الأحد، 11 أكتوبر 2009

انقسامات على الساحة الفلسطينية بسبب تاجيل المصالحة :

حمــاس تؤكـد عـدم تراجعهـا وفتـح تتهمها با ستغلال تقرير جولدستون للتهـرب

الجهــاد تشيد بــــــدور مصـــــر وتطالب بآلية جديدة لاتخـــاذ القــرار الفلسطينى

كتب ـ هشام البسيونى :

أكد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس أن حركته لم تتراجع عن قرار المصالحة ولكنها تترقَّب أفضل الأوقات لتوقيع الاتفاق موضحًا أن الموعد لن يكون بعيدًا .

قال الحية خلال مهرجان نظمه مجلس طلاب وطالبات الجامعة الإسلامية لنصرة المسجد الأقصى أمس بعنوان "الزحف والنفير للأقصى الأسير" .. ليطمئن شعبنا.. ليست حماس من تتراجع عن استحقاقاتها فقرار المصالحة الوطنية لا رجعة عنه ونحن ندفع إلى الأمام ونهيئ الظروف والأجواء ونترقب أفضل الأوقات للتوقيع على اتفاق المصالحة لأنها مصلحة للجميع .

أوضح الحية أن حركة حماس لم تعطِ مصر أي موعد ولم يتم التوافق على موعد محدد للتوقيع على الاتفاق مضيفًا أن الحوار قائم من أجل تحديد الوقت المناسب للتوقيع لان المصالحة طوق نجاة لنا جميعا من اجل رفع الحصار وفتح المعابر وتبييض السجون وإنهاء مسلسل الاعتقال السياسى .

قال الحية حول تأجيل النظر في تقرير غولدستون إن ما ارتكب هو جريمة وخطيئة كبرى ونرفض كل التبريرات التي قدِّمت، ومنها الخوف من اعتقال قادة حماس" فنحن لا نخاف الاعتقال، وإذا كانت المقاومة جريمة حرب فلنسجَّل كمجرمي حرب، ولكن القانون الدولي يتيح المقاومة للشعوب المحتلة .

حذر الحية من خطورة استمرار الاعتداء على المسجد الأقصى مؤكدا أن القدس عنوان قضيتنا ونحن نُعِدُّ المجاهدين ليل نهار ولا نظهرهم أمام الإعلام لكي يكونوا جيش القدس القادم بإذن الله

أكد سامى أبو زهرى المتحدث باسم الحركة أن القيادة المصرية تفهَّمت طلب تأجيل جلسة الحوار القادمة ووافقت عليه، على أن تستمر المشاورات حول المواعيد والخطوات اللاحقة مشيرا إلى أن وفد الحركة إلى القاهرة تقدَّم بطلب رسمي لتأجيل الحوار بسبب تسمُّم أجواء الحوار بفعل موقف سلطة رام الله من تقرير غولدستون .

أضاف أن المسئولين المصريين أبدوا تفهمًا لهذا الطلب ووافقوا عليه على أن تستمر المشاورات بين كلا الطرفين حول المواعيد والخطوات اللاحقة مشيرا إلى أن طلب التأجيل لا يمثل موقف حركة "حماس" فقط بل معظم الفصائل والقيادات الوطنية كما جاء في البيان الصادر عن لجنة المتابعة العليا.

قال ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن حركة حماس تستخدم تقرير غولدستون للتهرب من الحوار الوطني مشيرا إلى أن اللجنة التنفيذية ترفض أي مماطلة من أي طرف تٌستخدم ضد الحوار الوطني .

أضاف عبد ربه في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر المقاطعة برام الله أننا سنتوجه اليوم إلى مجلس حقوق الإنسان لننظر في تقرير غولدستون وأن مصير الوطن ومصلحته لن تكون رهن مشورة حماس وفصل غزة عن الضفة الغربية مشيرا إلى أن منظمة التحرير ستتحرك على كافة الأصعدة لوقف التصعيد ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسات في مدينة القدس.

قال إن اللجنة التنفيذية أكدت على موقف السيد الرئيس محمود عباس من أن وقف الاستيطان ابتداء من القدس وانتهاء بالضفة الغربية أمر ضروري للوصول إلى سلام عادل وحقيقي .

من جهته أشاد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي بالجهود التي تبذلها مصر لرأب الصدع الفلسطيني معربا عن أمله بأن تتوج الجهود بالوصول إلى التوافق بين مختلف الفصائل .

طالب عزام فى بيان صحفى مصر بالإستمرار في مساعيها الحثيثة للوصول إلى التوقيع على اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية مؤكدا أن تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لن يفيد أحدا في الساحة الفلسطينية .

