن وجود أسماء عديدة للمرشحين وكلها محترمة وذات حيثية وخبرات في عالم السياسة والعمل العام يمحو بأستيكة هذا السطر الممجوج السخيف في حياتنا بتاع (ممكن ييجي مين غير الرئيس مبارك؟!) ونرد عليه بـ «ييجي اللي ييجي، ييجي من تنتخبه من هؤلاء المرشحين الذين يقدمون أنفسهم لناخبيهم»!

وأستطيع أن أقول إن فرص الدكتور محمد البرادعي تتصاعد وأن إجاباته عن الترشح للرئاسة هي دبلوماسية لكنها ليست ممانعة إطلاقًا وأحسب أن حماسًا إضافيًا قد أضفاه هذا التيار المرحب بالرجل في جميع الأوساط السياسية والشعبية عبر الإنترنت والخطابات الشخصية للبرادعي ومجموعات الفيس بوك، والعائق الوحيد أمام إعلان صريح من الدكتور البرادعي بترشيح نفسه فعلاً هو الحذر من تصرفات إجهاضية للنظام مع توجس تقليدي لدي الرجل من أفاعيل الدولة المصرية،

ولعل هذا الحذر قد يسحب من الرجل بعض التأييد الجارف، فنموذج سعد زغلول الذي لم يتأخر لحظة (وقد كان في مثل سن البرادعي عند الاستجابة لنداء الشعب) قد لا يتكرر إلا إذا أراد البرادعي أن يكونه مع مراعاة فروق التوقيت!
غير البرادعي يظهر اسمان عاقدا النية ومعلنا العزم، واحد يعطله عائق قانوني أما الثاني فيعوقه شكل قانوني لكن كليهما يعملان في الشارع بقوة وبجدارة تستحق الإعجاب..... وبإعجاب يستحق القلق!!

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

الاحمد قبيل مغادرته القاهرة : تهرب قادة حماس من توقيع اتفاق المصالحة أعادنا لنقطة الصفر ووضع الحوار الفلسطينى فى مازق

أفيقوا قبل فوات الاوان ولا تعطوا الامريكيين والاسرائيليين ذريعة للتهرب مـن استحقاقات الســلام

كتب ـ هشام البسيونى :

جدد عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي وعضو لجنتها المركزية أمس مطالبته حركة حماس بضرورة تغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الفئوية الضيقة والمصالح الإقليمية .

قال الأحمد قبيل مغادرته مطار القاهرة عقب تسليم مصر موافقة فتح على مشروع المصالحة التقيت قبيل منتصف الليلة الماضية مع عدد من المسؤولين المصريين، وبحثنا ما هي الخطوات القادمة المطلوبة فيما يخص الحوار الفلسطيني بالقاهرة مشيرا إلى إن حركة حماس بتهربها من توقيع الورقة وضعت الحوار فى مأزق حقيقي مؤكدا أن الظروف الخطيرة المحدقة بالقضية الفلسطينية والحرم القدسي الشريف وتهرب إسرائيل من استحقاقات عملية السلام يجب أن تقابل فلسطينيا برص الصفوف وتقوية البيت الداخلي ونبذ الخلافات.

أضاف إننا في حركة فتح قمنا بما هو مطلوب منا ووافقنا على ورقة المصالحة في إطار البرنامج والجدول الزمني الذي وضع من قبل الراعي المصري وكان يفترض ان تقدم فتح وحماس موافقتيهما حتى موعد أقصاه منتصف ليلة الخامس والعشرين وليس من حق أي من الطرفين طلب التمديد ونعتبر أنه ابتداء من هذا اليوم انتهت مرحلة الحوار الذي بدأ منذ شهرفبراير واستمر لعدة أشهر لأن مصر حددت هذا الموعد كموعد أخير لرد الجواب وليس من حماس أن تبقى تماطل وتماطل.

وجه رسالة لحماس قال فيها .. أفيقوا قبل فوات الأوان وعودوا إلى رشدكم ولنرص الصفوف ونوحدها لحماية القدس والمسجد الأقصى وحماية أرضنا من غلاة الصهاينة والمستوطنين ونعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية حتى لا تبقى حالة الانقسام ذريعة بيد اليمين الإسرائيلي المتطرف وبيد الإدارة الأمريكية للتهرب من استحقاقات عملية السلام .

قال الأحمد إن حركة فتح تعتبر نفسها في حل من أي شيء جديد تتقدم به حماس في ضوء عدم التزام الاخيرة بالموعد المحدد مسبقا مشيرا إلى الاتفاق مع الأخوة المصريين على أنه في حال قيام مصر بخطوات جديدة بأن يتم التشاور بيننا من جديد وفى حال أرسلت حماس بعد يومين أو ثلاثة ردها وفي ضوء هذا الرد ستبلغ مصر حركة فتح ما الذي تفكر فيه وها هي مصر قد أعلنت اليوم توضيحا عما جرى في الحوار حتى منتصف الليلة الماضية وبخاصة في ضوء طلب حماس تمديد المدة المحددة للتوقيع على مشروع المصالحة.

توقع قيام حماس في ضوء المطالبة بالتمديد بادخال تعديلات على الورقة المصرية ما يعني العودة إلى الصفر مشيرا إلى أن حماس قد تكون طلبت التمديد لأنها تريد مزيدا من الوقت لسؤال حلفائها ومن ترتبط معهم بالإقليم توقع أم لا ولذلك سيكون لحركة فتح موقف في حينه بعد وضوح رد حماس واتصال مصر بحركة فتح.

جدد رئيس كتلة فتح في التشريعي مطالبة الحركة بضرورة التزام مجلس جامعة الدول العربية بضرورة الإعلان عن الطرف المعيق للحوار الفلسطيني مؤكدا انه ذّكر عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية والمسئولين المصريين خلال اجتماعاته معهم الليلة الماضية بضرورة القيام بهذه الخطوة الهامة مؤكدا ضرورة التزام الجامعة العربية بتطبيق هذا الوعد لأنه من حق الرأي العام العربي والفلسطيني والإسلامي معرفة حقيقة ما جرى وما هو الطرف المعيق للحوار لأنه بأعماله هذه غير المسؤولة حرم الشعب الفلسطيني من الرغبة في إنهاء الانقسام وإعادة "الوهج للقضية الفلسطينية".

وردا على سؤال حول إمكانية إصدار مرسوم رئاسي عن الموعد المحدد للانتخابات في ضوء استمرار حماس بسياسة التسويف والمماطلة والتهرب من التوقيع على الورقة المصرية وفق الموعد المحدد قال إن موضوع إصدار مرسوم رئاسي يحدد موعد الانتخابات لا يعد خيارا يأتي كردة فعل وإنما هو استحقاق قانوني فالرئيس محمود عباس ملزم بإصدار مرسوم حول الانتخابات قبل 25 أكتوبر الجاري لأنه في الخامس والعشرين من هذا الشهر يبقى لولايته وولاية المجلس التشريعي 90 يوما، وبالتالي على الرئيس إعلان موعد الانتخابات قبل 90 يوما من انتهاء ولايته.

أضاف أن المرسوم يجب ان يصدر كاستحقاق قانوني سواء كان هنالك اتفاق أو لم يكن وسيكون موعد الانتخابات قبل 25 يناير2010 وإذا كان هنالك اتفاق فبإمكان الرئيس إصدار مرسوم ثان يعلن فيه تأجيل الانتخابات إلى الموعد الذي يتم الاتفاق عليه ونحن نعي تماما بأنه لا يمكن إجراء الانتخابات في غزة بمعزل عن الضفة أو العكس، لان الوطن جزء لا يتجزأ.

قال إنه إذا لم تكن هنالك إمكانية لإجراء الانتخابات بسبب استمرار الانقسام لا بد من صدور مرسوم رئاسي ثان يعلن تأجيل الانتخابات إلى إشعار آخر دون تحديد الزمن بسبب الظروف القائمة، وعند ذلك يصبح معالجة الوضع القانوني للسلطة ومؤسساتها من صلاحيات منظمة التحرير الفلسطينية باعتبار المنظمة حسب القانون الأساسي هي مرجعية السلطة الوطنية الفلسطينية، ولذلك سيعقد المجلس المركزية لمنظمة التحرير اجتماعا في الرابع والعشرين من هذا الشهر وحتما ستكون هذه القضية مطروحة أمامه.

وذكر الأحمد أن نفس المأزق مرت به السلطة الوطنية في دورة المجلس التشريعي السابق وفي ظل وجود الرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما عطلت إسرائيل إنهاء مرحلة الحكم الذاتي الذي كان يجب ان ينتهي عام 1999 وتقوم الدولة الفلسطينية وبسبب تعطل ذلك قام المجلس المركزية بمنظمة التحرير بالتمديد للرئيس بالاستمرار كرئيس للسلطة الوطنية طيلة فترة الحكم الذاتي، وقال: الرئيس عرفات هو من كان يمدد سنويا للمجلس التشريعي ولايته.

الخميس، 15 أكتوبر 2009

قال سنعلن عنها فى الوقت المناسب

الاحمد يتهم دولة عربية بتحريض حماس للتوقيع على اتفاق المصالحة والتهرب من التنفيذ

الضغوط المصرية إيجابية للم الشمل والقاهرة تلعب دور الوسيــط النزيه بين الفصــائل

كتب ـ هشام البسيونى :

كشف عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بان دولة عربية نصحت حركة حماس بالتوقبع على الوثيقة المصرية مع عدم تنفيذ ما نصت عليه لتفادى الاحراج والضغوط التى تتعرض لها من قبل الشعب الفلسطينى.. موضحا انه فى الوقت المناسب ستكشف فتح عن هذه الدولة .

قال الاحمد عقب تسليمه رد حركة فتح على وثيقة الوفاق الوطنى للمسؤليين المصريين ان قول محمود الزهار ان هناك فرقا بين المصالحة والتوقبع يؤكد ما لدينا من معلومات بان هناك جهة عربية بأعلى الهرم قالت لحماس وقعوا ولا تنفذوا لذلك بدأ الزهار يلوح بتلك الكلمات وسنكشف فى الوقت المناسب من هو رأس الهرم الذي طالب بذلك.

اكد ان حركة فتح مورست عليها ضغوط أمس من جهات عديدة منها تلويح الكونغرس بعقوبات على السلطة إلا أننا نرد عليهم بأننا لن نرضخ لأحد ونحن ننطلق من المصالح العليا لشعبنا وليقطع الكونغرس المساعدات عنا ان كان ثمن المصالحة هو قطع المساعدات.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت مصر تمارس ضغوطا عليهم للتوقيع قال ليست هناك ضغوطات بالمعنى السلبي فهي ضغوط ايجابية وهي تلعب دور الوسيط النزيه الذي يريد ان يصل إلى نتائج .

توقعاته بخصوص الخطوة التي ستقوم بها حماس خلال الساعات القليلة المقبلة أعرب عن امله فى موافقة حماس بالايجاب على الورقة المصرية مشيرا إلى أن تصريحات قادة حماس وعدد من قادة الإخوان المسلمين وما ورد أيضا في وسائل الإعلام المحسوبة على حماس والداعمة لها تشعرنا بالخوف والقلق ورغم ذلك بقي أمامنا عدة ساعات للرد على المقترح المصري وما نأمله ان توافق حماس على الورقة المصرية .

شدد على انه لا داعي و لا مبرر لرفض حماس للمقترحات المصرية خاصة أن محمود الزهار القيادي البارز في حماس أكد ان ما يطلق عليه الورقة المصرية للمصالحة هي جاءت بناء على توافقات مسبقة بين الفصائل متسائلا .. إذن ما المانع من الموافقة والتوقيع على هذه الورقة؟.

وردا على سؤال عن طبيعة الإجراءات التي يمكن القيام بها في حالة رفض حماس على الورقة المصرية أجاب الأحمد .. لنترك الحديث عن هذا الموضوع حتى ينتهي هذا اليوم وربما حماس تقوم باللحظة الأخيرة بالموافقة ونحن نأمل ذلك مشيرا إلى ان موافقة حماس إيجاببا على الورقة المصرية يعني فتح الأبواب واسعا أمام إعادة الزخم والقوة للقضية الفلسطينية .

أضاف الأحمد أننا في اليوم الأخير للإجابة بنعم أو لا بالنسبة لفتح وحماس وبالنسبة للمقترحات المصرية وإذا وافقت الحركتان على هذه المقترحات ستقوم مصر بتوزيع الورقة على بقية الفصائل ابتداء من اليوم الجمعة.

وبخصوص طبيعة الورقة المصرية التي ردت عليها حركة فتح بالقبول أمس قال الأحمد .. هي ليست ورقة مصرية إنما مصر بصفتها راعية للحوار وأشرفت عليه من بدايته حتى هذه اللحظة صاغت ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل جميعا سواء في مرحلة الحوار الشامل التي عقدت في شهر فبراير الماضي واستمرت اعمالها 11 يوما او وما تم الاتفاق عليه بين حركتي فتح وحماس في جولات الحوار الثنائية الست برعاية مصرية.

أوضح ان برنامج مصر بخصوص الحوار كان واضحا وأنه بعد "تهرب حماس واتخاذها من قضية تقرير جولدستون ذريعة للتهرب من التوقيع على اتفاق المصالحة" قدمت مصر اقتراحا بديلا قالت فيه إنه لا داعي لعقد اجتماع يوم الرابع والعشرين من أكتوبر ولا حاجة لعقد اجتماع آخر يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر للتوقيع وقامت بعد ذلك بتسليم وثيقة الوفاق والمصالحة لحركتى فتح وحماس وطلبت منهما الرد عليها في موعد أقصاه نهاية امس الخميس.

اضاف أن مصر أبلغتنا بان الرد يجب ان يكون بنعم او لا فقط بدون ابداء اى ملاحظات وفتح أجابت بنعم، وحماس حتى الآن لم تقل كلمتها النهائية رغم التسريبات التي تطلقها تارة من قطر وتارة من دمشق وتارة من غزة وتارة من طهران.

أوضح إننا في حركة فتح وافقنا على الورقة كما هي واحتفظنا بما لدينا من ملاحظات حتى لا نضع العراقيل أمام الاتفاق لان ما يهمنا هو الجوهر وان خضنا في التفاصيل سنبقى ندور في حلقة مفرغة وهذا إحدى تكتيكات حماس التي اتبعتها طيلة جلسات الحوار السابقة.

أشارإلى ان الناطقين الرسميين باسم حماس ونحن في اليوم الأخير من الموعد لم يقولوا كلمة الفصل والبيان الذي صدر في دمشق باسم لجنة المتابعة وحماس عضو فيها قال لا موافقة على الورقة المصرية أما نحن فأبلغنا منذ يومين مصر بموافقتنا و سلمت رد فتح خطيا للقيادة المصرية وكما طلبت مصر بالموعد المحدد.

شدد الأحمد على ان تحقيق المصالح فيه مصلحة عليا للشعب الفلسطيني لأنه بذلك يتم سحب الأرضية من تحت إقدام ليبرمان وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل والتي تسلحوا بها للتهرب من استحقاقات عملية السلام كما سنسحب الأرضية من تحت الإدارة الأمريكية الأرضية التي وقفت عليها للتراجع عن خطاب الرئيس باراك أوباما في جامعة القاهرة .

أكد أن موافقة حماس على الورقة المصرية سيساهم في توحيد غزة والضفة الغربية وإعادة اللحمة في إطار الوطن الواحد وفتح صفحة جديدة في العلاقات الفلسطينية-الفلسطينية وبالتالي قطع الطريق على الاحتلال الإسرائيلي وكل المتربصين بالقضية الفلسطينية.

من عجائب التنمية التكنولوجية : المؤهل دبلوم.. والخبرة تكييف.. والمهنة خبير عالمي في الأثاث!

كتب- هشام البسيوني:

مراكز التنمية التكنولوجية.. المفروض ان تستقطب الكفاءات وأصحاب المهارات العالية ولكن يحدث فيها عكس ذلك تماما.

شخص حاصل علي دبلوم تبريد وتكييف الهواء ومع ذلك قرر هاني بركات رئيس قطاع التنمية التكنولوجية تعيينه في مركز تكنولوجيا الاثاث بالعاشر من رمضان فني اختبارات يراجع جميع معايير الجودة ومتابعة التطورات الحاصلة في معايير الجودة لضمان التطورات المهنية المناسبة والاحتفاظ بمستوي عال من الخدمة.

الكارثة ليست في أن مهنة هذا المحظوظ لا تنطبق مع شهادته أو تخصصه وإنما في أنه يعمل علي آلات ثمنها 5 ملايين جنيه دون ان يملك المؤهل المناسب لتشغيلها.

آخر المحظوظين شخص آخر حاصل علي بكالوريوس سياحة وفنادق وتم تعيينه مدربا بمركز تكنولوجيا الاثاث بدمياط ومهام وظيفته كما جاء في قرار تعيينه هي التدريب في جميه دورات المركز واعداد وتنفيذ الدورات والتخطيط لحملات التسويق والاتصالات بالشركات المساعدة وتحليل نتائج حملات التسويقية لخدمات الخدمات.

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني 2009

انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تقتضي إعلاء المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، ووفاء لدماء شهدائنا الأبرار، وإجلالاً لمعاناة أسرانا البواسل، وفي سبيل تعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية، وصيانة وحماية الوحدة الوطنية، ووحدة شعبنا في الوطن والشتات،

ومن اجل المحافظة على مكتسبات شعبنا التي حققها من خلال مسيرة كفاحه الطويل، ويقينا بأن منجزات وتضحيات شعبنا الصامد على مدار عقود مضت لا يجب أن تهدرها أية خلافات أو صراعات.

وارتباطاً بالحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي عقد في القاهرة ابتداء من 26/2/2009 بمشاركة مصرية فاعلة ومقدرة، تحت رعاية السيد الرئيس/محمد حسني مبارك، وما تلا ذلك من جلسات حوار متعددة ومكثفة اتسمت بالشفافة والمصارحة، والتعمق في مناقشة كافة قضايا العمل الوطني بعقل مفتوح وإرادة سياسية، رغبة حقيقية في إنهاء الانقسام السياسي والجغرافي والنفسي الذي أضفى سلبياته على كافة أرجاء الوطن الفلسطيني.

وتأكيداً للتوجه الحقيقي نحو الوفاق والمصالحة، والتغلب على المعوقات التي تحول دون إعادة وحدة الوطن والشعب، فقد اتفقت كافة الفصائل والتنظيمات والقوى الفلسطينية على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني إلى غير رجعة، وحددت كافة المبادئ والأسس اللازمة لتنفيذ متطلبات ذلك، وتوافقت على حلول للقضايا التي مثلت جوهر الخلاف والانقسام،

وأصبحت هذه الحلول هي النبراس الذي شكل القاعدة الرئيسية لتوقيع اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني في القاهرة، على أن يتم الانطلاق منها إلى آفاق التنفيذ لتنصهر فيها كل الخلافات، وتتآلف معها كل الإرادات، ويتحرك الجميع يداً بيد لبناء الوطن الفلسطيني.

ومن أجل إنجاح اتفاقية الوفاق الوطني في المرحلة القادمة التي ستعقب عملية التوقيع، فقد وافق الجميع على الالتزام التام بمقتضيات هذه المرحلة وتوفير المناخ الملائم لتنفيذ متطلباتها، والتفاعل بإيجابية مع استحقاقاتها، على أن تتولى لجنة عليا برئاسة مصرية وبمشاركة عربية الإشراف والمتابعة لتنفيذ هذه الاتفاقية.

وفي النهاية يثمن المجتمعون الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، ويقدمون أسمى معاني الشكر والتقدير للسيد الرئيس محمد حسني مبارك على رعايته للحوار، وللجهد الدؤوب الذي أدى إلى توقيع اتفاقية الوفاق الوطني بما يتيح إعادة حقيقية لترتيب البيت الفلسطيني كخطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما يتقدم المجتمعون بكل الشكر والتقدير للدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، وستظل فلسطين ترى أن الدول العربية هي عمقها الحقيقي.

وقد اتفق المجتمعون على أن هذه الاتفاقية تتطلب أن تتحول النوايا الحسنة إلى برنامج عمل قابل للتنفيذ، ويعاهدون الله، ويتعهدون أمام شعبهم في الوطن والشتات، أن يقوموا بتنفيذ ما تضمنته الاتفاقية وبذل كل الجهد لإنجاحها، من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني في إطار من المسؤولية والالتزام.

                   أولاً: منظمة التحرير الفلسطينية

"تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وفق أسس يتم التراضي عليها بحيث تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية وفقاً لاتفاق القاهرة مارس2005، وكما ورد في الفقرة الثانية من وثيقة الوفاق الوطني يونيو 2006  "

تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وفق أسس يتم التراضي عليها بحيث تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية وفقاً لاتفاق القاهرة مارس2005، وكما ورد في الفقرة الثانية من وثيقة الوفاق الوطني يونيو 2006 فيما يتعلق بتطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وانضمام كل القوى والفصائل إليها وفق أسس ديمقراطية ترسخ مكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في أماكن تواجده كافة،

بما يتلاءم مع التغيرات على الساحة الفلسطينية، وبما يعزز قدرة منظمة التحرير في القيام والنهوض بمسؤولياتها في قيادة شعبنا في الوطن والمنافي وفي تعبئته والدفاع عن حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية في الدوائر والمحافل والمجالات الدولية والإقليمية كافة.

إن المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل مجلس وطني جديد (طبقاًً للتوقيتات المحددة) بما يضمن تمثيل القوى والفصائل والأحزاب الوطنية والإسلامية جميعها وتجمعات شعبنا في كل مكان والقطاعات والمؤسسات والفعاليات والشخصيات كافة، بالانتخابات حيثما أمكن

ووفقاً لمبدأ التمثيل النسبي وبالتوافق حيث يتعذر إجراء الانتخابات وفق آليات تضعها اللجنة المنبثقة عن اتفاق القاهرة مارس 2006 والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية إطاراً جبهوياً عريضاً وائتلافاً وطنياً شاملاً وإطاراً جامعاً ومرجعية سياسية عليا للفلسطينيين في الوطن والمنافي.

ولاية المجلس الوطني (4 سنوات) بحيث تتزامن مع انتخابات المجلس التشريعي وتجري انتخابات المجلس الوطني وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل وبقانون يتفق عليه، وبالتوافق في المواقع التي يتعذر فيها إجراء انتخابات.

تشكل اللجنة المكلفة تطوير منظمة التحرير الفلسطينية (حسب إعلان القاهرة مارس 2005) لجنة متخصصة لإعداد قانون الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني ورفعه إليها لاعتماده.

تقوم اللجنة المكلفة تطوير منظمة التحرير الفلسطينية (حسب إعلان القاهرة 2005) باستكمال تشكيلها وعقد أول اجتماع لها فور البدء في تنفيذ هذا الاتفاق.

تقوم اللجنة بتحديد العلاقة بين المؤسسات والهياكل والمهام لكل من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، خاصة العلاقة بين المجلس الوطني والمجلس التشريعي، وبما يحافظ على مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية للسلطة الفلسطينية ويضمن عدم الازدواجية بينها في الصلاحيات والمسؤوليات.

ولحين انتخاب المجلس الوطني الجديد، ومع التأكيد على صلاحيات اللجنة التنفيذية وسائر مؤسسات المنظمة، تقوم اللجنة المكلفة تطوير منظمة التحرير الفلسطينية حسب إعلان القاهرة 2005 باستكمال تشكيلها وعقد أول اجتماع لها كإطار قيادي مؤقت

  وتكون مهامها كالتالي:

ـ وضع الأسس والآليات للمجلس الوطني الفلسطيني.


- معالجة القضايا المصيرية في الشأن السياسي والوطني واتخاذ القرارات بشأنها بالتوافق.

- متابعة تنفيذ القرارات المنبثقة عن الحوار وتعقد اجتماعها الأول في القاهرة لبحث آليات عملها.

                                ثانياً: الانتخابات:

"  تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني متزامنة يوم الاثنين الموافق 28 /6/2010 ويلتزم الجميع بذلك.


" تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني متزامنة يوم الاثنين الموافق 28 /6/2010 ويلتزم الجميع بذلك.

تجرى انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني على أساس التمثيل النسبي الكامل في الوطن والخارج حيثما أمكن، بينما تجري الانتخابات التشريعية على أساس النظام المختلط.

                  تتم الانتخابات التشريعية بالنظام المختلط على النحو التالي :
- 75% (قوائم)
- 25% (دوائر).
- نسبة الحسم 2%.


الوطن ست عشرة دائرة انتخابية (إحدى عشرة دائرة في الضفة الغربية وخمس دوائر في غزة).

تجرى الانتخابات تحت إشراف عربي ودولي، مع إمكانية اتخاذ كافة التدابير لضمان إجرائها في ظروف متكافئة ومواتية للجميع، وفي جو من الحرية والنزاهة والشفافية في الضفة الغربية والقطاع.

التوافق على المبادئ العامة التالية:


- تهيئة الأجواء اللازمة لتسهيل وإنجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
- تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية في جميع مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بما فيها القدس.


-توفير الضمانات اللازمة لإجراء وإنجاح الانتخابات في مواعيدها.
- توقيع ميثاق شرف بين جميع القوى والفعاليات المشاركة في الحوار لضمان إجراء الانتخابات دورياً بنزاهة وجدية وشفافية في مواعيدها.

                    آلية الرقابة على الانتخابات:
- التأكيد على ما ورد في المادة(113) من قانون الانتخابات بشأن مراقبة وتغطية الانتخابات.
- تعزيز الرقابة على الانتخابات بتوسيع المشاركة المحلية والعربية والدولية.
- في حالة إنشاء نظام الكتروني يتم توفير آليات الرقابة الالكترونية على أن يكون التدقيق الورقي هو المعيار المعتبر في هذا الشأن.

تشكيل محكمة قضايا الانتخابات:
وفقاً لأحكام القانون تشكل محكمة قضايا الانتخابات من رئيس وثمانية قضاة بتنسيب من مجلس القضاء الأعلى، ويعلن عنها بمرسوم رئاسي بعد استكمال الإجراءات لتشكيله (مجلس القضاء الأعلى) بالتشاور والتوافق الوطني وفق القانون وبما لا يمس استقلالية السلطة القضائية.

تشكيل لجنة الانتخابات:
عملاً بما جاء في قانون الانتخابات يقوم الرئيس الفلسطيني بتشكيل لجنة الانتخابات بناء على المشاورات التي يقوم بها وعلى تنسيب القوى السياسية والشخصيات الوطنية.

                                    ثالثاً: الأمن:

" إن عمل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يحقق أمن الوطن والمواطن "

مقدمة: إن شعبنا الفلسطيني لا يزال يعيش مرحلة التحرر الوطني، لذا فإن عمل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يحقق أمن الوطن والمواطن من خلال المبادئ التالية:

- صياغة القوانين الخاصة بالأجهزة الأمنية حسب المهام المنوطة بها وفقاً للمصالح الوطنية الفلسطينية.

- مرجعية الأجهزة الأمنية طبقاً لقانون الخدمة في قوى الأمن الفلسطينية وأن تكون تلك الأجهزة مهنية وغير فصائلية.

- تحديد معايير وأسس إعادة بناء وهيكلة وتوحيد الأجهزة الأمنية.

-جميع الأجهزة الأمنية تخضع للمساءلة والمحاسبة أمام المجلس التشريعي.

- كل ما لدى الأجهزة الأمنية من معلومات وأسرار تخضع لمفهوم وقواعد السرية المعمول بها في اللوائح والقوانين، وأي مخالفة لها توقع صاحبها تحت طائلة القانون.

- كافة المقيمين على أراضي السلطة، من مواطنين وأجانب هم أصحاب حق في توفير الأمن والأمان، دون اعتبار للجنس أو اللون أو الدين.

- أي معلومات أو تخابر أو إعطاء معلومات للعدو تمس الوطن والمواطن الفلسطيني والمقاومة تعتبر خيانة عظمى يعاقب عليها القانون.

- تحريم الاعتقال السياسي.

- احترام الأجهزة الأمنية لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن الوطن والمواطن.

-العلاقة الخارجية للشؤون الأمنية تخضع لقرار سياسي وتنفذ التعليمات السياسية.

- إبعاد المؤسسة الأمنية عن التجاذبات والخلافات السياسية بين القوى والفصائل وعدم التجريح والتخوين لهذه المؤسسة واعتبارها ضماناً لأمن واستقرار الوطن والمواطن.

                    معايير وأسس إعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية:

- التأكيد على ما نص عليه قانون الخدمة لقوى الأمن والموافقة على جميع المحظورات الواردة في القانون(من المواد من 90ـ94).

- اعتماد المعايير المهنية والوطنية في الانتساب للأجهزة الأمنية.

- الإسراع في إنجاز القوانين واللوائح الخاصة بالأجهزة الأمنية بما ينظم عمل هذه الأجهزة، وعدم التداخل في الاختصاصات.

- تحديد وتنظيم التسلسل الإداري في صدور الأوامر في المؤسسة الأمنية بما يكفل هرمية القيادة والسيطرة.

- يحظر إقامة أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الهيكل المقرر لكل جهاز.

- تناسب عدد الأفراد لكل جهاز مع المهام الموكلة له.

- التزام جميع الأجهزة بالقوانين السارية المعمول بها في مناطق السلطة، واحترام مبادئ حقوق الإنسان وكرامة المواطن، والتعاون التام بين الأجهزة ذات العلاقة (القضاء-النيابة العامة ـ مؤسسات المجتمع المدني ـ الوزارات المختلفة) وتمكين الهيئات الوطنية ومراكز مؤسسات حقوق الإنسان من ممارسة عملها للتأكد من الحفاظ على حقوق الإنسان.

- تخضع الأجهزة الأمنية وقادتها وعناصرها للمساءلة والرقابة من قبل الهيئات والجهات المسؤولة المخولة ووفق القانون والنظام.

- تجريم وتحريم استخدام السلاح لأسباب خارج المهمات الوظيفية وبعيداً عن اللوائح والأنظمة المنصوص عليها.

- المحافظة المطلقة على أسرار الدولة والمؤسسة.

- تباشر الأجهزة الأمنية عملها وفقاً للقانون وبعيداً عن التدخلات، ووفق الصلاحيات المخولة لها في القانون، مع ضرورة تعزيز القانون والتشريعات بما يخدم ذلك.

- ضرورة الاهتمام بالتدريب المحلي والخارجي نظراً لما للتدريب من أهمية قصوى في صقل المهارات واكتساب الخبرات نحو التطوير المهني.

- تستجيب المعايير الموضوعة لاحتياجات الفلسطينيين الأمنية في حدودهم السيادية.

- الالتزام بالمدد المحددة لقادة الأجهزة وفق القانون.

                        اللجنة الأمنية العليا والاستيعاب:


- تشكيل لجنة أمنية عليا يصدر الرئيس الفلسطيني مرسوماً بها، تتكون من ضباط مهنيين بالتوافق، وتمارس عملها تحت إشراف مصري وعربي لمتابعة وتنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني في الضفة الغربية والقطاع، وتكون من بين مهامها رسم السياسات الأمنية والإشراف على تنفيذها.

- يتم إعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمساعدة مصرية وعربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

- التأكيد على حق الضمان الوظيفي لجميع العاملين بالأجهزة الأمنية (استيعاب) إحالة للتقاعد، نقل إلى وظائف مدنية ...)

- تبدأ عملية استيعاب عدد (ثلاثة آلاف) عنصر من منتسبي الأجهزة الأمنية السابقة في الشرطة والأمن الوطني والدفاع المدني في الأجهزة القائمة في قطاع غزة بعد توقيع اتفاقية الوفاق الوطني مباشرة، على أن يزداد هذا العدد تدريجياً حتى إجراء الانتخابات التشريعية وفق آلية يتم التوافق عليها.

- يتم ضمان تأمين كافة مستلزمات استيعاب هذه العناصر من خلال دعم مصري وعربي.

الموافقة على عدد الأجهزة الأمنية حسب قانون الخدمة في قوى الأمن الفلسطينية لسنة 2005 لتكون على النحو التالي:

- قوات الأمن الوطني وجيش التحرير الوطني الفلسطيني.

- قوى الأمن الداخلي (الشرطة ـ الدفاع المدني ـ الأمن الوقائي).

- المخابرات العامة.
(وأي قوى أو قوات أخرى موجودة أو تستحدث تكون ضمن القوى الثلاث).

                              مهام الأجهزة الأمنية
الأمن الوطني
التعريف:
الأمن الوطني هيئة عسكرية نظامية، تؤدي وظائفها وتباشر اختصاصاتها تحت قيادة القائد العام، وهو الذي يصدر القرارات اللازمة لإدارة عملها وتنظيم شؤونها كافة، وفقا لأحكام القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه.

                     مهام قوات الأمن الوطني:


- حماية سيادة البلاد وتأمين سلامة أراضيها والمشاركة في تعميرها والمساعدة في مواجهة الكوارث الداخلية، وذلك وفقاً للحالات التي يجوز فيها الاستعانة بقوات الأمن الوطني في المهام غير العسكرية.

- تنفيذ الأحكام القضائية والأوامر الصادرة عن السلطة ذات الاختصاص فيما يتعلق بقوى الأمن وفق النظام والقانون العسكري.

- حماية الوطن من أي اعتداء خارجي.

- مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية في مناطق انتشارها، وتشترك في التصدي لحالات الطوارئ المحددة دستورياً.

- التمثيل العسكري في السفارات الوطنية في الخارج.

                                  قوات الأمن الداخلي
التعريف
الأمن الداخلي هو هيئة أمنية نظامية، تؤدي وظائفها وتباشر اختصاصاتها برئاسة وزير الداخلية وبقيادة مدير عام الأمن الداخلي وهو الذي يصدر القرارات اللازمة لإدارة أعمالها وتنظيم شؤونها.

                               مهام قوى الأمن الداخلي:


- حفظ النظام العام والحفاظ على الآداب والأخلاق الفاضلة.
- حماية امن المواطن وحقوقه وحرياته والمؤسسات العامة والخاصة.
- تنفيذ واحترام القانون.

- القيام بأعمال الدفاع المدني والإنقاذ وإطفاء الحرائق.
- مكافحة كافة أعمال وصور التجسس داخل الوطن.
- المحافظة على الجبهة الداخلية من أي اختراقات أو تهديدات خارجية.
- تنفيذ الأحكام القضائية أو أي قرارات قانونية صادرة عن السلطة ذات الاختصاص وفق ما ينص عليه القانون.

         تتألف قوى الأمن الداخلي من الأجهزة التالية:

الشرطة:

مهام جهاز الشرطة:
- المحافظة على النظام والأمن وحماية الأرواح والأعراض والأموال والآداب العامة.
- منع الجرائم والعمل على اكتشافها وتعقبها والقبض على مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.

- إدارة مراكز الإصلاح وحراستها.
- تنفيذ القوانين والأنظمة والأوامر الرسمية ومعاونة السلطات العامة بتأدية وظائفها وفق أحكام القانون.
- مراقبة وتنظيم النقل على الطرق.
- حماية التجمعات والمسيرات حسب القانون.

                        الأمن الداخلي/الأمن الوقائي


مهام الأمن الداخلي/الأمن الوقائي:
- مكافحة الأعمال التجسسية داخل أراضي السلطة.
- متابعة الجرائم التي تهدد الأمن الداخلي للسلطة والعمل على منع وقوعها.
- الكشف عن الجرائم التي تستهدف الإدارات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة والعاملين فيها.
- توفير المعلومات للقيادة السياسية للاسترشاد بها في التخطيط واتخاذ القرارات.

                                الدفاع المدني


مهام الدفاع المدني: (قانون الدفاع المدني الفلسطيني).
الأمن والحماية:
التوافق على المهام التالية:
- حماية الشخصيات الرسمية والقيادات الحكومية خلال تحركاتهم الداخلية وأثناء السفر للخارج.

- توفير الحماية للوفود الأجنبية.
- تأمين أماكن اللقاءات والاجتماعات الرسمية.
- متابعة أمن وفحص المركبات التابعة للجهاز والشخصيات.

- حماية مواكب الشخصيات وتحركاتهم داخل الوطن.
- توفير الحماية للشخصيات والزوار في معابر الوطن وتسهيل مهمة السفر.
- توفير الأماكن الآمنة لإيواء الشخصيات والقيادات الحكومية في حالة الطوارئ.
- وضع خطط الطوارئ لتنقل واتصالات الشخصيات والقيادات الحكومية في حالة الطوارئ.

                                  المخابرات العامة

تعريف المخابرات العامة
المخابرات العامة هي هيئة أمنية نظامية مستقلة تتبع الرئيس الفلسطيني، وتؤدي وظائفها وتباشر اختصاصاتها برئاسته وتحت قيادته، وهو الذي يصدر القرارات اللازمة لإدارة عملها وتنظيم شؤونها كافة.
مهام جهاز المخابرات وفق قانون المخابرات العامة الفلسطينية:
- اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من أية أعمال تعرض أمن وسلامة فلسطين للخطر واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبيها وفقا لأحكام القانون.

- الكشف عن الأخطار الخارجية التي من شأنها المساس بالأمن القومي الفلسطيني في مجالات التجسس والتآمر والتخريب أو أعمال أخرى تهدد وحدة الوطن وأمنه واستقلاله ومقدراته.
- التعاون المشترك مع أجهزة الدول الصديقة المشابهة لمكافحة آية أعمال تهدد السلم والأمن المشترك، أو أي مجالات الأمن الداخلي، شريطة المعاملة بالمثل.

                                  عقيدة قوى الأمن
- تنطلق عقيدة الأجهزة الأمنية وفق ما نص عليه القانون الأساسي (المادة 84) مع إضافة جملة "وحماية حقوقه المشروعة".

مرجعية قوى الأمن:
- تكون مرجعية قوى الأمن وفقا لما تم الاتفاق عليه في مهام الأجهزة الأمنية.

                           مجلس الأمن القومي
- يرجع للمجلس التشريعي لإصدار قانون لمجلس الأمن القومي الفلسطيني.

آليات المساعدة العربية لبناء الأجهزة الأمنية:
- تشكيل لجنة للاتصال وتوفير الاحتياجات المحددة.
- يقوم كل جهاز بتحديد احتياجاته وتقدم للجنة.
- استقبال الوفود الأمنية الزائرة بغرض تقديم المساعدة للأجهزة الأمنية على أن يكون محكوما بضوابط المهمة وفق جدول زمني محدد.

                              رابعاً: المصالحات الوطنية

" نشر ثقافة التسامح والمحبة والمصالحة والشراكة السياسية والعيش المشترك وحل جميع الانتهاكات التي نجمت عن الفلتان والانقسام بالطرق الشرعية والقانونية ووضع برنامج لتعويض المتضررين من الانقسام والعنف ماديا ومعنويا.

الاتفاق على الأهداف التالية:
- نشر ثقافة التسامح والمحبة والمصالحة والشراكة السياسية والعيش المشترك.
- حل جميع الانتهاكات التي نجمت عن الفلتان والانقسام بالطرق الشرعية والقانونية.
- وضع برنامج لتعويض المتضررين من الانقسام والعنف ماديا ومعنويا.
- وضع الأسس والآليات الكفيلة بمنع تكرار الأحداث المؤسفة.
- تأمين الموازنات اللازمة لدعم إنجاح مهمة اللجنة من خلال صندوق وطني يمول عربيا.
- الإشراف على المصالحة الاجتماعية.
- تشكيل لجان فرعية في كافة المحافظات.

                        آليات ووسائل المصالحة:


- الوقف الفوري لكل أشكال التحريض المتبادل والانتهاكات بمختلف أنواعها ومراقبة تنفيذ ذلك.
- عقد لقاءات جماهيرية موسعة تطال كل قطاعات المجتمع (مدارس، جامعات، تجمعات شعبية)، وتنظيم حملات إعلامية هدفها إشاعة مناخ المصالحة والتسامح في المجتمع، وإشراك كافة المنابر الإعلامية بما في ذلك المساجد من أجل تحقيق هذا الهدف.

- تشارك كل من القوى السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني، والمستقلين، ولجان الإصلاح، في خلق بيئة المصالحة والتسامح والصفح العام.

- الاستماع إلى جميع ضحايا العنف الداخلي والفلتان الأمني، وتحديد الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بالمتضررين وذويهم.
- تحديد أسس التعويض المادي للمتضررين.

- بحث سبل تفعيل دور القانون في المحاسبة، والتوصيات بذلك لجهات الاختصاص.
- الزيارات الميدانية وإجراء الاستقصاءات اللازمة.
- المتابعة مع الجهات المعنية ومطالبتها بالحزم في مواقفها لوقف عملية اخذ القانون باليد والمحاسبة الصارمة لمنع كل ذلك.
- العمل على رفع الغطاء التنظيمي والعشائري والعائلي عن كل من يرتكب الاعتداءات على الناس وممتلكاتهم.

- إصدار ميثاق شرف يؤكد على تحريم الاقتتال الداخلي، ووضع آلية متابعة ذلك.
- القيام بجولات عربية لتسهيل مهام لجنة المصالحة، بالتنسيق مع الجهات المختصة.

تتشكل لجنة المصالحة من الآتي: رئيس اللجنة (بالتوافق)، نائب الرئيس، أمين السر، أمين الصندوق، الأعضاء.
تشكيل وحدات استشارية للمعالجات القضائية، بالتنسيق مع الجهات المختصة وهي:
-و حدة التعبئة والإعلام.
- وحدة الشكاوى والمظالم.
- وحدة العلاقات العامة.
- وحدة حصر الأضرار.
- وحدة التوجيه القضائية (القضاء النظامي- القضاء الشرعي- القضاء العشائري).

اعتبار أن الأفراد الذين لحق بهم أذى بمختلف أنواعه أثناء مرحلة المواجهات الداخلية ضحايا العنف، وأن تتحمل السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية معالجة قضاياهم، بمتابعة ومشاركة من لجنة المصالحة الوطنية، وينطبق على الجرحى ما ينطبق على الضحايا.

وبناء على ذلك فإن الذين لحق بهم أذى بمختلف أنواعه بسبب أعمال جنائية فردية، يتحمل الجاني مسؤولية ذلك وتتخذ بحقه الإجراءات القضائية الملائمة، أما الذين لحق بهم أذى بمختلف أنواعه على خلفية الصراع السياسي، يتحمل التنظيم المتسبب بالأذى مسؤوليته، دون تحميل مسؤولية للأفراد، وتجري معالجة آثار ذلك بمشاركة وطنية من الجميع، وبما يحقق العدالة للمتضررين.

لكل مواطن حق ثابت أو منقول سلب منه ويشكل ملكية له، يجب أن يتقدم إلى لجنة الشكاوى أو المظالم لإعادة حقوقه كاملة.

                           آليات لجنة المصالحة:


تعمل لجنة المصالحة من خلال الآليات التالية:
- تجتمع لجنة المصالحة عقب توقيع اتفاقية الوفاق الوطني لتوزيع المهام بين أعضائها حسب الهيكلية المتفق عليها.
- الحصول على مقر مركزي مناسب في مدينة غزة.

- البدء فورا بتشكيل لجان فرعية في المحافظات داخل الضفة وغزة، لمساعدة اللجنة العليا في تنفيذ مهامها.
- تحديد الكادر الوظيفي الضروري لتشكيل وحدات العمل المتفق عليها.
- الإسراع في تنظيم مؤتمر شعبي للمصالحة والتسامح يمثل انطلاقة لعملها، وإعلان العمل لميثاق الشرف.

- تشرع اللجنة فور تشكيلها بممارسة مهامها.
- الإعلان عبر كافة الوسائل الإعلامية عن بدء أعمال اللجنة، والإعلان عن أماكن مقراتها/ آلية عملها وتنفيذها.
- وضع موازنة ضرورية لإنجاح أعمالها، وتسعى لتأمين هذه الموازنة الضرورية اللازمة من جهة الاختصاص.
- ترفع اللجنة تقريرها للجهات المختصة للتنفيذ بعد تجميع المعلومات الضرورية المتعلقة بالمواطنين الذين تعرضوا للانتهاكات والأضرار وسبل علاجها.

                   ميثاق الشرف الخاص بالمصالحات الوطنية


تم الاتفاق على ميثاق شرف خاص بالمصالحة الوطنية الفلسطينية (الملحق أ).

            خامساً: اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني:

"
تتشكل اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني من (16 عضوا) من حركتي فتح وحماس والفصائل والمستقلين تسمي كل من فتح وحماس (8 أعضاء) ويصدر الرئيس محمود عباس مرسوما رئاسيا بتشكيلها بعد التوافق على أعضائها
"

                            تشكيل اللجنة: 


تتشكل اللجنة من (16 عضوا) من حركتي فتح وحماس والفصائل والمستقلين تسمي كل من فتح وحماس (8 أعضاء) ويصدر الرئيس محمود عباس مرسوما رئاسيا بتشكيلها بعد التوافق على أعضائها.

                           مرجعية اللجنة:


الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن هو مرجعية هذه اللجنة بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

                            الإطار القانوني للجنة:


تكون اللجنة إطارا تنسيقياً ليست لديها أية التزامات أو استحقاقات سياسية وتبدأ عملها فور توقيع اتفاقية الوفاق الوطني وينتهي عملها في أعقاب إجراء الانتخابات الرئاسية التشريعية والمجلس الوطني وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.

                                   مهام اللجنة:


تتولى اللجنة المشتركة تنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني المقرر تطبيقها في الوطن من خلال التعامل مع الجهات المعنية المختلفة بما في ذلك الاتي:
- تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.
- الإشراف على معالجة قضايا المصالحة الداخلية الفلسطينية.
- متابعة عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة.

توحيد مؤسسات السلطة الوطنية بالضفة والقطاع:
يتم توحيد مؤسسات السلطة الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتنسيق مع جهات الاختصاص معتمدة في ذلك على مبدأ الشراكة والتوافق الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية انسجاما وتنفيذا لنتائج ومقررات اتفاقية الوفاق الوطني وخاصة معايير ونتائج عمل اللجنة الإدارية القانونية.

تسوية أوضاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية:
إعادة أوضاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي أغلقت أو صودرت لما كانت عليه قبل 14/6/2007 في الضفة الغربية وقطاع غزة فور توقيع اتفاقية الوفاق الوطني والعمل على إعادة ممتلكاتها وتعويضها عن خسائرها نتيجة لذلك.
تسوية أوضاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية وفقا للقوانين المعمول بها قبل 14/6/2007.

معالجة وتسوية أوضاع الموظفين المنتدبين للعمل بالجمعيات والمؤسسات الأهلية حسب القانون.
لا يجوز مصادرة أموال الجمعيات أو المؤسسات الأهلية إلا بقرار قضائي.

معالجة القضايا المدنية والمشاكل الإدارية الناجمة عن الانقسام:


إن معالجة القضايا المدنية التي نتجت عن الانقسام (بعد 14/6/2007) بحل مشاكل العاملين الذين تضرروا من الانقسام واستعادة وحدة المؤسسات الحكومية والدستورية، والحفاظ على استقرار القضاء، وعودة العمل في هذه المؤسسات وفقاً للقانون الأساسي والقوانين ذات الصلة والتوافق الوطني، وحل الآثار التي ترتبت على القرارات التي صدرت بعد هذا التاريخ، مركزية أساسية لإنهاء الانقسام، ولتحقيق الوحدة الوطنية وتثبيتها.

تشمل هذه القضايا تعيينات الموظفين وترقياتهم والفصل ووقف الراتب والتنقلات في المؤسسات والإدارات الحكومية، والمراسيم والقرارات الرئاسية والحكومية المختلف عليها ذات صلة.

تشكل لجنة إدارية قانونية تجمع بين خبراء إداريين وخبراء قانونيين متخصصين يقومون بدراسة القضايا المذكورة بعاليه واقتراح سبل معالجتها، وتقدم اللجنة نتائج أعمالها للجهات التنفيذية المختصة- في موعد أقصاه أربعة أشهر من بدء تشكيلها- التي تقوم بتنفيذها على أساس القانون الأساسي والقوانين ذات الصلة.

تقوم هذه اللجنة بعملها وفقا للأسس والمبادئ التالية:


- الالتزام بالقانون الأساسي المعدل لعام 2005، وبالقوانين والأنظمة واللوائح ذات الصلة المقرة قبل 14/6/2007.
- تحقيق العدالة والإنصاف دون تمييز بين المواطنين وعدم الإجحاف بحقوق الأفراد الذين تضرروا نتيجة للانقسام.
- التأكيد على مبدأ الشراكة لأبناء الشعب الفلسطيني في مؤسسات السلطة وعلى أساس الكفاءة والمواءمة بين الموظف والوظيفة التي يرشح لشغلها.
- مراعاة الإمكانيات والموارد المالية المتاحة وانعكاسها على الموازنة العامة، وعلى الهياكل الإدارية والتنظيمية للمؤسسات الحكومية وسياسات التوظيف المقرة، وبما يعالج التضخم الوظيفي في المؤسسات الحكومية.

تتبع جميع الهيئات والسلطات مرجعيتها التي يحددها القانون الأساسي وفق القانون الذي ينظم عملها، وتصوب أوضاعها وفق القوانين المعمول بها بما لا يتعارض مع القانون الأساسي.

عودة جميع الموظفين المدنيين بالضفة الغربية وقطاع غزة الذين كانوا على رأس عملهم قبل 14/6/2007 إلى وظائفهم، بما في ذلك المفصولون والمتغيبون على خلفية الانقسام مع الحفاظ على كامل حقوقهم وسحب وإلغاء قرارات الفصل، ويكون ذلك فور بدء تنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني، وتكون العودة وفق الآلية التي ستوصي بها اللجنة الإدارية والقانونية المشكلة وخلال المدة المقررة لعملها.

الالتزام بعدم القيام بأية تعديلات أو تعيينات جديدة لحين انتهاء عمل اللجنة الإدارية القانونية المشكلة بموجب هذه الاتفاقية.

                                سادسا: المعتقلون:

"تقوم كل من حركتي فتح وحماس بتحديد قوائم المعتقلين طبقا لآخر موقف، ويتم تسليم مصر ومؤسسة حقوقية (يتفق عليها) نسخة منها بعد التحقق منها (تثبيت الأعداد والأسماء) قبل التوقيع على اتفاقية الوفاق الوطني


"
في إطار التوافق على ضرورة حل مشكلة المعتقلين من كل الفصائل والتنظيمات الفلسطينية، وتأكيداً لمبادئ تحريم الاعتقال على خلفية الانتماء السياسي أو دون إجراءات قضائية، فقد تم الاتفاق على حل هذه المشكلة من خلال الآليات المحددة التالية:

- تقوم كل من حركتي فتح وحماس بتحديد قوائم المعتقلين طبقا لآخر موقف، ويتم تسليم مصر ومؤسسة حقوقية (يتفق عليها) نسخة منها بعد التحقق منها (تثبيت الأعداد والأسماء) قبل التوقيع على اتفاقية الوفاق الوطني.

- يقوم كل طرف بالإفراج عن المعتقلين الموجودين لديه من كافة الفصائل فور توقيع الاتفاقية.

- في أعقاب عملية الإفراج عن المعتقلين يقوم كل طرف بتسليم مصر قائمة تتضمن أسماء أولئك المعتقلين المتعذر الإفراج عنهم وحيثيات عدم الإفراج ورفع تقارير بالموقف لقيادتي فتح وحماس.
- بعد توقيع الاتفاقية تستمر الجهود المبذولة بمشاركة مصرية لإغلاق ملف الاعتقالات نهائيا.

المصدر: الجزيرة