قال إن حركة الجهاد ليست مع تأجيل الاتفاق على المصالحة وترى ضرورة استمرار المساعي للوصول إلى التوافق الذي ترعاه مصر لانه هو الذي سيخرج الفلسطينيين من الحالة التي هم عليها الآن ويمنع التفرد في اتخاذ القرار في الساحة الفلسطينية ويرتب الأوضاع الفلسطينية بطريقة صحيحة .

أشار إلى أن الاقتراح المصري الأخير الذي قدمته مصر لحركة حماس لم يصل إلى حركته بعد وأن الجهاد سوف تدرسه بعناية من أجل إتمام عملية المصالحة للخروج من الحالة الراهنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني لمجابهة التحديات التي تحاصرهم وتحيط بهم داعيا الفصائل إلى العمل على تحقيق المصالحة من أجل مجابهة التهديدات التي تجري في القدس وما يهدد أهل القدس والمسجد الأقصى المبارك واستمرار إسرائيل في خططها ومشاريعها سواء في القدس أو باقي الأراضي الفلسطينية.

أضاف عزام أنه رغم خطورة ما حدث في جنيف وإضراره بالفلسطينيين وقضيتهم وبالعلاقات بينهم إلا أن الحل يكمن في استمرار الحوار والمساعي من أجل الوصول إلى التوافق الفلسطيني – الفلسطيني مؤكدا أن ما حدث في جنيف كشف عن أزمة خطيرة في الساحة الفلسطينية تتعلق بآلية اتخاذ القرار ورغم مرور أسبوع من قرار التأجيل لم يتم التعرف على متخذ القرار وكيف تم اتخاذه ولم يخرج أي مسئول في السلطة ليوضح بشفافية ملابسات ما حدث .

شدد على أن حركة الجهاد تتمنى ألا تطول الفترة التي تراها حركة حماس وتصفها بالمناسبة للتوقيع على اتفاق المصالحة لا سيما وأن الشعب الفلسطيني كله كان يتطلع لنهاية هذا الشهر بأمل للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني التي أضرت به وبالقضية الفلسطينية مؤكدا أن الحل الأمثل لكافة المشاكل الفلسطينية هو التوصل إلى توافق يعيد ترتيب الأوضاع الفلسطينية ويحسن من الأداء الوطني الفلسطيني من خلال الاتفاق على آلية جديدة لاتخاذ القرار في الساحة الفلسطينية لعدم تكرار ما حدث في جنيف .

من جهته طالب سعيد كمال ممثل فلسطين فى منظمة تضامن الشعبوب الأفرو آسيوية  الأمين العام المساعد السابق للجامعة العربية الفصائل والتنظيمات الفلسطينية وحركة فتح  بالحضور إلى القاهرة  من جانب واحد  فى 25 أكتوبر الجارى خضوعا إلى رغبة الشعب الفلسطينى والإستمرار فى القاهرة حتى يحضر الجميع للتوقيع على إتفاق المصالحة الفلسطينية .

قال  إن هدف حماس من طلب تأجيل التوقيع على إتفاق المصالحة ليس بسبب تداعيات تقرير جولدستون وإنما تعطيل قرار الرئيس محمود عباس بإصدار قرار بالدعوة إلى إجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية قبل إجرائها بثلاثة أشهر وإستمرار الهجوم على الرئيس محمود عباس.

وعقب الإعلان عن تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية أجرى عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية سلسلة من الاتصالات مع وزراء الخارجية العرب الاعضاء فى لجنة المتابعة العربية لعملية السلام لتحديد موعد ملائم لانعقاد هذه اللجنة التى كان من المفترض عقدها على هامش توقيع الفصائل الفلسطينية لاتفاق المصالحة فى القاهرة يوم الخامس والعشرين من الشهر الجارى .

أوضحت مصادر أن إمكانية التأجيل واردة لأن اجتماع المتابعة تقرر عقده بمناسبة مشاركة عدد من وزراء الخارجية الاعضاء فى اللجنة فى حفل التوقيع كشهود وعندما تم الإعلان عن تأجيل التوقيع فإن أجندة الاجتماع ستتغير والتى كانت ستركز على مرحلة ما بعد المصالحة وتوحيد الموقف الفلسطينى إلى جانب مراجعة الموقف من عملية السلام بعد زيارة ميتشيل لتل أبيب ورام الله ومصر إلى جانب العلاقات الفلسطينية العربية والفلسطينية الاسرائيلية والعلاقات العربية العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق